نبّه تقرير لصحيفة «التلغراف» البريطانية، إلى ضرورة مراقبة «الحصبة» في مجال الصحة العالمية في العام المقبل، ليس فقط تقدم الفيروس نفسه، ولكن المرض كدلالة على مدى سوء عمليات الحجر والتداعيات الأخرى لوباء «كوفيد» الذي أعاق الكثير.
وحذرت منظمة الصحة العالمية الشهر الماضي، من أن الحصبة تشكل «تهديداً وشيكاً» في كل أصقاع العالم، حيث وصل عدد الأطفال غير الحاصلين على التلقيح إلى مستوى قياسي.
في عام 2021، لم يحصل ما يقرب من 40 مليون طفل على طعم الحصبة، وفقاً لتقرير صادر عن منظمة الصحة والمراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC)، ما ترك الملايين عرضة لخطر الإصابة بالمرض القاتل شديد العدوى.
https://twitter.com/WHOWPRO/status/1607353155993444353
وقال الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس، رئيس منظمة الصحة العالمية، إن الزيادة في عدد اللقاحات المفقودة كانت علامة على «مفارقة وبائية»، حيث تسبب التركيز المكثف على معالجة «كورونا» ما سبب انتكاسات هائلة في مكافحة الأمراض الأخرى.
وأوضح أنه «بينما تم تطوير اللقاحات ضد (كوفيد - 19) في وقت قياسي ونشرها في أكبر حملة تطعيم في التاريخ، تعطلت برامج التحصين الروتينية بشدة، وفقد ملايين الأطفال اللقاحات المنقذة للحياة ضد الأمراض الفتاكة مثل الحصبة».
وحسب تقرير «التلغراف»، حدثت حالات تفشي المرض مؤخراً في بلدان متنوعة مثل إثيوبيا والهند وطاجيكستان وبولندا. في العام الماضي، شهدت 22 دولة تفشيات كبيرة مع ما يقدر بتسعة ملايين حالة إصابة، و128 ألف حالة وفاة في جميع أنحاء العالم.
والحصبة بالطبع يمكن الوقاية منها تماماً، لكن تغطية التطعيم انخفضت بشكل مطرد في جميع أنحاء العالم منذ بداية جائحة «كورونا»، وبالتالي فإن عدداً لا يحصى من الأطفال سوف يعاني من أضرار عصبية رهيبة نتيجة لذلك، ما سيدمر حياتهم بشكل دائم، وفق التقرير.
كذلك، لفت التقرير إلى أن لقاح الحصبة ليس الوحيد الذي فاته الملايين من الأطفال، ولكن بسبب السرعة التي تنتشر بها الحصبة، سيكون أول لقاح نلاحظه العام المقبل.
وفي المناطق المتضررة، سيكون هناك نقص في الرعاية الصحية، ومن المرجح أن يتبع ذلك تفشي الأمراض الأخرى التي يمكن الوقاية منها، وفقاً للتقرير.
وتعد الحصبة من الأمراض المعدية بشكل كبير، حيث يبلغ معدل الانتشار للعدوى حوالي 18، مقارنة بمعدل 3 للسلالة الأصلية من «كورونا»، وفق التقرير.
ويبدأ المرض، الذي ينتقل عن طريق الهواء، عادة بحمى وسعال مستمر وطفح جلدي على الوجه وأعلى الرقبة، ولكن يمكن أن يسبب الالتهاب الرئوي والتهاب الدماغ وتلف الجهاز المناعي.
يقدر الخبراء، حسب التقرير، أن 95 في المائة من الأشخاص في مجتمع معين يحتاجون إلى التطعيم لمنع تفشي المرض، في حين أن اللقاحات فعالة بنسبة 97 في المائة في الوقاية من الأمراض الشديدة والوفاة لدى الأفراد. ولكن في عام 2021، تم تأجيل أو تفويت حوالي 61 مليون حقنة ضد الحصبة في 18 دولة. إجمالاً، حصل 81 في المائة فقط من الأطفال على جرعتهم الأولى، و71 في المائة فقط حصلوا على الجرعة الثانية، وهو أدنى معدل تغطية عالمية منذ عام 2008.
الحصبة... «تهديد عالمي وشيك» بعد إهمال لقاحها بسبب كورونا
الحصبة... «تهديد عالمي وشيك» بعد إهمال لقاحها بسبب كورونا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة