هل تحد «العقوبات» من «الغش الإلكتروني» في الامتحانات المصرية؟

شكاوى متكررة من تسريب الأسئلة

وزير التربية والتعليم المصري يناقش تفعيل مجموعات الدعم المدرسية (وزارة التربية والتعليم)
وزير التربية والتعليم المصري يناقش تفعيل مجموعات الدعم المدرسية (وزارة التربية والتعليم)
TT

هل تحد «العقوبات» من «الغش الإلكتروني» في الامتحانات المصرية؟

وزير التربية والتعليم المصري يناقش تفعيل مجموعات الدعم المدرسية (وزارة التربية والتعليم)
وزير التربية والتعليم المصري يناقش تفعيل مجموعات الدعم المدرسية (وزارة التربية والتعليم)

في إطار مواجهة الشكاوى المتكررة من تسريب الأسئلة الامتحانية بعد دقائق من دخول الطلاب اللجان، وضعت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني المصرية إجراءات جديدة لمواجهة «الغش الإلكتروني»، وسط تساؤلات حول هل تحدّ هذه «العقوبات» والإجراءات من «الغش الإلكتروني» في الامتحانات المصرية؟
ووجّهت وزارة التربية والتعليم، المديريات التعليمية التابعة لها بمختلف المحافظات المصرية بضرورة «اتخاذ إجراءات مشددة لمواجهة ظاهرة (الغش الإلكتروني) خلال امتحان الشهادة الإعدادية». وشددت «التربية والتعليم» على «ضرورة إجراءات التفتيش قبل دخول الطلاب للامتحانات، وعدم السماح لأي طالب بدخول اللجان بأي من المحظورات التي تمنعها الوزارة»، موجهة بـ«أهمية التعامل بحسم مع المشاركين في تسريب الامتحانات». وأكدت وزارة التربية والتعليم على «التعامل مع مَن يثبت تورطه في أعمال نشر وتصوير امتحانات الشهادة الإعدادية، وتطبيق قانون الغش عليه، وعدم التهاون مع مَن يشارك في (إفساد) سير العملية الامتحانية بشكل منضبط في جميع المراحل التعليمية وبالتحديد الشهادة الإعدادية».
جاء ذلك بعد عدد من الوقائع التي شهدتها بعض المحافظات في أول أيام امتحانات الشهادة الإعدادية، الأربعاء الماضي، حيث نشرت «مجموعات» عبر صفحات التواصل الاجتماعي امتحان الشهادة الإعدادية بالإجابة كاملة، وذلك بعد دقائق من دخول الطلاب اللجان. وقبل ذلك رصدت وزارة التربية والتعليم تداول أسئلة امتحان اللغة العربية للصفين الأول والثاني بالمرحلة الثانوية عبر «مجموعات» على تطبيق «تليغرام».
ويرى مصدر بـ«التربية والتعليم»، تحفظ على ذكر اسمه، أن مجابهة «الغش الإلكتروني» يكون عبر «تفتيش الطلاب أكثر من مرة لضبط الهواتف المحمولة، ومراقبة الامتحانات بالكاميرات، وعدم التهاون في تطبيق العقوبات المقررة على مَن يثبت تورطه في تسريب الامتحانات سواء من الطلاب أو المراقبين، فضلاً عن مجابهة صفحات (الغش الإلكتروني) بالتنسيق مع الجهات المعنية»... وتعد مشكلة «الغش الإلكتروني» إحدى مُعضلات التعليم في مصر، بعد تكرار حالات تسريب الامتحانات.
في غضون ذلك، ردّت الحكومة المصرية (الجمعة) على أنباء انتشرت في بعض المواقع الإلكترونية وصفحات التواصل الاجتماعي بشأن تداول قائمة بأسعار حصص مجموعات الدعم المدرسية للطلاب خلال الفصل الدراسي الثاني للعام الحالي. وأكد «مجلس الوزراء المصري» أن «وزارة التربية والتعليم لم تعلن عن أي تفاصيل بهذا الشأن، ولا تزال بصدد مناقشة مختلف المقترحات بشأن آليات تفعيل وتنفيذ مجموعات الدعم المدرسية خلال الفترة المقبلة في جميع المحافظات المصرية، وذلك لضمان تنفيذها وفقاً لمعايير الجودة التعليمية، بهدف تخفيف العبء عن كاهل أولياء الأمور».
في حين ناشدت وزارة التربية والتعليم، الجمعة، الطلاب وأولياء الأمور «عدم الانسياق وراء تلك (الأخبار المغلوطة)»، مؤكدة أنه «سيتم تجهيز قاعات خاصة بهذه المجموعات في عدد محدد من المدارس داخل كل إدارة تعليمية لاستقبال الطلاب، واختيار أفضل المعلمين المتميزين لتدريس المواد المختلفة في مجموعات الدعم، خصوصاً لمرحلتي الشهادتين الإعدادية والثانوية، فيما سيتم تنفيذ مجموعات الدعم المدرسية لطلاب صفوف النقل داخل المدارس».
وكان وزير التربية والتعليم المصري رضا حجازي قد عقد اجتماعاً مع عدد من قيادات الوزارة لمناقشة آليات تفعيل مجموعات الدعم المدرسية خلال الفترة المقبلة في جميع المحافظات، تزامناً مع بداية الفصل الدراسي الثاني. ووجه الوزير بـ«ضرورة اتخاذ الإجراءات اللازمة لكي تكون مجموعات الدعم بالمدارس عامل جذب لأبنائنا الطلاب»، موضحاً أنه «سيتم تطبيق القرار الخاص بمجموعات الدعم على جميع المحافظات خلال الفترة المقبلة».


مقالات ذات صلة

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

شمال افريقيا هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

حفلت الجلسة الافتتاحية لـ«الحوار الوطني»، الذي دعا إليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أكثر من عام، برسائل سياسية حملتها كلمات المتحدثين، ومشاركات أحزاب سياسية وشخصيات معارضة كانت قد توارت عن المشهد السياسي المصري طيلة السنوات الماضية. وأكد مشاركون في «الحوار الوطني» ومراقبون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أهمية انطلاق جلسات الحوار، في ظل «قلق مجتمعي حول مستقبل الاقتصاد، وبخاصة مع ارتفاع معدلات التضخم وتسببه في أعباء معيشية متصاعدة»، مؤكدين أن توضيح الحقائق بشفافية كاملة، وتعزيز التواصل بين مؤسسات الدولة والمواطنين «يمثل ضرورة لاحتواء قلق الرأي العام، ودفعه لتقبل الإجراءات الحكومية لمعالجة الأز

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اجتماعاً، أمس (الخميس)، مع كبار قادة القوات المسلحة في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، لمتابعة دور الجيش في حماية الحدود، وبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي للبلاد. وقال المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، في إفادة رسمية، إن «الاجتماع تطرق إلى تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، وانعكاساتها على الأمن القومي في ظل الظروف والتحديات الحالية بالمنطقة». وقُبيل الاجتماع تفقد الرئيس المصري الأكاديمية العسكرية المصرية، وعدداً من المنشآت في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية. وأوضح المتحدث ب

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

قالت مصر إن «استمرار ظاهرة (المقاتلين الأجانب) يهدد أمن واستقرار الدول». وأكدت أن «نشاط التنظيمات (الإرهابية) في أفريقيا أدى لتهديد السلم المجتمعي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

جدد حادث تصادم في مصر الحديث بشأن مخاطر «السرعة الزائدة» التي تتسبب في وقوع حوادث سير، لا سيما على الطرق السريعة في البلاد. وأعلنت وزارة الصحة المصرية، (الخميس)، مصرع 17 شخصاً وإصابة 29 آخرين، جراء حادث سير على طريق الخارجة - أسيوط (جنوب القاهرة).

منى أبو النصر (القاهرة)
شمال افريقيا مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

بعد 3 أيام عصيبة أمضتها المسنة السودانية زينب عمر، في معبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على


مصر للحد من «فوضى» الاعتداء على الطواقم الطبية

تسعى الحكومة لتوفير بيئة عمل مناسبة للأطباء (وزارة الصحة المصرية)
تسعى الحكومة لتوفير بيئة عمل مناسبة للأطباء (وزارة الصحة المصرية)
TT

مصر للحد من «فوضى» الاعتداء على الطواقم الطبية

تسعى الحكومة لتوفير بيئة عمل مناسبة للأطباء (وزارة الصحة المصرية)
تسعى الحكومة لتوفير بيئة عمل مناسبة للأطباء (وزارة الصحة المصرية)

تسعى الحكومة المصرية للحد من «فوضى» الاعتداءات على الطواقم الطبية بالمستشفيات، عبر إقرار قانون «تنظيم المسؤولية الطبية وحماية المريض»، الذي وافق عليه مجلس الوزراء أخيراً، وسوف يحيله لمجلس النواب (البرلمان) للموافقة عليه.

وأوضح نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة المصري، خالد عبد الغفار، أن مشروع القانون يهدف إلى «تحسين بيئة العمل الخاصة بالأطباء والفريق الصحي، ويرتكز على ضمان توفير حق المواطن في تلقي الخدمات الطبية المختلفة بالمنشآت الصحية، وتوحيد الإطار الحاكم للمسؤولية المدنية والجنائية التي يخضع لها مزاولو المهن الطبية، بما يضمن عملهم في بيئة عمل جاذبة ومستقرة»، وفق إفادة وزارة «الصحة» المصرية، الجمعة.

وأشار الوزير المصري إلى تضمن القانون «توحيد الإطار الحاكم للمسؤولية المدنية والجنائية التي يخضع لها مزاولو المهن الطبية، بما يكفل الوضوح في هذا الشأن ويراعي صعوبات العمل في المجال الطبي»، مع الحرص على «منع الاعتداء على مقدمي الخدمة الصحية، وتقرير العقوبات اللازمة في حال التعدي اللفظي أو الجسدي أو إهانة مقدمي الخدمات الطبية، أو إتلاف المنشآت، وتشديد العقوبة حال استعمال أي أسلحة أو عصي أو آلات أو أدوات أخرى».

جانب من العمل داخل أحد المستشفيات (وزارة الصحة المصرية)

وحسب عضوة «لجنة الصحة» بمجلس النواب، النائبة إيرين سعيد، فإن «هذه الخطوة تأخرت كثيراً»، مؤكدة لـ«الشرق الأوسط» أن مشروع القانون كان يفترض جاهزيته منذ عامين في ظل مناقشات مستفيضة جرت بشأنه، لافتة إلى أن القانون سيكون على رأس أولويات «لجنة الصحة» فور وصوله البرلمان من الحكومة تمهيداً للانتهاء منه خلال دور الانعقاد الحالي.

لكن وكيل نقابة الأطباء المصرية، جمال عميرة، قال لـ«الشرق الأوسط» إن مشروع القانون «لا يوفر الحماية المطلوبة للأطباء في مقابل مضاعفة العقوبات عليهم حال الاشتباه بارتكابهم أخطاء»، مشيراً إلى أن المطلوب قانون يوفر «بيئة عمل غير ضاغطة على الطواقم الطبية».

وأضاف أن الطبيب حال تعرض المريض لأي مضاعفات عند وصوله إلى المستشفى تتسبب في وفاته، يحول الطبيب إلى قسم الشرطة ويواجه اتهامات بـ«ارتكاب جنحة وتقصير بعمله»، على الرغم من احتمالية عدم ارتكابه أي خطأ طبي، لافتاً إلى أن النقابة تنتظر النسخة الأخيرة من مشروع القانون لإصدار ملاحظات متكاملة بشأنه.

وشهدت مصر في الشهور الماضية تعرض عدد من الأطباء لاعتداءات خلال عملهم بالمستشفيات من أقارب المرضى، من بينها واقعة تعدي الفنان محمد فؤاد على طبيب مستشفى «جامعة عين شمس»، خلال مرافقته شقيقه الذي أصيب بأزمة قلبية الصيف الماضي، والاعتداء على طبيب بمستشفى «الشيخ زايد» في القاهرة من أقارب مريض نهاية الشهر الماضي، وهي الوقائع التي يجري التحقيق فيها قضائياً.

وقائع الاعتداء على الطواقم الطبية بالمستشفيات المصرية تكررت خلال الفترة الأخيرة (وزارة الصحة المصرية)

وينص مشروع القانون الجديد، وفق مقترح الحكومة، على تشكيل «لجنة عليا» تتبع رئيس مجلس الوزراء، وتعد «جهة الخبرة الاستشارية المتعلقة بالأخطاء الطبية، والمعنية بالنظر في الشكاوى، وإصدار الأدلة الإرشادية للتوعية بحقوق متلقي الخدمة بالتنسيق مع النقابات والجهات المعنية»، حسب بيان «الصحة».

وتعوّل إيرين سعيد على «اللجنة العليا الجديدة» باعتبارها ستكون أداة الفصل بين مقدم الخدمة سواء كان طبيباً أو صيدلياً أو من التمريض، ومتلقي الخدمة المتمثل في المواطن، لافتةً إلى أن تشكيل اللجنة من أطباء وقانونيين «سيُنهي غياب التعامل مع الوقائع وفق القوانين الحالية، ومحاسبة الأطباء وفق قانون (العقوبات)».

وأضافت أن مشروع القانون الجديد سيجعل هناك تعريفاً للمريض بطبيعة الإجراءات الطبية التي ستُتخذ معه وتداعياتها المحتملة عليه، مع منحه حرية القبول أو الرفض للإجراءات التي سيبلغه بها الأطباء، وهو «أمر لم يكن موجوداً من قبل بشكل إلزامي في المستشفيات المختلفة».

وهنا يشير وكيل نقابة الأطباء إلى ضرورة وجود ممثلين لمختلف التخصصات الطبية في «اللجنة العليا» وليس فقط الأطباء الشرعيين، مؤكداً تفهم أعضاء لجنة «الصحة» بالبرلمان لما تريده النقابة، وتوافقهم حول التفاصيل التي تستهدف حلاً جذرياً للمشكلات القائمة في الوقت الحالي.