بايدن يتحضر لمهاجمة ترامب في ذكرى الهجوم على «الكابيتول»

ترمب يتحدث خلال لقاء مع قادة الكونغرس، بالبيت الأبيض في 5 سبتمبر 2017 (أ.ف.ب)
ترمب يتحدث خلال لقاء مع قادة الكونغرس، بالبيت الأبيض في 5 سبتمبر 2017 (أ.ف.ب)
TT

بايدن يتحضر لمهاجمة ترامب في ذكرى الهجوم على «الكابيتول»

ترمب يتحدث خلال لقاء مع قادة الكونغرس، بالبيت الأبيض في 5 سبتمبر 2017 (أ.ف.ب)
ترمب يتحدث خلال لقاء مع قادة الكونغرس، بالبيت الأبيض في 5 سبتمبر 2017 (أ.ف.ب)

أعلن البيت الأبيض، أن الرئيس الأميركي جو بايدن يخطط لإحياء الذكرى الثانية للهجوم على مبنى الكابيتول في 6 يناير (كانون الثاني) 2021 حيث سيلقي خطاباً يوم الجمعة في الغرفة الشرقية بالبيت الأبيض. ومن المتوقع أن يركز خطابه على أعمال الشغب باعتبارها تهديداً للديمقراطية وسيادة القانون وأن يهاجم سلفه الرئيس دونالد ترمب الذي لا يزال مصراً على ادعاءات تزوير الانتخابات الرئاسية التي جرت في عام 2020.
وقد أعلن ترمب، الذي لم يعترف أبداً بالهزيمة في انتخابات 2020، أنه يسعى لترشيح حزبه مرة أخرى في عام 2024.
وألقى بايدن في خطاب سابق، باللوم على الرئيس ترمب، وقال خلال زيارته للكابيتول العام الماضي إن «رئيساً سابقاً للولايات المتحدة الأميركية نشر شبكة من الأكاذيب حول انتخابات 2020».
ويشكل الاعتداء والهجوم على مبنى الكابيتول حادثة غير مسبوقة في التاريخ الأميركي، حينما ألقى الرئيس السابق خطاباً نارياً لمؤيديه صباح يوم 6 يناير 2021 رافضاً إعلان هزيمته وفوز منافسة الديمقراطي جو بايدن، ووبّخ علناً نائب الرئيس آنذاك مايك بنس لعدم موافقته على خطته لرفض الأصوات، التي تم الإدلاء بها لبايدن والتي أدت إلى فوز بايدن بنتيجة الانتخابات الرئاسية. واندفع الآلاف من أنصار ترمب إلى مبنى الكابيتول، واعتدوا على الشرطة وهددوا بشنق بنس. وخلال تلك الأحداث الدامية لقي خمسة أشخاص، منهم ضابط شرطة، مصرعهم أثناء الحادث أو بعده بفترة وجيزة، وأصيب أكثر من 140 ضابط شرطة. كما عانى مبنى الكابيتول من أضرار بملايين الدولارات.
وعلى مدى 18 شهراً قامت لجنة من مجلس النواب، يقودها الديمقراطيون، بالتحقيق واستدعاء شهود وعقد جلسات رفيعة المستوى حول الهجوم ومدى الدور الذي لعبه الرئيس ترمب في دفع مناصريه للهجوم على الكابيتول.
وفي الشهر الماضي، طلبت اللجنة من المدعين الفيدراليين توجيه الاتهام إلى ترمب بارتكاب 4 جرائم، بما في ذلك عرقلة إجراءات رسمية والاحتيال والتمرد. كانت هذه هي المرة الأولى في التاريخ التي يحيل فيها الكونغرس رئيساً سابقاً للمحاكمة الجنائية. فيما رفض ترمب تحقيق مجلس النواب ووصفه بأنه متحيز.
سباق 2024
لم يعلن بايدن بعد ترشحه رسمياً لسباق 2024، لكنه صرح سابقاً بأنه سيناقش القرار مع عائلته وسيعلن قراره رسمياً خلال الشهر الجاري.
ويواجه الرئيس بايدن جدلاً واسعاً داخل الحزب الديمقراطي حول ما إذا كان هو المرشح المناسب لخوض سباق 2024. ويوازن قادة الحزب ما بين فرض نجاحه وفرص إخفاقه. وتتصاعد أصوات تقول إن الحزب يحتاج إلى وجه جديد لخوض هذا السباق بسبب تقدم بايدن في العمر حيث يبلغ حالياً 80 عاماً وسيبلغ 82 عاماً بحلول الوقت الذي يتولى فيه ولاية ثانية لمدة أربع سنوات، وسيكون عمره 86 عاماً حينما تنتهي فترة ولايته في 2028.
ويعتقد المحللون أن بايدن يواجه تحديات كبيرة ومنافسة شرسة خلال الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي، مع طموحات قادة آخرين أبرزهم جافين نيوسوم حاكم ولاية كاليفورنيا، إضافة إلى منافسين آخرين يرون أن بايدن لن يكون قادراً على تحمل أعباء أصعب وظيفة في العالم في هذا العمر، خاصة مع تكرر هفواته وزلات لسانه. وهو ما يعني أن بايدن سيواجه طريقاً صعباً للبقاء في البيت الأبيض.


مقالات ذات صلة

إشادة أميركية بالتزام العاهل المغربي «تعزيز السلام»

الولايات المتحدة​ إشادة أميركية بالتزام العاهل المغربي «تعزيز السلام»

إشادة أميركية بالتزام العاهل المغربي «تعزيز السلام»

أشاد وفد من الكونغرس الأميركي، يقوده رئيس لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب الأميركي مايك روجرز، مساء أول من أمس في العاصمة المغربية الرباط، بالتزام الملك محمد السادس بتعزيز السلام والازدهار والأمن في المنطقة والعالم. وأعرب روجرز خلال مؤتمر صحافي عقب مباحثات أجراها مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، عن «امتنانه العميق للملك محمد السادس لالتزامه بتوطيد العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة والمغرب، ولدوره في النهوض بالسلام والازدهار والأمن في المنطقة وحول العالم».

«الشرق الأوسط» (الرباط)
الولايات المتحدة​ إدانة 4 أعضاء في مجموعة متطرفة بالتحريض على هجوم الكونغرس الأميركي

إدانة 4 أعضاء في مجموعة متطرفة بالتحريض على هجوم الكونغرس الأميركي

أصدرت محكمة فيدرالية أميركية، الخميس، حكماً يدين 4 أعضاء من جماعة «براود بويز» اليمينية المتطرفة، أبرزهم زعيم التنظيم السابق إنريكي تاريو، بتهمة إثارة الفتنة والتآمر لمنع الرئيس الأميركي جو بايدن من تسلم منصبه بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية الماضية أمام دونالد ترمب. وقالت المحكمة إن الجماعة؛ التي قادت حشداً عنيفاً، هاجمت مبنى «الكابيتول» في 6 يناير (كانون الثاني) 2021، لكنها فشلت في التوصل إلى قرار بشأن تهمة التحريض على الفتنة لأحد المتهمين، ويدعى دومينيك بيزولا، رغم إدانته بجرائم خطيرة أخرى.

إيلي يوسف (واشنطن)
الولايات المتحدة​ إدانة 4 أعضاء بجماعة «براود بويز» في قضية اقتحام الكونغرس الأميركي

إدانة 4 أعضاء بجماعة «براود بويز» في قضية اقتحام الكونغرس الأميركي

أدانت محكمة أميركية، الخميس، 4 أعضاء في جماعة «براود بويز» اليمينية المتطرفة، بالتآمر لإثارة الفتنة؛ للدور الذي اضطلعوا به، خلال اقتحام مناصرين للرئيس السابق دونالد ترمب، مقر الكونغرس، في السادس من يناير (كانون الثاني) 2021. وفي محاكمة أُجريت في العاصمة واشنطن، أُدين إنريكي تاريو، الذي سبق أن تولَّى رئاسة مجلس إدارة المنظمة، ومعه 3 أعضاء، وفق ما أوردته وسائل إعلام أميركية. وكانت قد وُجّهت اتهامات لتاريو و4 من كبار معاونيه؛ وهم: جوزف بيغز، وإيثان نورديان، وزاكاري ريل، ودومينيك بيتسولا، بمحاولة وقف عملية المصادقة في الكونغرس على فوز الديمقراطي جو بايدن على خصمه الجمهوري دونالد ترمب، وفقاً لما نق

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ ترمب ينتقد قرار بايدن عدم حضور مراسم تتويج الملك تشارلز

ترمب ينتقد قرار بايدن عدم حضور مراسم تتويج الملك تشارلز

وجّه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، الأربعاء، انتقادات لقرار الرئيس جو بايدن، عدم حضور مراسم تتويج الملك تشارلز الثالث، وذلك خلال جولة يجريها الملياردير الجمهوري في اسكتلندا وإيرلندا. ويسعى ترمب للفوز بولاية رئاسية ثانية في الانتخابات التي ستجرى العام المقبل، ووصف قرار بايدن عدم حضور مراسم تتويج ملك بريطانيا بأنه «ينم عن عدم احترام». وسيكون الرئيس الأميركي ممثلاً بزوجته السيدة الأولى جيل بايدن، وقد أشار مسؤولون بريطانيون وأميركيون إلى أن عدم حضور سيّد البيت الأبيض التتويج يتماشى مع التقليد المتّبع بما أن أي رئيس أميركي لم يحضر أي مراسم تتويج ملكية في بريطانيا. وتعود آخر مراسم تتويج في بري

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ لا تقل خطورة عن الإدمان... الوحدة أشد قتلاً من التدخين والسمنة

لا تقل خطورة عن الإدمان... الوحدة أشد قتلاً من التدخين والسمنة

هناك شعور مرتبط بزيادة مخاطر الإصابة بالنوبات القلبية والاكتئاب والسكري والوفاة المبكرة والجريمة أيضاً في الولايات المتحدة، وهو الشعور بالوحدة أو العزلة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

كيف تثير تدخلات ترمب وماسك تحدياً دبلوماسياً جديداً؟

ترمب وماسك بتكساس في 19 نوفمبر 2024 (رويترز)
ترمب وماسك بتكساس في 19 نوفمبر 2024 (رويترز)
TT

كيف تثير تدخلات ترمب وماسك تحدياً دبلوماسياً جديداً؟

ترمب وماسك بتكساس في 19 نوفمبر 2024 (رويترز)
ترمب وماسك بتكساس في 19 نوفمبر 2024 (رويترز)

سلَّطت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) الضوءَ على العلاقة بين الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب والملياردير إليون ماسك، وتأثيرها في العلاقات الخارجية للولايات المتحدة.

وقالت إن في فترة ولاية دونالد ترمب الأولى، استعدّت الحكومات في جميع أنحاء العالم لمنشوراته الصباحية على وسائل التواصل الاجتماعي. ما السياسة التي ستنعكس، وما الإهانة التي سيلقيها؟ بعد 4 سنوات، يشعر الدبلوماسيون، مرة أخرى، بالتوتر عندما تشرق الشمس على الساحل الشرقي لأميركا.

وأضافت أنه في ذلك الوقت، تعلموا أن يأخذوا حديث ترمب - كما قال المثل - «بجدية، ولكن ليس حرفياً»، فعلى الرغم من الكثير من وعود حملته، فإنه لم يخرج الولايات المتحدة من حلف شمال الأطلسي (ناتو) أو يسجن منافسته السابقة هيلاري كلينتون، ولكن هل يمكن للوزراء أن يظلوا متفائلين للمرة الثانية؟

وكان ترمب قد انتقد قرار الحكومة البريطانية زيادة الضرائب على شركات النفط والغاز العاملة في بحر الشمال، جزئياً؛ للمساعدة في تمويل الطاقة المتجددة.

وعلق ترمب عبر منصة «تروث سوشیال» على تقرير عن مغادرة شركة نفط أميركية المنطقة، قائلاً: «ترتكب المملكة المتحدة خطأ فادحاً للغاية. افتحوا بحر الشمال. تخلصوا من طواحين الهواء».

وتساءلت «بي بي سي»: «هل كان هذا مجرد دفاع مألوف من جانب ترمب عن شركة أميركية وانعكاس لموقفه المؤيد للوقود الأحفوري؟ أم كان دليلاً على استعداد أكبر من جانبه للتدخل في السياسات المحلية لحليفته؟».

الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب خلال كلمة له في بالم بيتش بولاية فلوريدا (رويترز)

وقالت إن الفرق الرئيسي - بعد 4 سنوات - هو أن ترمب لم يعد وحيداً؛ بل إن حليفه إيلون ماسك، أكثر نشاطاً، حيث يستخدم منصته الخاصة (إكس) لمهاجمة الحكومة البريطانية على نطاق واسع، فقد انتقد تعاملها مع أعمال الشغب في الصيف الماضي، وإدارة الاقتصاد، والآن بشكل خاص ينتقد موقفها تجاه فضائح إساءة معاملة الأطفال.

أصدر ماسك سيلاً من التغريدات التي هاجمت رئيس الوزراء كير ستارمر شخصياً، متهماً إياه بعدم بذل ما يكفي من الجهد لمقاضاة عصابات تهريب الأطفال عندما كان مديراً للادعاء العام.

ولا يستطيع الساسة البريطانيون وقف هذه المنشورات، لكنهم يستطيعون التحكم في ردود أفعالهم.

فخلال فترة ولاية ترمب الأولى، تعلمت الحكومات ووسائل الإعلام، التوقفَ، والتوقفَ للحظة قبل الرد على - أو الإبلاغ عن - أحدث الرسائل الإلكترونية من البيت الأبيض.

وحتى الآن اختار المحافظون ببريطانيا التوافق مع ماسك، وقالت زعيمة الحزب، كيمي بادينوخ، إن التحقيق الوطني الكامل مع تلك العصابات كان «مستحقاً منذ فترة طويلة».

لكن المحافظين ترددوا في دعم ماسك الواضح للناشط اليميني المتطرف المسجون ستيفن ياكسلي لينون، المعروف أيضاً باسم تومي روبنسون.

ونشر ماسك منشورات عدة تدعو إلى إطلاق سراح لينون، الذي سُجن في أكتوبر (تشرين الأول) بعد اعترافه بازدراء المحكمة بتكرار ادعاءات كاذبة ضد لاجئ سوري.

أثار نفوذ إيلون ماسك تساؤلات حول حدود قوته وتأثيره على الرئيس المنتخب دونالد ترمب (رويترز)

أما حزب «العمال»، فيبدو أنه حريص على تجنب الدخول في شجار مع أحد أغنى رجال العالم، الذي قد يمول ذات يوم حزباً سياسياً منافساً. وقال حزب «الإصلاح»، الذي يتزعمه نايجل فاراج، إن ماسك من بين «عدد من المليارديرات» المهتمين بالتبرع بالمال لحملاتهم.

وقال وزير الصحة، ويس ستريتنغ، إن تعليقات ماسك حول فضائح التحرش بالأطفال «مخطئة ومضللة بالتأكيد»، لكنه طلب من الملياردير العمل مع حكومة المملكة المتحدة؛ لمعالجة إساءة معاملة الأطفال عبر الإنترنت.

ولم يكن الساسة في المملكة المتحدة وحدهم هدفاً لتدخلات ماسك الغريبة، فقد وصف المستشار الألماني أولاف شولتس بأنه «أحمق»، ووصف رئيسه فرنك فالتر شتاينماير بأنه «طاغية مناهض للديمقراطية»، كما وصف رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو بأنه «لن يظل في السلطة لفترة أطول».

وقالت «بي بي سي» إن التحدي الذي يواجه الساسة في بريطانيا، وحول العالم، مرة أخرى هو تحديد أي من هذه التدخلات على وسائل التواصل الاجتماعي يستحق الرد.