الأمم المتحدة: إعدامات طهران «قتل بتفويض من الدولة»

«حقوق الإنسان في إيران» تقول إن 109 أشخاص يواجهون خطر الإعدام

تورك خلال مقابلة صحافية بمكتبه في جنيف (أ.ف.ب)
تورك خلال مقابلة صحافية بمكتبه في جنيف (أ.ف.ب)
TT

الأمم المتحدة: إعدامات طهران «قتل بتفويض من الدولة»

تورك خلال مقابلة صحافية بمكتبه في جنيف (أ.ف.ب)
تورك خلال مقابلة صحافية بمكتبه في جنيف (أ.ف.ب)

قال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، الثلاثاء، إن إيران تستخدم عقوبة الإعدام سلاحاً لنشر الخوف بين المواطنين الإيرانيين والقضاء على المعارضة، وإن إعدامها محتجين من دون الإجراءات الواجبة يرقى إلى حد عمليات «قتل بتفويض من الدولة».
ونفذت إيران حكم الإعدام في 4 أشخاص على ارتباط باحتجاجات مستمرة منذ نحو 4 أشهر، مع توقع تنفيذ حكمين آخرين قريباً، فيما حكم على 17 شخصاً في الأقل بعقوبة الإعدام؛ على ما قال مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في جنيف.
وأوضح تورك في بيان: «تحويل الإجراءات الجنائية وعقوبة الإعدام إلى سلاح لمعاقبة الشعب على ممارسة حقوقه الأساسية، مثل أولئك الذين شاركوا في المظاهرات أو نظموها، يصل إلى حد القتل بتفويض من الدولة»، موضحاً أن الإعدامات خالفت القانون الدولي لحقوق الإنسان.
ونبه تورك إن «هناك انتهاكات عديدة للإجراءات القانونية الواجبة وضمان شروط عدالة المحاكمات؛ بما في ذلك إصدار أحكام جنائية غامضة الصياغة، وحرمان المتهمين من الاتصال بمحامين من اختيارهم، وتقديم اعترافات بالإكراه تحت التعذيب، والحرمان من الحق في تقديم الطعون على الأحكام بمعايير واقعية وحقيقية».
ومضى يقول: «ستخدم حكومة إيران مصالحها ومصالح شعبها بشكل أفضل بالإصغاء إلى هواجسهم، واعتماد الإصلاحات الضرورية على صعيد القانون والشرطة؛ لضمان احترام تنوع الآراء، والحق في حرية التعبير والمجتمع، والاحترام الكامل لحقوق المرأة وحمايتها في كل جوانب الحياة».
تشهد إيران منذ 16 سبتمبر (أيلول) الماضي احتجاجات إثر وفاة الشابة مهسا أميني (22 عاماً) بعد 3 أيام من توقيفها من جانب «شرطة الأخلاق» بدعوى «سوء الحجاب».
وقال «مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان» إنه تلقى معلومات عن أن تنفيذ حكم الإعدام في شخصين بات وشيكاً؛ هما: محمد بورغني (19 عاماً)، ومحمد قبادلو (22 عاماً).
وقال تورك: «أكرر ندائي لحكومة إيران لاحترام أرواح شعبها وأصواته، وفرض تجميد فوري لعقوبة الإعدام ووقف تنفيذها بالكامل». وأضاف: «ينبغي أن تتخذ إيران خطوات صادقة لمباشرة إصلاحات ضرورية يطالب بها شعبها لاحترام حقوق الإنسان وحمايتها».
من جهتها، شددت رافينا شامداساني الناطقة باسم مفوضيّة الأمم المتّحدة السامية لحقوق الإنسان، على أن هذه الإعدامات هي «حرمان تعسفي من الحياة».
وذكّرت بأن «الأمم المتحدة ضد عقوبة الإعدام في كل الظروف» مندّدة في ما يتعلّق بقضية الإيرانيين بـ»عدم احترام إجراءات واتهامات خاطئة ولا معنى لها».
وشددت على أنها «اتهامات بالفساد على الأرض وحرب ضد الله، صيغت بطريقة مبهمة جدا» مشيرة إلى «مزاعم خطيرة بالتعذيب وسوء معاملة قبل إعدامهم».
ويأتي البيان شديد اللهجة لمكتب حقوق الإنسان في وقت يواصل فيه تورك الضغط للقيام بزيارة للبلاد ولقاء المرشد الإيراني علي خامنئي، وفقا لما ذكره المسؤول الحقوقي البارز في الأمم المتحدة محمد علي النسور في مؤتمر صحفي في جنيف الثلاثاء.
وقال النسور إن من المزمع عقد اجتماع منفصل مباشر بين تورك والسلطات الإيرانية «قريبا جدا»، في جنيف، في إطار نشاطاته العادية، دون الخوض في تفاصيل. وأضاف «لا يمكننا الوقوف مكتوفي الأيدي عندما تكون هناك انتهاكات جسيمة»، حسب «رويترز».
وصوت مجلس حقوق الإنسان ومقره جنيف في نوفمبر (تشرين الثاني) لصالح تشكيل مهمة مستقلة لتقصي الحقائق من ثلاثة أعضاء للنظر في حملة القمع الإيرانية للاحتجاجات. وأوضح النسور أن اللجنة تلقت بالفعل آلاف الإفادات.
وقالت «وكالة نشطاء حقوق الإنسان في إيران (هرانا)» إن 519 متظاهراً قتلوا، مشيرة إلى مقتل 70 قاصراً، واعتقال نحو 19301 شخص منذ اندلاع الاحتجاجات في منتصف سبتمبر الماضي، حتى الاثنين 9 يناير (كانون الثاني) الحالي. وتشير أعداد الوكالة إلى مقتل 68 من قوات الأمن، في 163 مدينة و144 جامعة شهدت احتجاجات.
وأوردت «منظمة حقوق الإنسان في إيران (IHR) »، ومقرها في أوسلو، أن عدد القتلى منذ بدء الاحتجاجات ارتفع إلى 481 شخصاً؛ بينهم 64 قاصراً.
وقالت المنظمة إن 109 محتجين معتقلين الآن حكم عليهم بالإعدام أو وجهت إليهم تهم يواجهون فيها احتمال الحكم عليهم بالإعدام.
ونوهت المنظمة بأن «هذا (العدد) هو الحد الأدنى؛ لأن معظم العائلات تتعرض لضغوط للبقاء صامتة، ويعتقد أن الرقم الحقيقي أعلى من ذلك بكثير».
ولفتت المنظمة إلى «تكثيف القمع من خلال الاعتقالات التعسفية، والتعذيب الجسدي، والاعتداء الجنسي والاغتصاب، في أثناء الاحتجاز، والإصدار الجماعي للأحكام»، وذلك بناءً على تلقيها بلاغات عن انتهاكات في جميع أنحاء البلاد. وقالت إنها «ليست مجرد حوادث معزولة؛ ولكنها سياسة منهجية من قبل الحكومة».
وقال مدير المنظمة، محمود أميري مقدم، في بيان، إن «العديد من المتظاهرين الأقل شهرة، خصوصاً في محافظة بلوشستان، يتعرضون للتعذيب ويواجهون خطر عقوبة الإعدام. يجب أن يكون إنقاذ أرواحهم من خلال الحملات الجماعية والضغط الدولي... إحدى الأولويات الرئيسية». وأضاف: «يجب اتخاذ إجراءات عقابية جديدة ضد المنظمات القمعية، مثل (الحرس الثوري) الإيراني و(مكتب خامنئي)، رداً على عمليات الإعدام الأخيرة».
ويأتي البيان شديد اللهجة لمكتب حقوق الإنسان في وقت يواصل فيه تورك الضغط للقيام بزيارة للبلاد ولقاء المرشد الإيراني علي خامنئي، وفقا لما ذكره المسؤول الحقوقي البارز في الأمم المتحدة محمد علي النسور في مؤتمر صحفي في جنيف الثلاثاء.
وقال النسور إن من المزمع عقد اجتماع منفصل مباشر بين تورك والسلطات الإيرانية «قريبا جدا»، دون الخوض في تفاصيل. وأضاف «لا يمكننا الوقوف مكتوفي الأيدي عندما تكون هناك انتهاكات جسيمة»، حسب «رويترز».
وصوت مجلس حقوق الإنسان ومقره جنيف في نوفمبر (تشرين الثاني) لصالح تشكيل مهمة مستقلة لتقصي الحقائق من ثلاثة أعضاء للنظر في حملة القمع الإيرانية للاحتجاجات. وأوضح النسور أن اللجنة تلقت بالفعل آلاف الإفادات.


