مبادرة «المسرح المدرسي» في مصر لاكتشاف الموهوبين ودعمهم

«تقدر»... أول عرض تطلقه وزارة التعليم الشهر الجاري

وزير التعليم الدكتور رضا حجازي ووزيرة الثقافة الدكتورة نيفين الكيلاني في اجتماع اليوم (حساب مجلس الوزراء على «فيسبوك)»
وزير التعليم الدكتور رضا حجازي ووزيرة الثقافة الدكتورة نيفين الكيلاني في اجتماع اليوم (حساب مجلس الوزراء على «فيسبوك)»
TT

مبادرة «المسرح المدرسي» في مصر لاكتشاف الموهوبين ودعمهم

وزير التعليم الدكتور رضا حجازي ووزيرة الثقافة الدكتورة نيفين الكيلاني في اجتماع اليوم (حساب مجلس الوزراء على «فيسبوك)»
وزير التعليم الدكتور رضا حجازي ووزيرة الثقافة الدكتورة نيفين الكيلاني في اجتماع اليوم (حساب مجلس الوزراء على «فيسبوك)»

بعرض مسرحي يحمل عنوان «تقدر»، تدشن وزارة التربية والتعليم المصرية مبادرة «إحياء المسرح المدرسي والفنون بالمدارس» في السابع من يناير (كانون الثاني) الجاري. يقدم العرض المسرحي بدار الأوبرا المصرية، بالتعاون مع مجموعة قنوات «مدرستنا» والشريك الإعلامي الشركة «المتحدة للخدمات الإعلامية»، (الشركة المالكة لمجموعة من القنوات التلفزيونية، والصحف والمواقع الإلكترونية).
وكان الدكتور رضا حجازي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني المصري، قد استقبل صباح اليوم (الثلاثاء)، الدكتورة نيفين الكيلاني، وزيرة الثقافة المصرية، لمناقشة سبل تعزيز أوجه التعاون بين الوزارتين، فضلاً عن مناقشة عدد من الموضوعات الخاصة بالنشاط الثقافي في المدارس؛ ويأتي ذلك ضمن استراتيجية بناء الإنسان المصري كأحد أهم محاور «رؤية مصر التنموية 2030»، حسب بيان صحافي.
وشهد الاجتماع استعراض سبل التعاون بين الوزارتين في تنفيذ مبادرة «إحياء المسرح المدرسي والفنون بالمدارس» وأوضح حجازي، في بيان صحافي، أن «التربية الفنية والثقافية تمثل أحد أهم عوامل بناء الذوق العام»، مؤكداً أن الوزارة «تستهدف أن يكون المسرح للجميع ليتمكن الطلاب في مختلف المدارس على مستوى الجمهورية من ممارسة النشاط الثقافي والفني».
من جهته، أشاد الدكتور محمد جمال الدين، مدرس مسرح الطفل بكلية التربية النوعية والباحث في أكاديمية الفنون، بالمبادرة، وقال لـ«الشرق الأوسط»، إن «المسرح المدرسي، بات من أهم الأنشطة التي تحرص عليها المدارس في جميع أنحاء العالم؛ وذلك لأنه يمثل وسيلة لاكتشاف المواهب، ويُعد بوتقة أو مدرسة حقيقية لصنع نجوم الفن، ليس في المسرح وحده، إنما في كل المجالات مثل السينما والدراما التلفزيونية، وإلى جانب التمثيل يخرج أيضاً فنانو الديكور والإخراج والإضاءة وغير ذلك»، وأشار إلى أن «للمسرح المدرسي وظائف تربوية وأهدافاً تعليمية متعددة؛ فهو يسعى إلى بثِّ قيم خلقية طيبة في نفوس الطلاب، وتنمية تذوقهم للجمال من خلال الأداء الراقي والنص الهادف والديكور والملابس على خشبة المسرح».
وأضاف جمال الدين أن «علماء النفس أقروا بأن التمثيل من أهم الوسائل التي تستخدم لتحقيق الشفاء النفسي؛ فقيام الطالب بتمثيل دور ما في إحدى المسرحيات، أو مشاهدته عملاً مسرحياً إنما يعمل على خفض التوتر النفسي، وتخفيف الانفعالات المكبوتة، حيث يندمج الممثل أو المتلقي في أجواء المسرحية في أثناء الأداء؛ ما يحقق الاتزان والاستقرار النفسي»، لافتاً إلى أنه «عبر التمثيل يمكن تهذيب النفس وتقويم الكثير من السلوكيات والمشكلات النفسية، كالخجل والانطواء وعيوب النطق».
ولا يقل أهمية عن ذلك، كون المسرح المدرسي، حسب جمال الدين، «وسيلة للترويح والتسلية، لأن المسرحيات المقدمة هي وسائل اتصال فعالة، تعبّر عن معنى جميل أو فكر هادف بنّاء، استناداً إلى اللغة وحركة الجسم وتعبيرات الوجه والإشارات ما يجعل منها أداة ذات قوة اجتماعية هائلة، إضافة إلى أنها تمثل علاجاً جمعياً سلساً ووسيلة فعالة للتثقيف والتأثير والتوجيه».
وحول التعاون بين وزارتي التعليم والثقافة في هذا المجال، قال مخرج مسرح الطفل، هشام أسعد، لـ«الشرق الأوسط» إن «هذا أمر مهم للغاية، سيثمر رؤية متكاملة وخطة شاملة للنهوض بالمسرح المدرسي وإفادة الطلاب، والدليل على ذلك إعلان وزيرة الثقافة، في إطار المبادرة، عودة مشروع (مسرحة المناهج) المدرسية لتقديمها في قالب شيق يبسط المعلومة».
وللمسرح المدرسي في مصر تاريخ طويل؛ وذكر محمد أبو الخير في كتابه «مسرح الطفل»، الصادر عن الهيئة العامة للكتاب، أن «عبد الله النديم رائد المسرح المدرسي الفعلي في مصر؛ بدأ نشاطه في هذا المجال في عام 1879عندما كان مديراً لمدرسة (الجمعية الخيرية الإسلامية) بالإسكندرية، فكون من الطلاب جماعات للخطابة والتمثيل. وكتب مسرحيتين مشهورتين، هما: (العرب) و(الوطن وطالع التوفيق)، ومثّل مع الطلاب المسرحية الثانية على مسرح (تياترو زيزينيا) بالإسكندرية عام 1881»، كما أسهم رفاعة الطهطاوي بعد عودته من باريس في نشر الاهتمام بالمسرح المدرسي، وأقرت وزارة المعارف العمومية (ما يقابل وزارة التربية والتعليم راهناً) هذا النشاط رسمياً عام 1936، وأنشأت له تفتيشا خاصاً بقيادة الفنان زكي طليمات، الذي كان أول مفتش للتمثيل بالوزارة. وكان مسرح المدرسة بمثابة مدرسة خرّجت العشرات من مشاهير الفن تعلموا فيها أبجديات التمثيل والإلقاء ومخاطبة الجمهور، ومنهم الفنانون فؤاد المهندس، وعادل إمام ويحيي الفخراني.


مقالات ذات صلة

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

شمال افريقيا هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

حفلت الجلسة الافتتاحية لـ«الحوار الوطني»، الذي دعا إليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أكثر من عام، برسائل سياسية حملتها كلمات المتحدثين، ومشاركات أحزاب سياسية وشخصيات معارضة كانت قد توارت عن المشهد السياسي المصري طيلة السنوات الماضية. وأكد مشاركون في «الحوار الوطني» ومراقبون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أهمية انطلاق جلسات الحوار، في ظل «قلق مجتمعي حول مستقبل الاقتصاد، وبخاصة مع ارتفاع معدلات التضخم وتسببه في أعباء معيشية متصاعدة»، مؤكدين أن توضيح الحقائق بشفافية كاملة، وتعزيز التواصل بين مؤسسات الدولة والمواطنين «يمثل ضرورة لاحتواء قلق الرأي العام، ودفعه لتقبل الإجراءات الحكومية لمعالجة الأز

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اجتماعاً، أمس (الخميس)، مع كبار قادة القوات المسلحة في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، لمتابعة دور الجيش في حماية الحدود، وبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي للبلاد. وقال المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، في إفادة رسمية، إن «الاجتماع تطرق إلى تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، وانعكاساتها على الأمن القومي في ظل الظروف والتحديات الحالية بالمنطقة». وقُبيل الاجتماع تفقد الرئيس المصري الأكاديمية العسكرية المصرية، وعدداً من المنشآت في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية. وأوضح المتحدث ب

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

قالت مصر إن «استمرار ظاهرة (المقاتلين الأجانب) يهدد أمن واستقرار الدول». وأكدت أن «نشاط التنظيمات (الإرهابية) في أفريقيا أدى لتهديد السلم المجتمعي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

جدد حادث تصادم في مصر الحديث بشأن مخاطر «السرعة الزائدة» التي تتسبب في وقوع حوادث سير، لا سيما على الطرق السريعة في البلاد. وأعلنت وزارة الصحة المصرية، (الخميس)، مصرع 17 شخصاً وإصابة 29 آخرين، جراء حادث سير على طريق الخارجة - أسيوط (جنوب القاهرة).

منى أبو النصر (القاهرة)
شمال افريقيا مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

بعد 3 أيام عصيبة أمضتها المسنة السودانية زينب عمر، في معبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على


تراكم أحداث وصدامات أدى إلى القطيعة بين الجزائر وفرنسا

من لقاء سابق بين الرئيسين الفرنسي والجزائري (الرئاسة الفرنسية)
من لقاء سابق بين الرئيسين الفرنسي والجزائري (الرئاسة الفرنسية)
TT

تراكم أحداث وصدامات أدى إلى القطيعة بين الجزائر وفرنسا

من لقاء سابق بين الرئيسين الفرنسي والجزائري (الرئاسة الفرنسية)
من لقاء سابق بين الرئيسين الفرنسي والجزائري (الرئاسة الفرنسية)

في وقت سابق، كانت العلاقات بين الجزائر وفرنسا تجد من يأخذ بها إلى مخرج من المطبات التي تقع فيها بأقل الأضرار... أما منذ بداية العام، فلا يبدو أن هناك استعداداً لدى الطيف السياسي الحاكم في البلدين، للبحث عن أي صيغة لوقف الأزمة بينهما، وهي تكبر مثل كرة ثلج تتدحرج في منحدر شديد الانخفاض.

كتب صحافي جزائري مقيم بفرنسا: «لم تصل العلاقات بين باريس والجزائر إلى حافة القطيعة كما هي الآن. لقد غطيت الجزائر، وما زلت، تحت 6 رؤساء: جاك شيراك ونيكولا ساركوزي وفرنسوا هولاند وإيمانويل ماكرون، و(الراحل) عبد العزيز بوتفليقة وعبد المجيد تبون، وعرفت العديد من السفراء من كلا الجانبين، ولم أرَ قَطّ تصعيداً من هذا النوع. لقد تم قطع جميع الروابط، ولا يبدو لي أن هناك في أي من الجانبين، سبلاً حكيمة للعمل على التهدئة».

وزير خارجية فرنسا (حسابه بالإعلام الاجتماعي)

وثبت من خلال رد وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، الأحد، على اتهامات جزائرية لمخابرات بلاده بـ«محاولة ضرب استقرارها»، أن الحوار منعدم بين البلدين المتوسطيين الكبيرين؛ إذ قال في مقابلة مع إذاعة «فرنسا أنتر»، إن الاتهامات «لا أساس لها من الصحة وخيالية»، مؤكداً ما نشرته صحف جزائرية بأن الخارجية الجزائرية استدعت السفير الفرنسي في الجزائر ستيفان روماتيه، للاحتجاج ضد «ممارسات الأمن الخارجي الفرنسي». وأضاف: «أنا أؤكد هذا الاستدعاء وأعبر عن أسفي له... لقد اتصلت بسفيرنا عبر الهاتف لأؤكد له دعمنا».

وتابع بارو: «في ما يتعلق بعلاقتنا مع الجزائر، قلنا، بل كتبنا حتى في عام 2022، إن الرئيس تبون والرئيس ماكرون وضعا خريطة طريق لتمتين العلاقة بين بلدينا في المستقبل، ونحن نأمل أن تستمر هذه العلاقة، فهذا في مصلحة كل من فرنسا والجزائر»، في إشارة إلى زيارة قادت ماكرون إلى الجزائر في أغسطس (آب) 2022، وتتويجها بـ«وثيقة شراكة متجددة». يومها، قال مراقبون إن العلاقات «في أفضل حالاتها»، خصوصاً أن ماكرون كان قد دان «الجريمة الاستعمارية في الجزائر»، عندما زارها في 2017 وهو مرشح للرئاسة.

الرئيس الفرنسي أمام «مقام الشهيد» في العاصمة الفرنسية عام 2022 (رويترز)

وأعلنت عدة وسائل إعلام جزائرية، بما في ذلك الصحيفة الحكومية «المجاهد»، الأحد، أن وزارة الشؤون الخارجية أبلغت السفير روماتيه «رفض السلطات العليا في الجزائر للعديد من الاستفزازات والأعمال العدائية الفرنسية تجاه الجزائر»، مبرزة أن غضب السلطات «ناتج عن الكشف عن تورط أجهزة المخابرات الفرنسية في حملة تجنيد إرهابيين سابقين في الجزائر بهدف زعزعة استقرار البلاد». كما قالت إن الجزائر «تأخذ على باريس احتضانها التنظيمين الإرهابيين: حركة الحكم الذاتي في القبائل، وجماعة رشاد الإسلامية». غير أن هذه الاتهامات غير المعتادة في خطورتها، سبقتها أحداث ومواقف وتصريحات شكلت تراكماً مستمراً حتى وصلت العلاقات بين البلدين إلى القطيعة، آخرها كان احتجاج السلطات الفرنسية على اعتقال الكاتب بوعلام صنصال ومطالبتها الجزائر بـ«الإفراج عنه فوراً». هذا الخطاب رأى فيه الجزائريون «وصاية يريد مستعمر الأمس أن يفرضها علينا».

وقبل «حادثة صنصال»، سحبت الجزائر سفيرها من باريس بعد أن وجّه ماكرون خطاباً إلى تبون نهاية يوليو (تموز) الماضي، يعلمه فيه أنه قرر الاعتراف بخطة الحكم الذاتي المغربية للصحراء. وعدّت الجزائر ذلك «تفاهماً بين القوى الاستعمارية القديمة والحديثة». وكان هذا «الصدام» كافياً، من جانب الجزائر، لإلغاء زيارة لرئيسها إلى باريس، اتفق الجانبان على إجرائها في خريف هذا العام.

الروائي المسجون بوعلام صنصال (متداولة)

ومنذ بداية 2024 توالت أحداث مهّدت للقطيعة الحالية، كان أقواها سياسياً هجمات مكثفة لليمين الفرنسي التقليدي والمتطرف على «اتفاق 1968» الذي يسيّر الهجرة والإقامة و«لمّ الشمل العائلي» والدراسة والتجارة في فرنسا، بالنسبة للجزائريين. وفي تقدير الجزائر، فقد «بقي ماكرون متفرجاً أمام هذه الهجمات». ومما زاد الطينة بلّة، رفض الحكومة الفرنسية تسليم الجزائر برنس وسيف الأمير عبد القادر، رمز المقاومات الشعبية ضد الاستعمار في القرن الـ19، والذي عاش أسيراً في قصر بوسط فرنسا بين 1848و1852.

أمّا الفرنسيون، فيرون أن ماكرون خطا خطوات إيجابية في اتجاه الاعتراف بالجريمة الاستعمارية، لكنها لم تلقَ التقدير اللازم من جانب الجزائريين، أبرزها الإقرار بتعذيب وقتل عدد من المناضلين على أيدي الشرطة والجيش الاستعماريين، في حين كانت الرواية الرسمية تقول إنهم «انتحروا»، وهو ما زاد من حدّة التباعد بين الطرفين.