مدير الاستخبارات الأميركية يلتقي حفتر والدبيبة في ليبيا

الدبيبة خلال لقائه مدير وكالة الاستخبارات الأميركية ويليام بيرنز في طرابلس أمس (مكتب الدبيبة)
الدبيبة خلال لقائه مدير وكالة الاستخبارات الأميركية ويليام بيرنز في طرابلس أمس (مكتب الدبيبة)
TT
20

مدير الاستخبارات الأميركية يلتقي حفتر والدبيبة في ليبيا

الدبيبة خلال لقائه مدير وكالة الاستخبارات الأميركية ويليام بيرنز في طرابلس أمس (مكتب الدبيبة)
الدبيبة خلال لقائه مدير وكالة الاستخبارات الأميركية ويليام بيرنز في طرابلس أمس (مكتب الدبيبة)

وسط إجراءات أمنية مشددة، بدأ مدير وكالة الاستخبارات الأميركية، ويليام جوزيف بيرنز، أمس، زيارة غير معلنة إلى ليبيا، بينما سعى محمد المنفي، رئيس المجلس الرئاسي، للحصول على دعم دولي لمبادرته المطروحة لحل الأزمة السياسية، بعدما رفضها مجلسا النواب والدولة، حيث التقى سفراء تركيا وألمانيا وبريطانيا على التوالي خلال الساعات الماضية بالعاصمة طرابلس.
وفي أول زيارة عمل رسمية له إلى ليبيا، التقى بيرنز المشير خليفة حفتر، القائد العام للجيش الوطني، بمقره في الرجمة خارج مدينة بنغازي (شرق)، قبل أن ينتقل إلى المنطقة الغربية للاجتماع مع عبد الحميد الدبيبة، رئيس حكومة «الوحدة» المؤقتة في العاصمة طرابلس. ورصدت وسائل إعلام محلية إغلاق طريق تاجوراء ومطار معيتيقة الدولي بطرابلس لتأمين زيارة بيرنز فور وصوله، بينما تحدثت مصادر غير رسمية بحكومة الدبيبة عما وصفته بإجراءات أمنية استثنائية، لم تكشف تفاصيلها.
وتعتبر هذه الزيارة، التي لم يسبق الإعلان عنها رسميا، هي الأولى لمسؤول أميركي رفيع المستوى إلى ليبيا، بعد مرور نحو شهرين على خطف أبو عجيلة مسعود المريمي، ضابط الاستخبارات الليبية السابق من منزله بالعاصمة، وتسليمه لاحقا للسلطات الأميركية، التي تحاكمه بتهمة التورط في صنع قنبلة طائرة (لوكربي).
والتقى الدبيبة بيرنز بحضور وفد من السفارة الأميركية، ومن الجانب الليبي وزيرة الخارجية نجلاء المنقوش، ورئيس جهاز الاستخبارات الليبي حسين العائب. ونقل مكتب الدبيبة عن بيرنز تأكيده على ضرورة تطوير التعاون الاقتصادي والأمني بين البلدين، كما «أشاد بحالة الاستقرار والنمو التي تشهدها ليبيا خلال الفترة الأخيرة». وقال الدبيبة إن «الهدف هو استقرار بلادنا ودعمها دولياً من أجل الوصول للانتخابات».
إلى ذلك، نقل المنفي في بيان وزعه مكتبه أمس عن سفير تركيا، كنان يلماز، عقب الاجتماع تأكيده على دعم بلاده للمجلس الرئاسي، ومساعيها لتحقيق الاستقرار، من خلال مشروع المصالحة الوطنية، والوصول للاستحقاق الانتخابي.
كما نقل المنفي عن سفيرة المملكة المتحدة كارولاين هور يندل، التي التقاها مساء أول من أمس، تأكيدها على دعم بلادها لجهود المجلس الرئاسي، ومبادراته للخروج من حالة الانسداد السياسي، وإشادتها بما وصفته بالدور الكبير والمهم في إطلاق الملتقى التحضيري لمؤتمر المصالحة الوطنية، المنعقد برعاية المجلس الرئاسي والاتحاد الأفريقي، والذي اعتبرته سيساهم في الإسراع بإجراء الانتخابات، وفق قاعدة دستورية توافقية ترضى بنتائجها جميع الأطراف.
كما أكد المنفي لدى اجتماعه مع سفير ألمانيا، ميخائيل أونماخت، على دور ألمانيا ومساعيها لدعم العملية السياسية، مشدداً على أهمية التوافق بين جميع أطراف العملية السياسية على قاعدة دستورية وقوانين توافقية، لتحقيق آمال الليبيين في الوصول إلى انتخابات شفافة تنهي جميع الأزمات. ومن جانبه، أكد السفير الألماني دعم بلاده لأي مسار يفضي لانتخابات برلمانية ورئاسية، مثمناً مشروع المصالحة الوطنية، الذي يشرف عليه المجلس الرئاسي، والجهود المتواصلة لإشراك جميع الأطراف في العملية السياسية.
في شأن آخر، نفى المجلس الأعلى للدولة ما تم تداوله بشأن «تواصل أي من أعضائه مع أي شخص»، في إشارة إلى سيف الإسلام القذافي، حول شروط الترشح للانتخابات، وأكد في بيان مقتضب مساء أول من أمس على أن النصوص القانونية عامة ومجردة.
وكان المجلس يرد بهذا البيان على تقارير تحدثت عن قيام وفد يمثله بالاجتماع مع سيف القذافي، بهدف إقناعه بالانسحاب من الترشح مجددا لخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة، نافيا وجود أي دور للوزارة بشأن إقرار القاعدة الدستورية سواء من قريب أو بعيد.


مقالات ذات صلة

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

شمال افريقيا المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

بحثت نجلاء المنقوش مع نظيرها وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها أمس إلى الجزائر، فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الأشخاص، بعد سنين طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والأمنية في ليبيا. وذكرت الخارجية الجزائرية في بيان أن الوزيرين بحثا قضايا جارية في الساحتين المغاربية والعربية، منها تطورات ملف الصحراء، والمساعي العربية والدولية لوقف الاقتتال وحقن الدماء في السودان. وأكد البيان أن عطاف تلقى من المنقوش «عرضا حول آخر مستجدات العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة، لإنهاء الأزمة في ليبيا».

شمال افريقيا وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

بحث وفدان عسكريان، أميركي وفرنسي، في ليبيا سبل إعادة بناء وتطوير المؤسسة العسكرية المُنقسمة، بين شرق البلاد وغربها، منذ إسقاط النظام السابق، في وقت زار فيه المشير خليفة حفتر، القائد العام لـ«الجيش الوطني» روما، والتقى برئيسة الوزراء بالحكومة الإيطالية جورجا ميلوني، وعدد من وزراء حكومتها. وفي لقاءين منفصلين في طرابلس (غرباً) وبنغازي (شرقاً)، التقى الوفدان الأميركي والفرنسي قيادات عسكرية للتأكيد على ضرورة توحيد الجيش الليبي.

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

بحثت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش مع نظيرها الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها اليوم الخميس إلى الجزائر، في فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الاشخاص، بعد سنوات طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والامنية في ليبيا.

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا «حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

«حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

لم يكن من قبيل الصدفة أن تقذف أمواج البحر المتوسط كميات متنوعة من المخدرات إلى السواحل الليبية، أو أن تتلقف شِباك الصيادين قرب الشاطئ «حزماً» من «الحشيش والكوكايين وحبوب الهلوسة»، فالبلاد تحوّلت -وفق تقرير أممي- إلى «معبر مهم» لهذه التجارة المجرّمة. وتعلن السلطات الأمنية في عموم ليبيا من وقت لآخر عن ضبط «كميات كبيرة» من المخدرات قبل دخولها البلاد عبر الموانئ البحري والبرية، أو القبض على مواطنين ووافدين وهو يروّجون هذه الأصناف التي يُنظر إليها على أنها تستهدف «عقول الشباب الليبي». غير أنه بات لافتاً من واقع عمليات الضبط التي تعلن عنها السلطات المحلية تزايُد تهريب المخدرات وتعاطيها، خصوصاً «حبوب

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا «النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

«النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

استهلّت اللجنة المُشتركة لممثلي مجلسي «النواب» و«الدولة» (6+6) المكلفة بإعداد قوانين الانتخابات الليبية، اجتماعاتها في العاصمة طرابلس بـ«الاتفاق على آلية عملها». وطبقاً لما أعلنه عبد الله بليحق، المتحدث الرسمي باسم مجلس النواب، فقد شهد الاجتماع ما وصفه بتقارب في وجهات النظر بين أعضاء اللجنة حول القوانين الانتخابية، مشيراً، في بيان مقتضب مساء أول من أمس، إلى أنه «تم أيضاً الاتفاق على التواصل مع الجهات والمؤسسات ذات العلاقة بالعملية الانتخابية».

خالد محمود (القاهرة)

خلافات عميقة تضرب أكبر حزب سياسي في السودان

الصادق المهدي (يمين) وابنه الأكبر عبد الرحمن في فعالية دينية لطائفة الأنصار (أرشيفية - غيتي)
الصادق المهدي (يمين) وابنه الأكبر عبد الرحمن في فعالية دينية لطائفة الأنصار (أرشيفية - غيتي)
TT
20

خلافات عميقة تضرب أكبر حزب سياسي في السودان

الصادق المهدي (يمين) وابنه الأكبر عبد الرحمن في فعالية دينية لطائفة الأنصار (أرشيفية - غيتي)
الصادق المهدي (يمين) وابنه الأكبر عبد الرحمن في فعالية دينية لطائفة الأنصار (أرشيفية - غيتي)

تفجرت الخلافات داخل «حزب الأمة القومي»، وانتقلت من خلافات داخلية إلى حرب بيانات علنية بين مؤسسات الحزب، أدت إلى إقالة رئيس الحزب المكلف، فضل الله برمة ناصر، نوابَه ومساعديه ومستشاريه، أهمهم نائبة الرئيس مريم المهدي، ابنة زعيم الحزب التاريخي وآخر رئيس وزراء منتخب في العهد الديمقراطي، الراحل الصادق المهدي.

وأصدر رئيس الحزب قراراً قضى بإعادة تشكيل «مؤسسة رئاسة الحزب»، نص على إقالة كل من مريم الصادق المهدي، وصديق إسماعيل، وعبد الله الدومة، وعدد من مساعديه ومستشاريه، كما عيّن القيادي في الحزب إبراهيم الأمين نائباً للرئيس، و8 مساعدين للرئيس، أبزرهم نجلا الصادق المهدي؛ صديق وبشرى؛ أخوا مريم، بالإضافة إلى 4 مستشارين؛ أبرزهم الهادي نقد الله.

وتصاعدت الخلافات بعد توقيع رئيس الحزب وثيقة «تحالف السودان التأسيسي» مع «قوات الدعم السريع» وحركات مسلحة أخرى، بالإضافة إلى أحزاب ومنظمات مجتمع مدني، في العاصمة الكينية نيروبي يوم 22 فبراير (شباط) الماضي. ونصت الوثيقة على الاعتراف بحق تقرير المصير لشعوب السودان، كما نصت على علمانية وفيدرالية نظام الحكم في البلاد، وهو ما عدّته «مؤسسة الرئاسة» في الحزب خروجاً على مبادئه.

وكانت «مؤسسة الرئاسة»، التي تتكون من نواب الرئيس ومساعديه ومستشاريه، قد اتخذت في فبراير الماضي، قراراً بإقالة الرئيس برمة ناصر من رئاسة الحزب، وكلفت نائب الرئيس محمد عبد الله الدومة رئاسة الحزب، بصلاحيات رئيس منتخب.

وقالت «المؤسسة» في بيان حينها، إن برمة ناصر «رئيس مكلف بشرعية قائمة على التراضي، تلزمه اتخاذ قراراته عبر مؤسسة الرئاسة التي لها مساءلته». كما اتهمته بالمشاركة في اجتماعات «ميثاق السودان التأسيسي» وتوقيع الميثاق من دون تفويض من مؤسسة الرئاسة أو حتى إخطارها، مشيرة إلى أن «هذا الموقف يتناقض مع مبادئ الحزب، لا سيما ما نص عليه (الميثاق) من إقرار العلمانية وتقرير المصير»؛ وهو ما عدّته «يفتح الطريق لتفجير الفتن الدنية وتمزيق السودان».

رئيس «حزب الأمة» فضل برمة ناصر خلال كلمته أمام «اجتماع نيروبي» يوم 18 فبراير 2025 (أ.ف.ب)
رئيس «حزب الأمة» فضل برمة ناصر خلال كلمته أمام «اجتماع نيروبي» يوم 18 فبراير 2025 (أ.ف.ب)

من جانبه، أصدر رئيس «المكتب السياسي» للحزب، محمد المهدي حسن، بياناً انتقد فيه قرار إقالة رئيس الحزب المكلف، وقال إن الرئيس مكلف بقرار «المكتب السياسي» وليس بقرار من نوابه ومساعديه ومستشاريه ليقيلوه. وأضاف أن مؤسسات الحزب هي التي تتخذ القرارات، وليست «مؤسسة الرئاسة» وحدها، مؤكداً أن «المكتب السياسي» هو السلطة الأولى في الحزب، وأنه يقوم بمهام الهيئة المركزية والمؤتمر العام.

وأوضح حسن أن «مؤسسة الرئاسة» جهاز أفقي يكوّنه رئيس الحزب وتحت سلطاته، وهو من يعيّن أعضاءها ويعفيهم، وأن «نواب الرئيس ومساعديه ومستشاريه لا يملكون صلاحيات إعفاء الرئيس أو عزله، وفقاً لدستور الحزب»، وأن «المخالفات المنسوبة إلى الرئيس تقديرات سياسية يمكن لـ(مؤسسات الحزب) النظر فيها».

وإثر الوفاة المفاجئة للرئيس التاريخي للحزب، الصادق المهدي، بعد إصابته بفيروس «كورونا»، في نوفمبر (تشرين الثاني) 2020، كُلّف النائب الأول للمهدي؛ اللواء المتقاعد فضل الله برمة ناصر، رئاسة الحزب، لحين عقد المؤتمر العام في غضون عام.

لكن الانقلاب العسكري الذي وقع في 25 أكتوبر (تشرين الأول) 2021 وأطاح الحكومة الانتقالية برئاسة عبد الله حمدوك، ثم اشتعال الحرب في أبريل (نيسان) 2023، حالا دون عقد المؤتمرات الحزبية، فظل برمة ناصر رئيساً للحزب.

وبعد توقيع الحزب على ميثاق «تنسيقية القوى المدنية الديمقراطية (تقدم)» التي تطالب بوقف الحرب، بقيادة رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك، انقسمت عائلة المهدي بين تيارين: التيار الموالي للجيش ويتزعمه صديق إسماعيل نائب رئيس الحزب، والتيار الذي يقوده الواثق البرير صهر المهدي، والصديق نجل المهدي.

وبالتوقيع على وثيقة «تحالف السودان التأسيسي» مع «قوات الدعم السريع»، ظهر في أسرة المهدي تيار ثالث، هو تيار الأمين العام، وصهر المهدي، اللذين قررا البقاء ضمن التحالف المدني «صمود» الرافض التحالف مع أي من طرفي الحرب، بعيداً عن موقف رئيس الحزب.

ويعدّ «حزب الأمة القومي» أكبر الأحزاب السياسية السودانية، وقد حاز في آخر انتخابات ديمقراطية عام 1985 أكبر كتلة نيابية؛ مما أدى تلقائياً إلى أن يتولى رئيس الحزب حينها؛ الصادق المهدي، رئاسة الحكومة، قبل أن يطيحها انقلاب عسكري بقيادة عمر البشير في 30 يونيو (حزيران) 1989.