حبس 12 مغربياً في الجزائر بتهمة «الهجرة السرية»

مهاجرون سريون في محاولة للعبور إلى السواحل الإسبانية انطلاقاً من شواطئ الجزائر (أ.ب)
مهاجرون سريون في محاولة للعبور إلى السواحل الإسبانية انطلاقاً من شواطئ الجزائر (أ.ب)
TT

حبس 12 مغربياً في الجزائر بتهمة «الهجرة السرية»

مهاجرون سريون في محاولة للعبور إلى السواحل الإسبانية انطلاقاً من شواطئ الجزائر (أ.ب)
مهاجرون سريون في محاولة للعبور إلى السواحل الإسبانية انطلاقاً من شواطئ الجزائر (أ.ب)

أودعت السلطات القضائية في مدينة الشلف غرب الجزائر، أول من أمس، 12 مغربياً وبنغاليين وجزائريين الحبس الاحتياطي، بعد توقيفهم وهم بصدد الهجرة سراً إلى سواحل أوروبا. علماً بأن قوانين البلاد تجرم الهجرة غير النظامية بعقوبة تصل إلى السجن 5 سنوات مع التنفيذ، بينما تطالب منظمات المجتمع المدني ونشطاء حقوق الإنسان بالتعاطي مع الظاهرة من زاوية اقتصادية، وبعيداً من الردع.
وأعلنت أجهزة الأمن المحلية أن محققي الشرطة بلغتهم معلومات قبل أيام عن «حركة غير عادية» لأشخاص كثر بالمنطقة، بصدد التحضير للهجرة إلى إسبانيا، عبر قوارب تقليدية، انطلاقاً من شواطئ الشلف، مبرزة أنه تم توقيف 16 شخصاً كانوا على وشك ركوب البحر؛ 12 منهم مغاربة، ورعيتان من بنغلاديش، إضافة إلى جزائريين أشرفا على تنظيم عملية العبور إلى إسبانيا. كما أكدت مصادرة أموال كانت بحوزتهم، وقارباً كانت على متنه سترات نجاة وهواتف جوالة.
ولم توضح الشرطة بالشلف كيف دخل هؤلاء الأجانب إلى الجزائر، خصوصاً المغاربة، علماً بأن الحدود البرية بين البلدين مغلفة منذ عام 1994، كما أن المجال الجوي مغلق منذ عام، في سياق قرار اتخذته الجزائر بقطع العلاقات الدبلوماسية مع المملكة.
ومنذ يومين، عرضت وزارة الدفاع حصائل الجيش على مدى العام الماضي، وجاء فيها «إجهاض محاولات هجرة غير شرعية، وإنقاذ لـ5767 شخصاً في البحر، وتوقيف 8750 مهاجراً غير شرعي من جنسيات مختلفة عبر حدودنا البرية».
ويدخل الجزائر سنوياً آلاف الرعايا من دول جنوب الصحراء للعمل في ورشات البناء بالعاصمة والمدن الكبرى، بهدف جمع المال للهجرة إلى أوروبا باستعمال ما أصبحت تسمى «قوارب الموت». وكثيراً ما أعلنت السلطات عن ترحيل المئات من المهاجرين من بلدان الساحل إلى الحدود الجنوبية، حيث يتم تسلمهم من طرف سلطات بلدانهم.
كما أن تقارير أمنية تفيد بأن العديد منهم يعودون إلى الجزائر بعد فترة قصيرة، في ظل صعوبة مراقبة الحدود الصحراوية الشاسعة.
وفي مايو (أيار) الماضي، صرح سفير الجزائر لدى الأمم المتحدة، نذير عرباوي، خلال مؤتمر حول الهجرة السرية، نظمته الجمعية العامة، بأن قوات الأمن الجزائري فككت بين عامي 2020 و2021، 400 شبكة لتهريب المهاجرين بطريقة سرية نحو الوجهة الأوروبية. وأكد أن بلاده «باتت بحكم موقعها الجغرافي وظروفها التنموية بلد عبور، ومقصداً للمهاجرين السريين القادمين من دول الساحل في قارة أفريقيا»، وأن حركة الهجرة «ترتبط بالأوضاع القائمة في تلك البلدان التي تعيش اضطرابات وأزمات أمنية»؛ في إشارة إلى دول أفريقية فقيرة، بعضها مجاور للجزائر، مثل مالي والنيجر. كما أبرز عرباوي أن السلطات الجزائرية «تعمل جاهدة على تأمين حدودها البحرية والبرية، بهدف مواجهة تهريب المهاجرين، ومكافحة شبكات الاتجار بالبشر، بالتعاون مع الاتحاد الأفريقي».
من جهتها؛ أكدت المنصة الإخبارية الدولية المختصة «مهاجر نيوز»، أن الأسبوع الأخير من ديسمبر (كانون الأول) الماضي، شهد وصول 251 مهاجراً إلى أرخبيل جزر البليار الإسبانية انطلاقاً من السواحل الجزائرية. ونقلت عن السلطات الإسبانية أن معظم المهاجرين من المغرب العربي و«أفريقيا جنوب الصحراء»، من بينهم 24 قاصراً. ويقع هذا الأرخبيل على بعد 250 كيلومتراً من السواحل الجزائرية.
وقالت آينا كالفو، ممثلة الحكومة الإسبانية في أرخبيل البليار المتوسطي، وفق «مهاجر نيوز»: «لقد وصل عدد كبير من المهاجرين غير النظاميين إلى سواحلنا منذ عيد الميلاد؛ 251 شخصاً، وهو رقم كبير، لكنه ليس الأعلى خلال هذا العام». وأضافت: «نختتم عام 2022 بنحو 2600 شخص وصلوا بشكل غير قانوني إلى الأرخبيل، مقارنة بـ2400 في عام 2021».


مقالات ذات صلة

الجزائر تحشد إمكانات كبيرة لتجنب عودة حرائق الغابات

شمال افريقيا الجزائر تحشد إمكانات كبيرة لتجنب عودة حرائق الغابات

الجزائر تحشد إمكانات كبيرة لتجنب عودة حرائق الغابات

أكد وزيران جزائريان استعداد سلطات البلاد لتجنب سيناريو موسم الحرائق القاتل، الذي وقع خلال العامين الماضيين، وسبّب مقتل عشرات الأشخاص. وقال وزير الفلاحة والتنمية الريفية الجزائري، عبد الحفيظ هني، في ندوة استضافتها وزارته مساء أمس، إن سلطات البلاد أعدت المئات من أبراج المراقبة والفرق المتنقلة، إضافة لمعدات لوجيستية من أجل دعم أعمال مكافحة الحرائق، موضحاً أنه «سيكون هناك أكثر من 387 برج مراقبة، و544 فرقة متنقلة، و42 شاحنة صهريج للتزود بالمياه، و3523 نقطة للتزود بالمياه، و784 ورشة عمل بتعداد 8294 عوناً قابلاً للتجنيد في حالة الضرورة القصوى».

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

بحثت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش مع نظيرها الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها اليوم الخميس إلى الجزائر، في فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الاشخاص، بعد سنوات طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والامنية في ليبيا.

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا الجزائر: التماس بسجن وزير سابق 12 سنة مع التنفيذ

الجزائر: التماس بسجن وزير سابق 12 سنة مع التنفيذ

التمست النيابة بمحكمة بالجزائر العاصمة، أمس، السجن 12 سنة مع التنفيذ بحق وزير الموارد المائية السابق، أرزقي براقي بتهمة الفساد. وفي غضون ذلك، أعلن محامو الصحافي إحسان القاضي عن تنظيم محاكمته في الاستئناف في 21 من الشهر الحالي، علماً بأن القضاء سبق أن أدانه ابتدائياً بالسجن خمس سنوات، 3 منها نافذة، بتهمة «تلقي تمويل أجنبي» لمؤسسته الإعلامية. وانتهت أمس مرافعات المحامين والنيابة في قضية الوزير السابق براقي بوضع القضية في المداولة، في انتظار إصدار الحكم الأسبوع المقبل.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا رئيس الشورى السعودي يدعو من الجزائر لتوسيع الاستثمار ومصادر الدخل

رئيس الشورى السعودي يدعو من الجزائر لتوسيع الاستثمار ومصادر الدخل

استقبل الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون في مقر القصر الرئاسي بالجزائر، الثلاثاء، الدكتور عبد الله آل الشيخ، رئيس مجلس الشورى السعودي الذي يقوم بزيارة رسمية؛ تلبية للدعوة التي تلقاها من رئيس مجلس الأمة الجزائري. وشدد آل الشيخ على «تبادل الخبرات لتحقيق المصالح التي تخدم العمل البرلماني، والوصول إلى التكامل بين البلدين اللذين يسيران على النهج نفسه من أجل التخلص من التبعية للمحروقات، وتوسيع مجالات الاستثمار ومصادر الدخل»، وفق بيان لـ«المجلس الشعبي الوطني» الجزائري (الغرفة البرلمانية). ووفق البيان، أجرى رئيس المجلس إبراهيم بوغالي محادثات مع آل الشيخ، تناولت «واقع وآفاق العلاقات الثنائية الأخوية، واس

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا الجزائر: السجن بين 10 و15 سنة لوجهاء نظام بوتفليقة

الجزائر: السجن بين 10 و15 سنة لوجهاء نظام بوتفليقة

قضت محكمة الاستئناف بالعاصمة الجزائرية، أمس، بسجن سعيد بوتفليقة، شقيق الرئيس الراحل، 12 سنة مع التنفيذ، فيما تراوحت الأحكام بحق مجموعة رجال الأعمال المقربين منه ما بين ثماني سنوات و15 سنة مع التنفيذ، والبراءة لمدير بنك حكومي وبرلماني، وذلك على أساس متابعات بتهم فساد. وأُسدل القضاء الستار عن واحدة من أكبر المحاكمات ضد وجهاء النظام في عهد بوتفليقة (1999 - 2019)، والتي دامت أسبوعين، سادها التوتر في أغلب الأحيان، وتشدد من جانب قاضي الجلسة وممثل النيابة في استجواب المتهمين، الذي بلغ عددهم 70 شخصاً، أكثرهم كانوا موظفين في أجهزة الدولة في مجال الاستثمار والصفقات العمومية، الذين أشارت التحقيقات إلى تو

«الشرق الأوسط» (الجزائر)

الصين ومصر تتفقان على ضرورة تشجيع السلام في الشرق الأوسط

وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي (يسار) ونظيره الصيني وانغ يي يتصافحان بعد إحاطة مشتركة في دار الضيافة الحكومية دياويوتاي في بكين، 13 ديسمبر 2024 (رويترز)
وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي (يسار) ونظيره الصيني وانغ يي يتصافحان بعد إحاطة مشتركة في دار الضيافة الحكومية دياويوتاي في بكين، 13 ديسمبر 2024 (رويترز)
TT

الصين ومصر تتفقان على ضرورة تشجيع السلام في الشرق الأوسط

وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي (يسار) ونظيره الصيني وانغ يي يتصافحان بعد إحاطة مشتركة في دار الضيافة الحكومية دياويوتاي في بكين، 13 ديسمبر 2024 (رويترز)
وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي (يسار) ونظيره الصيني وانغ يي يتصافحان بعد إحاطة مشتركة في دار الضيافة الحكومية دياويوتاي في بكين، 13 ديسمبر 2024 (رويترز)

قال وزير الخارجية الصيني وانغ يي إن بكين اتفقت مع مصر على ضرورة أن يشجع البلدان على السلام والمفاوضات لتحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط.

وأدلى وانغ بهذه التصريحات خلال اجتماع مع نظيره المصري بدر عبد العاطي في بكين، اليوم (الجمعة)، وفق وكالة «رويترز» للأنباء.

وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي (يسار) ونظيره الصيني وانغ يي خلال إحاطة مشتركة في دار ضيافة الدولة دياويوتاي في بكين، 13 ديسمبر 2024 (رويترز)

وقال وانغ إن البلدين يشعران بقلق بالغ إزاء الوضع الحالي في سوريا، ودعا إلى احترام سيادة البلاد واستقلالها وسلامة أراضيها. كما قال وانغ إن البلدين يرحِّبان باتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان.