«الشعوب الديمقراطية» التركي قد يخوض الانتخابات تحت مظلة حزب باباجان

جمع حاشد لأنصاره بدعوة من دميرطاش احتجاجاً على محاولات إغلاقه

أنصار حزب الشعوب الديمقراطية وأحزاب متحالفة معه تجمعوا في إسطنبول رفضاً لمحاولات إغلاق الحزب (موقع سول التركي)
أنصار حزب الشعوب الديمقراطية وأحزاب متحالفة معه تجمعوا في إسطنبول رفضاً لمحاولات إغلاق الحزب (موقع سول التركي)
TT

«الشعوب الديمقراطية» التركي قد يخوض الانتخابات تحت مظلة حزب باباجان

أنصار حزب الشعوب الديمقراطية وأحزاب متحالفة معه تجمعوا في إسطنبول رفضاً لمحاولات إغلاق الحزب (موقع سول التركي)
أنصار حزب الشعوب الديمقراطية وأحزاب متحالفة معه تجمعوا في إسطنبول رفضاً لمحاولات إغلاق الحزب (موقع سول التركي)

بينما تجمع آلاف من أنصار «حزب الشعوب الديمقراطية» المؤيد للأكراد وتحالف «العمل والحرية» في إسطنبول، أمس (الأحد)، تلبيةً لدعوة من الرئيس المشارك السابق للحزب، صلاح الدين دميرطاش، المعتقَل منذ عام 2017، لإظهار الإصرار على التحدي لحكومة الرئيس رجب طيب إردوغان ضد قضية إغلاق الحزب، طفت على الساحة السياسية تكهنات بأن الحزب سيخوض الانتخابات البرلمانية المقررة في يونيو (حزيران) المقبل تحت مظلة «حزب الديمقراطية والتقدم»، الذي يترأسه علي باباجان، حال قررت المحكمة الدستورية إغلاقه.
ولم يستبعد نائب «حزب الشعوب الديمقراطية» بالبرلمان التركي، إرول كاتيرجي أوغلو، أن يخوض حزبه الانتخابات المقبلة، التي قد يجري تقديم موعدها إلى مايو (أيار)، تحت مظلة «حزب الديمقراطية والتقدم». وقال، خلال مقابلة تلفزيونية، أمس، إن تصريحات باباجان حول حل القضية الكردية في تركيا أثارت التعاطف مع حزبه. وكان باباجان، الذي تولى من قبل العديد من المناصب في حكومات «حزب العدالة والتنمية» قبل الانشقاق عنه، وكان وزيراً للاقتصاد، وقاد طفرة كبرى، ووزيراً للخارجية وشؤون المفاوضات مع الاتحاد الأوروبي، ونائباً لرئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية، قال، خلال زيارته لمدينة ديار بكر، كبرى مدن تركيا ذات الأغلبية الكردية في جنوب شرقي البلاد، الخميس الماضي، إن حزبه «يسعى إلى حل القضية الكردية بشكل عادل داخل تركيا... نحن نهتم بالقضية الكردية، ونريد أن تُحل هذه القضية بشكل عادل وحر... يجب ألا تميز الدولة بين مواطنيها، وألا يكون هناك أي فرق بينهم».

مواد الدستور
وكرر باباجان، في الفترة الأخيرة، انتقاداته للمادتين 42 و66 من الدستور التركي، اللتين تنصان على أن جميع المواطنين الذين يقيمون على الأراضي التركية هم أتراك، وأن التعليم يكون باللغة التركية فقط، وقال: «نحن بحاجة إلى التحدث عن هذه النقاط دون خوف، سواء عن هاتين المادتين، أو أي مادة أخرى، سنعيد كتابة هذه المواد في الدستور الجديد، لنؤسس لتركيا معاصرة... جميع المواطنين متساوون. يجب أن يعيش الإنسان ويحظى بكرامته كي تستمر الدولة»، مشيراً إلى أن هناك مشكلات للمكونات الدينية والطائفية الأخرى وينبغي حلها.
بدوره، قال رئيس مجموعة «ماك» التركية للأبحاث واستطلاعات الرأي العام، محمد علي كولات، إن المعلومات التي حصل عليها من الكواليس تشير إلى أنه في حال إغلاق «حزب الشعوب الديمقراطية»، فإنه سيخوض الانتخابات تحت مظلة «حزب الديمقراطية والتقدم»، لأن ناخبي «الشعوب الديمقراطية» ليس لديهم وجهة نظر سلبية تجاه إدارة «حزب الديمقراطية والتقدم».
ويواجه «حزب الشعوب الديمقراطية» دعوى لإغلاقه، أقامها المدعي العام الجمهوري، بكير شاهين، أمام المحكمة الدستورية العليا، ادعى فيها أن الحزب تحول إلى بؤرة للأنشطة الإرهابية الهادفة إلى تمزيق وحدة الدولة مع شعبها، ووصفه بأنه «مكتب تجنيد» يعمل لصالح «حزب العمال الكردستاني» المدرَج على قوائم الإرهاب.

تجميد الحسابات البنكية
وجمدت «المحكمة الدستورية»، مؤقتاً، الحسابات البنكية التي يتلقى فيها حزب «الشعوب الديمقراطي» الدعم المقدَّم من خزينة الدولة. بناء على طلب المدعي العام، لحين إصدار المحكمة قرارها في الدعوى المقدمة منه لإغلاق الحزب، وذلك بدعوى استخدام الحزب تلك الأموال في تمويل «حزب العمال الكردستاني». في الوقت ذاته، تجمع آلاف من أنصار «حزب الشعوب الديمقراطية» والأحزاب المشاركة معه في تحالف «العمل والحرية» في ميدان كارتال، في الشطر الآسيوي لمدينة إسطنبول، أمس (الأحد)، تحت شعار «العمل والحرية» تلبيةً لدعوة من الرئيس المشارك السابق لـ«حزب الشعوب الديمقراطية»، صلاح الدين دميرطاش، كتبها بخط يده من محبسه في أدرنة، أقصى شمال غربي تركيا، ونشرها حسابه على «تويتر» الذي يديره محاموه، جاء فيها: «دعونا نظهر لكل من (حزب العدالة والتنمية) و(المحكمة الدستورية) مَن سيغلق مَن... أنا في طريقي... أنا قادم، دعونا نلتقِ في هالاي» (في إشارة إلى رقصة شعبية مشهورة عند الأكراد باسم هالاي). وتقدم التجمع، الذي أحيط بإجراءات أمنية مشددة، رؤساء أحزاب تحالف «العمل والحرية»، الذي يضم، إلى جانب «الشعوب الديمقراطية»، أحزاب «الحركة العمالية»، و«اتحاد الجمعيات الاشتراكية»، و«الحرية الاجتماعية»، و«العمل التركي»، وألقوا كلمات أكدوا فيها أن الانتخابات المقبلة ستشهد نهاية لحكم «حزب العدالة والتنمية» برئاسة الرئيس رجب طيب إردوغان، وأن الحكومة «الفاشية الغارقة في الجيمة التي فتحت البلاد للعصابات وقادت العمال إلى المجاعة ستذهب، وأن من سيحدد إغلاق (حزب الشعب الجمهوري أو بقاءه هم الملايين من هذا الشعب التي لم ترضخ لحكم إردوغان. وأضافوا أن هناك (قضية كردية) في هذا البلد... قلنا: تعالوا لحلها. ذهبوا وماذا فعلوا في ديار بكر، ماردين، شرناق ووان؟ وضعوا صلاح الدين دميرطاش داخل أربعة جدران قبل هذا، وقالوا: (سنعبر الحدود مع سوريا)، قالوا: (سنعبر الحدود مع العراق)، وقالوا: (سنأتي فجأة ذات ليلة)».
وقال الرئيس المشارك لـ«حزب الشعوب الديمقراطية»، مدحت سنجار: «سنؤسس أقوى تحالف سلام ضد الحرب... كل حرب تسرق من خبز شعبنا... إنهم يجعلون الفقراء أكثر فقراً، يريدون اغتصاب مستقبل هذا البلد... معاً نقول: (لا، للحرب). قلنا إننا قادمون للتغيير، ومع الانتخابات سنزيد النضال في كل مجالات الحياة».
أغنية «نحن عمال»
وأذيعت خلال التجمع أغنية «نحن عمال»، التي كتبها ووضع موسيقاها صلاح الدين دميرطاش، والتي تؤكد كلماتها أن الشعب لن يمنح أصواته من جديد لمن سرقوه، وسيقول لهم: «وداعاً»، وأن الحرية والسلام سيزهران في تركيا. وكان دميرطاش، أطلق، في مطلع العام الحالي، من محبسه في ولاية أدرنة (شمال غربي تركيا)، حملته الانتخابية للرئاسة، عبر حسابه على موقع «تويتر»، متمنياً أن يكون عاماً مثمراً تنعم فيه تركيا بالحرية والديمقراطية والسلام والرفاهية... وقال: «فلتواصل الكوادر السياسية استعداداتها للتحالف السياسي والمرشح الرئاسي والبرنامج الانتخابي، ودعونا نطلق برفقتكم شارة بداية حملتنا الانتخابية... دعونا نبدأ حملتنا بمشاركة واسعة لأجل الديمقراطية، ليس لأجل شخصية أو حزب، ونديرها معاً حتى آخر يوم لها... اتخذنا الاستعدادات لحملة انتخابية حماسية ومبهجة وحازمة، وننتظر مقترحاتكم وإسهاماتكم».
واعتقل دميرطاش، في نوفمبر (تشرين الثاني) 2017، بتهم تتعلق بدعم الإرهاب، تصل الأحكام فيها إلى 142 سنة، وصدر ضده حكم بالحبس 4 سنوات بتهمة إهانة رئيس الجمهورية، بينما لا يزال يُحاكم في التهم الأخرى.


مقالات ذات صلة

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

شؤون إقليمية أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

استبقت تركيا انعقاد الاجتماع الرباعي لوزراء خارجيتها وروسيا وإيران وسوريا في موسكو في 10 مايو (أيار) الحالي في إطار تطبيع مسار العلاقات مع دمشق، بمطالبتها نظام الرئيس بشار الأسد بإعلان موقف واضح من حزب «العمال الكردستاني» والتنظيمات التابعة له والعودة الطوعية للاجئين والمضي في العملية السياسية. وقال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين إن بلاده تتوقع موقفاً واضحاً من دمشق حيال «تنظيم حزب العمال الكردستاني الإرهابي» والتنظيمات التابعة له، في إشارة إلى وحدات حماية الشعب الكردية، أكبر مكونات قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، التي تنظر إليها أنقرة على أنها امتداد لـ«العمال الكردستاني» في سوريا.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية خصوم إردوغان يتهمونه بـ«مفاوضة» أوجلان في سجنه طلباً لأصوات كردية

خصوم إردوغان يتهمونه بـ«مفاوضة» أوجلان في سجنه طلباً لأصوات كردية

واجه الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ادعاءً جديداً من خصومه في المعارضة، بشأن إرساله مبعوثين للتفاوض مع زعيم «حزب العمال الكردستاني» السجين مدى الحياة، عبد الله أوجلان، من أجل توجيه رسالة للأكراد للتصويت لصالحه في الانتخابات الرئاسية المقررة في 14 مايو (أيار) الحالي. وقالت رئيسة حزب «الجيد» المعارض، ميرال أكشنار، إن إردوغان أرسل «شخصية قضائية» إلى أوجلان في محبسه، وإنها تعرف من الذي ذهب وكيف ذهب، مشيرة إلى أنها لن تكشف عن اسمه لأنه ليس شخصية سياسية. والأسبوع الماضي، نفى المتحدث باسم الرئاسة التركية، إعلان الرئيس السابق لحزب «الشعوب الديمقراطية» السجين، صلاح الدين دميرطاش، أن يكون إردوغان أرسل وف

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية دخول تركيا «النادي النووي» مهم... وزوال مخاوف «تشيرنوبل» مسألة وقت

دخول تركيا «النادي النووي» مهم... وزوال مخاوف «تشيرنوبل» مسألة وقت

<div>دفع إقدام تركيا على دخول مجال الطاقة النووية لإنتاج الكهرباء عبر محطة «أككويو» التي تنشئها شركة «روساتوم» الروسية في ولاية مرسين جنوب البلاد، والتي اكتسبت صفة «المنشأة النووية» بعد أن جرى تسليم الوقود النووي للمفاعل الأول من مفاعلاتها الأربعة الخميس الماضي، إلى تجديد المخاوف والتساؤلات بشأن مخاطر الطاقة النووية خصوصاً في ظل بقاء كارثة تشيرنوبل ماثلة في أذهان الأتراك على الرغم من مرور ما يقرب من 40 عاما على وقوعها. فنظراً للتقارب الجغرافي بين تركيا وأوكرانيا، التي شهدت تلك الكارثة المروعة عام 1986، ووقوعهما على البحر الأسود، قوبلت مشروعات إنتاج الكهرباء من الطاقة النووية باعتراضات شديدة في البد</div>

شؤون إقليمية أنقرة: وزراء خارجية تركيا وسوريا وروسيا قد يجتمعون في 10 مايو

أنقرة: وزراء خارجية تركيا وسوريا وروسيا قد يجتمعون في 10 مايو

قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، اليوم الأربعاء، إن اجتماع وزراء خارجية تركيا وسوريا وروسيا قد يُعقَد بموسكو، في العاشر من مايو (أيار)، إذ تعمل أنقرة ودمشق على إصلاح العلاقات المشحونة. كان جاويش أوغلو يتحدث، في مقابلة، مع محطة «إن.تي.في.»

«الشرق الأوسط» (أنقرة)
شؤون إقليمية «أككويو» تنقل تركيا إلى النادي النووي

«أككويو» تنقل تركيا إلى النادي النووي

أصبحت تركيا رسمياً عضواً في نادي الدول النووية بالعالم بعدما خطت أولى خطواتها لتوليد الكهرباء عبر محطة «أككويو» النووية التي تنفذها شركة «روسآتوم» الروسية في ولاية مرسين جنوب البلاد. ووصف الرئيس التركي رجب طيب إردوغان خطوة تزويد أول مفاعل من بين 4 مفاعلات بالمحطة، بـ«التاريخية»، معلناً أنها دشنت انضمام بلاده إلى القوى النووية في العالم، مشيراً إلى أن «أككويو» هي البداية، وأن بلاده ستبني محطات أخرى مماثلة. على ساحل البحر المتوسط، وفي حضن الجبال، تقع محطة «أككويو» النووية لتوليد الكهرباء، التي تعد أكبر مشروع في تاريخ العلاقات التركية - الروسية.


ما الذي ستجنيه إسرائيل من الاعتراف بـ«أرض الصومال»؟

نتنياهو خلال توقيع الاعتراف... ويهاتف رئيس أرض الصومال (الحكومة الإسرائيلية)
نتنياهو خلال توقيع الاعتراف... ويهاتف رئيس أرض الصومال (الحكومة الإسرائيلية)
TT

ما الذي ستجنيه إسرائيل من الاعتراف بـ«أرض الصومال»؟

نتنياهو خلال توقيع الاعتراف... ويهاتف رئيس أرض الصومال (الحكومة الإسرائيلية)
نتنياهو خلال توقيع الاعتراف... ويهاتف رئيس أرض الصومال (الحكومة الإسرائيلية)

سلطت صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية الضوء على إعلان إسرائيل اعترافها، الجمعة، بإقليم «أرض الصومال»، وقالت الصحيفة إن البعض قد يرى في ذلك بداية عهد جديد من التنافس الدولي في القرن الأفريقي، لكن القضية الحقيقية تكمن في أن الأمر قد يبدو أقرب إلى رقعة شطرنج استراتيجية مما هو عليه في الواقع.

ولفتت إلى أن إقليم «أرض الصومال» يقع في القرن الأفريقي، ويجاور دولاً مثل إثيوبيا وجيبوتي، ويثير هذا الاعتراف تساؤلات أكثر بشأن ما يحيط به عبر خليج عدن والبحر الأحمر، حيث يفصل بينهما مضيق باب المندب، الذي يُعدّ نقطة عبور اقتصادية حيوية للملاحة المتجهة من البحر الأبيض المتوسط ​​إلى المحيط الهندي، وبالتالي يُنظر إليه بوصفه منطقةً تجاريةً بالغة الأهمية عالمياً، بالإضافة إلى وجود قوات بحرية متعددة.

ومع ذلك، تعاني العديد من دول هذه المنطقة من الضعف أو الصراعات الداخلية، فالسودان غارق في حرب أهلية منذ سنوات، أما دولة الصومال فقد تفككت إلى حد كبير في أوائل التسعينات، مما استدعى تدخلاً دولياً بلغ ذروته في معركة قُتل فيها جنود أميركيون، وتعاني إريتريا منذ زمن طويل من الفقر والصراعات الداخلية، كما شهدت إثيوبيا صراعات داخلية.

شاب يحمل علم «أرض الصومال» أمام النصب التذكاري لـ«حرب هرجيسا» (أ.ف.ب)

وذكرت الصحيفة أن منطقة القرن الأفريقي أشبه برقعة شطرنج استراتيجية، وصحيح أن وجود قوات بحرية أو أصول عسكرية في هذه المنطقة يبدو مهماً، إلا أن هجمات الحوثيين على السفن أظهرت أنه يمكن تهديد الملاحة البحرية باستخدام طائرات مسيَّرة وصواريخ بسيطة ورخيصة نسبياً، وكذلك اعتاد القراصنة الصوماليون على اختطاف القوارب باستخدام زوارق صغيرة وبنادق كلاشينكوف.

وأضافت أن منطقة القرن الأفريقي تفتقر إلى الموارد الطبيعية، ولذلك فإن العديد من دولها ضعيفة، لذا، قد يكون الاعتراف الإسرائيلي بإقليم «أرض الصومال» أقل من مجموع مصالح دول المنطقة على مستوى الاستراتيجية الكبرى، وصحيح أن للعديد من الدول مصالح فيها، إلا أن هذه المصالح لم تُترجم حتى الآن إلا إلى مشاركة محدودة، وهناك أولويات أخرى أهم، ومعظم الدول تدرك ذلك.


تركيا: مسيرة ضد المفاوضات مع أوجلان في إطار «عملية السلام»

مظاهرة في ديار بكر للمطالبة بالإفراج عن زعيم حزب «العمال الكردستاني» عبد الله أوجلان (رويترز)
مظاهرة في ديار بكر للمطالبة بالإفراج عن زعيم حزب «العمال الكردستاني» عبد الله أوجلان (رويترز)
TT

تركيا: مسيرة ضد المفاوضات مع أوجلان في إطار «عملية السلام»

مظاهرة في ديار بكر للمطالبة بالإفراج عن زعيم حزب «العمال الكردستاني» عبد الله أوجلان (رويترز)
مظاهرة في ديار بكر للمطالبة بالإفراج عن زعيم حزب «العمال الكردستاني» عبد الله أوجلان (رويترز)

فيما انتقد قيادي في حزب «العمال الكردستاني» خطوات الحكومة والبرلمان والأحزاب في تركيا بشأن «عملية السلام» وحل المشكلة الكردية، خرجت مسيرة حاشدة إلى ضريح مؤسس الجمهورية التركية مصطفى كمال أتاتورك في أنقرة، رفضاً للمفاوضات مع زعيم الحزب السجين عبد الله أوجلان.

وتجمّع الآلاف من ممثلي الأحزاب والأكاديميين والصحافيين والعمال والشباب وممثلي الجمعيات العمالية ومختلف شرائح المجتمع التركي أمام ضريح أتاتورك (أنيتكابر)؛ للتعبير عن رفضهم للعملية التي تطلق عليها الحكومة «عملية تركيا خالية من الإرهاب» ويسميها الجانب الكردي «عملية السلام والمجتمع الديمقراطي».

رفض الحوار مع أوجلان

أكد المشاركون في المسيرة رفضهم المفاوضات مع أوجلان؛ كونه زعيم «منظمة إرهابية»، في إشارة إلى حزب «العمال الكردستاني»، ولـ«تورط البرلمان، الذي أسسه أتاتورك، في هذه العملية وإرسال وفد للقاء أوجلان في سجن إيمرالي».

وردّد المشاركون في المسيرة، التي انطلقت من ميدان «تان دوغان» إلى ضريح أتاتورك، هتافات من مقولاته، مثل: «كم أنا سعيد لكوني تركياً»، و«الاستقلال أو الموت».

بالتوازي، تقدمت مجموعة من المحامين بطلب إلى ولاية ديار بكر، كبرى المدن ذات الغالبية الكردية في جنوب شرقي تركيا، ووزارة الداخلية، ورئاسة الجمهورية، لحظر مسيرة تعتزم منصة «المجتمع الديمقراطي» تنظيمها في المدينة في 4 يناير (كانون الثاني) المقبل، للمطالبة بإطلاق سراح أوجلان، الذي أمضى 26 عاماً في السجن من محكوميته بالسجن المؤبد المشدد.

ولفت المحامون، في بيان مشترك، السبت، إلى أنه على الرغم من وجود أوجلان في السجن، فإن «نفوذه على المنظمة الإرهابية (حزب العمال الكردستاني) لا يزال قائماً»، وأن «أي اجتماع يُعقد تحت قيادته يُعدّ (دعاية لمنظمة إرهابية) و(تمجيداً للجريمة والمجرمين)»، وأن التجمع المزمع يُشكّل «خطراً واضحاً ومباشراً على النظام العام والأمن». وذكروا أنهم إلى جانب طلب الحظر، قدّموا شكوى جنائية لدى مكتب المدعي العام في ديار بكر ضد منظمي التجمع.

انتقادات كردية

في غضون ذلك، انتقد القيادي في «العمال الكردستاني» عضو المجلس التنفيذي لاتحاد مجتمعات كردستان، مصطفى كاراصو، الحكومة التركية والبرلمان والأحزاب السياسية، قائلاً إن الخطوات التي اتخذوها حتى الآن بشأن عملية السلام ودعوة «القائد آبو» (أوجلان) لحل الحزب ونزع أسلحته وتحقيق السلام والمجتمع الديمقراطي، «لا يمكن وصفها بالإيجابية».

وقال كاراصو، في تصريحات لوسائل إعلام كردية نقلت في تركيا، السبت، إنه «إذا كانت هذه العملية بهذه الأهمية، وإذا كان عمر الجمهورية التركية هو 100 عام، وإذا كان من المقرر حلّ مسألةٍ تتعلق بـ50 عاماً، أي نصف تاريخها، وإذا كان الهدف هو ضمان الأخوة التركية - الكردية، فإن الاعتراف بـ(الزعيم آبو) بوصفه شريكاً في المفاوضات أمر ضروري».

وأضاف: «يجب تهيئة الظروف التي تُمكنه من لعب دور فعّال في هذه العملية، حيث يستطيع العيش والعمل بحرية، هذه مسألة قانونية، منصوص عليها في دستورهم، تتعلق بـ(الحق في الأمل)». وعدّ كاراصو أن السياسة والأحزاب التركية تواجه «اختباراً تاريخياً»، وأن عدم معالجة مشاكل تركيا الجوهرية لا يعني سوى خداع هذه الأحزاب والسياسيين للمجتمع التركي.

وانتقد كاراصو عدم إعداد اللوائح القانونية التي تضمن الإفراج عن السجناء الذين أمضوا 30 سنة في السجن، حتى الآن، رغم إعلان حزب «العمال الكردستاني» حل نفسه وإلقاء أسلحته.

أحد اجتماعات لجنة البرلمان التركي لوضع الأساس القانوني لحل «العمال الكردستاني» (البرلمان التركي - إكس)

وأشار إلى أن البرلمان شكّل لجنة لوضع الأساس القانوني للعملية، عقدت الكثير من الاجتماعات، لكن لم يتم اتخاذ أي إجراء حتى الآن، مضيفاً: «لقد أصبح البرلمان، إلى حدٍّ ما، مجرد إجراء شكلي، تُترك القضايا الجوهرية لغيره؛ كالاقتصاد والتعليم، وحتى هذه القضايا لها حدودها».


الرئيس الإيراني: نحن في حالة «حرب شاملة» مع أميركا وإسرائيل وأوروبا

الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان (رويترز)
الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان (رويترز)
TT

الرئيس الإيراني: نحن في حالة «حرب شاملة» مع أميركا وإسرائيل وأوروبا

الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان (رويترز)
الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان (رويترز)

نقل تلفزيون «العالم» الإيراني عن الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان قوله، اليوم (السبت)، إن إيران في حالة «حرب شاملة» مع أميركا وإسرائيل وأوروبا، مشيراً إلى أن هذه البلدان لا تريد لإيران النهوض.

وأضاف بزشكيان أن إسرائيل اعتقدت أن عدوانها على إيران سيؤدي إلى انهيار النظام، لكن ذلك لم يحدث، مؤكداً قدرة بلاده على تجاوز الضغوط والعقوبات.

وأكد الرئيس الإيراني أن الجيش أكثر قوة الآن عما كان عليه قبل الحرب مع إسرائيل، وتعهد بتلقين إسرائيل والولايات المتحدة درساً «أشد قسوة» إذا تكررت الاعتداءات الإسرائيلية والأميركية.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد قال، يوم الاثنين الماضي، إن أي تحرك من جانب إيران سيُقابل برد عنيف، مؤكداً أن إسرائيل لا تسعى إلى مواجهة مع إيران، مشيراً إلى أن إسرائيل تتابع مناورات إيرانية.

وشنّت إسرائيل هجوماً على إيران في يونيو (حزيران) الماضي، وقتلت عدداً من كبار القادة العسكريين والعلماء النوويين في الساعات الأولى من الحرب التي استمرت 12 يوماً، وتدخلت الولايات المتحدة في نهايتها عندما قصفت أهم المنشآت النووية الإيرانية بقنابل خارقة للتحصينات.