قال جوزيب بوريل، الممثل السامي للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، ونائب رئيسة المفوضية الأوروبية، أمس، خلال مؤتمر صحافي عقد في مدينة الرباط المغربية، إن الاتحاد الأوروبي «يدرك أن قضية الصحراء المغربية هي قضية وجودية للمغرب... ونحن نتفهم ذلك». وأضاف المسؤول الأوروبي، خلال هذه الزيارة التي تعد الأولى من نوعها له للرباط منذ توليه منصبه، أن الاتحاد الأوروبي يدعم جهود الأمم المتحدة للوصول لـ«حل سياسي واقعي براغماتي عادل مقبول من الطرفين... وقد أخذنا علما بجهود المغرب ذات الجدية والمصداقية في هذا المجال».
من جهته، قال ناصر بوريطة، وزير الخارجية المغربي، إن الشراكة بين المغرب والاتحاد الأوروبي «متينة لكن تواجهها تحديات»، ودعا إلى «حماية هذه الشراكة»، موضحا أن هناك «تحرشات قانونية» تتعرض لها هذه الشراكة عبر قضايا تتعلق بقضية الصحراء المغربية. ومشددا على أن المغرب يعتبر أن «الصحراء هي النظارات التي ينظر بها لجدية الشراكات». في إشارة إلى خطاب للعاهل المغربي الملك محمد السادس، أشار فيه إلى أن قضية الصحراء هي النظارات التي ينظر بها المغرب لعلاقاته الخارجية. وأضاف بوريطة موضحا أن هناك أيضاً «تحرشات إعلامية، وحملات في مؤسسات أوروبية، خاصة في البرلمان الأوروبي ضد المغرب»، معتبرا أنها «حملات موجهة» للمس بالشراكة مع المغرب، في إشارة إلى تحقيقات في البرلمان الأوروبي بخصوص رشاوى يتهم فيها المغرب. وفي هذا السياق اعتبر بوريطة أن هناك جهات يقلقها تطور المغرب في محيطه العربي - الأفريقي - المتوسطي، وشدد على أن المغرب «سيدافع عن مصالحه»، داعياً إلى حماية شراكته مع الاتحاد الأوروبي.
من جهته، أوضح بوريل أنه تناول مع المسؤولين المغاربة موضوع التحقيقات بشأن الرشاوى، التي يتهم فيها نواب أوروبيون، وقال بهذا الخصوص: «نحن منشغلون بهذا الموضوع لأنه لا يمكن التسامح مع الفساد... ونحن ننتظر نتائج التحقيقات من طرف السلطات القضائية».
أما بخصوص الشراكة مع المغرب، فقد أوضح بوريل أن الاتحاد الأوروبي «ملتزم بتعميقها وتقوية إطارها القانوني». وقال إن هذه الشراكة «يجب أن تتحول إلى التزامات ملموسة في عدة مجالات، منها الانتقال الطاقي والشراكة الخضراء، والتعليم والصحة وغيرها» من المجالات.
مضيفا أن المغرب استفاد من هذه الشراكة على مدى السنوات الماضية، حيث بلغ حجم المساعدات التي تلقاها من الاتحاد الأوروبي ما بين 2014 و2020، أي ما يناهز 1.4 مليار دولار. وفي هذا السياق أشار المسؤول الأوروبي إلى أن ثلثي العلاقات التجارية للمغرب تتم مع الاتحاد الأوروبي. ودعا إلى تسهيل وصول مزيد من الاستثمارات الأوروبية إلى المغرب.
في غضون ذلك، قال بوريطة إن الاتحاد الأوروبي «شريك استراتيجي للمغرب»، مشيرا إلى أن العاهل المغربي الملك محمد السادس أكد على مكانة الاتحاد الأوروبي لدى المغرب، وأوضح أنها «شراكة جوار لها قيمة ومصالح»، موضحا أن الظرفية الدولية «تعطي أهمية لهذه الشراكة، التي يجب تغذيتها عبر حوار سياسي في مجالات مختلفة، وكذا تقوية الشراكة الأمنية والاستراتيجية».
بوريل: الاتحاد الأوروبي يدعم حلاً سياسياً واقعياً لقضية الصحراء
بوريل: الاتحاد الأوروبي يدعم حلاً سياسياً واقعياً لقضية الصحراء
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة