وسط إجراءات أمنية مشددةً، بدأ مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إي) ويليام بيرنز، زيارة غير معلنة إلى ليبيا، بينما سعى محمد المنفي رئيس المجلس الرئاسي، للحصول على دعم دولي لمبادرته المطروحة لحل الأزمة السياسية بعدما رفضها مجلسا النواب والدولة، حيث التقى سفراء تركيا وألمانيا وبريطانيا على التوالي خلال الساعات الماضية بالعاصمة طرابلس.
وفي أول زيارة عمل رسمية له إلى ليبيا، التقى بيرنز المشير خليفة حفتر القائد العام للجيش الوطني بمقره في الرجمة خارج مدينة بنغازي شرق البلاد، قبل أن ينتقل إلى المنطقة الغربية للاجتماع مع عبد الحميد الدبيبة رئيس حكومة «الوحدة» المؤقتة في العاصمة طرابلس.
ورصدت وسائل إعلام محلية إغلاق طريق تاجوراء ومطار معيتيقة الدولي بطرابلس لتأمين زيارة بيرنز فور وصوله، بينما تحدثت مصادر غير رسمية بحكومة الدبيبة عما وصفته بإجراءات أمنية استثنائية، لم تكشف تفاصيلها.
وهذه الزيارة، التي لم يسبق الإعلان عنها رسمياً، هي الأولى لمسؤول أميركي رفيع المستوى إلى ليبيا، بعد مرور نحو شهرين على خطف أبو عجيلة مسعود المريمي ضابط الاستخبارات الليبية السابق من منزله في العاصمة، وتسليمه لاحقاً للسلطات الأميركية، التي تحاكمه بتهمة التورط في صنع قنبلة طائرة «لوكربي».
والتقى الدبيبة بيرنز. وحضر اللقاء وفد من السفارة الأميركية. ومن الجانب الليبي، حضرت وزيرة الخارجية نجلاء المنقوش، ورئيس جهاز الاستخبارات الليبي حسين العائب.
ونقل مكتب الدبيبة، عن بيرنز، تأكيده خلال اللقاء على ضرورة تطوير التعاون الاقتصادي والأمني بين البلدين، كما «أشاد بحالة الاستقرار والنمو التي تشهدها ليبيا خلال الفترة الأخيرة». وقال الدبيبة، إن «الهدف هو استقرار بلادنا ودعمها دولياً من أجل الوصول للانتخابات».
إلى ذلك، نقل المنفي في بيان وزعه مكتبه أمس عن سفير تركيا كنان يلماز، عقب اجتماعهما، تأكيده على دعم بلاده للمجلس الرئاسي ومساعيه لتحقيق الاستقرار، من خلال مشروع المصالحة الوطنية، والوصول للاستحقاق الانتخابي.
كما نقل المنفي عن سفيرة المملكة المتحدة كارولاين هور يندل التي التقاها مساء أمس (الأربعاء)، تأكيدها دعم بلادها لجهود المجلس الرئاسي ومبادراته للخروج من حالة الانسداد السياسي، وإشادتها بما وصفته بالدور الكبير والهام في إطلاق الملتقى التحضيري لمؤتمر المصالحة الوطنية والمنعقد برعاية المجلس الرئاسي والاتحاد الأفريقي، واعتبرته سيساهم في الإسراع بإجراء الانتخابات وفق قاعدة دستورية توافقية ترضى بنتائجها جميع الأطراف.
وأكد المنفي، لدى اجتماعه مع سفير ألمانيا مخائيل أونماخت، دور ألمانيا ومساعيها لدعم العملية السياسية، مؤكداً أهمية التوافق بين جميع أطراف العملية السياسية، على قاعدة دستورية وقوانين توافقية، لتحقيق آمال الليبيين في الوصول إلى انتخابات شفافة تنهي جميع الأزمات.
وأكد السفير الألماني دعم بلاده لأي مسار يفضي لانتخابات برلمانية ورئاسية، مثمناً مشروع المصالحة الوطنية الذي يشرف عليه المجلس الرئاسي، والجهود المتواصلة لإشراك جميع الأطراف في العملية السياسية.
في شأن آخر، نفى المجلس الأعلى للدولة ما تم تداوله بشأن «تواصل أي من أعضائه مع أي شخص»، في إشارة إلى سيف الإسلام القذافي، حول شروط الترشح للانتخابات، وأكد في بيان مقتضب مساء أمس (الأربعاء) على أن النصوص القانونية عامة ومجردة.
وكان المجلس يرد بهذا البيان على تقارير تحدثت عن قيام وفد يمثله بالاجتماع مع سيف القذافي لإقناعه بالانسحاب من الترشح مجدداً لخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة.
كما اشتبك المجلس مع نجلاء المنقوش وزيرة الخارجية بحكومة الدبيبة. ونفى المكتب الإعلامي للمجلس في بيان مساء أمس (الأربعاء) ما أوردته الصفحة الرسمية لوزارة الخارجية بشأن ما وصفه بدورها المزعوم في جهود إقرار القاعدة الدستورية الخاصة بالانتخابات الرئاسية والبرلمانية، نافياً وجود أي دور للوزارة في هذا الشأن سواء من قريب أو بعيد.
مدير الـ«سي آي إي» يُجري أول زيارة إلى ليبيا
التقى حفتر والدبيبة
مدير الـ«سي آي إي» يُجري أول زيارة إلى ليبيا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة