مصر: غموض حول مصير مسرحية «الحفيد» بعد خلافات فريقها

التحقيق في شكاوى متبادلة بين لوسي وأبطال العرض

خلافات حادة سببت توقف عرض "الحفيد" (المركز الإعلامي للبيت الفني للمسرح)
خلافات حادة سببت توقف عرض "الحفيد" (المركز الإعلامي للبيت الفني للمسرح)
TT

مصر: غموض حول مصير مسرحية «الحفيد» بعد خلافات فريقها

خلافات حادة سببت توقف عرض "الحفيد" (المركز الإعلامي للبيت الفني للمسرح)
خلافات حادة سببت توقف عرض "الحفيد" (المركز الإعلامي للبيت الفني للمسرح)

رغم البداية المبشرة لعرض «الحفيد» على خشبة المسرح القومي في القاهرة، صيف العام الماضي، فإنه واجه خلافات حادة بين الفنانة لوسي وبعض أبطال العمل تسببت بتعليق المسرحية لاستمرار التحقيق في الشكاوى المقدمة من كلا الطرفين، لتواجه المسرحية بذلك مصيراً غامضاً وسط توقعات بوقف العرض نهائياً أو استكمالها بعد استبعاد نجومها الحاليين.

ونفى البيت الفني للمسرح، الذي يتبعه عدد كبير من الفرق المسرحية الحكومية، استئناف العرض مجدداً بفريق مختلف. وقال في بيان له: «إن هناك شكاوى متبادلة مقدمة لوزارة الثقافة بعد حدوث خلافات بين فريق المسرحية، ما أدى إلى توقفها بشكل مؤقت»، مؤكداً أن «استمرار التحقيقات يغل اليد عن استبدال أي من فريق العرض على أن يتم استكماله عقب انتهاء التحقيقات وظهور النتائج».

من جهتها، قالت الفنانة لوسي في تصريح خاص ﻟ«الشرق الأوسط»، إن «العرض لا يوجد به نظام، بل خروج فج عن النص بكلام وإيحاءات خادشة للحياء». وتساءلت: «أين تقاليد المسرح القومي التي اعتدنا عليها؟... الجمهور وثق في اسمي وجاء من أجلي ومن أجل المسرح القومي، ولكن تمت إهانتي والتنمر على مهنتي (الرقص الشرقي) والتجني على شخصي، كنت في حالة تشتت وأعمل تحت ضغط وعدم التزام بالمواعيد واستياء من تشجيع المخرج للممثلين على تناول الفاكهة وإلقاء الفضلات على خشبة المسرح»، على حد تعبيرها.

وقالت إنها توقعت أن يكون الفنان تامر فرج سعيداً بالوقوف أمام لوسي، لكنه كان يتعمد الخروج عن النص بمباركة المخرج. وبعد انتهاء تعاقده رفض مدير المسرح التجديد له بسبب مشاكله.

لوسي في مشهد من العرض (المركز الإعلامي للبيت الفني للمسرح) 

لكن الفنان تامر فرج قال إنه انسحب من العرض ولم يتم الاستغناء عنه كما يقال، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط»: «اعتذرت عن العرض بسبب الضغوط وتقدمنا بشكوى ضد الفنانة لوسي ما أدى إلى توقف المسرحية».

وأوضح: «لم نكن نرغب في تفاقم الخلاف احتراماً لخشبة المسرح القومي، لذا تم التغاضي عن أمور كثيرة»، مشيراً إلى أن «لوسي صعّدت الأمر وحوّلته لأزمة خاصة بعد أن تفوهت على الشاشات في حق زملائها، وتكرارها أنها بطلة المسرحية ونجمة العرض، وأن الناس تأتي خصيصاً لها، ما انعكس على تصرفاتها التي شكلت اعتداءً واضحاً على صلاحيات المخرج» بحسب وصفه.

