باتيلي يدعو سياسيي ليبيا للاقتداء بعسكرييها «البطوليين»

تحدث عن اجتماعات قريبة مع دول جوار الجنوب لإخراج «المرتزقة»

المبعوث الأممي إلى ليبيا عبد الله باتيلي خلال مؤتمر صحافي اليوم في سرت (من بث مباشر)
المبعوث الأممي إلى ليبيا عبد الله باتيلي خلال مؤتمر صحافي اليوم في سرت (من بث مباشر)
TT

باتيلي يدعو سياسيي ليبيا للاقتداء بعسكرييها «البطوليين»

المبعوث الأممي إلى ليبيا عبد الله باتيلي خلال مؤتمر صحافي اليوم في سرت (من بث مباشر)
المبعوث الأممي إلى ليبيا عبد الله باتيلي خلال مؤتمر صحافي اليوم في سرت (من بث مباشر)

طالب المبعوث الأممي إلى ليبيا، عبد الله باتيلي، المجتمع الدولي، والحكومة، بدعم اللجنة العسكرية المشتركة لتنفيذ بنود «اتفاق وقف إطلاق النار»، داعيا السياسيين في البلاد للاقتداء بالعسكريين الذين قال إنهم «يقومون بدور بطولي».
وصرح باتيلي في مؤتمر صحافي بمدينة سرت اليوم (الاثنين) أن «اللجنة العسكرية ناقشت قرارات مهمة على مدار يومين»، معلناً عن عقد اجتماع خلال الأسابيع المقبلة مع دول جوار جنوب ليبيا (السودان - تشاد - النيجر) للبحث في إخراج القوات الأجنبية و«المرتزقة».
ومضى باتيلي متحدثاً عما رصده في الاجتماع قائلاً: «ما شهدناه من جهود خلال يومين، يؤكد أن القوات المسلحة في ليبيا مستعدة لدعم العملية السياسية»، ورأى أنه «عند إحلال السلام والاستقرار في الدولة الليبية، سيسهّل ذلك الكثير لحياة الشعب الليبي، وهذا يسهم بدوره في تحسين الاقتصاد، كما يسهل التعاون والعلاقات بين المدن الليبية بشكل كبير».
وكرر دعوته للحكومة، دون تسميتها، بدعم اللجنة العسكرية، ولجانها، وقال إن «هذه مسألة لها أهمية كبرى واحتياج عاجل».
وتطرق إلى المناقشات التي شهدتها اللجنة، وقال: «تمكنا أيضا من مناقشة القضايا المتعلقة بدول الجوار في المنطقة الجنوبية، والقوات الأجنبية و(المرتزقة)، وتم اتخاذ قرارات مهمة في هذا الشأن للمضي قدما في هذا الملف، على أن تُعقد اجتماعات بشأن هذه المسائل في الأسابيع المقبلة للدفع بهذا الملف إلى الأمام».
وتابع: «كما ترون الأمور تتحرك؛ فهؤلاء الرجال الذين يرتدون الزي العسكري يقومون بدور بطولي»، في إشارة إلى أعضاء اللجنة العسكرية العشرة، وقال: «نحن نتوقع هذا الالتزام والمثابرة من الأطراف السياسية أيضا لتخرج ليبيا من أزمتها»، مستطرداً «وإذا كان لدى السياسيين مثل هذا العزم، والالتزام والحسم في اتخاذ القرارات، فسوف تنتهي أزمة ليبيا».
ودعا باتيلي «السياسيين للعمل مثل هؤلاء الرجال الذين يرتدون الزي العسكري والذين يتحلون بحس تجاه وطنهم وشعبهم ودولتهم، وقرروا إعادة بناء الدولة الليبية».
يأتي ذلك فيما يعوّل قطاع واسع من الليبيين على جهود اللجنة العسكرية المشتركة «5+5» في حل المعضلات التي عجز قادة السياسة عن تجاوزها، منذ توقف الاقتتال بين طرفي النزاع مطلع يونيو (حزيران) عام 2020.
واللجنة العسكرية، التي أُسست قبل عامين، وتضم قيادات رفيعة من الجيش المنقسم بين شرق البلاد وغربها، كانت قد قطعت شوطاً مهماً باتجاه توحيد المؤسسة العسكرية، وانسحاب «المرتزقة» من البلاد، قبل تعليق الممثلين لـ«الجيش الوطني» مشاركتهم فيها على خلفيات بدت سياسية.
ومع التئام اللجنة العسكرية بكامل عددها في مدينة سرت (وسط ليبيا) مساء أمس (الأحد) بعد قرابة أربعة أشهر من تعطيل أعمالها، تجدد الأمل لدى أطياف ليبية بإيجاد «حلول حقيقية لتوحيد المؤسسة العسكرية المنقسمة، وإخراج القوات الأجنبية و(المرتزقة) من البلاد»، بعيداً عن البيانات التي تصدر من وقت لآخر دون تحرك فاعل على الأرض.
