في الأول من فبراير (شباط)، سيمر مذنّب يُدعى C-2022 E3 (ZTF) بالقرب من الأرض لأول مرة منذ 50000 عام، مما يعني أن آخر مرة مر بها بالقرب من الأرض، كان الإنسان العاقل لا يزال يتشارك الكوكب مع الإنسان البدائي «إنسان نياندرتال»، ووفق حسابات علماء الفلك، لن يعود المذنّب مجدداً.
لكن ليس عليك الانتظار حتى فبراير لرؤية المذنّب لحظة اقترابه، فهناك عدة طرق لاكتشافه، إحداها كانت يوم الخميس.
ووصل المذنّب (الخميس) في الحضيض الشمسي «أقرب نقطة له إلى الشمس»، وعندما تمر المذنّبات بالقرب من الشمس، يتصاعد الجليد، مما يعني أنه يتحول إلى غاز، متخطياً المرحلة السائلة، ويخلق ذلك توهجاً، سيكون مائلاً في هذا المذنّب إلى اللون الأخضر، لذلك سُمي «المذنّب الأخضر».
وبدءاً من ساعات فجر الخميس، كان المذنّب مرئياً بالقرب من كوكبة السماء الشمالية «الإكليل الشمالي»، ثم تحرك غرباً مع مرور الوقت، وفقاً لتقرير نشره موقع «سبيس كوم».
وتمكن عشاق الفلك ممن لم تكن ظروف العرض مثالية في منطقتهم، من مشاهدة البث المباشر عبر مشروع التلسكوب الافتراضي بإيطاليا، بدايةً من الساعة 11 مساءً. ويقول موقع «سبيس كوم» إنه في ليالي 26 و27 يناير (كانون الثاني)، قد يكون المذنّب مرئياً شرق كوكبة الدب الأصغر. ويتوقع الخبراء أن «يكون المذنّب مرئياً بالعين المجردة بحلول الأسبوع الثالث من يناير».
وبحلول الأول من فبراير، عندما يقترب المذنّب من الأرض، على بُعد 28 مليون ميل (45 مليون كيلومتر)، سيكون بالقرب من كوكبة «الزرافة»، وبعد بضعة أيام، في 5 و6 فبراير، سيمر المذنّب إلى الغرب من النجم «كابيلا» ثم يدخل كوكبة «ممسِك الأَعِنَة» أو «ذي الأعنّة».
ويقول أشرف شاكر، رئيس قسم الفلك بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية بمصر لـ«الشرق الأوسط»: «ليس هناك ما يضمن أنك ستتمكن من رؤية المذنّب، إذا كنت تعيش في منطقة بها تلوث ضوئي مرتفع، فسيكون المذنّب خافتاً جداً بحيث لا يمكن رؤيته بالعين المجردة، وحتى في المناطق ذات التلوث الضوئي الأقل، كلما اقترب المذنّب من الأرض انتشر ضوؤه على مساحة أكبر، قد يكون أفضل رهان لك لرؤيته بالعين المجردة هو البحث عن منطقة ذات سماء مظلمة وصافية وتجنب استخدام التلسكوبات والمناظير».
وتم اكتشاف هذا المذنّب بواسطة فرانك ماسي وبرايس بولين في مارس (آذار) 2022، ورصده الفلكيون باستخدام «مرفق زويكي» العابر في مرصد «بالومار» في جنوب كاليفورنيا، وفي وقت اكتشافه كان المذنّب داخل مدار كوكب المشتري على بُعد 400 مليون ميل (643 مليون كيلومتر) تقريباً من الشمس.
وأعلن جاد القاضي، رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية بمصر، مساء الخميس، عن بدء مرصد القطامية الفلكي التابع للمعهد في رصد المذنّب باستخدام مرآته التي يبلغ قطرها 1.8 متر.
مذنّب يزور الأرض للمرة الأولى منذ العصر البدائي
تمكن رؤيته بالعين المجردة
مذنّب يزور الأرض للمرة الأولى منذ العصر البدائي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة