بعد عطلة الأعياد عادت الحياة إلى أروقة الكونغرس الخالية، واكتظت كخلية نحل في استقبال الوافدين الجدد الذين فازوا في الانتخابات النصفية.
ففي اليوم الأول من انعقاد الكونغرس الجديد في دورته الـ118؛ اصطحب المشرعون أفراد عائلاتهم معهم، ليكونوا شاهدين على إقسامهم اليمين قبل تسلمهم مقاعدهم رسمياً في مجلسي الشيوخ والنواب.
وفي حين انعقدت الجلسة الأولى لكل من المجلسين في تمام الساعة الثانية عشرة بتوقيت واشنطن، كما نصّ الدستور الأميركي، فإن المشهد اختلف كلياً في الجهتين المتقابلتين للمبنى.
- مجلس الشيوخ
خيّم الهدوء على أجواء مجلس الشيوخ الذي أقسم أعضاؤه اليمين، حيث تمكّن الديمقراطيون من الاحتفاظ بالأغلبية هناك. بناء عليه؛ بقيت وجوه القيادات هناك على حالها؛ إذ حافظ تشاك شومر؛ الديمقراطي من ولاية نيويورك، على منصبه زعيماً للأغلبية الديمقراطية، فيما جلس زعيم الأقلية الجمهورية، ميتش مكونيل، في مقعده الذي احتله منذ عام 1985 عن ولاية كنتاكي.
ولعلّ التغيير الأبرز الذي حدث في المجلس هو انشقاق السيناتورة الديمقراطية كريستين سينما عن حزبها بعد الانتخابات النصفية، لتعلن عن نفسها مستقلة، وتغيّر الموازنة بشكل بسيط ليصبح للديمقراطيين 50 مقعداً مقابل 49 للجمهوريين، ويكون هناك مقعد واحد مستقل لسينما.
وبطبيعة الحال؛ تمكن الديمقراطيون من الاحتفاظ كذلك برئاسة اللجان، وأغلبية المقاعد فيها.
- مجلس النواب
لكن المشهد اختلف جذرياً في مجلس النواب، حيث انتزع الجمهوريون الأغلبية من الديمقراطيين في الانتخابات النصفية، متوعدين بعامين «مزعزِعَين» للبيت الأبيض. إلا إن تنفيذ هذا التوعد سينتظر قليلاً؛ فالاختلاف العميق في صفوف الجمهوريين على اختيار رئيس لمجلس النواب، عكس انقسامات حادة بين شقي الحزب؛ التقليدي من جهة والذي يدعم زعيم الجمهوريين كيفين مكارثي لرئاسة المجلس، واليميني المتشدد من جهة أخرى والذي يرفض رفضاً قاطعاً اسم مكارثي في هذا المنصب.
وسعى الزعيم الجمهوري جاهداً في الأيام الأخيرة إلى حشد الدعم بهدف الحصول على أغلبية الأصوات اللازمة لتسلمه رئاسة المجلس وتتويج الجمهوريين رسمياً بالأغلبية. لكن جذور المعارضة عميقة على الرغم من كل التنازلات التي عرضها مكارثي؛ البالغ من العمر 57 عاماً.
وقد تجسدت هذه الانقسامات الجمهورية في تبادل اتهامات علنية بين الجمهوريين ألقت بظلالها على اليوم الأول من انعقاد الكونغرس.
فاتهم النائب الجمهوري أندي بيغز؛ مكارثي «بالتخلي عن المبادئ» مقابل الفوز بمقعد رئاسة المجلس، قائلاً: «لقد حوّل الأمر إلى التنازل عن كل شيء مقابل المقعد.
وهذا ما ستكون عليه رئاسة المجلس بقيادته». وأعلن بيغز أنه سيتحدى مكارثي لانتزاع مقعد رئاسة المجلس، علماً بأنه لا يتمتع بالأصوات المطلوبة للفوز.
في المقابل؛ هاجم النائب الجمهوري، دون بايكن، النواب الجمهوريين المعارضين لمكارثي، ودعا زعيم الأغلبية إلى التوقف عن تقديم تنازلات، قائلاً: «لقد قمنا بما فيه الكفاية. ولن نسمح لـ5 أو 6 أشخاص باحتجازنا رهينة».
وفي حديث بايكن هنا إشارة مهمة تسلّط الضوء على الأغلبية الضئيلة التي حصل عليها الجمهوريون في مجلس النواب، فقد انتزعوا 233 مقعداً فقط مقابل 212 مقعداً للديمقراطيين (مقعد شاغر بعد وفاة نائب ديمقراطي)، مما يعني أنهم بحاجة ماسة لرص الصف الجمهوري في حال أرادوا إقرار مشروعات قوانين أو التوصل إلى تسويات حساسة.
وعلى ما يبدو؛ فان مكارثي سيعاني من صعوبة في رص هذا الصف، في ظل مواجهته هذه المعارضة التاريخية في المجلس الذي لم يشهد جولة ثانية لانتخاب رئيس مجلس منذ عام 1923.
- زعيم الأقلية في مجلس النواب
سيكون النائب الديمقراطي حكيم جيفريز زعيماً للأغلبية الديمقراطية خلفاً لبيلوسي.
< يبلغ من العمر 52 عاماً ليكون بذلك أصغر زعيم في الكونغرس.
< يصغر زعيم الجمهوريين كيفين مكارثي بـ5 أعوام.
< الفارق العمري بينه وبين زعيمي الجمهوريين والديمقراطيين في مجلس الشيوخ يتخطى الـ20 عاماً.
< هو الأميركي الأول من أصول أفريقية الذي يتسلم زعامة حزب في الكونغرس.
- كيف يختار المشرعون الجدد مكاتبهم؟
بالقرعة! يختار النواب الجدد مكاتبهم من خلال سحب بالقرعة في غرفة مبنى «رايبرن». يسحبون أرقاماً من علبة عمرها أكثر من 100 عام تحدد مواقع مكاتبهم الجديدة.
- رئاسة مجلس النواب
< عادة ما يكون زعيم حزب الأغلبية في المجلس.
< الثاني من حيث التراتبية بعد نائب الرئيس لخلافة رئيس الولايات المتحدة.
< لا يشارك في عضوية اللجان الدائمة للمجلس.
< يُنتخب في اليوم الأول من انعقاد المجلس الجديد.
< يقرر كل حزب مرشحه في اجتماع سابق.
< النواب غير ملزمين بالتصويت لأحد المرشحين، يمكنهم أيضاً الامتناع عن التصويت.
<على المرشح أن يحصل على أغلبية مطلقة من جميع الأصوات.
< في حال لم يفز المرشح بالأغلبية، تُعقد جلسة تصويت أخرى حتى يتم اختيار الرئيس.
< لا يلزم الدستور أن يكون رئيس المجلس عضواً منتخباً في مجلس النواب.