السيسي: لم نُضع أموال مصر... و«الأزمة الحالية» أسبابها عالمية

الحكومة تؤجل أي مشروعات لم يبدأ تنفيذها تحتاج للدولار

الرئيس المصري يكرم إحدى المشاركات في عمل «التحالف الوطني للجمعيات» (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري يكرم إحدى المشاركات في عمل «التحالف الوطني للجمعيات» (الرئاسة المصرية)
TT

السيسي: لم نُضع أموال مصر... و«الأزمة الحالية» أسبابها عالمية

الرئيس المصري يكرم إحدى المشاركات في عمل «التحالف الوطني للجمعيات» (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري يكرم إحدى المشاركات في عمل «التحالف الوطني للجمعيات» (الرئاسة المصرية)

لم ينف الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، تعرض البلاد لأزمة اقتصادية، داعياً مواطنيه إلى «الصمود» أمام التحديات، لكنه عزا أسباب الأزمة إلى مشكلات عالمية تتعلق بجائحة فيروس كورونا، والحرب الروسية - الأوكرانية.
وقال الرئيس السيسي مخاطباً مواطنيه: «بطلوا هري (تعبير عامي يقصد به التوقف عن الحديث بدون معرفة)».
كان السيسي يتحدث خلال المؤتمر الأول لـ«التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي» (كيان يجمع عدداً كبيراً من الجمعيات الخيرية والتنموي) في القاهرة (الاثنين)، عندما خاطب المصريين بتساؤلات يستحث من خلالها الهمم، وقال: «هل لا نستطيع الصمود أمام أي تحدٍ؟... هل إذا كانت ظروف مصر... سنتخلى عنها؟... هل سيتخلى أهل مصر عنها؟».
وواصل الرئيس تساؤلاته مستنكراً: «هل دخلنا حروباً ومغامرات ضيعنا فيها أموال مصر؟»، مضيفاً أن «الظروف (الاقتصادية) صعبة جداً على الدنيا كلها، و(أن) هذه أزمة لسنا مسؤولين عنها (أي نحن المصريين)، والحرب لا تخصنا، والموقف الذي حدث في أزمة (كورونا) خلال العامين الماضيين والحرب الروسية الأوكرانية لم تصنعه مصر، بل تدفع ثمنه مثل كل دول العالم».
ويواجه الجنيه المصري مساراً هبوطياً متواصلاً أمام الدولار خلال الفترة الأخيرة. وسجلت العملة الأميركية (27.5 جنيه في المتوسط) حتى مساء الاثنين، فيما تنتظر البلاد استكمال الحصول على دفعة جديدة من قرض من «صندوق النقد الدولي» بقيمة إجمالية 3 مليارات دولار.
وأظهر السيسي تعويلاً على دور الكيانات والجمعيات العاملة في إطار العمل الخيري. وقال إنها «تقدم المساعدات في المجالات التي لا تستطيع الحكومة وحدها الوفاء بها»، متابعاً: «بمنتهى الصراحة، هناك مؤسسات للمجتمع المدني تقوم بدور لن تستطيع الحكومة القيام به بالكفاءة نفسها».
ودعا الرئيس «التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي» وكيانات المجتمع المدني إلى «تكثيف الجهود خلال عام 2023 نظراً للظروف الاقتصادية العالمية المستمرة»، مشيراً إلى أن «الأزمة الحالية مستمرة، ولها تداعيات قد تمتد إلى العام الحالي. ونحتاج إلى مضاعفة الجهود من أجل مواجهة الآثار المترتبة على ذلك، بأن يعمل التحالف بهمة وجهد مضاعفين».
وفي أول استجابة حكومية لافتة لتعديل سياسات الإنفاق في ضوء الأزمة الاقتصادية التي تواجهها البلاد، أصدر رئيس مجلس الوزراء مصطفى مدبولي، قراراً يتضمن «حزمة من الإجراءات لترشيد الإنفاق العام بالجهات الداخلة في الموازنة العامة للدولة والهيئات العامة والاقتصادية في ظل الأزمة الاقتصادية الحالية، وتقليل الاعتماد على الدولار في المشروعات الجديدة التي تقوم بها الدولة».
كما تضمن القرار «تأجيل تنفيذ أي مشروعات جديدة لم يتم البدء في تنفيذها ولها مكون دولاري واضح». وألزم بأنه «لا يجوز الترخيص بالصرف على الأغراض المحظور الصرف عليها، وذلك على سبيل الاستثناء، إلا في الأحوال التي يقدرها رئيس مجلس الوزراء، وبعد موافقته عليها بناء على عرض السلطة المختصة بالجهة المعنية، وتتم موافاة وزارة المالية بذلك حتى يتسنى لها إعمال شؤونها».
كما يقضي القرار أنه فيما يتعلق بالتعامل بالنقد الأجنبي، يلزم الحصول على موافقة وزارة المالية (قطاع التمويل) بالترخيص بالصرف بالمكون الأجنبي على أي من أوجه الصرف، وذلك بعد التنسيق مع البنك المركزي والجهات المعنية وذات الاختصاص في هذا الشأن، بالإضافة إلى تأجيل الصرف على أي احتياجات لا تحمل طابع الضرورة القصوى».
في سياق قريب، أعلنت القوات المسلحة المصرية عن «إعداد وتجهيز وتعبئة 3 ملايين عبوة غذائية لتوزيعها على المواطنين بنصف الثمن للمساعدة في مواجهة التداعيات الاقتصادية».
وقال بيان رسمي نشره المتحدث العسكري المصري، إن الخطوة تأتي «تنفيذاً لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة، بتوفير السلع الأساسية، وتخفيف العبء عن كاهل المواطنين، وانطلاقاً من المسؤولية الاجتماعية للقوات المسلحة».
وأفاد بأنه «تم دفع أسطول ضخم من وسائل النقل الثقيلة والقطارات لتوزيع السلع لمختلف محافظات الجمهورية بنطاق الجيوش الميدانية والمناطق العسكرية. كما زاد (جهاز مشروعات الخدمة الوطنية) أعداد منافذ البيع الثابتة والمتحركة بكافة ربوع الجمهورية وطرح العديد من المنتجات والسلع الغذائية بها بأسعار مخفضة لمجابهة (الممارسات الاحتكارية) بالأسواق».


مقالات ذات صلة

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

شمال افريقيا هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

حفلت الجلسة الافتتاحية لـ«الحوار الوطني»، الذي دعا إليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أكثر من عام، برسائل سياسية حملتها كلمات المتحدثين، ومشاركات أحزاب سياسية وشخصيات معارضة كانت قد توارت عن المشهد السياسي المصري طيلة السنوات الماضية. وأكد مشاركون في «الحوار الوطني» ومراقبون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أهمية انطلاق جلسات الحوار، في ظل «قلق مجتمعي حول مستقبل الاقتصاد، وبخاصة مع ارتفاع معدلات التضخم وتسببه في أعباء معيشية متصاعدة»، مؤكدين أن توضيح الحقائق بشفافية كاملة، وتعزيز التواصل بين مؤسسات الدولة والمواطنين «يمثل ضرورة لاحتواء قلق الرأي العام، ودفعه لتقبل الإجراءات الحكومية لمعالجة الأز

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اجتماعاً، أمس (الخميس)، مع كبار قادة القوات المسلحة في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، لمتابعة دور الجيش في حماية الحدود، وبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي للبلاد. وقال المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، في إفادة رسمية، إن «الاجتماع تطرق إلى تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، وانعكاساتها على الأمن القومي في ظل الظروف والتحديات الحالية بالمنطقة». وقُبيل الاجتماع تفقد الرئيس المصري الأكاديمية العسكرية المصرية، وعدداً من المنشآت في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية. وأوضح المتحدث ب

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

قالت مصر إن «استمرار ظاهرة (المقاتلين الأجانب) يهدد أمن واستقرار الدول». وأكدت أن «نشاط التنظيمات (الإرهابية) في أفريقيا أدى لتهديد السلم المجتمعي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

جدد حادث تصادم في مصر الحديث بشأن مخاطر «السرعة الزائدة» التي تتسبب في وقوع حوادث سير، لا سيما على الطرق السريعة في البلاد. وأعلنت وزارة الصحة المصرية، (الخميس)، مصرع 17 شخصاً وإصابة 29 آخرين، جراء حادث سير على طريق الخارجة - أسيوط (جنوب القاهرة).

منى أبو النصر (القاهرة)
شمال افريقيا مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

بعد 3 أيام عصيبة أمضتها المسنة السودانية زينب عمر، في معبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على


مقتل 9 بعد هجوم لـ«الدعم السريع» على المستشفى الرئيسي في الفاشر

أشخاص يسيرون بجوار مركبة مدمَّرة بعد قصف لقوات «الدعم السريع» على أم درمان (رويترز)
أشخاص يسيرون بجوار مركبة مدمَّرة بعد قصف لقوات «الدعم السريع» على أم درمان (رويترز)
TT

مقتل 9 بعد هجوم لـ«الدعم السريع» على المستشفى الرئيسي في الفاشر

أشخاص يسيرون بجوار مركبة مدمَّرة بعد قصف لقوات «الدعم السريع» على أم درمان (رويترز)
أشخاص يسيرون بجوار مركبة مدمَّرة بعد قصف لقوات «الدعم السريع» على أم درمان (رويترز)

قال مسؤول محلي في قطاع الصحة ونشطاء سودانيون إن قوات «الدعم السريع» هاجمت المستشفى الرئيسي الذي ما زال يعمل في مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور بالسودان، اليوم الجمعة، مما أسفر عن مقتل تسعة، وإصابة 20 شخصاً.

وذكر المدير العام لوزارة الصحة بولاية شمال دارفور إبراهيم خاطر، و«تنسيقية لجان المقاومة في الفاشر»، وهي جماعة مؤيدة للديمقراطية ترصد العنف في المنطقة، إن طائرة مسيَّرة أطلقت أربعة صواريخ على المستشفى، خلال الليل، مما أدى إلى تدمير غرف وصالات للانتظار ومرافق أخرى.

ووفق ما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء، أظهرت صور حطاماً متناثراً على أَسرَّة بالمستشفى ودماراً لحق الجدران والأسقف. وتقول قوات «الدعم السريع» إنها لا تستهدف المدنيين، ولم يتسنَّ الوصول إليها للتعليق.

واندلعت الحرب بين الجيش السوداني وقوات «الدعم السريع» منذ أكثر من 18 شهراً، وأدت إلى أزمة إنسانية واسعة، ونزوح أكثر من 12 مليون شخص. وتُواجه وكالات الأمم المتحدة صعوبة في تقديم الإغاثة.

والفاشر هي واحدة من أكثر خطوط المواجهة اشتعالاً بين قوات «الدعم السريع» والجيش السوداني وحلفائه الذين يقاتلون للحفاظ على موطئ قدم أخير في منطقة دارفور.

ويخشى مراقبون من أن يؤدي انتصار قوات «الدعم السريع» هناك إلى عنف على أساس عِرقي، كما حدث في غرب دارفور، العام الماضي.