شلل المواصلات في بريطانيا مع إضرابات السكك الحديدية

«التضخم الغذائي» يرتفع إلى مستويات قياسية

ركاب في إحدى محطات القطار بالعاصمة البريطانية لندن وسط فوضى مع تواصل إضراب العاملين بالسكك الحديدية (أ.ب)
ركاب في إحدى محطات القطار بالعاصمة البريطانية لندن وسط فوضى مع تواصل إضراب العاملين بالسكك الحديدية (أ.ب)
TT

شلل المواصلات في بريطانيا مع إضرابات السكك الحديدية

ركاب في إحدى محطات القطار بالعاصمة البريطانية لندن وسط فوضى مع تواصل إضراب العاملين بالسكك الحديدية (أ.ب)
ركاب في إحدى محطات القطار بالعاصمة البريطانية لندن وسط فوضى مع تواصل إضراب العاملين بالسكك الحديدية (أ.ب)

يعاني ركاب القطارات البريطانيون من يوم لآخر من الاضطرابات الناجمة عن الإضراب، حيث دعا الأمين العام الجديد لمؤتمر «النقابات العمالية» (تي يو سي) إلى اجتماع عاجل مع رئيس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك، في محاولة لكسر الجمود في النزاعات بشأن الإضراب في أنحاء البلاد.
وتم إغلاق حوالي نصف خطوط السكك الحديدية البريطانية يوم الأربعاء، وتشغيل خمس الخدمات فقط، مع إضراب عشرات الآلاف من العمال، في الشركات القائمة على تشغيل شبكة السكك الحديدية والقطارات، في اليوم الثاني من إضراب عن العمل لمدة 48 ساعة، من قبل أعضاء اتحاد السكك الحديدية والبحرية والنقل (آر إم تي) في بريطانيا، طبقا لما ذكرته وكالة الأنباء البريطانية «بي إيه ميديا». ويضرب سائقو القطارات في نقابة «أسليف»، عن العمل الخميس، قبل إضراب ثان يستمر يومين لاتحاد السكك الحديدية والبحرية والنقل، يوم الجمعة.
ودعا بول نواك، زعيم مؤتمر النقابات العمالية، إلى تغيير في اتجاه الحكومة، قائلا إنه يتعين على الوزراء فتح مفاوضات بشأن الأجور، مع النقابات. وفي خطاب إلى سوناك، قال نواك إن الخدمات العامة في أزمة، بعد سنوات من «نقص التمويل ونقص الموظفين».
وبالتزامن مع الشلل المواصلاتي، ارتفع التضخم الغذائي في بريطانيا إلى مستويات قياسية فيما تعاني الكثير من الأسر من «عيد ميلاد صعب» جراء ارتفاع الأسعار. وأفادت وكالة الأنباء البريطانية بي إيه ميديا بأن أسعار الغذاء للمتسوقين قفزت إلى 13.3 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، من 12.4 في المائة في الشهر السابق.
وجاء ذلك فيما أظهر مؤشر أسعار المتاجر «بي آر سي - نيلسن آي كيو» علامة طفيفة على الراحة للمتسوقين الذين يعانون من ضائقة مالية، فيما هدأت أسعار البيع بالمتاجر بشكل عام إلى 7.3 في المائة في ديسمبر. وتراجعت بذلك من مستوى 7.4 في المائة في نوفمبر (تشرين الثاني) ولكن تظل قريبة من الارتفاعات القياسية.
وقفز تضخم الأغذية الطازجة إلى 15 في المائة خلال ديسمبر، من 14,3 في المائة في نوفمبر، بينما ارتفعت أسعار الأغذية التي تحفظ في درجة حرارة الغرفة مثل المكرونة والأغذية المعلبة، بنسبة 11 في المائة في ديسمبر مقارنة بنفس الشهر من العام السابق.
غير أن المتاجر غير المتخصصة في الأغذية مثل الملابس والأجهزة المنزلية، شهدت تباطؤ التضخم إلى 4.4 في المائة في ديسمبر، من 4.8 في المائة مقارنة بشهر سابق جراء خفض الأسعار.
ورغم غلاء الأغذية، أظهرت بيانات مستقلة أن الأسر البريطانية أنفقت أكثر من 12 مليار جنيه إسترليني على مواد البقالة في فترة عيد الميلاد، وهي أكبر كمية مسجلة تاريخيا. وأفادت شركة كنتار لأبحاث السوق في بيانها الشهري، بأن القيمة الكلية للمبيعات ارتفعت بسبب زيادة تكلفة الغذاء والشراب، وليس لأن الأشخاص ينفقون أكثر.
وذكرت وكالة الأنباء البريطانية بي إيه ميديا نقلا عن كنتار أن حجم المبيعات تراجع بواقع 1 في المائة على مدار ديسمبر، مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، ما يشير إلى أن المتسوقين يواجهون ارتفاع الأسعار بشكل كبير في متاجر البقالة.
وانعكس ارتفاع الأسعار في نفقات الأسر البريطانية على المواد الغذائية التقليدية المتعلقة بعيد الميلاد (الكريسماس) الشهر الماضي. غير أن هناك بعض الأخبار الجيدة في البيانات، وهي أن تضخم أسعار البقالة تراجع بشكل طفيف في ديسمبر، حيث انخفض إلى 14.4 في المائة، من 14.6 في المائة في الشهر السابق عليه، ما يمثل ثاني تراجع شهري على التوالي.


مقالات ذات صلة

شرطة لندن تقبض على «مسلّح» أمام قصر باكنغهام

العالم شرطة لندن تقبض على «مسلّح» أمام قصر باكنغهام

شرطة لندن تقبض على «مسلّح» أمام قصر باكنغهام

أعلنت شرطة لندن، الثلاثاء، توقيف رجل «يشتبه بأنه مسلّح» اقترب من سياج قصر باكينغهام وألقى أغراضا يعتقد أنها خراطيش سلاح ناري إلى داخل حديقة القصر.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق شاشة لتوفير خصوصية خلال اللحظة الأهم في تتويج الملك تشارلز

شاشة لتوفير خصوصية خلال اللحظة الأهم في تتويج الملك تشارلز

قال قصر بكنغهام وصناع شاشة جديدة من المقرر استخدامها خلال مراسم تتويج الملك تشارلز الأسبوع المقبل إن الشاشة ستوفر «خصوصية مطلقة» للجزء الأكثر أهمية من المراسم، مما يضمن أن عيون العالم لن ترى الملك وهو يجري مسحه بزيت. فالشاشة ثلاثية الجوانب ستكون ساترا لتشارلز أثناء عملية المسح بالزيت المجلوب من القدس على يديه وصدره ورأسه قبل وقت قصير من تتويجه في كنيسة وستمنستر بلندن في السادس من مايو (أيار) المقبل. وقال قصر بكنغهام إن هذه اللحظة تاريخيا كان ينظر إليها على أنها «لحظة بين الملك والله» مع وجود حاجز لحماية قدسيته.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم استقالة رئيس هيئة «بي بي سي» على خلفية ترتيب قرض لجونسون

استقالة رئيس هيئة «بي بي سي» على خلفية ترتيب قرض لجونسون

قدّم رئيس هيئة «بي بي سي» ريتشارد شارب، أمس الجمعة، استقالته بعد تحقيق وجد أنه انتهك القواعد لعدم الإفصاح عن دوره في ترتيب قرض لرئيس الوزراء آنذاك بوريس جونسون. وقال شارب، «أشعر أن هذا الأمر قد يصرف التركيز عن العمل الجيد الذي تقدّمه المؤسسة إذا بقيت في المنصب حتى نهاية فترة ولايتي». تأتي استقالة شارب في وقت يتزايد التدقيق السياسي في أوضاع «بي بي سي».

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد كبير الاقتصاديين في «بنك إنجلترا»: على البريطانيين القبول بصعوباتهم المالية

كبير الاقتصاديين في «بنك إنجلترا»: على البريطانيين القبول بصعوباتهم المالية

أكد كبير الاقتصاديين في «بنك إنجلترا»، اليوم (الثلاثاء)، أنه يتعين على البريطانيين القبول بتراجع قدرتهم الشرائية في مواجهة أزمة تكاليف المعيشة التاريخية من أجل عدم تغذية التضخم. وقال هيو بيل، في «بودكاست»، إنه مع أن التضخم نجم عن الصدمات خارج المملكة المتحدة من وباء «كوفيد19» والحرب في أوكرانيا، فإن «ما يعززه أيضاً جهود يبذلها البريطانيون للحفاظ على مستوى معيشتهم، فيما تزيد الشركات أسعارها ويطالب الموظفون بزيادات في الرواتب». ووفق بيل؛ فإنه «بطريقة ما في المملكة المتحدة، يجب أن يقبل الناس بأن وضعهم ساء، والكف عن محاولة الحفاظ على قدرتهم الشرائية الحقيقية».

«الشرق الأوسط» (لندن)
«التنمر» يطيح نائب رئيس الوزراء البريطاني

«التنمر» يطيح نائب رئيس الوزراء البريطاني

قدّم نائب رئيس الوزراء البريطاني، دومينيك راب، استقالته، أمس، بعدما خلص تحقيق مستقلّ إلى أنّه تنمّر على موظفين حكوميين. وفي نكسة جديدة لرئيس الوزراء ريشي سوناك، خلص تحقيق مستقلّ إلى أنّ راب، الذي يشغل منصب وزير العدل أيضاً، تصرّف بطريقة ترقى إلى المضايقة المعنوية خلال تولّيه مناصب وزارية سابقة. ورغم نفيه المستمر لهذه الاتهامات، كتب راب في رسالة الاستقالة الموجّهة إلى سوناك: «لقد طلبتُ هذا التحقيق، وتعهدتُ الاستقالة إذا ثبتت وقائع التنمّر أياً تكن»، مؤكّداً: «أعتقد أنه من المهم احترام كلمتي». وقبِل سوناك هذه الاستقالة، معرباً في رسالة وجهها إلى وزيره السابق عن «حزنه الشديد»، ومشيداً بسنوات خدمة

«الشرق الأوسط» (لندن)

معنويات متأرجحة للشركات اليابانية تصعب من مهمة «المركزي»

مشاة يمرون أمام محال تجارية في وسط العاصمة اليابانية طوكيو (إ.ب.أ)
مشاة يمرون أمام محال تجارية في وسط العاصمة اليابانية طوكيو (إ.ب.أ)
TT

معنويات متأرجحة للشركات اليابانية تصعب من مهمة «المركزي»

مشاة يمرون أمام محال تجارية في وسط العاصمة اليابانية طوكيو (إ.ب.أ)
مشاة يمرون أمام محال تجارية في وسط العاصمة اليابانية طوكيو (إ.ب.أ)

أظهر مسح ربع سنوي أجراه البنك المركزي الياباني تحسناً طفيفاً في توقعات الشركات، لا سيما في الصناعات الثقيلة الرئيسية، مثل صناعة السيارات والوقود الأحفوري والآلات، بينما تراجعت في صناعة الخدمات.

ومن شأن نتائج استطلاع «تانكان» التي أصدرها بنك اليابان يوم الجمعة، وهو المسح الاقتصادي القصير الأجل للشركات، أن يؤثر على قرار البنك بشأن رفع سعر الفائدة الرئيسي، الأسبوع المقبل.

ويظهر الاستطلاع الفارق بين الشركات التي تقول إنها متفائلة حيال أوضاع الأعمال وتلك المتشائمة. وقوضت نتيجة الاستطلاع الأحدث توقعات زيادة سعر الفائدة، كما تأرجح الين الياباني خلال الأسبوع؛ حيث بلغ معدل تداول الدولار الأميركي أمام الين 152.9 ين يوم الأربعاء، وهو معدل قريب لأعلى مستوى خلال أسبوعين. ونما اقتصاد اليابان بوتيرة سنوية معدلة بلغت 1.2 في المائة في الربع السابق، مدفوعاً بإنفاق استهلاكي مستدام.

وارتفعت المعنويات الإجمالية للشركات، للمصنعين وغير المصنعين إلى 15 نقطة من 14 نقطة في مسح سابق. وارتفع مؤشر معنويات كبرى الشركات الصناعية إلى 14 نقطة في ديسمبر (كانون الأول)، من 13 نقطة في سبتمبر (أيلول) الماضي، ويرجع ذلك جزئياً إلى استئناف مصنعي السيارات الإنتاج عقب فضائح شهادات اختبارات السيارات في الصناعة. كما تحسّنت شركات الإنشاءات والعقارات.

وفي حين أن شركات تصنيع السيارات وغيرها من الصناعات الأخرى الكبيرة أحرزت تقدماً، تراجعت المعنويات بين تجار التجزئة وغيرهم في صناعة الخدمات؛ حيث انخفضت إلى 33 نقطة من 34 نقطة رغم أنها ما زالت في منطقة إيجابية. وتراجع مؤشر تجار التجزئة بشكل حاد إلى 13 نقطة من 28 نقطة.

وفي الأسواق، تراجعت عائدات السندات الحكومية اليابانية متوسطة وطويلة الأجل يوم الجمعة مع تراجع احتمالات قيام بنك اليابان المركزي برفع أسعار الفائدة في اجتماعه للسياسة النقدية الأسبوع المقبل.

وانخفض العائد على السندات الحكومية اليابانية لأجل عامين نقطة أساس واحدة إلى 0.565 في المائة، والعائد على السندات لأجل خمس سنوات نقطتين أساس إلى 0.69 في المائة.

وقال ميكي دين، كبير استراتيجيي أسعار الفائدة في اليابان لدى «إس إم بي سي نيكو» للأوراق المالية: «تراجعت رهانات رفع أسعار الفائدة من جانب بنك اليابان المركزي، في حين دعمت عمليات شراء السندات التي يقوم بها بنك اليابان أيضاً المعنويات».

وأفادت «رويترز»، يوم الخميس، بأن بنك اليابان المركزي يميل إلى إبقاء أسعار الفائدة ثابتة مع تفضيل صناع السياسات قضاء المزيد من الوقت في التدقيق في المخاطر الخارجية والمؤشرات بشأن توقعات الأجور في العام المقبل. وجاء ذلك في أعقاب تقرير لوكالة «بلومبرغ» نيوز يوم الأربعاء أن بنك اليابان يرى «تكلفة ضئيلة» في الانتظار لرفع أسعار الفائدة.

وأشارت التوقعات إلى احتمال بنسبة 22.86 في المائة لرفع بنك اليابان أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس إلى 0.5 في المائة هذا الشهر، واحتمال بنسبة 65.5 في المائة لهذه الخطوة في اجتماعه في يناير (كانون الثاني).

من جانبه، أغلق المؤشر «نيكي» الياباني منخفضاً يوم الجمعة مع اتجاه المتعاملين لجني الأرباح عقب صعود استمر 4 جلسات بعد أن رفعت البيانات الاقتصادية الأميركية الرهانات على خفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي) أسعار الفائدة الأسبوع المقبل.

وهبط المؤشر «نيكي» 0.95 في المائة إلى 39470.44 نقطة، لكنه كسب 1.94 في المائة خلال الأسبوع. ودفعت مكاسب يوم الخميس المؤشر القياسي إلى أعلى مستوى في شهرين. وتراجع المؤشر توبكس الأوسع نطاقاً 0.95 في المائة إلى 2746.56 نقطة، لكنه ارتفع 1.68 في المائة خلال الأسبوع.

وقال تاكيهيكو ماسوزاوا، رئيس التداول في «فيليب سيكيوريتيز اليابان»: «أدى ضعف إغلاق الأسواق الخارجية خلال ساعات الليل إلى انخفاض المعنويات، ما دفع المستثمرين إلى بيع الأسهم لجني الأرباح». وأضاف: «أرادت السوق تعديل مراكزها قبل عطلة نهاية الأسبوع».

وتجاوز المؤشر «نيكي» يوم الخميس مستوى 40 ألف نقطة الرئيسي للمرة الأولى منذ 15 أكتوبر (تشرين الأول). وتراجعت مؤشرات وول ستريت الليلة السابقة، إذ قيم المتعاملون المؤشرات الاقتصادية الرئيسية قبل اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأسبوع المقبل.

وأظهر تقرير وزارة العمل الأميركية، يوم الخميس، أن أسعار المنتجين ارتفعت 0.4 في المائة على أساس شهري في نوفمبر (تشرين الثاني)، مقارنة بتقديرات ارتفاع 0.2 في المائة، وفقاً لخبراء اقتصاد استطلعت «رويترز» آراءهم.

وتراجعت جميع مؤشرات القطاعات الفرعية في بورصة طوكيو للأوراق المالية البالغ عددها 33 باستثناء ثلاثة. ومن بين 1644 سهماً في السوق الرئيسية في بورصة طوكيو، ارتفع 32 في المائة وانخفض 64 في المائة، بينما استقر 3 في المائة.