تشريح رقمي لعظام رمسيس الثاني يكشف عن ميزات مذهلة

تشريح رقمي لعظام رمسيس الثاني يكشف عن ميزات مذهلة
TT

تشريح رقمي لعظام رمسيس الثاني يكشف عن ميزات مذهلة

تشريح رقمي لعظام رمسيس الثاني يكشف عن ميزات مذهلة

يُصوَّر رمسيس الثاني، الذي يُقدَّر في كثير من الأحيان باعتباره «أعظم فرعون» في التاريخ المصري، وهو رجل متعدد الوجوه، على انه «الملك المقدس»؛ وذلك في التماثيل والرسومات التي تعود إلى أكثر من 3000 عام، وعلى أنه رجل وسيم تقيّ له وجه مستدير وأنف بارز وعظام وجنتين مرتفعة.
فقد تم الكشف عن موميائه عام 1881م وتحتوي على تفاصيل ذاتية أقل. فيما تم استخدام هيكلها لإعادة إنشاء وجه الفرعون عدة مرات من قبل العلماء والمؤرخين والفنانين على مر السنين. لكن في بعض التكرار يختلف تصوير أنفه.
واعتمادًا على المكان الذي تبحث فيه على الإنترنت، تتراوح عيون الفرعون بين حبة إلى عين حشرة. وشكل وجهه إما يصور على أنه مستدير أو طويل ورفيع. لذلك
انضم الباحثون بجامعة ليفربول جون مورس في المملكة المتحدة الى خبيرة المومياء المصرية أستاذة الأشعة بجامعة القاهرة سحر سليم من أجل «فك الشفرة الرقمية» لبقايا الفرعون وتصوير وجهه بتفاصيل أكبر من أي وقت مضى، وذلك وفق ما نشر موقع «ساينس إليرت» العلمي المتخصص.
فقد تم العمل بدقة في دمج صور التصوير المقطعي المحوسب وصور المومياء الموجودة الآن في المتحف القومي للحضارة المصرية في القاهرة، مع البيانات التاريخية لبناء وجه الفرعون من العظام إلى الأعلى.
وفي ذلك تقول الدكتورة كارولين ويلكينسون عالمة الأنثروبولوجيا الجنائية رئيسة مختبر الوجه في ليفربول جون موريس «إن أبرز ملامح وجه المومياء هو فكها القوي وعظمها الأنفي الواسع، الذي يقع بين العينين، وهو مرتفع جدًا وواضح».
وبمجرد تحديد الهيكل العام للوجه، تم إدخال المعلومات في نفس البرنامج المستخدم في عمليات إعادة البناء.
واستنادًا إلى العظام الأساسية وقياسات سماكة عضلات الوجه من السكان المصريين، أعاد الباحثون بناء العضلات والأربطة العلوية.
وتوضح ويلكينسون «كلما كانت العضلة أقوى في مكان ترسيخها تركت ارتباطاتها علامات مرئية على سطح الجمجمة».
والنتيجة هي رجل كبير السن ذو وجه طويل وأنف عريض وعينين متقاربتين وحواجب رمادية كثيفة وفم عريض بشفة علوية رفيعة حسبما يمكن رؤيته أدناه:

وكانت الطبقات الأخيرة التي أضيفت إلى عملية إعادة البناء هي جلد الفرعون وشعره. كما تم اختيار لون البشرة بناءً على ما يُعتقد أنه كان شائعًا في مصر في ذلك الوقت. وفي الوقت نفسه، استند لون الشعر إلى الأدلة؛ بما في ذلك الدراسات المجهرية لرمسيس الثاني والمومياوات الأخرى ذات الشعر الفاتح، ما يشير إلى أن الشعر الأحمر كان يغطي رأسه بالكامل.
جدير بالذكر، في مصر القديمة، كان يُنظر إلى الشعر الأحمر على أنه سمة إلهية مهيبة ومُحترمة على حدٍ سواء، وكان رمسيس الثاني نفسه يُصوَّر غالبًا على أنه إله في الرسومات. لكن ليس من الواضح ما إذا كان الشعر الأحمر لرمسيس الثاني قد جعله قائداً أو إذا أصبح الشعر الأحمر علامة على القيادة بسبب نجاحه جزئياً.
وفي حين أننا لا نستطيع أبدًا التأكد من الشكل الذي كان سيبدو عليه هذا الحاكم الموقر، أخبرت ويلكنسون مجلة «Newsweek» أن فريقها اختبر طرق إعادة بناء الوجه باستخدام الأشعة المقطعية للمتبرعين الأحياء ووجد أن 70 في المائة من التفاصيل جاءت في حدود ملليمترات من بنية الوجه الفعلية للشخص.
ويُعتقد أن رمسيس الثاني قد توفي عن عمر ناهز 92 عامًا بعد حكم دام 66 عامًا من 1279 إلى 1213 قبل الميلاد، ما يعني تجميد موميائه في سن الشيخوخة.
ومع ذلك، استخدم ويلكنسون وسليم وفريقه تقنيات انحدار العمر ثلاثية الأبعاد لإعادة بناء نسخة أصغر لرمسيس الثاني في منتصف العمر بذروة حكمه؛ حيث لم يتغير الكثير عن الإصدار الأقدم، بخلاف تجاعيده التي تم تلطيفها وفكه الذي تم رفعه إلى حد ما وشعره الذي أصبح أكثر وفرة بكثير.
وفي تعليق على هذا الأمر، صرح سليم لمجلة «الأشعة» الرقمية بالقول «ان إحياء وجه رمسيس في شيخوخته وكشاب يذكّر العالم بمكانته الأسطورية».
ويعمل الفريق الآن أيضًا على إعادة بناء وجه الملك توت عنخ آمون باستخدام تقنيات مماثلة. حيث يتبع بحث آخر من سليم لدراسة وجه الملك أمنحتب الأول (1525-1504 قبل الميلاد)؛ وهو بحث نُشر في «Frontiers in Medicine».


مقالات ذات صلة

زاهي حواس يُفند مزاعم «نتفليكس» بشأن «بشرة كليوباترا»

يوميات الشرق زاهي حواس (حسابه على فيسبوك)

زاهي حواس يُفند مزاعم «نتفليكس» بشأن «بشرة كليوباترا»

أكد الدكتور زاهي حواس، أن رفض مصر مسلسل «كليوباترا» الذي أذاعته «نتفليكس» هو تصنيفه عملاً «وثائقي».

فتحية الدخاخني (القاهرة)
يوميات الشرق استرداد حمض نووي لامرأة عاشت قبل 20000 عام من خلال قلادتها

استرداد حمض نووي لامرأة عاشت قبل 20000 عام من خلال قلادتها

وجد علماء الأنثروبولوجيا التطورية بمعهد «ماكس بلانك» بألمانيا طريقة للتحقق بأمان من القطع الأثرية القديمة بحثًا عن الحمض النووي البيئي دون تدميرها، وطبقوها على قطعة عُثر عليها في كهف دينيسوفا الشهير بروسيا عام 2019. وبخلاف شظايا كروموسوماتها، لم يتم الكشف عن أي أثر للمرأة نفسها، على الرغم من أن الجينات التي امتصتها القلادة مع عرقها وخلايا جلدها أدت بالخبراء إلى الاعتقاد بأنها تنتمي إلى مجموعة قديمة من أفراد شمال أوراسيا من العصر الحجري القديم. ويفتح هذا الاكتشاف المذهل فكرة أن القطع الأثرية الأخرى التي تعود إلى عصور ما قبل التاريخ المصنوعة من الأسنان والعظام هي مصادر غير مستغلة للمواد الوراثية

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق علماء: ارتفاع مستوى سطح البحر دفع الفايكنغ للخروج من غرينلاند

علماء: ارتفاع مستوى سطح البحر دفع الفايكنغ للخروج من غرينلاند

يُذكر الفايكنغ كمقاتلين شرسين. لكن حتى هؤلاء المحاربين الأقوياء لم يكونوا ليصمدوا أمام تغير المناخ. فقد اكتشف العلماء أخيرًا أن نمو الصفيحة الجليدية وارتفاع مستوى سطح البحر أدى إلى فيضانات ساحلية هائلة أغرقت مزارع الشمال ودفعت بالفايكنغ في النهاية إلى الخروج من غرينلاند في القرن الخامس عشر الميلادي. أسس الفايكنغ لأول مرة موطئ قدم جنوب غرينلاند حوالى عام 985 بعد الميلاد مع وصول إريك ثورفالدسون، المعروف أيضًا باسم «إريك الأحمر»؛ وهو مستكشف نرويجي المولد أبحر إلى غرينلاند بعد نفيه من آيسلندا.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شمال افريقيا مروي أرض «الكنداكات»... في قلب صراع السودان

مروي أرض «الكنداكات»... في قلب صراع السودان

لا تزال مدينة مروي الأثرية، شمال السودان، تحتل واجهة الأحداث وشاشات التلفزة وأجهزة البث المرئي والمسموع والمكتوب، منذ قرابة الأسبوع، بسبب استيلاء قوات «الدعم السريع» على مطارها والقاعد الجوية الموجودة هناك، وبسبب ما شهدته المنطقة الوادعة من عمليات قتالية مستمرة، يتصدر مشهدها اليوم طرف، ليستعيده الطرف الثاني في اليوم الذي يليه. وتُعد مروي التي يجري فيها الصراع، إحدى أهم المناطق الأثرية في البلاد، ويرجع تاريخها إلى «مملكة كوش» وعاصمتها الجنوبية، وتقع على الضفة الشرقية لنهر النيل، وتبعد نحو 350 كيلومتراً عن الخرطوم، وتقع فيها أهم المواقع الأثرية للحضارة المروية، مثل البجراوية، والنقعة والمصورات،

أحمد يونس (الخرطوم)
يوميات الشرق علماء آثار مصريون يتهمون صناع وثائقي «كليوباترا» بـ«تزييف التاريخ»

علماء آثار مصريون يتهمون صناع وثائقي «كليوباترا» بـ«تزييف التاريخ»

اتهم علماء آثار مصريون صناع الفيلم الوثائقي «الملكة كليوباترا» الذي من المقرر عرضه على شبكة «نتفليكس» في شهر مايو (أيار) المقبل، بـ«تزييف التاريخ»، «وإهانة الحضارة المصرية القديمة»، واستنكروا الإصرار على إظهار بطلة المسلسل التي تجسد قصة حياة كليوباترا، بملامح أفريقية، بينما تنحدر الملكة من جذور بطلمية ذات ملامح شقراء وبشرة بيضاء. وقال عالم الآثار المصري الدكتور زاهي حواس لـ«الشرق الأوسط»، إن «محاولة تصوير ملامح كليوباترا على أنها ملكة من أفريقيا، تزييف لتاريخ مصر القديمة، لأنها بطلمية»، واتهم حركة «أفروسنتريك» أو «المركزية الأفريقية» بالوقوف وراء العمل. وطالب باتخاذ إجراءات مصرية للرد على هذا

عبد الفتاح فرج (القاهرة)

أقدم آلة تشيللو أسكوتلندية تعزف للمرّة الأولى منذ القرن الـ18

مبهجة ودافئة (جامعة «أبردين»)
مبهجة ودافئة (جامعة «أبردين»)
TT

أقدم آلة تشيللو أسكوتلندية تعزف للمرّة الأولى منذ القرن الـ18

مبهجة ودافئة (جامعة «أبردين»)
مبهجة ودافئة (جامعة «أبردين»)

خضعت آلة تشيللو يُعتقد أنها الأقدم من نوعها في أسكوتلندا لإعادة ترميم، ومن المقرَّر أن تعاود العزف مرّة أخرى في عرض خاص.

ووفق «بي بي سي»، يعود تاريخ صنعها إلى عام 1756، أي قبل 268 عاماً، على يد الحرفي روبرت دنكان في أبردين، وجرى التبرُّع بها لتنضم إلى المجموعات الخاصة بجامعة أبردين، تنفيذاً لوصية من الطالب السابق جيمس بيتي الذي أصبح أستاذاً للفلسفة، من لورانسكيرك بمقاطعة أبردينشاير الأسكوتلندية، وذلك بعد وفاته عام 1803.

الآن، بعد ترميمها، ستعزف التشيللو علناً، ويُعتقد أنها ربما المرّة الأولى التي تعزف فيها الآلة منذ القرن الـ18، وذلك على يد العازفة لوسيا كابيلارو، في محيط كاتدرائية «كينغز كوليدج» المهيب التابع للجامعة، مساء الجمعة.

يعود تاريخ صنعها إلى عام 1756 أي قبل 268 عاماً (جامعة «أبردين»)

بعد وفاة جيمس بيتي عام 1803، جرى التبرُّع بمخطوطاته وخطاباته وآلة التشيللو لمصلحة الجامعة، إذ ظلّت موجودة منذ ذلك الحين. وعزف عليها هذا العام المرمِّم والحرفي وصانع الآلات الوترية، ديفيد راتراي، الذي قال: «الحرفية التي تظهر في هذه الآلة استثنائية. وقد تكون أقدم تشيللو أسكوتلندية باقية على قيد الحياة، ولا تزال في حالة باروكية نقية، وتُظهر براعة أحد أفضل صانعي الكمان في أبردين».

أما العازفة لوسيا، فعلَّقت: «العزف عليها مثير جداً، لم يكن الأمر كما توقّعت على الإطلاق. قد تكون لديك فكرة مسبقة عن صوت الآلات وفق ما تسمعه من كثيرها اليوم. أحياناً، كنتُ أتوقّع أن يكون صوتها أكثر اختناقاً، لكنها رنانة بدرجة لا تُصدَّق. تشعر كأنه لم يُعبَث بها».

وأوضحت: «لتلك الآلة صوت فريد، فهي نقية ومبهجة، وفي الوقت عينه هادئة ودافئة. إنها متعة للعزف؛ تُشعرك كأنها أكثر تميّزاً مما توقَّعت».

بدوره، قال المُحاضر في الأداء الموسيقي بجامعة أبردين، الدكتور آرون ماكغريغور: «مثير جداً أن نتمكن من سماع تشيللو جيمس بيتي يُعزف علناً ربما للمرّة الأولى منذ رحيله، في المكان المناسب تماماً، بكاتدرائية (كينغز كوليدج)».

وأضاف: «الحفل يجمع بين السوناتا الإيطالية وموسيقى الغرف مع إعدادات من الموسيقى الأسكوتلندية، ويعرُض طيفاً من الموسيقى التي استمتع بها جيمس بيتي ومعاصروه».

وختم: «مجموعة (سكوتس باروكي) الأسكوتلندية رائعة، وتجمع بين الموسيقى المُبكرة والأداء على الآلات الموسيقية التاريخية، مع برامج مبتكرة وأداء درامي. لذا؛ يُعدّ هذا الحفل حدثاً فريداً لا يمكن تفويته».