وفد من «حزب الله» عند باسيل اليوم

جعجع تعهد «النضال لتحرير لبنان»

سمير جعجع (إعلام «القوات اللبنانية»)
سمير جعجع (إعلام «القوات اللبنانية»)
TT

وفد من «حزب الله» عند باسيل اليوم

سمير جعجع (إعلام «القوات اللبنانية»)
سمير جعجع (إعلام «القوات اللبنانية»)

تنتظر الساحة السياسية اللبنانية لقاء بين وفد من «حزب الله» ورئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل بعد خلاف بين «الحليفين» على خلفية الانتخابات الرئاسية اللبنانية، فيما تعهد رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع «النضال لتحرير البلاد من سطوة (حزب الله) وحلفائه».
ويزور وفد من الحزب يضم المعاون السياسي لأمينه العام حسين الخليل ورئيس «وحدة الارتباط والتنسيق» في الحزب وفيق صفا، باسيل «التيار» في ميرنا الشالوحي (شرق بيروت)، حسب ما ذكرت قناة «المنار» الناطقة باسم الحزب، وقناة «أو تي في» التلفزيونية الناطقة باسم «التيار». ويعد هذا اللقاء الأول من نوعه بعد توتر العلاقة بين الطرفين على خلفية الملف الرئاسي ودفع الحزب باتجاه انتخاب رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية رئيساً للجمهورية، وبعد توتر آخر على خلفية مشاركة وزراء الحزب في جلسات الحكومة التي يرفض باسيل انعقادها.
ويسعى الحزب لتحقيق اختراق في ملف الرئاسة المتعثر، ويكرر الدعوة للتوافق على رئيس جديد للجمهورية. وأكد عضو كتلة الحزب (الوفاء للمقاومة) النائب حسن فضل الله: «إننا نعمل على البحث عن الحلول للأزمات الداخلية، وفي طليعتها ملء الشغور الرئاسي بشخصية تحمل مواصفات قادرة على توفير عوامل الإنقاذ للبلد، وهذا يحتاج إلى توافقات»، مشيراً إلى أن «التوازنات الحالية بما فيها تركيبة المجلس النيابي، لا تسمح لأي فريق بالإتيان برئيس للجمهورية، والطريق المتاح هو الحوار والتوافق». وتابع: «نحن نتعاطى مع الاستحقاق بأعلى درجات المسؤولية الوطنية، بعيداً عن الاستعراض والشعبوية، لأن المهم القيام بالخطوات التي تساعد في الوصول إلى انتخاب الرئيس، لإعادة الانتظام إلى المؤسسات الدستورية، والبدء بالعمل الجاد للخروج من الانهيار».
وفيما يعمل الحزب على إيصال رئيس مقرب منه، وفق «الشروط» التي أعلن عنها في السابق، أكد رئيس «القوات» سمير جعجع: «إننا لن نقبل أبداً بأي أمر واقع وسنستمر في النضال حتى نصل إلى بناء دولة عادلة قوية نعيش جميعاً في كنفها بحرية»، مشدداً على «أننا لن ننصاع لأي ضغوط»، وأضاف: «جميع الخيارات السياسية مطروحة أمامنا من أجل تحرير البلاد والعباد من سطوة (حزب الله) وحلفائه، أي محور الممانعة، الذي أوصلنا إلى أتون جهنّم الذي نتخبّط به اليوم».
وإذ أكد جعجع أنّ «المشكلة السياسية في البلاد واضحة، فهناك من يبدي مصالح المحور على المصالح الوطنية، وهناك من يبدي مصالحه الشخصية على مصالح الناس، وهناك من يفتقد إلى الخبرة والدراية وحتى في بعض الأحيان إلى الشجاعة للقيام بما يجب القيام به»، رأى أنّ «حل هذه المشكلة هو الإتيان برئيس سيادي إصلاحي يبدي المصلحة الوطنية ويعمل على تأليف حكومة سيادية وإصلاحية تعمل على إقرار الإصلاحات وتقويم عمل المؤسسات العامة ومكافحة كل أنواع الفساد فيها».
ويرشح حزب «القوات» إلى جانب «التقدمي الاشتراكي» و«الكتائب» وشخصيات سيادية ومستقلة، النائب ميشال معوض، وهو ما يرفضه «حزب الله» بالقول إنه لن يقبل بـ«مرشح تحدي». وقال عضو «كتلة اللقاء الديمقراطي» (التقدمي الاشتراكي) النائب وائل أبو فاعور: «بالتصويت لمعوّض كان الهدف ولا يزال العمل على زيادة عدد الأصوات للوصول إلى 65 صوتاً»، لافتاً في تصريح لقناة «أم تي في» إلى «أننا في تنسيق دائم معه». لكنه قال إن «توازنات المجلس تقود إلى خلاصة أنّنا بحاجة إلى تفاهم للخروج برئيس»، مشدداً على أن «انتظار الحلّ من الخارج ليس في مكانه».
وإذ شدد على أنه «لم يعد ممكناً الاستمرار بهذا المسار في ظلّ غياب اليقين السياسي والأزمة الاقتصادية ونتمنّى أن تكون التسوية على اسم ميشال معوّض»، لفت إلى أن «اللقاء مع حزب الله يأتي في سياق مجموعة من الاتصالات التي يقوم بها جنبلاط بهدف الخروج من الأزمة»، مؤكداً «أن لا مصالح شخصيّة منه، بل الهدف كان البحث في توافق على مخرج للأزمة الرئاسية».
وإلى جانب «حزب الله» و«الاشتراكي»، ترى «حركة أمل» التي يرأسها رئيس البرلمان نبيه بري أن لا حل إلا بالتفاهم. وجدد عضو كتلتها النيابية (التنمية والتحرير) النائب علي خريس «التزام حركة أمل بالحوار طريقاً للوصول إلى تعافي البلد وانتخاب رئيس للجمهورية».
إلى ذلك، أعرب النائب غسان سكاف عن خشيته من انحلال الوطن وليس فقط الدولة اللبنانية. وتابع: «البلاد مقبلة على اشتعال الشارع على خلفية الأوضاع الاقتصادية». وتطرق سكاف في حديث إذاعي إلى الملف الرئاسي، وقال: «اليوم المجتمع الإقليمي والدولي أطفأ محركاته، ومسار الحل يحتاج إلى تعاضد وتعاون الجميع على قواسم مشتركة تبدأ داخلياً وتنتهي في الخارج».


مقالات ذات صلة

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

المشرق العربي رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

تُوفّي الموسيقار اللبناني إيلي شويري، عن 84 عاماً، الأربعاء، بعد تعرُّضه لأزمة صحية، نُقل على أثرها إلى المستشفى، حيث فارق الحياة. وأكدت ابنته كارول، لـ«الشرق الأوسط»، أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قبل أن تعلم به العائلة، وأنها كانت معه لحظة فارق الحياة.

المشرق العربي القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

وجّه المجلس التأديبي للقضاة في لبنان ضربة قوية للمدعية العامة في جبل لبنان القاضية غادة عون، عبر القرار الذي أصدره وقضى بطردها من القضاء، بناء على «مخالفات ارتكبتها في إطار ممارستها لمهمتها القضائية والتمرّد على قرارات رؤسائها والمرجعيات القضائية، وعدم الامتثال للتنبيهات التي وجّهت إليها». القرار التأديبي صدر بإجماع أعضاء المجلس الذي يرأسه رئيس محكمة التمييز الجزائية القاضي جمال الحجار، وجاء نتيجة جلسات محاكمة خضعت إليها القاضية عون، بناء على توصية صدرت عن التفتيش القضائي، واستناداً إلى دعاوى قدمها متضررون من إجراءات اتخذتها بمعرض تحقيقها في ملفات عالقة أمامها، ومخالفتها لتعليمات صادرة عن مرجع

يوسف دياب (بيروت)
المشرق العربي جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

رأى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أن فرص انتخاب مرشح قوى 8 آذار، رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، «باتت معدومة»، مشيراً إلى أن الرهان على الوقت «لن ينفع، وسيفاقم الأزمة ويؤخر الإصلاح». ويأتي موقف جعجع في ظل فراغ رئاسي يمتد منذ 31 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، حيث فشل البرلمان بانتخاب رئيس، وحالت الخلافات السياسية دون الاتفاق على شخصية واحدة يتم تأمين النصاب القانوني في مجلس النواب لانتخابها، أي بحضور 86 نائباً في دورة الانتخاب الثانية، في حال فشل ثلثا أعضاء المجلس (86 نائباً من أصل 128) في انتخابه بالدورة الأولى. وتدعم قوى 8 آذار، وصول فرنجية إلى الرئاسة، فيما تعارض القوى المسيحية الأكثر