ويُجمع محللون سياسيون ليبيون على أهمية «دعم اللجنة العسكرية، والنأي بها عن التجاذبات السياسية وصراعات السلطة»، ورأوا أن «جهودها هي السبيل الوحيد لتوحيد الجيش، وإخراج المقاتلين الأجانب، بالنظر إلى ما أحرزته في السابق على هذا الصعيد».
ومع نهاية العام 2021، نجحت اللجنة العسكرية، في إخراج 300 مقاتل أجنبي موجودين في مناطق سيطرة قوات «الجيش الوطني» برئاسة المشير خليفة حفتر، ونقلهم إلى بلادهم كدفعة أولى بالتنسيق مع الأمم المتحدة.
وانطلق الاجتماع الثاني المغلق للجنة العسكرية اليوم (الاثنين) بحضور المبعوث الأممي، وسط ترقب لما سيسفر عنه من قرارات، تحد من التجاذبات التي من شأنها إعادة التوتر إلى ليبيا.
وقال مدير إدارة التوجيه المعنوي بـ«الجيش الوطني» اللواء خالد المحجوب، اليوم (الاثنين) إن اللجنة التي واصلت اجتماعاتها لليوم الثاني في سرت، بحضور المبعوث الأممي، عقدت جلسة مغلقة لمناقشة ما توصلت إليه في لقاءاتها السابقة.
وأضاف المحجوب في تصريحات صحافية، أن المناقشات تتعلق «بتثبيت استمرار وقف إطلاق النار، وخروج المرتزقة والمقاتلين الأجانب من الأراضي الليبية، وتبادل الموقوفين بين الطرفين». وتحدث عن مناقشة اللجنة «عمل المراقبين الدوليين والمحليين لوقف إطلاق النار؛ وتوحيد المؤسسة العسكرية»، إلى بجانب «مطالبة الأطراف ذات العلاقة بدعم تنفيذ اتفاقية (جنيف) بكل بنودها».
وكانت اجتماعات سابقة للجنة العسكرية، في القاهرة، اتفقت مع ممثلي دول تشاد والنيجر والسودان، على إنشاء آلية اتصال وتنسيق فعّالة لإخراج «المرتزقة» والمقاتلين بكل تصنيفاتهم، الذين ينتمون لهذه الدول، من الأراضي الليبية.
وتم التوافق حينها على أن تساعد هذه الآلية لجان الاتصال والتنسيق في ليبيا ودول الجوار بغرض إخراج المرتزقة والمقاتلين الأجانب في عملية تدريجية ومتوازنة ومتزامنة ومتسلسلة، غير أنه منذ هذا الاجتماع الذي مر عليه قرابة خمسة أشهر لا تزال مجموعات «المرتزقة» على حالها في ليبيا.
ويعتقد أن عدة آلاف من «المرتزقة» السوريين العاملين ضمن الفصائل الموالية لتركيا لا يزالون في ليبيا دعما للقوات التابعة لحكومة «الوحدة» المؤقتة، على الرغم من مغادرة دفعات البلاد، وإبدالهم بآخرين.
بموازاة ذلك، يوجد في ليبيا ما لا يقل عن 1500 إلى 2000 من «مرتزقة شركة فاغنر» الروسية، وذلك بعد نقل العشرات منهم للقتال في أوكرانيا، وفقاً لوكالة «نوفا» الإيطالية، وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قال في حوار صحافي إن «مجموعة فاغنر دعاها إلى ليبيا البرلمان الشرعي ومقره طبرق على أساس تجاري».
ووفقاً لآخر تقرير صادر عن فريق خبراء الأمم المتحدة، بقي حوالى ألفي مقاتل في ليبيا مع أنظمة الدفاع المضادة للطائرات Pantsir S - 1، ومقاتلات MiG - 29 والقاذفات التكتيكية Su - 24. كما سبق لتقرير أميركي كشف بقاء 5 آلاف «مرتزق في ليبيا بالنيابة عن موسكو»، بعد سحب عدد منهم على خلفية الغزو الروسي لأوكرانيا، حسب ما نقله موقع «فاينانشيال تايمز» عن مسؤولين غربيين وليبيين نهاية الشهر الماضي.
والقواعد التي يديرها الروس، وفقاً لوكالة «نوفا» هي براك الشاطئ جنوب غربي ليبيا، والجفرة (وسط - جنوب)، القردابية (وسط - شمال)، الخادم (شمال - شرق).
ومن وقت لآخر تطالب أميركا على لسان ممثليها في مجلس الأمن الدولي بـ«ضرورة مغادرة (المرتزقة) والمقاتلين الأجانب ليبيا، وإجراء الانتخابات في موعدها».


مقالات ذات صلة

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

شمال افريقيا المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

بحثت نجلاء المنقوش مع نظيرها وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها أمس إلى الجزائر، فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الأشخاص، بعد سنين طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والأمنية في ليبيا. وذكرت الخارجية الجزائرية في بيان أن الوزيرين بحثا قضايا جارية في الساحتين المغاربية والعربية، منها تطورات ملف الصحراء، والمساعي العربية والدولية لوقف الاقتتال وحقن الدماء في السودان. وأكد البيان أن عطاف تلقى من المنقوش «عرضا حول آخر مستجدات العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة، لإنهاء الأزمة في ليبيا».

شمال افريقيا وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

بحث وفدان عسكريان، أميركي وفرنسي، في ليبيا سبل إعادة بناء وتطوير المؤسسة العسكرية المُنقسمة، بين شرق البلاد وغربها، منذ إسقاط النظام السابق، في وقت زار فيه المشير خليفة حفتر، القائد العام لـ«الجيش الوطني» روما، والتقى برئيسة الوزراء بالحكومة الإيطالية جورجا ميلوني، وعدد من وزراء حكومتها. وفي لقاءين منفصلين في طرابلس (غرباً) وبنغازي (شرقاً)، التقى الوفدان الأميركي والفرنسي قيادات عسكرية للتأكيد على ضرورة توحيد الجيش الليبي.

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

بحثت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش مع نظيرها الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها اليوم الخميس إلى الجزائر، في فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الاشخاص، بعد سنوات طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والامنية في ليبيا.

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا «حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

«حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

لم يكن من قبيل الصدفة أن تقذف أمواج البحر المتوسط كميات متنوعة من المخدرات إلى السواحل الليبية، أو أن تتلقف شِباك الصيادين قرب الشاطئ «حزماً» من «الحشيش والكوكايين وحبوب الهلوسة»، فالبلاد تحوّلت -وفق تقرير أممي- إلى «معبر مهم» لهذه التجارة المجرّمة. وتعلن السلطات الأمنية في عموم ليبيا من وقت لآخر عن ضبط «كميات كبيرة» من المخدرات قبل دخولها البلاد عبر الموانئ البحري والبرية، أو القبض على مواطنين ووافدين وهو يروّجون هذه الأصناف التي يُنظر إليها على أنها تستهدف «عقول الشباب الليبي». غير أنه بات لافتاً من واقع عمليات الضبط التي تعلن عنها السلطات المحلية تزايُد تهريب المخدرات وتعاطيها، خصوصاً «حبوب

