تركيا مستعدة لتسليم مناطق سيطرتها للنظام السوري

لمّحت غداة «لقاء موسكو» إلى معارضة أميركية ـ أوروبية للتقارب مع دمشق

صورة نشرها موقع «آخر خبر» التركي لوزير الدفاع ورئيس المخابرات لدى وصولهما إلى موسكو (الأربعاء)
صورة نشرها موقع «آخر خبر» التركي لوزير الدفاع ورئيس المخابرات لدى وصولهما إلى موسكو (الأربعاء)
TT

تركيا مستعدة لتسليم مناطق سيطرتها للنظام السوري

صورة نشرها موقع «آخر خبر» التركي لوزير الدفاع ورئيس المخابرات لدى وصولهما إلى موسكو (الأربعاء)
صورة نشرها موقع «آخر خبر» التركي لوزير الدفاع ورئيس المخابرات لدى وصولهما إلى موسكو (الأربعاء)

كشف وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، عن استعداد بلاده لتسليم المناطق الخاضعة لسيطرتها في سوريا للنظام «حال تحقق الاستقرار السياسي».
وقال جاويش أوغلو في تصريحات صحافية غداة اللقاء الذي جمع، في موسكو، وزراء دفاع تركيا وسوريا وروسيا، ورؤساء أجهزة المخابرات، إنَّ تركيا «تؤكد مراراً عزمَها نقل السيطرة في مناطق وجودها حالياً، إلى سوريا حال تحقق الاستقرار السياسي، وعودة الأمور إلى طبيعتها في البلاد، وهناك إمكانية للعمل المشترك مستقبلاً، في حال تشكَّلت أرضية مشتركة بين البلدين فيما يخصُّ مكافحة الإرهاب». وأكد أنَّ بلاده تحترم وحدة سوريا وسيادتها.
وكان الجانب الروسي قد اقترح خلال اجتماع تشاوري في إسطنبول في وقت سابق من الشهر الحالي، صيغةً تقوم على انسحاب قوات سوريا الديمقراطية (قسد) بأسلحتها من منبج وعين العرب (كوباني) شمال سوريا، وأن تحلَّ قوات النظام محلَّها مع الإبقاء على قوات أمن «الأشايس» ودمجها في أجهزة أمن النظام... لتحقيق رغبة تركيا في إقامة حزام أمني بعمق 30 كيلومتراً داخل الأراضي السورية.
وفي كلمة خلال «اجتماع تقييم نهاية العام» أمس، قال جاويش أوغلو إنَّ هناك معارضة من الولايات المتحدة وبعض دول أوروبا للحوار والتقارب بين أنقرة ودمشق، بسبب دعمها وحدات حماية الشعب الكردية. وأشار إلى أنَّه سيلتقي نظيره الروسي سيرغي لافروف، ملمحاً إلى أنَّ الخطوة المقبلة ستكون لقاء وزراء الخارجية.
بدوره، أكَّد وزير الدفاع التركي خلوصي أكار أنَّ أنقرة لن تقْدم على أي خطوة من شأنها أن تضع «الإخوة السوريين» في مأزق، سواء الذين يعيشون داخل بلادهم أو في تركيا.
... المزيد


مقالات ذات صلة

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

العالم العربي أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

استبقت تركيا انعقاد الاجتماع الرباعي لوزراء خارجيتها وروسيا وإيران وسوريا في موسكو في 10 مايو (أيار) الحالي في إطار تطبيع مسار العلاقات مع دمشق، بمطالبتها نظام الرئيس بشار الأسد بإعلان موقف واضح من حزب «العمال الكردستاني» والتنظيمات التابعة له والعودة الطوعية للاجئين والمضي في العملية السياسية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
العالم العربي درعا على موعد مع تسويات جديدة

درعا على موعد مع تسويات جديدة

أجرت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا (جنوب سوريا) اجتماعات عدة خلال الأيام القليلة الماضية، آخرها أول من أمس (الأربعاء)، في مقر الفرقة التاسعة العسكرية بمدينة الصنمين بريف درعا الشمالي، حضرها وجهاء ومخاتير ومفاوضون من المناطق الخاضعة لاتفاق التسوية سابقاً وقادة من اللواء الثامن المدعوم من قاعدة حميميم الأميركية. مصدر مقرب من لجان التفاوض بريف درعا الغربي قال لـ«الشرق الأوسط»: «قبل أيام دعت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا، ممثلةً بمسؤول جهاز الأمن العسكري في درعا، العميد لؤي العلي، ومحافظ درعا، لؤي خريطة، ومسؤول اللجنة الأمنية في درعا، اللواء مفيد حسن، عد

رياض الزين (درعا)
شمال افريقيا مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

أجرى وزير الخارجية المصري سامح شكري اتصالات هاتفية مع نظرائه في 6 دول عربية؛ للإعداد للاجتماع الاستثنائي لوزراء الخارجية العرب بشأن سوريا والسودان، المقرر عقده، يوم الأحد المقبل. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، السفير أحمد أبو زيد، في إفادة رسمية، الخميس، إن شكري أجرى اتصالات هاتفية، على مدار يومي الأربعاء والخميس، مع كل من وزير خارجية السودان علي الصادق، ووزير خارجية السعودية فيصل بن فرحان، ووزير خارجية العراق فؤاد محمد حسين، ووزير خارجية الجزائر أحمد عطاف، ووزير خارجية الأردن أيمن الصفدي، ووزير خارجية جيبوتي محمود علي يوسف. وأضاف أن «الاتصالات مع الوزراء العرب تأتي في إطار ا

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
المشرق العربي الأردن يوسّع مشاورات «عودة سوريا»

الأردن يوسّع مشاورات «عودة سوريا»

أطلق الأردن سلسلة اتصالات مع دول عربية غداة استضافته اجتماعاً لبحث مسألة احتمالات عودة سوريا إلى الجامعة العربية، ومشاركتها في القمة المقبلة المقرر عقدها في المملكة العربية السعودية هذا الشهر. وقالت مصادر أردنية لـ«الشرق الأوسط»، إن اجتماع عمّان التشاوري الذي عُقد (الاثنين) بحضور وزراء خارجية مصر والسعودية والعراق والأردن وسوريا، ناقش احتمالات التصويت على قرار عودة سوريا إلى الجامعة العربية ضمن أنظمة الجامعة وآليات اعتماد القرارات فيها. وفي حين أن قرار عودة سوريا إلى الجامعة ليس مقتصراً على الاجتماعات التشاورية التي يعقدها وزراء خارجية مصر والسعودية والعراق والأردن، فإن المصادر لا تستبعد اتفاق

شؤون إقليمية الأسد ورئيسي يتفقان على «تعاون استراتيجي طويل الأمد»

الأسد ورئيسي يتفقان على «تعاون استراتيجي طويل الأمد»

بدأ الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أمس (الأربعاء) زيارة لدمشق تدوم يومين واستهلها بجولة محادثات مع نظيره السوري بشار الأسد تناولت تعزيز العلاقات المتينة أصلاً بين البلدين. وفيما تحدث رئيسي عن «انتصارات كبيرة» حققتها سوريا، أشار الأسد إلى أن إيران وقفت إلى جانب الحكومة السورية مثلما وقفت هذه الأخيرة إلى جانب إيران في حرب السنوات الثماني مع إيران في ثمانينات القرن الماضي. ووقع الأسد ورئيسي في نهاية محادثاتهما أمس «مذكرة تفاهم لخطة التعاون الاستراتيجي الشامل الطويل الأمد». وزيارة رئيسي لدمشق هي الأولى التي يقوم بها رئيس إيراني منذ 13 سنة عندما زارها الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد.

«الشرق الأوسط» (دمشق)

«هوميوستاسيس» الأميركية تطوّر تقنية لتحويل ثاني أكسيد الكربون إلى «غرافيت» اصطناعي

«هوميوستاسيس» الأميركية تطوّر تقنية لتحويل ثاني أكسيد الكربون إلى «غرافيت» اصطناعي
TT

«هوميوستاسيس» الأميركية تطوّر تقنية لتحويل ثاني أكسيد الكربون إلى «غرافيت» اصطناعي

«هوميوستاسيس» الأميركية تطوّر تقنية لتحويل ثاني أكسيد الكربون إلى «غرافيت» اصطناعي

أعلنت شركة «هوميوستاسيس» الأميركية الناشئة إتمامَ شراكةٍ استراتيجيةٍ واستثمارٍ مع «مركز الابتكارات المتقدمة (لاب7)»، ذراع «أرامكو» لإنشاء الشركات التقنية الناشئة؛ بهدف تطوير تقنية لتحويل ثاني أكسيد الكربون إلى «غرافيت» اصطناعي يمكن استخدامه في طيف واسع من التطبيقات الصناعية.

وقالت الشركة الأميركية إن هذه الخطوة تستهدف تعزيز ممارسات التصنيع الأكبر استدامة، ودعم الجهود العالمية لخفض الانبعاثات.

وأوضحت أن هذا التعاون يأتي في وقت يشهد فيه العالم تسارعاً في التحول الكهربائي؛ مما يرفع الطلب على مواد رئيسية تتصدرها مادة «الغرافيت» المستخدمة بكثافة في تصنيع «الأنود» داخل بطاريات أيونات الليثيوم.

وتقول «هوميوستاسيس» إنها تعمل على معالجة هذا التحدي عبر تحويل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون إلى «غرافيت» اصطناعي عالي القيمة، بما يوفر مادة منخفضة البصمة الكربونية يمكن توظيفها في صناعات تخزين الطاقة، لا سيما بطاريات المركبات الكهربائية.

ووفق الشركة، فإن تقنيتها تتيح سد الفجوة بين التقاط الانبعاثات الكربونية وإنتاج المواد الحيوية، من خلال تحويل الكربون المُلتقَط إلى «غرافيت» يُعد مكوِّناً أساسياً في بطاريات أيونات الليثيوم.

وقال ماكوتو آير، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة «هوميوستاسيس»، إن دعم «لاب7» يأتي في مرحلة تسعى فيها الشركة إلى «فتح آفاق جديدة لتحويل ثاني أكسيد الكربون إلى غرافيت» بما يخدم سوق الغرافيت المتنامية، مشيراً إلى أن التقنية قد تتيح إنتاج الغرافيت بالاستفادة من «الأسطول العالمي المتنامي لأصول التقاط ثاني أكسيد الكربون».

ومن خلال هذه الشراكة، يستثمر «لاب7» في «هوميوستاسيس» لتحسين عمليات الإنتاج، وتوسيع نطاق التشغيل، ودعم جاهزية المنتج للسوق.

بدوره، قال الدكتور جوليان لومباردي، المؤسس المشارك والمدير العلمي في «هوميوستاسيس»، إن الشراكة تمثل خطوة رئيسية نحو الاستفادة من مزايا الاقتصاد الدائري، موضحاً أن التقنية «تقوّي البنية التحتية للطاقة عبر تحويل النفايات إلى مواد خام متاحة على نطاق واسع».

وأكد الطرفان أن التعاون يهدف إلى إعادة صياغة نظرة الصناعات للانبعاثات الكربونية، ليس بصفتها مخلفات، بل بوصفها مورداً يمكن الاستفادة منه لبناء مستقبل أكبر استدامة.


بالأرقام… صلاح يقدّم أعظم موسم هجومي في تاريخ الدوري الإنجليزي

محمد صلاح (رويترز)
محمد صلاح (رويترز)
TT

بالأرقام… صلاح يقدّم أعظم موسم هجومي في تاريخ الدوري الإنجليزي

محمد صلاح (رويترز)
محمد صلاح (رويترز)

يتصدر النجم المصري قائمة أفضل معدل للمساهمة التهديفية قياساً بعدد الدقائق بين جميع لاعبي «البريميرليغ»، ولا تظهر عليه أي مؤشرات للتباطؤ. فبمجموع 30 مساهمة تهديفية خلال 18 مباراة فقط، بات صلاح يسجّل هدفاً أو يصنع آخر كل 52.7 دقيقة في المتوسط، بفارق ست دقائق كاملة عن صاحب المركز الثاني غابرييل جيسوس (59.1 دقيقة)، وبفارق عشر دقائق عن إيرلينغ هالاند، أقرب منافسيه ممن تجاوزوا حاجز 1000 دقيقة لعب هذا الموسم، وذلك وفقاً لشبكة The Athletic.

ورفع صلاح رصيده في الدوري إلى 17 هدفاً و13 تمريرة حاسمة، بعد أن سجّل هدفاً وصنع هدفين في فوز ليفربول الكبير على وست هام 5 - 0، يوم الأحد. لقد حوّل صلاح هذا المستوى الاستثنائي من الإنتاج أمراً اعتيادياً، وهو يواصل تحطيم الأرقام القياسية تباعاً.

ولم يسبق لأي لاعب أن سجّل هدفاً وصنع آخر في المباراة نفسها أكثر من سبع مرات خلال موسم واحد، قبل أن يكسر صلاح هذا الرقم بتحقيقه ذلك ثماني مرات بعد مرور 18 مباراة فقط. مشهد يبدو وكأنه مستوحى من لعبة «فيفا» في أسهل مستوياتها، لكنه في الواقع إنجاز لاعب يبلغ 32 عاماً، يعيش ذروة عطائه، ويقود ليفربول في سباق المنافسة على اللقب.

وقال المدرب آرني سلوت عقب الفوز في ملعب لندن: «كلمة (استثنائي) أصبحت تُذكَر كثيراً إلى جانب اسم مو، خلال الأشهر الستة الماضية، وهو يستحق ذلك فعلاً... بل ربما خلال السنوات الثماني الماضية. لا أعتقد أنه يفاجئنا؛ لأننا نعرف نوعية اللاعب الذي هو عليه وما يستطيع تقديمه».

وبات صلاح أسرع لاعب يصل إلى حاجز 30 مساهمة تهديفية في موسم واحد، متفوقاً على الأوروغوياني لويس سواريز، الذي احتاج إلى 19 مباراة لتحقيق ذلك. والتشابه بينهما يكمن في الإحساس الدائم بأن هدفاً أو فرصة سانحة لا بد أن يولدا كلما لامست الكرة أقدامهما.

وكانت لمسة صلاح الساحرة في بناء هدف كودي غاكبو مثالاً آخر على عبقريته، سواء كان يقصدها أم لا. المدافع اليوناني كونستانتينوس مافروبانوس كان الضحية تلك المرة، بعدما مرّت الكرة بين قدميه، قبل أن يُطرح أرضاً لاحقاً عندما راوغ صلاح بمهارة ليمهّد للهدف الخامس الذي سجله ديوغو جوتا. ومع إنهائه الهادئ للهجمة، جاء أداء صلاح أمام وست هام ليُضاف إلى سلسلة عروضه المتقنة هذا الموسم.

ورغم أن إنتاجه الفردي يرقى إلى مستوى عالمي، فإن المدربين دائماً ما يسعون لتحقيق توازن داخل المنظومة، يسمح بتألق الأفراد دون الاعتماد المفرط عليهم. وقال سلوت في هذا السياق: «أحب أن أرى ذلك، عندما يسجّل خمسة لاعبين مختلفين الأهداف؛ لأن الاعتماد على لاعب واحد فقط في التسجيل غالباً لا يكون أمراً صحياً، رغم أنه من الجيد بالطبع أن تملك لاعباً يسجّل كثيراً».

ويمثل صلاح 38 في المائة من أهداف ليفربول في الدوري هذا الموسم، ولا يتفوق عليه في هذه النسبة سوى كريس وود مع نوتنغهام فورست (42 في المائة) وإيرلينغ هالاند مع مانشستر سيتي (44 في المائة).

وقد تحمّل الدولي المصري عبئاً هجومياً أكبر مقارنة بالمواسم السابقة؛ إذ أسهم بأكثر من ثلث معدل الأهداف المتوقعة والفرص الكبرى لليفربول، وهي نسبة لم تبلغ هذا الحد منذ موسم 2020 - 2021، رغم أن عدد تسديداته الإجمالي لا يختلف كثيراً عن متوسطه خلال المواسم الستة الماضية.

وتطورت عقلية صلاح ونضجت بمرور الوقت، كما أن النصيحة التي تلقاها من المدرب الفرنسي أرسين فينغر حول «البقاء في قلب المباراة» تركت أثراً واضحاً عليه. فقد بات لاعباً قادراً، حتى في أيامه الأقل توهجاً، على صناعة اللحظة الحاسمة عندما يحتاج إليه فريقه.

كما ساعده نظام آرني سلوت على التمركز في مواقع هجومية أكثر خطورة، وهو ما يتضح من ازدياد لمساته داخل منطقة الجزاء، خصوصاً في القناة اليمنى والمناطق المتقدمة على الأطراف. ويُضاف إلى ذلك حضوره البدني الاستثنائي في موسم 2024 - 2025، إلى جانب اعتماد سلوت أحياناً على أسلوب دون مهاجم صريح، حيث يشغل صلاح وكودي غاكبو الطرفين، بينما يتحرك لويس دياز مهاجماً وهمياً؛ ما يفرض على صلاح أداء دور أقرب إلى المهاجم الجناح منه إلى الجناح التقليدي.

ورغم إشادة سلوت المتكررة بأخلاقيات عمل صلاح، فإنه يُستخدم بذكاء داخل المنظومة؛ ما يساعد على الحفاظ على طاقته. فمتوسط استعادته للكرة في الثلث الهجومي بلغ 113 دقيقة، وهو أدنى معدل له منذ موسم 2018 - 2019.

وغالباً ما يُطلب من صلاح الضغط في العمق، مع ترك الظهير المنافس دون رقابة مباشرة، مستفيداً من التغطية التي يوفرها زملاؤه مثل دومينيك سوبوسلاي أو كورتيس جونز إلى جانب رايان غرافينبيرخ وترينت ألكسندر - أرنولد؛ ما يسمح له بالبقاء في مواقع متقدمة بدلاً من العودة للدفاع.

ولعل المصادفة اللافتة أن 15 هدفاً من أصل 17 سجّلها صلاح جاءت في الشوط الثاني، حيث يبدو أكثر نضارة من خصومه في المراحل المتأخرة من المباريات، فيستغل ذلك لصالحه. كما أصبح نقطة الارتكاز الأساسية في لعب ليفربول المباشر؛ إذ تلقى، إلى جانب غاكبو، أكبر عدد من الكرات الطويلة المحوّلة هذا الموسم في الدوري.

وارتفعت نسبة نجاح مراوغاته إلى 49.2 في المائة بعد أن كانت في تراجع خلال المواسم الثلاثة الماضية، كما بات ينوّع أساليبه بين الاختراق للعمق أو الانطلاق نحو خط المرمى. ومع ذلك، فإن ليفربول يبدو أكثر توازناً من الناحية الإبداعية؛ إذ لا تعود زيادة تمريرات صلاح الحاسمة إلى تحمّله عبئاً أكبر، بل إلى النجاعة العالية لزملائه أمام المرمى.

وكالعادة، يعود الحديث في النهاية إلى مستقبل عقد صلاح. فالمؤشرات تؤكد رغبة الطرفين في استمرار الشراكة، لكن دون التوصل إلى اتفاق نهائي حتى الآن. وقال صلاح لشبكة «سكاي سبورتس»: «لا، ما زلنا بعيدين عن ذلك. لا أريد أن أقول شيئاً في الإعلام، لكن الأمور لم تتقدم كثيراً. تركيزي الآن مع الفريق، وآمل أن نفوز بالدوري».

ولا يمكن لليفربول أن يسمح بأن يكون هذا الموسم الخارق هو الأخير لصلاح بقميصه. فرغم تقديم عرض مبدئي، لا يزال التقدم بطيئاً. وهذا هو الموسم الثامن توالياً الذي يصل فيه صلاح إلى 20 هدفاً على الأقل في جميع المسابقات، إلى جانب 16 تمريرة حاسمة خلال 26 مباراة، مؤكداً أنه لا يزال في ذروة أهميته.

يبدو نجم ليفربول مستمتعاً بكرة القدم أكثر من أي وقت مضى. الابتسامة لا تفارقه داخل الملعب وخارجه، وإذا واصل هذا المستوى غير المسبوق، فقد يرفع كأس الدوري الإنجليزي في مايو (أيار)... وهو يبتسم.


شفيونتيك بين البراءة التقنية والجدل القانوني: استئناف مُستبعد وانتظار أخير

إيغا شفيونتيك (رويترز)
إيغا شفيونتيك (رويترز)
TT

شفيونتيك بين البراءة التقنية والجدل القانوني: استئناف مُستبعد وانتظار أخير

إيغا شفيونتيك (رويترز)
إيغا شفيونتيك (رويترز)

قالت لاعبة التنس البولندية، إيغا شفيونتيك، إنها «لا تتوقع» أن تتقدم السلطات العالمية لمكافحة المنشطات باستئناف على قرار إيقافها لمدة شهر واحد، بعد ثبوت تعاطيها مادة محظورة، وذلك وفقاً لشبكة «The Athletic».