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

جدد سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان، وليد بخاري، تأكيد موقف المملكة من الاستحقاق الرئاسي اللبناني بوصفه «شأناً سياسياً داخلياً لبنانياً»، حسبما أعلن المتحدث باسم البطريركية المارونية في لبنان بعد لقاء بخاري بالبطريرك الماروني بشارة الراعي، بدأ فيه السفير السعودي اليوم الثاني من جولته على قيادات دينية وسياسية لبنانية. وفي حين غادر السفير بخاري بكركي من دون الإدلاء بأي تصريح، أكد المسؤول الإعلامي في الصرح البطريركي وليد غياض، أن بخاري نقل إلى الراعي تحيات المملكة وأثنى على دوره، مثمناً المبادرات التي قام ويقوم بها في موضوع الاستحقاق الرئاسي في سبيل التوصل إلى توافق ويضع حداً للفراغ الرئا

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

تأتي جولة سفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى لبنان دوروثي شيا على المرجعيات الروحية والسياسية اللبنانية في سياق سؤالها عن الخطوات المطلوبة لتفادي الشغور في حاكمية مصرف لبنان بانتهاء ولاية رياض سلامة في مطلع يوليو (تموز) المقبل في حال تعذّر على المجلس النيابي انتخاب رئيس للجمهورية قبل هذا التاريخ. وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر نيابية ووزارية أن تحرك السفيرة الأميركية، وإن كان يبقى تحت سقف حث النواب على انتخاب رئيس للجمهورية لما للشغور الرئاسي من ارتدادات سلبية تدفع باتجاه تدحرج لبنان من سيئ إلى أسوأ، فإن الوجه الآخر لتحركها يكمن في استباق تمدد هذا الشغور نحو حاكمية مصرف لبنان في حال استحال عل

محمد شقير (بيروت)

حشود ساحة الأمويين تبايع «سوريا الجديدة»

ساحة الأمويين غصت بآلاف السوريين المحتفين بـ"جمعة النصر" (رويترز)
ساحة الأمويين غصت بآلاف السوريين المحتفين بـ"جمعة النصر" (رويترز)
TT

حشود ساحة الأمويين تبايع «سوريا الجديدة»

ساحة الأمويين غصت بآلاف السوريين المحتفين بـ"جمعة النصر" (رويترز)
ساحة الأمويين غصت بآلاف السوريين المحتفين بـ"جمعة النصر" (رويترز)

فيما وصف بأنَّه «مبايعة» لـ«سوريا الجديدة»، خرج عشرات آلاف السوريين إلى الساحات في دمشق وكل المدن الرئيسية، ليحتفلوا بـ«جمعة النصر» بعد أيام من سقوط بشار الأسد «اللاجئ» في موسكو، حيث يستعد لـ«رفاهية المنفى».

وتوافد آلاف السوريين إلى باحة الجامع الأموي في دمشق، قبيل صلاة الجمعة التي شارك فيها قائد «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع المكنى «أبو محمد الجولاني»، الذي يقود فصيله السلطة الجديدة في دمشق، ورئيس الحكومة المؤقتة محمد البشير.

وللمرة الأولى في تاريخ سوريا، ألقى البشير، خطبة الجمعة في الجامع الأموي ذي المكانة الدينية التاريخية بالعاصمة، بحضور أكثر من 60 ألف مُصلٍّ، حسب وسائل إعلام محلية. وتحدث البشير عن «تغيير الظلم الذي لحق بالسوريين، والدمشقيين تحديداً»، مشدداً على «الوحدة بين مختلف أطياف الشعب السوري».

وبعد الصلاة تدفق السوريون إلى ساحة الأمويين، التي طالما حلم المحتجون عام 2011 بالوصول إليها لتكون مكاناً جامعاً يرابطون فيه حتى إسقاط نظام بشار الأسد، إلا أن هذا الحلم كان ثمنه غالياً جداً، دفع بعشرات الآلاف من ضحايا النظام والمعتقلين في زنازينه، إضافة إلى ملايين اللاجئين إلى بلاد العالم.

وفي روسيا، لم يتم بعد، رسمياً، تحديد وضع الرئيس السوري المخلوع، بشار الأسد، لكنَّه قد يصبح أول صاحب حق باللجوء السياسي في روسيا منذ عام 1992، كما تُشير صحيفة «كوميرسانت»، ورغم حديث بعض المصادر عن أنَّ وجوده «مؤقت». لكن الأسد، لن يحتاج إلى كل تلك التعقيدات، إذ يكفي منحه سنداً قانونياً للإقامة فقط، وستكون أمامه حياة طويلة مرفهة وباذخة في مدينة الثلوج.

وتزامن ذلك، مع مواصلة إسرائيل قضم مساحات في الجولان المحتل، في حين أصدر وزير دفاعها يسرائيل كاتس، أوامر لجيشه بالاستعداد للبقاء طوال فصل الشتاء في الجولان.