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا «النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

«النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

استهلّت اللجنة المُشتركة لممثلي مجلسي «النواب» و«الدولة» (6+6) المكلفة بإعداد قوانين الانتخابات الليبية، اجتماعاتها في العاصمة طرابلس بـ«الاتفاق على آلية عملها». وطبقاً لما أعلنه عبد الله بليحق، المتحدث الرسمي باسم مجلس النواب، فقد شهد الاجتماع ما وصفه بتقارب في وجهات النظر بين أعضاء اللجنة حول القوانين الانتخابية، مشيراً، في بيان مقتضب مساء أول من أمس، إلى أنه «تم أيضاً الاتفاق على التواصل مع الجهات والمؤسسات ذات العلاقة بالعملية الانتخابية».

خالد محمود (القاهرة)

مدعي «الجنائية الدولية»: غالبية الأدلة تثبت التهم ضد «كوشيب»

علي عبد الرحمن الشهير بـ«علي كوشيب» المتهم بجرائم حرب في إقليم دارفور (موقع الجنائية الدولية)
علي عبد الرحمن الشهير بـ«علي كوشيب» المتهم بجرائم حرب في إقليم دارفور (موقع الجنائية الدولية)
TT

مدعي «الجنائية الدولية»: غالبية الأدلة تثبت التهم ضد «كوشيب»

علي عبد الرحمن الشهير بـ«علي كوشيب» المتهم بجرائم حرب في إقليم دارفور (موقع الجنائية الدولية)
علي عبد الرحمن الشهير بـ«علي كوشيب» المتهم بجرائم حرب في إقليم دارفور (موقع الجنائية الدولية)

مع بدء المرافعات الختامية ضد المتهم بارتكاب جرائم حرب وضد الإنسانية في إقليم دارفور(غرب السودان)، علي عبد الرحمن، الشهير باسم «علي كوشيب»، أبلغ مدعي المحكمة الجنائية الدولية قضاة أن «غالبية الأدلة تظهر أن سلوك المتهم وأفعاله تثبت ارتكابه الجرائم المنصوص عليها».

وقال إن علي عبد الرحمن، المشتبه به في أول محاكمة تنظر جرائم الحرب في إقليم دارفور بالسودان قبل عقدين، كان زعيم ميليشيا مرهوب الجانب وأمر بارتكاب فظائع منها القتل والاغتصاب والنهب.

ودفع عبد الرحمن ببراءته من تهمة الإشراف على آلاف من مقاتلي «الجنجويد» الموالين للحكومة خلال ذروة القتال في عامي 2003 و2004. وقال دفاعه إنه ليس زعيم الميليشيا، المعروف أيضاً باسمه الحركي «علي كوشيب». ووصف الدفاع المتهم «كوشيب» في وقت سابق بأنه «كبش فداء» قدّمته الحكومة السودانية للتغطية على المتهمين الرئيسيين، منهم الرئيس المخلوع عمر البشير، ووزيرا الدفاع وقتها عبد الرحيم محمد حسين، والداخلية أحمد هارون.

الادعاء أثبت قضيته

وقال المدعي العام للمحكمة كريم خان، في بيانه الختامي، الأربعاء، إنه خلال المحاكمة التي استمرت عامين، قدّم شهود الادعاء «روايات مفصلة عن القتل الجماعي والتعذيب والاغتصاب واستهداف المدنيين وحرق ونهب قرى بأكملها»، وإن الادعاء أثبت قضيته بما لا يدع مجالاً للشك.

المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان (رويترز)

وتمثل المرافعات الختامية نهاية المحاكمة الأولى والوحيدة التي تجريها المحكمة الجنائية الدولية بشأن الجرائم المرتكبة في السودان منذ إحالة مجلس الأمن الدولي القضية إلى المحكمة في 2005، ولا تزال هناك أوامر اعتقال معلقة بحق مسؤولين سودانيين كبار في عهد الرئيس السابق عمر البشير.

واندلع الصراع في دارفور لأول مرة عندما حمل متمردون غير عرب السلاح في وجه حكومة السودان، متهمين إياها بتهميش المنطقة النائية الواقعة في غرب البلاد. وحشدت حكومة السودان آنذاك ميليشيات عربية في الأغلب تعرف باسم «الجنجويد» لقمع التمرد، ما أثار موجة من العنف وصفتها الولايات المتحدة وجماعات حقوق الإنسان بأنها تصل إلى حد الإبادة الجماعية.

ومنذ بدء المحاكمة التي تجريها المحكمة الجنائية الدولية، اندلع الصراع مرة أخرى في دارفور، وتحول الصراع الحالي المستمر منذ 20 شهراً بين الجيش و«قوات الدعم السريع» شبه العسكرية إلى صراع يزداد دموية مع تعثر جهود وقف إطلاق النار. وأعلن المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية في يونيو (حزيران) من هذا العام أنه يجري أيضاً تحقيقات عاجلة في مزاعم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية حالياً في دارفور.

ومن المقرر أن تستمر المرافعات الختامية إلى 13 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، بمقر المحكمة في مدينة لاهاي الهولندية.

حكومة السودان سلّحت «الجنجويد»

وذكر خان أن حكومة السودان وآخرين كانوا يقومون بتسليح ميليشيا «الجنجويد» من أجل مقاومة «التمرد»، إلا أن الضحايا في هذه القضية «لم يكونوا ثواراً، بل هم مدنيون. وقال في مرافعته إن المحكمة استمعت، في وقت سابق، إلى روايات 81 شاهداً «تحدثوا عن القتل الجماعي والاغتصاب والحرق والتدمير لقرى كاملة وتهجير أهاليها من شعب الفور الذين حتى لا يستطيعون العودة إلى مناطقهم حتى اليوم».

وأضاف أن مئات الرجال من قبيلة الفور تعرضوا للاعتقال والتعذيب في مكجر ودليج بوسط دارفور، وتم هذا على يد المتهم في هذه القضية «علي كوشيب». وتابع: «قدمنا للمحكمة أدلة على جرائم الاغتصاب التي ارتكبها (الجنجويد)، والتي كانت جزءاً من سياسة استراتيجية لـ(الجنجويد) وحكومة السودان ضد شعب الفور».

صورة من الدمار الذي خلّفه القتال في الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور (أرشيفية - أ.ف.ب)

وقال المدعي العام إن كل التهم المسؤول عنها جنائياً المتهم علي كوشيب «تم إثباتها أمام المحكمة، ونأمل أن تأخذ المحكمة بالأدلة الموثوقة من خلال محاكمة نزيهة». وأكد أن المتهم «مسؤول عن جرائم ارتكبت في مناطق كتم وبندسي ومكجر ودريج في أثناء الصراع بإقليم دارفور».

ووصف خان هذه المحاكمة بأنها تمثل بارقة أمل للذين فقدوا أقاربهم وممتلكاتهم، والذين ينتظرون العدالة لمدة 20 عاماً. ويواجه علي كوشيب 31 تهمة تتعلق بجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية يُزعم أنها ارتُكبت في إقليم دارفور بالسودان، خلال الفترة بين أغسطس (آب) 2003 وأبريل (نيسان) 2004 بمناطق مكجر وبندسي ودليج وكدوم بوسط دارفور.

وبدأت محاكمة كوشيب أمام الدائرة الابتدائية الأولى، في 5 أبريل 2022، على أثر تسليم نفسه للمحكمة في يونيو 2020، واستجوبت المحكمة، خلال التقاضي، 56 شاهداً، وأغلقت قضية الادعاء في 5 يونيو 2023.