وأكدت الوكالة البولندية لمكافحة المنشطات (بولادا)، يوم الاثنين، أنها لن تتقدم باستئناف أمام محكمة التحكيم الرياضي (كاس)، في حين تملك الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات (وادا) مهلة حتى 21 يناير (كانون الثاني) لتقديم استئناف خاص بها.

وقال متحدث باسم «بولادا»: «بعد فحص شامل والتحقق من الملف القانوني الكامل للرياضية إيغا شفيونتيك، قررت الوكالة البولندية لمكافحة المنشطات عدم استئناف القرار الصادر عن الوكالة الدولية لنزاهة التنس في قضية اللاعبة».

وأضاف: «إجراء تحليل معمّق ودقيق من قِبل خبراء الوكالة البولندية لمكافحة المنشطات أتاح اتخاذ قرار موضوعي ومتوافق مع لوائح مكافحة المنشطات». وكان الموعد النهائي الأصلي لتقدم «بولادا» بالاستئناف هو 19 ديسمبر (كانون الأول)، لكنها طلبت تمديده حتى 31 ديسمبر، وفق ما أفاد به موقع «سبورت.بل».

وتحدثت شفيونتيك، الحائزة على خمسة ألقاب في البطولات الأربع الكبرى والمصنفة الثانية عالمياً، عن فترة إيقافها عن التنس التي غابت خلالها عن ثلاث بطولات، وتنازلت عن صدارة التصنيف العالمي لصالح أرينا سابالينكا، وذلك خلال مؤتمر صحافي خاص بكأس «يونايتد» في سيدني، حيث تمثل بولندا.

وكانت شفيونتيك قد خضعت لاختبار إيجابي في أغسطس (آب) 12 لمادة «تريميتازيدين» (تي إم زد)، وهو دواء يستخدم لعلاج أمراض القلب، وقالت في هذا السياق: «أعتقد أن الناس متفهمون، معظمهم على الأقل».

وأضافت شفيونتيك أنها «لا ترى أي سبب» لتقديم استئناف، مشيرة إلى أنها «لا تملك أي تأثير على ما سيحدث».

وكانت الوكالة الدولية لنزاهة التنس (آيتيا) قد أبلغت شفيونتيك بنتيجة الفحص الإيجابية في 12 سبتمبر (أيلول)، وفرضت عليها إيقافاً مؤقتاً. وقد طعنت شفيونتيك في هذا الإيقاف خلال عشرة أيام، مؤكدة أن مكمل «الميلاتونين» الذي تناولته كان ملوثاً.

وأثبتت اختبارات مخبرية مستقلة صحة هذا الادعاء، ليتم قبول طعنها وعدم إعلان الإيقاف المؤقت علناً حتى أواخر نوفمبر (تشرين الثاني)، حين أنهت «آيتيا» تحقيقها وقررت فرض إيقاف لمدة شهر واحد.

وقالت شفيونتيك: «الذين قرأوا الوثائق ويعرفون كيف يعمل النظام يدركون أنني لم أرتكب أي خطأ، ولم يكن لي أي تأثير على ما حدث».

وقضت شفيونتيك 22 يوماً من فترة الإيقاف بين سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول)، فيما قضت بقية العقوبة بين نوفمبر وديسمبر. ورغم أسفها لتأثير ذلك على ترتيبها العالمي، أكدت أن الابتعاد لفترات طويلة عن التنس «أصعب بكثير»، وقالت: «الأمر مروّع لأي لاعب يمر بهذه التجربة».

وفي سياق متصل، كانت «وادا» قد تقدمت باستئناف في قضية المنشطات الخاصة بالمصنف الأول عالمياً لدى الرجال، الإيطالي يانيك سينر، وهو استئناف قد يفضي إلى إيقاف يصل إلى عامين في حال تأييده. ولن تُنظر القضية قبل نهاية بطولة أستراليا المفتوحة، أولى بطولات «غراند سلام» لموسم 2025، التي تنطلق في 12 يناير في ملبورن. ويحمل سينر وسابالينكا لقب الفردي، فيما ودعت شفيونتيك نسخة 2024 من الدور الثالث.

واستهلت شفيونتيك مشوارها في كأس «يونايتد» يوم 30 ديسمبر، بفوز كاسح على النرويجية مالينه هيلغو، المصنفة 404 عالمياً، بنتيجة 6-1 و6-0.