مقالات ذات صلة

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

المشرق العربي اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، التقى وفداً من الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، بحضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان. وأكد رئيسي، خلال اللقاء الذي عقد في القصر الرئاسي السوري أمس (الخميس)، أن بلاده «تعتبر دائماً القضية الفلسطينية أولوية في سياستها الخارجية». وأكد أن «المقاومة هي السبيل الوحيد لتقدم العالم الإسلامي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، وأن «المبادرة، اليوم، في أيدي المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين في ساحة المواجهة».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
شؤون إقليمية إيران تحتجز ناقلة نفط ثانية

إيران تحتجز ناقلة نفط ثانية

احتجز «الحرس الثوري» الإيراني، أمس، ناقلة نقط في مضيق هرمز في ثاني حادث من نوعه في غضون أسبوع، في أحدث فصول التصعيد من عمليات الاحتجاز أو الهجمات على سفن تجارية في مياه الخليج، منذ عام 2019. وقال الأسطول الخامس الأميركي إنَّ زوارق تابعة لـ«الحرس الثوري» اقتادت ناقلة النفط «نيوفي» التي ترفع علم بنما إلى ميناء بندر عباس بعد احتجازها، في مضيق هرمز فجر أمس، حين كانت متَّجهة من دبي إلى ميناء الفجيرة الإماراتي قبالة خليج عُمان. وفي أول رد فعل إيراني، قالت وكالة «ميزان» للأنباء التابعة للسلطة القضائية إنَّ المدعي العام في طهران أعلن أنَّ «احتجاز ناقلة النفط كان بأمر قضائي عقب شكوى من مدعٍ». وجاءت الو

«الشرق الأوسط» (طهران)
شؤون إقليمية سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

استهلَّ الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، أمس، زيارة لدمشق تدوم يومين بالإشادة بما وصفه «الانتصارات الكبيرة» التي حقَّقها حكم الرئيس بشار الأسد ضد معارضيه. وفي خطوة تكرّس التحالف التقليدي بين البلدين، وقّع رئيسي والأسد اتفاقاً «استراتيجياً» طويل الأمد. وزيارة رئيسي للعاصمة السورية هي الأولى لرئيس إيراني منذ عام 2010، عندما زارها الرئيس الأسبق محمود أحمدي نجاد، قبل شهور من بدء احتجاجات شعبية ضد النظام. وقال رئيسي، خلال محادثات موسَّعة مع الأسد، إنَّه يبارك «الانتصارات الكبيرة التي حققتموها (سوريا) حكومة وشعباً»، مضيفاً: «حقَّقتم الانتصار رغم التهديدات والعقوبات التي فرضت ضدكم».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
شؤون إقليمية باريس تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

باريس تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

نددت فرنسا باحتجاز البحرية التابعة لـ«الحرس الثوري» الإيراني ناقلة النفط «نيوفي» التي ترفع علم بنما في مضيق هرمز الاستراتيجي، وذلك صبيحة الثالث من مايو (أيار)، وفق المعلومات التي أذاعها الأسطول الخامس التابع للبحرية الأميركية وأكدها الادعاء الإيراني. وأعربت آن كلير لوجندر، الناطقة باسم الخارجية الفرنسية، في مؤتمرها الصحافي، أمس، أن فرنسا «تعرب عن قلقها العميق لقيام إيران باحتجاز ناقلة نفطية» في مياه الخليج، داعية طهران إلى «الإفراج عن الناقلات المحتجزة لديها في أسرع وقت».

ميشال أبونجم (باريس)
شؤون إقليمية منظمات تندد بـ«إصرار» فرنسا «على رغبتها بترحيل» إيرانيين

منظمات تندد بـ«إصرار» فرنسا «على رغبتها بترحيل» إيرانيين

قالت منظمات غير حكومية إن فرنسا احتجزت العديد من الإيرانيين في مراكز اعتقال في الأسابيع الأخيرة، معتبرة ذلك إشارة إلى أنّ الحكومة «تصر على رغبتها في ترحيلهم إلى إيران» رغم نفي وزير الداخلية جيرالد دارمانان. وكتبت منظمات العفو الدولية، و«لا سيماد»، و«إيرانيان جاستس كوليكتيف» في بيان الأربعاء: «تواصل الحكومة إبلاغ قرارات الترحيل إلى إيران مهددة حياة هؤلاء الأشخاص وكذلك حياة عائلاتهم». واعتبرت المنظمات أن «فرنسا تصرّ على رغبتها في الترحيل إلى إيران»، حيث تشن السلطات قمعاً دامياً يستهدف حركة الاحتجاج التي اندلعت إثر وفاة الشابة الإيرانية الكردية مهسا أميني في سبتمبر (أيلول)، أثناء احتجازها لدى شرط

«الشرق الأوسط» (باريس)

باراغواي ستعيد فتح سفارتها في القدس الأسبوع المقبل

الرئيس الباراغواياني سانتياغو بينيا يتحدث خلال مقابلة مع وكالة «رويترز» في أسونسيون - باراغواي 21 أغسطس 2024 (رويترز)
الرئيس الباراغواياني سانتياغو بينيا يتحدث خلال مقابلة مع وكالة «رويترز» في أسونسيون - باراغواي 21 أغسطس 2024 (رويترز)
TT

باراغواي ستعيد فتح سفارتها في القدس الأسبوع المقبل

الرئيس الباراغواياني سانتياغو بينيا يتحدث خلال مقابلة مع وكالة «رويترز» في أسونسيون - باراغواي 21 أغسطس 2024 (رويترز)
الرئيس الباراغواياني سانتياغو بينيا يتحدث خلال مقابلة مع وكالة «رويترز» في أسونسيون - باراغواي 21 أغسطس 2024 (رويترز)

أعلن رئيس الكنيست، أمير أوهانا، أن رئيس باراغواي، سانتياغو بينيا، سيفي بوعد انتخابي الأسبوع المقبل وسيعيد فتح سفارة بلاده في القدس.

سيلقي بينيا كلمة أمام الكنيست صباح الأربعاء من الأسبوع المقبل، يليها احتفال خاص بالكنيست مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ ورئيس الكنيست أوهانا وزعيم المعارضة يائير لابيد، حسبما أفادت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل».

سيتم الافتتاح الرسمي للسفارة يوم الخميس التالي في هار هوتزفيم في القدس.

لا تعترف معظم الدول بالقدس عاصمة لإسرائيل وتقيم سفاراتها في تل أبيب، وغالباً ما تفتح قنصليات أصغر في القدس. حالياً، خمس دول: الولايات المتحدة، وغواتيمالا، وهندوراس، وكوسوفو وبابوا غينيا الجديدة، لديها سفارات في القدس.

في عام 2018، أعلن الرئيس الباراغواياني المنتهية ولايته هوراسيو كارتيس أن بلاده ستفتح سفارة في القدس، في أعقاب خطوات مماثلة من جانب الولايات المتحدة وغواتيمالا. لكن السفارة نُقلت إلى تل أبيب بعد خمسة أشهر فقط من قِبل خليفة كارتيس أبدو بينيتيز، الذي قال إنه لم يُستشار في القرار الأصلي، وأشار إلى أنه أضر بالجهود الرامية إلى الحفاظ على نهج أكثر حيادية تجاه الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني. غضب نتنياهو من القرار وتحرك لإغلاق سفارة إسرائيل في أسونسيون انتقاماً. في سبتمبر (أيلول)، أعادت إسرائيل فتح سفارتها في باراغواي.