موسكو تتقدم ميدانياً وتتهم كييف باستخدام المحطات النووية لتخزين الأسلحة

مؤسس «فاغنر» يدعو الأميركيين والبريطانيين لـ«طلب الصفح»

رجل يسير في قرية من دونيتسك في ظل استمرار المعارك في الإقليم (إ.ب.أ)
رجل يسير في قرية من دونيتسك في ظل استمرار المعارك في الإقليم (إ.ب.أ)
TT

موسكو تتقدم ميدانياً وتتهم كييف باستخدام المحطات النووية لتخزين الأسلحة

رجل يسير في قرية من دونيتسك في ظل استمرار المعارك في الإقليم (إ.ب.أ)
رجل يسير في قرية من دونيتسك في ظل استمرار المعارك في الإقليم (إ.ب.أ)

ظهر الزعيم الانفصالي الموالي لروسيا في شرق أوكرانيا دينيس بوشيلين في مدينة سوليدار التي أعلنت موسكو السيطرة عليها منذ أكثر من أسبوع، وتنفي كييف حتى الآن سقوطها في أيدي الروس؛ وذلك تزامناً مع اتهام موسكو لكييف باستخدام المحطات النووية لتخزين الأسلحة.
وأعلن الانفصاليون، اليوم (الاثنين)، السيطرة على قريتين، هما كراسنوبوليفكا ودفوريتشي الواقعتان بالقرب من سوليدار. وذكرت «هيئة الأركان» في دونيتسك على «تليغرام»، أنه «في 23 يناير (كانون الثاني) 2023، حررت القوات المسلحة الروسية كراسنوبوليفكا ودفوريتشي» البلدتين الواقعتين في المنطقة التي تشكل معقل الانفصاليين الموالين لروسيا والقريبتين من باخموت، مركز القتال بين القوات الروسية والأوكرانية منذ أشهر في شرق أوكرانيا.
وقال بوشيلين مساء الأحد في رسالة نشرها على «تليغرام» مصحوبة بمقطع فيديو يظهر فيه بين مبان محترقة ونوافذ محطمة «زرت سوليدار (...) كان يجب معرفة ما إذا كانت هناك حاجة إلى نشر نقاط مساعدة إنسانية فيها». وأضاف بوشيلين «لم يبقَ سوى عدد قليل جداً من السكان» في هذه المدينة التي كان عدد سكانها يبلغ قبل الحرب نحو 11 ألف نسمة والواقعة شمال باخموت.
من جهة أخرى، شنّ مؤسس الشركة العسكرية الروسية «فاغنر» يفغيني بريغوجين، هجوماً لاذعاً على الولايات المتحدة وبريطانيا بعد مرور يومين على تصنيف مجموعاته العسكرية كـ«منظمة إجرامية عابرة للحدود»، وفي تعليق على مقالة في صحيفة غربية قارنت بين النفوذ والسطوة التي بات يتمتع بها زعيم مجموعة «فاغنر» وتلك التي كان يمتلكها الراهب الغامض غريغوري راسبوتين، في عهد آخر إمبراطور روسي نيكولاي الثاني. وقال بريغوجين، إنه لم يكن على دراية بتاريخ راسبوتين، لكن يعلم أن الأخير «أوقف دماء الإمبراطور الشاب بالمؤامرات»، في إشارة إلى أنه كان «معالجاً روحياً» للحاكم الروسي، في المقابل قال بريغوجين عن نفسه، إنه «لا يوقف الدماء، بل يريقها»، وزاد «أنا أريق دماء الأعداء، ليس بالمؤامرات ،بل عبر الاحتكاك المباشر معهم».
ودعا ممول «فاغنر» الأميركيين والبريطانيين لـ«طلب المغفرة» والتصرف بعد ذلك «بشكل طبيعي مثل الأطفال الذين يرتكبون أخطاء ويحاولون لفت انتباه الأب بكل أنواع الحيل غير المتوقعة... لذلك؛ كل ما يتعين على البريطانيين والأميركيين فعله الآن هو القدوم إلى الأب، وطلب الصفح والتصرف بعد ذلك بشكل طبيعي».
وفي وقت سابق، وصف بريغوجين، وحدات «فاغنر» بـ«الجيش الأكثر خبرة من بين جميع الجيوش الموجودة في العالم في الوقت الحالي»، كما أشار رجل الأعمال، إلى أن مقاتليه «يقاتلون منذ سنوات عديدة وينفذون جميع المهام الموكلة بشكل مستقل؛ لأن لديهم معدات قتالية خاصة بهم».
كما سخر من تصنيف منظمته كمنظمة إجرامية، وقال «الآن انتقلت علاقتي بالأميركيين إلى مستوى جديد... لقد أصبحنا زملاء».
وكان بريغوجين الذي لعبت قواته دوراً حاسماً في السيطرة على سوليدار والانتقال نحو باخموت أخيراً، أعلن عن إحراز تقدم ملموس على الجبهة، وقال، إن القوات سيطرت على بلدتين في محيط باخموت وتواصل التقدم هناك.
وفي زابوريجيا أفاد عضو المجلس المحلي الذي أنشأته روسيا لإدارة المنطقة فلاديمير روغوف، بأن القوات الروسية نجحت في إبعاد خط التماس عن المناطق المأهولة والتقدم نحو محاور مواجهة مريحة أكثر للقوات. وزاد لوكالة أنباء «نوفوستي» الحكومية الروسية، «جعلت العمليات الهجومية للجيش الروسي من الممكن تحريك خط النار بعيداً عن المدن والقرى في منطقة زابوريجيا».
وكان قد أفيد في وقت سابق، بأن العمليات الهجومية الرئيسية للجيش الروسي على خط جبهة زابوريجيا تتركز في منطقة مدينتي أوريخوف وغولياي بوليه. ووفقاً لروغوف، فقد تمكنت القوات الروسية، خلال عملياتها الهجومية، من «تحرير عدد من القرى التي كانت تستخدمها القوات الأوكرانية كمعاقل لضرب المدنيين الذين يعيشون في الجزء المحرر من منطقة زابوريجيا».
على صعيد آخر، أعلن رئيس جهاز المخابرات الخارجية سيرغي ناريشكين، أن كييف «قامت بنشر أسلحة وذخائر خلف المفاعلات النووية في محطات الطاقة النووية، مدركة أن القوات الروسية لن تهاجم تلك المحطات». وقال ناريشكين «تستند حساباتهم إلى حقيقة أن القوات المسلحة الروسية؛ إدراكاً منها لخطر وقوع كارثة نووية، لن تضرب أراضي محطات الطاقة النووية. ومع ذلك، فإذا حدث تفجير واسع النطاق للمستودعات، وتم تدمير أي من المفاعلات النووية لمحطات توليد الكهرباء جراء أي خطأ آخر لصاروخ (ضل طريقه) للدفاع الجوي الأوكراني، فيمكن دائماً إلقاء اللوم على موسكو، حيث إن كييف مقتنعة تماماً بذلك؛ نظراً للتشجيع الضمني من جانب الغرب لقصف المدفعية الأوكرانية لمحطة الطاقة النووية في زابوريجيا».
من جهة أخرى، لفت نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، إلى أن التصريحات الأميركية حول احتمال إمداد أوكرانيا بصواريخ بعيدة المدى لمهاجمة شبه جزيرة القرم، تعد «جزءاً من الحرب النفسية».
وأوضح ريابكوف لوكالة «نوفوستي» الحكومية الروسية، أن الحديث عن إمداد الغرب لأوكرانيا بمثل هذه الأسلحة، هو «جزء من الحرب النفسية، التي تشكل بدورها جزءاً من الحرب الغربية الهجينة ضد روسيا، بقيادة الولايات المتحدة». وأضاف، أن الغرب يستمر في تأجيج الصراع في أوكرانيا، رغم جميع التحذيرات الروسية، مشيراً إلى أن إمداد أوكرانيا بالأسلحة ورفع وتيرة التصعيد «ستكون له عواقب وخيمة وغير متوقعة». وأكد، أن «العملية الروسية العسكرية الخاصة في أوكرانيا ستحقق أهدافها في جميع الأحوال، وسوف يتم تدمير جميع الأسلحة الغربية في أوكرانيا».
وفي وقت سابق، أعلن رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب الأميركي، مايكل ماكول، بأنه «يجب على الولايات المتحدة إمداد أوكرانيا بصواريخ باليستية تكتيكية بعيدة المدى لمساعدتها في ضرب أراضي شبه جزيرة القرم وهزيمة روسيا».


مقالات ذات صلة

أوروبا وزير الدفاع الروسي أندريه بيلوسوف (لقطة من فيديو لوزارة الدفاع الروسية)

وزير الدفاع الروسي: أوكرانيا تحاول دون جدوى السيطرة على كوبيانسك

قال وزير الدفاع الروسي أندريه بيلوسوف، اليوم الأربعاء، إن القوات الأوكرانية تحاول دون جدوى السيطرة على بلدة كوبيانسك في شمال شرق أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني (رويترز)

إيطاليا: استخدام الأصول الروسية المجمدة لا يزال أمراً «بالغ الصعوبة»

قالت رئيسة الوزراء الإيطالية إن إيجاد آلية قانونية لاستخدام الأصول الروسية المجمدة لتمويل أوكرانيا لا يزال أمراً «بالغ الصعوبة».

«الشرق الأوسط» (روما )
أوروبا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يستمع إلى سكرتير المجلس العام لحزب «روسيا الموحدة» فلاديمير ياكوشيف خلال اجتماعهما في الكرملين بموسكو يوم 15 ديسمبر 2025 (أ.ب) play-circle

بوتين: روسيا ستحقق أهدافها في أوكرانيا «بكل تأكيد»

شدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الأربعاء، على أن موسكو ستحقق أهدافها من عملية أوكرانيا العسكرية «بكل تأكيد».

«الشرق الأوسط» (موسكو)
الاقتصاد أكبر مقر في أوروبا لتخزين الغاز بمدينة ريدين الألمانية (رويترز)

البرلمان الأوروبي يوافق على التخلص التدريجي من واردات الغاز الروسي بنهاية 2027

وافق البرلمان الأوروبي، الأربعاء، على خطة الاتحاد الأوروبي للتخلص التدريجي من واردات الغاز الروسي بحلول أواخر عام 2027.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)

ماتشادو بخير رغم إصابتها في الظهر

ماريا كورينا ماتشادو (أ.ف.ب)
ماريا كورينا ماتشادو (أ.ف.ب)
TT

ماتشادو بخير رغم إصابتها في الظهر

ماريا كورينا ماتشادو (أ.ف.ب)
ماريا كورينا ماتشادو (أ.ف.ب)

قال متحدث باسم زعيمة المعارضة الفنزويلية الحائزة جائزة نوبل للسلام، ماريا كورينا ماتشادو، اليوم (الأربعاء)، إنها بخير، على الرغم من تعرضها لإصابة في الظهر، وذلك في أثناء رحلتها الأخيرة من فنزويلا.

وأُصيبت ماتشادو بكسر في إحدى فقرات الظهر في أثناء فرارها من بلدها على متن قارب صغير الأسبوع الماضي، لتسلم الجائزة في أوسلو.

وقال متحدث باسمها إن الزعيمة المعارضة الحائزة نوبل «في حالة جيدة وتحضر حالياً مواعيد طبية مع إخصائيّ لضمان تعافيها السريع والتام».

وأضاف أنها «لم تعد في أوسلو». ولم يذكر مكان وجودها.

وذهبت ماتشادو إلى النرويج في تحدٍّ لحظر السفر الذي فرضته السلطات في فنزويلا منذ عشر سنوات، وبعد أن أمضت أكثر من عام مختبئة، لكنها وصلت متأخرةً جداً لحضور حفل توزيع الجائزة الرسمي الأسبوع الماضي.

وقالت إنها تنوي العودة إلى فنزويلا.


هجوم سيدني يسلّط الضوء مجدداً على جماعات مينداناو المسلحة المتطرّفة في الفلبين

ناقلة جنود مدرعة وقوات حكومية تسير باتجاه جسر ماباندي في مدينة ماراوي بجزيرة مينداناو الفلبينية في 30 أغسطس 2017 (رويترز)
ناقلة جنود مدرعة وقوات حكومية تسير باتجاه جسر ماباندي في مدينة ماراوي بجزيرة مينداناو الفلبينية في 30 أغسطس 2017 (رويترز)
TT

هجوم سيدني يسلّط الضوء مجدداً على جماعات مينداناو المسلحة المتطرّفة في الفلبين

ناقلة جنود مدرعة وقوات حكومية تسير باتجاه جسر ماباندي في مدينة ماراوي بجزيرة مينداناو الفلبينية في 30 أغسطس 2017 (رويترز)
ناقلة جنود مدرعة وقوات حكومية تسير باتجاه جسر ماباندي في مدينة ماراوي بجزيرة مينداناو الفلبينية في 30 أغسطس 2017 (رويترز)

أعادت زيارة قام بها المشتبه بهما في تنفيذ اعتداء سيدني الذي أودى بحياة 15 شخصاً تسليط الضوء على جزيرة مينداناو المضطربة في جنوب الفلبين.

وتحقق الشرطة الأسترالية في احتمال أن الأب وابنه ساجد ونافيد أكرم سافرا إلى الفلبين لتلقي تدريبات مع متطرفين، وهو احتمال تصر الحكومة الفلبينية على عدم وجود دليل عليه.

أمل مسلحون متطرّفون في الماضي بتحويل مينداناو إلى مقر لدولة «الخلافة» التي سعوا لإقامتها في جنوب شرقي آسيا.

فيما يلي لمحة عن تاريخ المنطقة العنيف، والتحوّلات التي شهدتها خلال العقد الأخير، والوضع الحالي لمعركة الحكومة ضد المتطرفين، حسب تقرير لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

تاريخ من التمرّد

يعود تاريخ النزاعات في مينداناو الواقعة في الثلث الجنوبي من الأرخبيل وتُعد موطناً تقليدياً للأقلية المسلمة في الفلبين (وعددها خمسة ملايين نسمة) إلى حقبتي الاستعمار الإسباني، والأميركي من القرن السادس عشر وحتى مطلع القرن الحادي والعشرين.

وبعد استقلال الفلبين، بدأ تمرّد انفصالي في مطلع السبعينات. ووفّرت الحدود المليئة بالثغرات وضعف الإجراءات الأمنية وانتشار الأسلحة النارية في أيدي السكان بيئة خصبة للجماعات المتمرّدة للسعي لأهدافها.

تبدّل الولاءات

بدأ مقاتلون أصغر سناً الانشقاق عن متمرّدين انفصاليين مطلع التسعينات ليشكلوا جماعات على غرار جماعة «أبو سياف» التي نفّذت عمليات تفجير دموية ضد أهداف مسيحية، وخطفت سياحاً غربيين لتمويل أنشطتها.

وبدأ مستشارون عسكريون أميركيون الانتشار في المنطقة عام 2002 لمساعدة الفلبين على مواجهة الجماعات المتمردة بعد اعتداءات 11 سبتمبر (أيلول) 2001 في الولايات المتحدة.

وبحلول العام 2014، بدأت جماعات بينها «أبو سياف» و«ماوتي» مبايعة تنظيم «داعش».

سلام هش

أنهى الجيل الأقدم من المتمردين المتطرفين معركتهم في 2014 عندما وقّعوا اتفاق سلام مقابل الحصول على حكم ذاتي محدود في عدد ضئيل من المقاطعات المسلمة، لكن الجماعات المرتبطة بتنظيم «داعش» لم تعترف بالاتفاق، وواصلت عملياتها المسلحة.

وبينما سيصبح لدى منطقة «باغسامورو ذاتية الحكم في مينداناو المسلمة» برلمانها المنتخب قريباً، إلا أن عملية نزع آلاف الأسلحة كانت بطيئة، فيما انخرط متمرّدون مسلحون بين فينة وأخرى في نزاعات عائلية دموية أدت أحياناً إلى مقتل جنود، وعناصر شرطة.

جنود يقفون حراساً في شارع خلال عملية عسكرية حكومية على متمردي جماعة ماوتي في جزيرة مينداناو في الفلبين 2 يونيو 2017 (رويترز)

معركة مراوي الدموية

في مايو (أيار) 2017، تحرّك مئات المقاتلين الفلبينيين الإسلامويين الذين انضم إليهم مقاتلون أجانب للسيطرة على مدينة مراوي في مينداناو، سعياً لتحويلها إلى عاصمة لدولة الخلافة التي كانوا يسعون لإعلانها في جنوب شرقي آسيا.

وانتهى حصار حكومي دموي للمدينة بعد خمسة شهور، وبعد مقتل أكثر من ألف شخص، والعديد من كبار قادة الجماعات المسلحة.

«مشرذمة» لكنها موجودة

يشير الجيش الفلبيني إلى أن عدد المتطرفين المتبقين في مينداناو بات أكثر بقليل من 50 شخصاً، مقارنة مع 1257 في 2016.

وقالت الناطقة باسم الجيش الكولونيل فرانسيل باديلا للصحافيين، الأربعاء، إن هذه المجموعات باتت «مشرذمة، ومن دون قيادة»، مشيرة إلى أن السياحة تزدهر حالياً في مناطق شهدت في الماضي عمليات خطف.

لكن العمليات العسكرية ما زالت متواصلة فيما أعلن الجيش الأسبوع الماضي قتل شخص يشتبه بأنه زعيم جماعة مسلحة.

وبينما أقر بأن العمليات التي نفذتها الحكومة صعّبت نشاط المتطرفين، قال المحلل الأمني في مانيلا روميل بانلاوي لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، إنهم ما زالوا يقيمون ارتباطات «محلياً وعالمياً»، ويديرون معسكرات تدريبية في وسط مينداناو.


بينها القتل والإرهاب... توجيه 59 اتهاماً لمنفّذ «هجوم سيدني»

صورة نشرتها وسائل إعلام أسترالية لنافيد أكرم خلال الهجوم على شاطئ بوندي
صورة نشرتها وسائل إعلام أسترالية لنافيد أكرم خلال الهجوم على شاطئ بوندي
TT

بينها القتل والإرهاب... توجيه 59 اتهاماً لمنفّذ «هجوم سيدني»

صورة نشرتها وسائل إعلام أسترالية لنافيد أكرم خلال الهجوم على شاطئ بوندي
صورة نشرتها وسائل إعلام أسترالية لنافيد أكرم خلال الهجوم على شاطئ بوندي

وجّهت الشرطة الأسترالية 59 اتهاماً، بينهما الإرهاب وقتل 15 شخصاً، للمشتبه به في اعتداء شاطئ بوندي نافيد أكرم، الأربعاء، بعد أسوأ عملية إطلاق نار جماعية تشهدها أستراليا منذ عقود.

وقالت شرطة نيو ساوث ويلز إن «الشرطة ستتهم في المحكمة الرجل بالقيام بسلوك تسبب بالقتل وبإصابات خطيرة وبتعريض حياة أشخاص للخطر من أجل الدفاع عن قضية دينية وإثارة الخوف في المجتمع».

وتشمل الاتهامات أيضاً 40 اتهاماً بالإيذاء بنية القتل اتصالاً بسقوط جرحى ووضع عبوة ناسفة قرب مبنى بهدف الإيذاء.

وأفادت في بيان بأن المؤشرات الأولية تدل على هجوم إرهابي مستوحى من تنظيم «داعش» المدرج على قائمة الإرهاب في أستراليا.

أول جنازة لضحايا هجوم سيدني

وأقامت أستراليا اليوم أول جنازة لضحايا حادث إطلاق النار الجماعي؛ حيث تجمعت حشود كبيرة لتأبين حاخام قُتل في الهجوم.

وقَتل ساجد أكرم وابنه نافيد 15 شخصاً، عندما أطلقا النار على جمع من المحتفلين بعيد «حانوكا» اليهودي، على الشاطئ الشهير، مساء الأحد.

كان بين القتلى فتاة تبلغ 10 سنوات، وناجيان من المحرقة، وزوجان قُتلا بالرصاص لدى محاولتهما وقف الهجوم، بينما نُقل أكثر من 40 شخصاً إلى المستشفى.

كان إيلي شلانغر -وهو أب لخمسة ومعروف باسم «حاخام بوندي»- أول شخص يتم تأبينه بإقامة مراسم في كنيس «حباد بوندي»، حسب «وكالة الصحافة الفرنسية».

وصول نعش إيلي شلانغر حاخام بوندي إلى مكان الجنازة (إ.ب.أ)

وسيقيم كنيس «حباد بوندي» جنازة أخرى للحاخام يعقوب ليفيتان البالغ 39 عاماً، بعد ظهر اليوم.

من جهته، قال رئيس الوزراء أنتوني ألبانيز، الأربعاء: «قلبي مع المجتمع اليوم وكل يوم».

وأضاف في تصريح لمحطة إذاعية محلية: «لكن اليوم سيكون يوماً صعباً بشكل خاص مع بدء أولى الجنازات».

نعش الحاخام يعقوب ليفيتان (إ.ب.أ)

بث الذعر

وقالت السلطات إن الهجوم كان يهدف إلى بث الذعر بين اليهود في البلاد.

وقال ألبانيز إن المسلحَين -وهما رجل وابنه- كانا مدفوعين بـ«آيديولوجية الكراهية».

وأشار الثلاثاء إلى أن الجريمة كانت مدفوعة «بآيديولوجية تنظيم (داعش)... الآيديولوجية التي كانت سائدة لأكثر من عقد، وأدت إلى آيديولوجية الكراهية هذه».

وقال ألبانيزي إن نافيد أكرم -وهو عامل بناء عاطل عن العمل يبلغ 24 عاماً- لفت انتباه وكالة الاستخبارات الأسترالية عام 2019 «بسبب صلته بآخرين»؛ لكن لم يُعتبر تهديداً وشيكاً وقتها.

وأضاف: «لقد حققوا معه، وحققوا مع أفراد أسرته، وحققوا مع أشخاص محيطين به... ولكنه لم يُعتبر في ذلك الوقت شخصاً مثيراً للاهتمام».

وتجري الشرطة تحقيقات لمعرفة ما إذا كان الرجلان التقيا متطرفين خلال زيارة للفلبين، قبل أسابيع من الهجوم.

وأكدت إدارة الهجرة في مانيلا لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» أنهما أمضيا معظم شهر نوفمبر (تشرين الثاني) في البلاد، وكانت دافاو وجهتهما النهائية.

ولهذه المنطقة الواقعة في جزيرة مينداناو الجنوبية، تاريخ طويل من حركات التمرد والتطرف.

وأطلق الرجل وابنه النار على الحشد عند الشاطئ لمدة 10 دقائق، قبل أن تفتح الشرطة النار على ساجد البالغ 50 عاماً وتقتله.

أما نافيد الذي أصيب برصاص الشرطة، فنقل إلى المستشفى في حالة حرجة، وقد أفادت وسائل إعلام محلية بأنه استيقظ من غيبوبة ليل الثلاثاء- الأربعاء.

وأظهرت لقطات كاميرا سيارة، نشرت أخيراً، الزوجين بوريس وصوفيا غورمان وهما يحاولان إحباط الهجوم في مراحله الأولى.

وقام الميكانيكي المتقاعد بوريس غورمان، البالغ 69 عاماً، بإسقاط أحد المهاجمين أرضاً، بينما كان يحاول انتزاع سلاحه. وتمكَّن من الإمساك بسلاح ساجد أكرم لفترة وجيزة، بينما اندفعت زوجته صوفيا البالغة 61 عاماً نحوه لمساعدته. ولكن المهاجم تمكَّن من سحب سلاح آخر، وأطلق النار على الزوجين وقتلهما.

واتفق قادة أستراليا، الاثنين، على تشديد القوانين التي سمحت للأب بامتلاك 6 أسلحة نارية.

ولم تشهد أستراليا حوادث إطلاق نار مماثلة منذ قتل مسلح 35 شخصاً في مدينة بورت آرثر السياحية عام 1996.

وأدت تلك الحادثة إلى حملة تضمنت برنامجاً لإعادة شراء الأسلحة، وفرض قيود على الأسلحة النصف آلية.

لكن في السنوات الأخيرة، سجلت أستراليا ارتفاعاً مطرداً في عدد الأسلحة النارية التي يملكها أفراد.

أحد المشيعين يشعل الشموع حول أكاليل زهور وُضعت لتكريم ضحايا الهجوم (أ.ف.ب)

وتسبب الهجوم الأخير في إحياء الادعاءات بأن أستراليا لا تبذل جهوداً كبيرة لمحاربة معاداة السامية.

ودعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الدول الغربية إلى تكثيف جهودها لمكافحة معاداة السامية وحماية المجتمعات اليهودية.

وقال في خطاب بثه التلفزيون، الثلاثاء: «أطالب الحكومات الغربية باتخاذ الإجراءات اللازمة لمكافحة معاداة السامية، وتوفير الأمن والحماية التي تحتاج إليها المجتمعات اليهودية في كل أنحاء العالم. ومن الأجدر بها أن تستجيب لتحذيراتنا. أطالب بالتحرك الفوري».