وأكد تامر فرج أنه تعلم من قامات العمل المسرحي أن ثوب النجومية يخلع على باب المسرح القومي. ورغم محاولتنا احتواء لوسي، فإنها ظنت أنها أقوى من الجميع وأن نجوميتها تتغلب علينا.

مسرحية «الحفيد» عن نص للأديب عبد الحميد جودة السحار، ومن إخراج ورؤية مسرحية جديدة للفنان يوسف المنصور، الذي قدم رؤية مختلفة دمج فيها أحداث فيلمي «الحفيد وأم العروسة» خلال العرض الذي بدأ في مايو (أيار) 2022 من بطولة لوسي وتامر فرج وعابد عناني ومجموعة كبيرة من الفنانين الصاعدين.

من جانبه، أوضح الفنان عابد عناني أحد أبطال عرض «الحفيد» سبب اعتذاره عن استكمال العرض والمشاركة في الشكوى ضد الفنانة لوسي، قائلاً لـ«الشرق الأوسط»: «اعتذرت عن الاستمرار بعد أن التمست سلوكاً غير احترافي من الفنانة لوسي على مدار البروفات والعروض، ما أثر سلباً على جودة العمل وحدوث تجاوز بالسب والضرب تجاه أكثر من عضو من أعضاء الفريق».

وعن أزمة العرض والشكاوى المتبادلة بين الفنانة لوسي وفريق المسرحية قال مخرج العرض يوسف المنصور لـ«الشرق الأوسط»: إنه «يلتزم الحياد تجاه الخلاف بين الفنانين، ولكنه كان يطمح في استمرار العرض المسرحي تزامناً مع سير التحقيقات القانونية بدلاً من ظلمة المسرح القومي والخسارة المادية المترتبة على ذلك، مضيفاً: «نحن ننتظر نتيجة التحقيقات والمخطئ سيتم استبداله وفقاً لتقاليد المسرح القومي الصارمة».

لقطة من "الحفيد" (المركز الإعلامي للبيت الفني للمسرح)


مقالات ذات صلة

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

شمال افريقيا هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

حفلت الجلسة الافتتاحية لـ«الحوار الوطني»، الذي دعا إليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أكثر من عام، برسائل سياسية حملتها كلمات المتحدثين، ومشاركات أحزاب سياسية وشخصيات معارضة كانت قد توارت عن المشهد السياسي المصري طيلة السنوات الماضية. وأكد مشاركون في «الحوار الوطني» ومراقبون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أهمية انطلاق جلسات الحوار، في ظل «قلق مجتمعي حول مستقبل الاقتصاد، وبخاصة مع ارتفاع معدلات التضخم وتسببه في أعباء معيشية متصاعدة»، مؤكدين أن توضيح الحقائق بشفافية كاملة، وتعزيز التواصل بين مؤسسات الدولة والمواطنين «يمثل ضرورة لاحتواء قلق الرأي العام، ودفعه لتقبل الإجراءات الحكومية لمعالجة الأز

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اجتماعاً، أمس (الخميس)، مع كبار قادة القوات المسلحة في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، لمتابعة دور الجيش في حماية الحدود، وبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي للبلاد. وقال المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، في إفادة رسمية، إن «الاجتماع تطرق إلى تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، وانعكاساتها على الأمن القومي في ظل الظروف والتحديات الحالية بالمنطقة». وقُبيل الاجتماع تفقد الرئيس المصري الأكاديمية العسكرية المصرية، وعدداً من المنشآت في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية. وأوضح المتحدث ب

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

قالت مصر إن «استمرار ظاهرة (المقاتلين الأجانب) يهدد أمن واستقرار الدول». وأكدت أن «نشاط التنظيمات (الإرهابية) في أفريقيا أدى لتهديد السلم المجتمعي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

جدد حادث تصادم في مصر الحديث بشأن مخاطر «السرعة الزائدة» التي تتسبب في وقوع حوادث سير، لا سيما على الطرق السريعة في البلاد. وأعلنت وزارة الصحة المصرية، (الخميس)، مصرع 17 شخصاً وإصابة 29 آخرين، جراء حادث سير على طريق الخارجة - أسيوط (جنوب القاهرة).

منى أبو النصر (القاهرة)
شمال افريقيا مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

بعد 3 أيام عصيبة أمضتها المسنة السودانية زينب عمر، في معبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على


محمد رحيم... رحيل يستدعي حزن جيل التسعينات

الملحن المصري محمد رحيم (حساب رحيم على فيسبوك)
الملحن المصري محمد رحيم (حساب رحيم على فيسبوك)
TT

محمد رحيم... رحيل يستدعي حزن جيل التسعينات

الملحن المصري محمد رحيم (حساب رحيم على فيسبوك)
الملحن المصري محمد رحيم (حساب رحيم على فيسبوك)

ما أن تم الإعلان عن خبر الرحيل المفاجئ للملحن المصري محمد رحيم، حتى سيطرت أجواء حزينة على الوسط الفني عامة والموسيقي خاصة بمصر، كما أعرب عدد كبير من متابعي «السوشيال ميديا» من جيل التسعينات والثمانينات عن حزنهم العميق لرحيل ملحنهم «المحبوب» الذي يعتبرونه أفضل من عبّر عن أحلامهم وصدماتهم، مشيرين إلى أن رحيله «خسارة فادحة» لعالم الموسيقى والغناء عربياً.

وبدأ الملحن المصري محمد رحيم مسيرته المهنية مبكراً، إذ تعاون مع نخبة كبيرة من النجوم بمصر والعالم العربي، وكان قاسماً مشتركاً في تألقهم، كما صنع لنفسه ذكرى داخل كل بيت عبر أعماله التي تميزت بالتنوع ووصلت للعالمية، وفق نقاد.

الشاعر فوزي إبراهيم والمطربة آية عبد الله والملحن محمد رحيم (حساب رحيم على فيسبوك)

ومن بين النجوم الذين تعاون معهم رحيم عمرو دياب، ونانسي عجرم، ومحمد منير، وأصالة، وإليسا، ونوال الزغبي، وأنغام، وآمال ماهر، وروبي، ومحمد حماقي، وتامر حسني، وغيرهم.

وقدم رحيم أول ألحانه مع الفنان عمرو دياب أواخر تسعينات القرن الماضي، قبل أن يكمل عامه الـ20، من خلال أغنية «وغلاوتك» ضمن شريط «عودوني»، التي حققت نجاحاً كبيراً وكانت بداية الطريق لأرشيف غنائي كبير صنع اسم رحيم في عالم الفن.

وقدم رحيم، الذي رحل السبت عن عمر يناهز الـ45 عاماً، مع عمرو دياب أغنية «حبيبي ولا على باله»، التي حصد عنها دياب جائزة «ميوزك أورد» العالمية عام 2001.

بدأ رحيم في عصر ازدهار «شرائط الكاسيت»، التي كانت الملاذ الوحيد لمحبي الأغاني وخصوصاً في مواسم الإجازات، وانتظار محلات وأكشاك بيع الشرائط في الشوارع والميادين بمصر كي تعلن عبر صوت صاخب طرح «شريط جديد».

الملحن محمد رحيم والمطربة جنات (حساب رحيم على فيسبوك)

ووفق موسيقيين؛ فإن الملحن الراحل قد نجح في صناعة ألحان يعتبرها جيل التسعينات والثمانينات «نوستالجيا»، على غرار «أنا لو قلت» لمحمد فؤاد، و«الليالي» لنوال الزغبي، و«يصعب علي» لحميد الشاعري، و«ياللي بتغيب» لمحمد محيي، و«أحلف بالله» لهيثم شاكر، و«جت تصالحني» لمصطفى قمر، و«مشتاق» لإيهاب توفيق، و«أنا في الغرام» لشيرين، وغيرهم. لذلك لم يكن مستغرباً تعليقات نجوم الغناء على رحيل رحيم بكلمات مؤثرة.

ويرى الشاعر والناقد الموسيقى المصري فوزي إبراهيم أن «محمد رحيم ملحن كان يتمتع بموهبة فريدة، وألحانه تميزت بالبساطة والقرب من ذائقة الجمهور التي يعرفها بمجرد سماعها، لذلك اقتربت موسيقاه من أجيال عدة».

لم يقم الموسيقار الراحل باستعارة أو اقتباس جمل موسيقية مطلقاً خلال مشواره، بل اعتمد على موهبته الإبداعية، برغم ترجمة أعماله للغات عدة، وفق إبراهيم، الذي أشار في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إلى «أن محمد منير وصف رحيم بأنه (أمل مصر في الموسيقى)، مثلما قالها عبد الحليم حافظ للموسيقار بليغ حمدي».

محمد حماقي ومحمد رحيم (حساب رحيم على فيسبوك)

«بدأ شاباً وكان يعي متطلبات الشباب»، على حد تعبير الناقد الموسيقى المصري أمجد مصطفى، الذي يقول في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «ارتباط جيل التسعينات بأعماله يرجع لكونه نجح في القرب منهم والتعبير عن أحلامهم ومشاعرهم، بجانب ثقافته الموسيقية المبكرة التي حملت أبعاداً مختلفة».

ولفت مصطفى إلى أن «رحيم كان تلميذاً للملحن الليبي ناصر المزداوي، الذي يتمتع بتجارب عالمية عديدة، كما أن رحيم كان متميزاً في فن اختيار الأصوات التي تبرز ألحانه، بجانب إحساسه الفني الذي صنع شخصيته وميزته عن أبناء جيله».

الملحن محمد رحيم والفنان محمد منير (حساب رحيم على فيسبوك)

وكان للملحن المصري بصمة واضحة عبر أشهر شرائط الكاسيت مثل «الحب الحقيقي» لمحمد فؤاد، و«عودوني» لعمرو دياب، و«غزالي» لحميد الشاعري، و«أخبارك إيه» لمايا نصري، و«صورة ودمعة» لمحمد محيي، و«شوق العيون» لرجاء بلمليح، و«وحداني» لخالد عجاج، و«حبيب حياتي» لمصطفى قمر، و«عايشالك» لإليسا، و«جرح تاني» لشيرين، و«قوم أقف» لبهاء سلطان، و«ليالي الشوق» لشذى، و«ليلي نهاري» لعمرو دياب، و«طعم البيوت» لمحمد منير، وغيرها من الألحان اللافتة.

الملحن محمد رحيم والفنانة نانسي عجرم (حساب رحيم على فيسبوك)

من جانبها قالت الشاعرة المصرية منة القيعي إنها من جيل التسعينات وارتباطها بأغاني رحيم لم يكن من فراغ، خصوصاً أغنية «غلاوتك»، التي أصرت على وجودها خلال احتفالها بخطبتها قبل عدة أشهر، رغم مرور ما يقرب من 26 عاماً على إصدارها.

وتوضح منة لـ«الشرق الأوسط» أن «رحيم كان صديقاً للجميع، ولديه حس فني وشعور بمتطلبات الأجيال، ويعرف كيف يصل إليهم بسهولة، كما أن اجتماع الناس على حبه نابع من ارتباطهم بأعماله التي عاشت معهم ولها ذكرى لن تزول من أذهانهم».

الملحن محمد رحيم والموسيقار الراحل حلمي بكر (حساب رحيم على فيسبوك)

وتؤكد منة أن «ألحان رحيم جزء لا يتجزأ من الهوية المصرية، والقوى الناعمة التي تملكها مصر، وفنه الراسخ هو (تحويشة) عمره، فقد بدأ صغيراً ورحل صغيراً، لكن عمره الفني كان كبيراً، وأثر في أجيال عديدة». على حد تعبيرها.