الاشتباه بـ«موالين لإيران» استهدفوا «التحالف الدولي» شرق سوريا

دورية أميركية في ريف الحسكة شمال شرقي سوريا يوم 15 ديسمبر الماضي (أ.ف.ب)
دورية أميركية في ريف الحسكة شمال شرقي سوريا يوم 15 ديسمبر الماضي (أ.ف.ب)
TT

الاشتباه بـ«موالين لإيران» استهدفوا «التحالف الدولي» شرق سوريا

دورية أميركية في ريف الحسكة شمال شرقي سوريا يوم 15 ديسمبر الماضي (أ.ف.ب)
دورية أميركية في ريف الحسكة شمال شرقي سوريا يوم 15 ديسمبر الماضي (أ.ف.ب)

استهدف صاروخان، صباح الأربعاء، قوات التحالف الدولي في شرق سوريا، من دون أن يوقعا خسائر، وفق ما أعلنت القيادة المركزية للجيش الأميركي (سنتكوم)، بينما اتهم «المرصد السوري لحقوق الإنسان» مجموعات موالية لإيران بالوقوف خلف الهجوم.
وأشارت وكالة الصحافة الفرنسية إلى أن الهجوم جاء غداة إحياء إيران وحلفائها الذكرى الثالثة لاغتيال قائد «فيلق القدس» في «الحرس الثوري» الإيراني قاسم سليماني ونائب رئيس «الحشد الشعبي» العراقي أبو مهدي المهندس على طريق مطار بغداد بضربة جوية أميركية.
وقال الجيش الأميركي في بيان: «استهدف صاروخان قوات التحالف» في موقع دعم تتخذه داخل حقل كونيكو للغاز قرابة الساعة «التاسعة من صباح اليوم بالتوقيت المحلي» (6.00 ت غ). ولم يسفر الهجوم، وفق البيان، «عن إصابات أو أضرار في القاعدة أو في ممتلكات التحالف».
ويقع حقل غاز كونيكو في منطقة سيطرة «قوات سوريا الديمقراطية» بريف دير الزور الشرقي، ويضم قاعدة للتحالف الدولي الذي تقوده واشنطن.
وأورد البيان أن «قوات سوريا الديمقراطية» التي يقودها مقاتلون أكراد «زارت موقع إطلاق الصواريخ، وعثرت على صاروخ ثالث لم يتم إطلاقه».
ولم توجه القوات الأميركية اتهاماً إلى أي جهة. وقال المتحدث باسم القيادة المركزية الكولونيل جو بوتشينو إن هجمات مماثلة «تضع قوات التحالف والسكان المدنيين في خطر وتقوض الاستقرار والأمن اللذين كان منالهما صعباً في سوريا والمنطقة»، بحسب ما جاء في تقرير الوكالة الفرنسية.
من جهته، اتهم مدير «المرصد السوري» رامي عبد الرحمن «مجموعات موالية لإيران بالوقوف خلف إطلاق الصواريخ غداة إحياء الذكرى الثالثة لاغتيال سليماني».
وتعرضت قواعد أميركية في شمال سوريا وشرقها لاستهداف متكرر خلال الأشهر القليلة الماضية، طال أحدها في 26 نوفمبر (تشرين الثاني)، قوات التحالف في قاعدة الشدادي جنوب محافظة الحسكة (شمال شرقي سوريا)، في هجوم رجح «المرصد السوري» أن يكون عناصر من تنظيم «داعش» خلفه. وفي 17 نوفمبر، استهدف صاروخان قاعدة القرية الخضراء، إحدى أبرز قواعد التحالف في شرق سوريا، في هجوم نسبه «المرصد» إلى مجموعات موالية لإيران.
على صعيد آخر، كثفت «قوات سوريا الديمقراطية» والوحدات الأمنية التابعة لـ«الإدارة الذاتية» عمليات ملاحقة خلايا تنظيم «داعش» شمال شرقي سوريا، وبدعم من «التحالف الدولي». وأوضح «المرصد السوري» أن تكثيف الملاحقات جاء على خلفية الهجوم الأعنف والأكثر دموية الذي نفذته خلايا «داعش» في 26 ديسمبر (كانون الأول) الماضي واستهدف سجن الاستخبارات ومراكز أمنية في مدينة الرقة، ما أدى إلى مقتل 6 عناصر من القوى الأمنية التابعة لـ«الإدارة الذاتية» و«قوات سوريا الديمقراطية» (قسد). وأطلقت «قسد»، نهاية الشهر الماضي، حملة تحت اسم «صاعقة الجزيرة» تهدف إلى اعتقال عناصر «خلايا داعش» شرق الفرات. وأسفرت الحملة عن توقيف نحو 130 شخصاً في ريف الحسكة ومناطق أخرى شمال سوريا وشرقها.
وأوضح «المرصد» أن عدد المعتقلين من خلايا التنظيم في ريف الحسكة بلغ قرابة 46 شخصاً بينهم أكثر من 11 من المتورطين في توفير الدعم اللوجيستي لعناصر «داعش» وتهريب عوائل التنظيم من مخيم الهول بريف الحسكة. وفي مدينة القامشلي، نفذت الوحدات الأمنية التابعة لـ«الإدارة الذاتية»، وبدعم من «التحالف الدولي»، حملة اعتقالات طالت نحو 35 شخصاً من أفراد خلايا «داعش» وعثرت بحوزتهم على أسلحة وذخائر وأدوات كانت معدة لتنفيذ هجمات في المنطقة، بحسب «المرصد».


مقالات ذات صلة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، إنَّه «لا يعلم ما إذا كانت سوريا ستعود إلى الجامعة العربية أم لا»، وإنَّه «لم يتسلَّم بصفته أميناً عاماً للجامعة أي خطابات تفيد بعقد اجتماع استثنائي لمناقشة الأمر».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شؤون إقليمية سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

استهلَّ الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، أمس، زيارة لدمشق تدوم يومين بالإشادة بما وصفه «الانتصارات الكبيرة» التي حقَّقها حكم الرئيس بشار الأسد ضد معارضيه. وفي خطوة تكرّس التحالف التقليدي بين البلدين، وقّع رئيسي والأسد اتفاقاً «استراتيجياً» طويل الأمد. وزيارة رئيسي للعاصمة السورية هي الأولى لرئيس إيراني منذ عام 2010، عندما زارها الرئيس الأسبق محمود أحمدي نجاد، قبل شهور من بدء احتجاجات شعبية ضد النظام. وقال رئيسي، خلال محادثات موسَّعة مع الأسد، إنَّه يبارك «الانتصارات الكبيرة التي حققتموها (سوريا) حكومة وشعباً»، مضيفاً: «حقَّقتم الانتصار رغم التهديدات والعقوبات التي فرضت ضدكم».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
العالم العربي أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

استبقت تركيا انعقاد الاجتماع الرباعي لوزراء خارجيتها وروسيا وإيران وسوريا في موسكو في 10 مايو (أيار) الحالي في إطار تطبيع مسار العلاقات مع دمشق، بمطالبتها نظام الرئيس بشار الأسد بإعلان موقف واضح من حزب «العمال الكردستاني» والتنظيمات التابعة له والعودة الطوعية للاجئين والمضي في العملية السياسية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
العالم العربي درعا على موعد مع تسويات جديدة

درعا على موعد مع تسويات جديدة

أجرت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا (جنوب سوريا) اجتماعات عدة خلال الأيام القليلة الماضية، آخرها أول من أمس (الأربعاء)، في مقر الفرقة التاسعة العسكرية بمدينة الصنمين بريف درعا الشمالي، حضرها وجهاء ومخاتير ومفاوضون من المناطق الخاضعة لاتفاق التسوية سابقاً وقادة من اللواء الثامن المدعوم من قاعدة حميميم الأميركية. مصدر مقرب من لجان التفاوض بريف درعا الغربي قال لـ«الشرق الأوسط»: «قبل أيام دعت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا، ممثلةً بمسؤول جهاز الأمن العسكري في درعا، العميد لؤي العلي، ومحافظ درعا، لؤي خريطة، ومسؤول اللجنة الأمنية في درعا، اللواء مفيد حسن، عد

رياض الزين (درعا)
شمال افريقيا مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

أجرى وزير الخارجية المصري سامح شكري اتصالات هاتفية مع نظرائه في 6 دول عربية؛ للإعداد للاجتماع الاستثنائي لوزراء الخارجية العرب بشأن سوريا والسودان، المقرر عقده، يوم الأحد المقبل. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، السفير أحمد أبو زيد، في إفادة رسمية، الخميس، إن شكري أجرى اتصالات هاتفية، على مدار يومي الأربعاء والخميس، مع كل من وزير خارجية السودان علي الصادق، ووزير خارجية السعودية فيصل بن فرحان، ووزير خارجية العراق فؤاد محمد حسين، ووزير خارجية الجزائر أحمد عطاف، ووزير خارجية الأردن أيمن الصفدي، ووزير خارجية جيبوتي محمود علي يوسف. وأضاف أن «الاتصالات مع الوزراء العرب تأتي في إطار ا

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

انقلابيو اليمن يبطشون بصغار الباعة في ذمار

اتهامات لجماعة الحوثي بتعمد البطش بالسكان في ذمار (إكس)
اتهامات لجماعة الحوثي بتعمد البطش بالسكان في ذمار (إكس)
TT

انقلابيو اليمن يبطشون بصغار الباعة في ذمار

اتهامات لجماعة الحوثي بتعمد البطش بالسكان في ذمار (إكس)
اتهامات لجماعة الحوثي بتعمد البطش بالسكان في ذمار (إكس)

تواصلاً لمسلسل انتهاكات الجماعة الحوثية الذي كانت بدأته قبل أسابيع في صنعاء وإب، وسّعت الجماعة من حجم بطشها بصغار التجار وبائعي الأرصفة في أسواق محافظة ذمار وشوارعها، وفرضت عليهم دفع إتاوات تحت مسميات غير قانونية. وفق ما ذكرته مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط».

وأكدت المصادر أن الحملات التي شارك فيها مسلحون حوثيون مدعومون بعربات عسكرية وجرافات وشاحنات، جرفت المتاجر الصغيرة وصادرت 40 عربة لبائعين متجولين بما فيها من بضائع في مدينة ذمار وعلى طول الشارع العام الرابط بين صنعاء ومحافظتي إب وتعز.

جانب من حملة حوثية استهدفت السكان وممتلكاتهم في ذمار (فيسبوك)

وجاءت الحملة التعسفية بناءً على مخرجات اجتماع ضم قيادات حوثية تُدير شؤون محافظة ذمار، (100 كيلومتر جنوب صنعاء) نصت على قيام ما تسمى مكاتب الأشغال العامة والمرور وصندوق النظافة والتحسين وإدارة أمن ذمار باستهداف صغار الباعة في المدينة وضواحيها قبيل انتهاء العام الحالي.

وبرّرت الجماعة الانقلابية حملتها بأنها للحفاظ على ما تسميه المنظر العام للشوارع، وإزالة العشوائيات والاختناقات مع زعمها بوجود مخالفات.

واشتكى مُلاك متاجر صغيرة، طالهم التعسف الحوثي لـ«الشرق الأوسط»، من ابتزاز غير مسبوق على أيدي مشرفين ومسلحين يجمعون إتاوات بالقوة تحت مسميات عدة.

وذكروا أن مسلحي الجماعة دهموا شوارع وأسواق شعبية في مناطق عدة بذمار، وباشروا بجرف المتاجر ومصادرة عربات البائعين واعتقلوا العشرات منهم عقب رفضهم دفع مبالغ مالية «تأديبية».

وأجبر الوضع المتردي كثيراً من السكان في ذمار ومدن أخرى تحت سيطرة الجماعة على العمل بمختلف المهن، حيث يعجّ الشارع الرئيسي للمدينة وشوارع فرعية أخرى منذ سنوات عدة بآلاف العاملين بمختلف الحِرف جُلهم من الشباب والأطفال والنساء؛ أملاً في توفير لقمة العيش.

انتهاكات ممنهجة

ويصف عبد الله (30 عاماً) وهو مالك متجر صغير، ما يتعرض له صغار الباعة من حرب شعواء من قِبل الجماعة الحوثية بأنه «انتهاكات ممنهجة» بقصد التضييق عليهم ودفعهم إلى الالتحاق ببرامج التعبئة العسكرية.

ويشير مراد، وهو مالك عربة متجولة إلى أنه تمكن من استعادة عربته من بين أيدي عناصر حوثيين بعد مصادرتها مع عربات بائعين آخرين في سوق شعبية وسط المدينة، وأكد أن ذلك جاء بعد استجابته بدفع مبلغ مالي لمسلح يُشرف على تنفيذ الحملة الاستهدافية.

الحوثيون صادروا عربات باعة بزعم التهرب من دفع إتاوات (فيسبوك)

وليست هذه المرة الأولى التي تستهدف فيها الجماعة صغار الباعة بذمار، فقد سبق لها أن نفذت منذ مطلع العام الحالي ما يزيد على 6 حملات للبطش والتنكيل بالمئات منهم؛ بغية إرغامهم على دفع إتاوات.

وكان الانقلابيون الحوثيون أطلقوا قبل نحو شهر حملة استهدفت بالتعسف والابتزاز تجاراً وبائعين في سوق «المثلث» بمدينة ذمار، أسفر عنها جرف متاجر صغيرة ومصادرة عربات وإتلاف بضائع.

وسبق للباعة الجائلين أن طالبوا مرات عدة سلطات الانقلاب في ذمار بتوفير أسواق بديلة لهم، بدلاً من الحملات التي تُشنّ عند كل مناسبة طائفية بهدف جمع أكبر قدر من المال.