الجزائر تخوض حملة أفريقية لدعم ترشحها لمجلس الأمن

معوّلة على موازين قوى جديدة على الساحة الدولية

صورة أرشيفية لوزير خارجية الجزائر رمطان لعمامرة (وزارة الخارجية)
صورة أرشيفية لوزير خارجية الجزائر رمطان لعمامرة (وزارة الخارجية)
TT

الجزائر تخوض حملة أفريقية لدعم ترشحها لمجلس الأمن

صورة أرشيفية لوزير خارجية الجزائر رمطان لعمامرة (وزارة الخارجية)
صورة أرشيفية لوزير خارجية الجزائر رمطان لعمامرة (وزارة الخارجية)

خاض وزير الخارجية الجزائري، رمطان لعمامرة، بين الأربعاء واليوم (الجمعة)، في الكونغو، حملة لإقناع أعضاء الاتحاد الأفريقي بالوقوف مع بلاده في مسعى ترشحها لمقعد غير دائم بمجلس الأمن الدولي، تحسباً للانتخابات التي ستجري بنيويورك في يونيو (حزيران) 2023.
وشارك لعمامرة في برازافيل، عاصمة الكونغو، في أشغال «الاجتماع العاشر للجنة العشرة التابعة للاتحاد الأفريقي، الخاصة بإصلاح مجلس الأمن للأمم المتحدة»؛ إذ تم بحث تنفيذ لوائح تم إصدارها في وقت سابق، تتعلق بحل النزاعات في أفريقيا وقضايا السلم والتنمية ومحاربة الإرهاب. ودعا لعمامرة في كلمة ألقاها على نظرائه الأفارقة، حسب بيان للخارجية الجزائرية، إلى «توحيد صف أفريقيا وكلمتها على الساحة الدولية، في انتظار إتمام عملية إصلاح مجلس الأمن الدولي، والاستجابة لمطالب القارة بصفة كلية، وذلك هو الهدف الاستراتيجي الذي تسعى الجزائر إليه بالتنسيق مع أشقائها الأفارقة».
وأشاد لعمامرة بـ«الدعم الكبير والمتزايد، الذي يحظى به الموقف الأفريقي بخصوص إصلاح مجلس الأمن على الصعيد الدولي»، مؤكداً «التزام الجزائر بمواصلة العمل لتحقيق تقدم ملموس في المفاوضات الحكومية، من أجل إصلاح مجلس الأمن، وتحقيق نظام دولي أكثر تمثيلاً وعدلاً وتوازناً»، مشيراً في هذا السياق إلى «تداعيات الأزمة الدولية الراهنة، التي تحمل بوادر تشكيل موازين جديدة للقوى على الساحة الدولية». وقال وزير خارجية الجزائر، إن بلاده «ترحب بالعرض» الذي قدمه رئيس وأعضاء «لجنة العشرة» بعقد اجتماعهم الوزاري المقبل بالجزائر، والذي يرتقب أن يصادف، حسبه، انضمام الجزائر كعضو غير دائم في مجلس الأمن للأمم المتحدة.
يشار إلى أنه تم إطلاق «لجنة العشرة» منذ سنة 2005، وتتكون من 10 دول أفريقية مكلفة بتطوير مقترحات حول إدخال إصلاحات على آليات مجلس الأمن، بهدف التكفل بشكل أفضل بقضايا القارة السمراء، كما تم تكليفها بحشد التأييد في العالم، لرؤية أفريقيا لهذه الإصلاحات.
ونقلت مصادر دبلوماسية بخصوص محادثات جانبية أجراها لعمامرة مع مسؤولين أفارقة، في سياق حملة الدعم لترشح بلاده، قوله إن أفريقيا «يجب أن تأخذ مكانتها اللائقة بها في كل القرارات التي تُتخذ بشأن العالم، وخصوصاً القرارات التي تُتخذ في مجلس الأمن الدولي. ولن يصبح ذلك ممكناً إلا إذا سعينا معاً من أجل أن يعكس مجلس الأمن الدولي التنوع الذي يميز هذا العالم، ومن ضمنه قارتنا الأفريقية».
وصبَّ تدخل وزير خارجية الكونغو، جان كلود غاكوسو، خلال الاجتماع، في نفس التوجه، عندما أوضح أن النزاعات المسلحة التي تعيشها أفريقيا «تتحمل مسؤولية حلها الأمم المتحدة وحكومات العالم بشكل أو بآخر؛ لأن هذه النزاعات تشكل مصدراً لمآسٍ إنسانية لا يمكن تحملها، وهي تعوق التنمية الاقتصادية».
وفي ديسمبر (كانون الأول) الماضي، صرح لعمامرة خلال مؤتمر عُقد بوهران غرب الجزائر، تناول الأزمات الأمنية بالقارة، بأن أفريقيا «طالما دعت إلى إصلاح مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لوضع حد للظلم التاريخي المسلط عليها منذ ما يقرب من ثمانية عقود من الزمن. ويحق لها طرح قضيتها مراراً وتكراراً، مع التأكيد على الحاجة المُلحّة إلى نظام تعددي تشاركي شامل ومتوازن، لمواجهة التحديات العالمية بطريقة فعالة وناجعة»، كما أوضح أن القارة الأفريقية «وضعت منذ فترة طويلة احترام القانون الدولي، وعدم الانحياز، كمرجعين أساسيين لعملها الدبلوماسي، ولديها الإرادة والقدرة، وكذلك الحكمة التي ما أحوج العالم إليها، لتقديم مساهمة إيجابية في سبيل تحسين العلاقات الدولية».


مقالات ذات صلة

الجزائر تحشد إمكانات كبيرة لتجنب عودة حرائق الغابات

شمال افريقيا الجزائر تحشد إمكانات كبيرة لتجنب عودة حرائق الغابات

الجزائر تحشد إمكانات كبيرة لتجنب عودة حرائق الغابات

أكد وزيران جزائريان استعداد سلطات البلاد لتجنب سيناريو موسم الحرائق القاتل، الذي وقع خلال العامين الماضيين، وسبّب مقتل عشرات الأشخاص. وقال وزير الفلاحة والتنمية الريفية الجزائري، عبد الحفيظ هني، في ندوة استضافتها وزارته مساء أمس، إن سلطات البلاد أعدت المئات من أبراج المراقبة والفرق المتنقلة، إضافة لمعدات لوجيستية من أجل دعم أعمال مكافحة الحرائق، موضحاً أنه «سيكون هناك أكثر من 387 برج مراقبة، و544 فرقة متنقلة، و42 شاحنة صهريج للتزود بالمياه، و3523 نقطة للتزود بالمياه، و784 ورشة عمل بتعداد 8294 عوناً قابلاً للتجنيد في حالة الضرورة القصوى».

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

بحثت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش مع نظيرها الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها اليوم الخميس إلى الجزائر، في فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الاشخاص، بعد سنوات طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والامنية في ليبيا.

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا الجزائر: التماس بسجن وزير سابق 12 سنة مع التنفيذ

الجزائر: التماس بسجن وزير سابق 12 سنة مع التنفيذ

التمست النيابة بمحكمة بالجزائر العاصمة، أمس، السجن 12 سنة مع التنفيذ بحق وزير الموارد المائية السابق، أرزقي براقي بتهمة الفساد. وفي غضون ذلك، أعلن محامو الصحافي إحسان القاضي عن تنظيم محاكمته في الاستئناف في 21 من الشهر الحالي، علماً بأن القضاء سبق أن أدانه ابتدائياً بالسجن خمس سنوات، 3 منها نافذة، بتهمة «تلقي تمويل أجنبي» لمؤسسته الإعلامية. وانتهت أمس مرافعات المحامين والنيابة في قضية الوزير السابق براقي بوضع القضية في المداولة، في انتظار إصدار الحكم الأسبوع المقبل.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا رئيس الشورى السعودي يدعو من الجزائر لتوسيع الاستثمار ومصادر الدخل

رئيس الشورى السعودي يدعو من الجزائر لتوسيع الاستثمار ومصادر الدخل

استقبل الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون في مقر القصر الرئاسي بالجزائر، الثلاثاء، الدكتور عبد الله آل الشيخ، رئيس مجلس الشورى السعودي الذي يقوم بزيارة رسمية؛ تلبية للدعوة التي تلقاها من رئيس مجلس الأمة الجزائري. وشدد آل الشيخ على «تبادل الخبرات لتحقيق المصالح التي تخدم العمل البرلماني، والوصول إلى التكامل بين البلدين اللذين يسيران على النهج نفسه من أجل التخلص من التبعية للمحروقات، وتوسيع مجالات الاستثمار ومصادر الدخل»، وفق بيان لـ«المجلس الشعبي الوطني» الجزائري (الغرفة البرلمانية). ووفق البيان، أجرى رئيس المجلس إبراهيم بوغالي محادثات مع آل الشيخ، تناولت «واقع وآفاق العلاقات الثنائية الأخوية، واس

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا الجزائر: السجن بين 10 و15 سنة لوجهاء نظام بوتفليقة

الجزائر: السجن بين 10 و15 سنة لوجهاء نظام بوتفليقة

قضت محكمة الاستئناف بالعاصمة الجزائرية، أمس، بسجن سعيد بوتفليقة، شقيق الرئيس الراحل، 12 سنة مع التنفيذ، فيما تراوحت الأحكام بحق مجموعة رجال الأعمال المقربين منه ما بين ثماني سنوات و15 سنة مع التنفيذ، والبراءة لمدير بنك حكومي وبرلماني، وذلك على أساس متابعات بتهم فساد. وأُسدل القضاء الستار عن واحدة من أكبر المحاكمات ضد وجهاء النظام في عهد بوتفليقة (1999 - 2019)، والتي دامت أسبوعين، سادها التوتر في أغلب الأحيان، وتشدد من جانب قاضي الجلسة وممثل النيابة في استجواب المتهمين، الذي بلغ عددهم 70 شخصاً، أكثرهم كانوا موظفين في أجهزة الدولة في مجال الاستثمار والصفقات العمومية، الذين أشارت التحقيقات إلى تو

«الشرق الأوسط» (الجزائر)

إطلاق نار كثيف في مقر إقامة رئيس الاستخبارات السابق بجنوب السودان

جوبا عاصمة جنوب السودان (مواقع التواصل)
جوبا عاصمة جنوب السودان (مواقع التواصل)
TT

إطلاق نار كثيف في مقر إقامة رئيس الاستخبارات السابق بجنوب السودان

جوبا عاصمة جنوب السودان (مواقع التواصل)
جوبا عاصمة جنوب السودان (مواقع التواصل)

وقع إطلاق نار كثيف، الخميس، في جوبا عاصمة جنوب السودان بمقر إقامة رئيس الاستخبارات السابق، أكول كور، الذي أقيل الشهر الماضي، حسبما أكد مصدر عسكري، فيما تحدّثت الأمم المتحدة عن محاولة لتوقيفه.

وبدأ إطلاق النار نحو الساعة السابعة مساء (17.00 ت.غ) قرب مطار جوبا واستمر زهاء ساعة، بحسب مراسلي «وكالة الصحافة الفرنسية».

وأبلغت الأمم المتحدة في تنبيه لموظفيها في الموقع، عن إطلاق نار «مرتبط بتوقيف الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات»، ناصحة بالبقاء في أماكن آمنة.

وقال نول رواي كونغ، المتحدث العسكري باسم قوات الدفاع الشعبي لجنوب السودان، لإذاعة بعثة الأمم المتحدة في البلاد (مينوس) إنه «حصل إطلاق نار في مقر إقامة رئيس الاستخبارات السابق».

وأضاف: «شمل ذلك قواتنا الأمنية التي تم نشرها هناك لتوفير مزيد من الأمن».

وتابع: «لا نعرف ماذا حدث، وتحول سوء التفاهم هذا إلى إطلاق نار»، و«أصيب جنديان بالرصاص». وأضاف: «بعد ذلك هرعنا إلى مكان الحادث... وتمكنا من احتواء الموقف عبر إصدار أمر لهم بالتوقف».

وقال: «مصدر عسكري مشارك في العملية» لصحيفة «سودانز بوست» اليومية، إن أكول كور أوقف بعد قتال عنيف خلف «عشرات القتلى والجرحى من عناصره»، لكن التوقيف لم يتأكد رسمياً حتى الآن.

وأظهرت صور انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي وأخرى نشرتها الصحيفة شبه توقف لحركة المرور بالقرب من مقر إقامة رئيس الاستخبارات السابق، حيث فر سائقون خائفون بعد سماع إطلاق النار تاركين سياراتهم، وفقاً لصحيفة «سودانز بوست».

وأقال رئيس جنوب السودان سلفاكير في أكتوبر (تشرين الأول) رئيس جهاز الاستخبارات الوطنية أكول كور الذي تولى منصبه منذ استقلال البلاد عام 2011، وكلّفه تولي منصب حاكم ولاية واراب التي تشهد اضطرابات.

ولم تُحدّد أسباب هذه الخطوة. ويأتي هذا القرار بعد أسابيع من إعلان الحكومة تأجيلاً جديداً لعامين، لأول انتخابات في تاريخ البلاد، كان إجراؤها مقرراً في ديسمبر (كانون الأول).

بعد عامين على استقلاله، انزلق جنوب السودان إلى حرب أهلية دامية عام 2013 بين الخصمين سلفاكير (الرئيس) ورياك مشار (النائب الأول للرئيس)، ما أسفر عن مقتل 400 ألف شخص وتهجير الملايين.