عانى قاطنو أكثر من 7 مخيمات في شمال غربي سوريا تفاقم أوضاعهم الإنسانية، وظروف العيش الصعبة، نتيجة عاصفة مطرية شديدة ضربت البلاد خلال الساعات الماضية، بعدما غمرت مياه الأمطار عشرات الخيام، وتشكلت السيول والمستنقعات في محيطها، وسط تحذيرات ومناشدات أطلقها سكان المخيمات وناشطون، لتوفير مساكن آمنة في أسرع وقت.
من مخيم «نور الهدى»، بالقرب من مدينة سرمدا (40 كيلومتراً شمال إدلب)، تحدثت أم عامر (45 عاماً) إلى «الشرق الأوسط» عن معاناتها وأسرتها وعشرات الأسر النازحة التي غمرت السيول معظم خيامها، وتضرُّر الأغطية والألبسة والأدوات الخاصة بالطعام، ولجوء الأسر إلى أقاربهم في مخيمات قريبة آمنة نسبياً.
تضيف أم عامر، وهي نازحة مع عائلتها منذ 4 سنوات من مدينة معرة النعمان، شرق إدلب، أنها تتوقع مع بداية كل فصل شتاء أن تتكرر معاناتها، على الرغم من التحضيرات المتواضعة، كترميم الخيمة وتحصين جوانبها بساتر ترابي خشية تدفق مياه الأمطار إلى داخلها، وتغطية سقفها المتهرئ بالنايلون لحماية محتوياتها من المياه. إلا أن كل ذلك لم يحمها من الغرق هذه المرة، بعد أن غمرت مياه الأمطار نصف متر من مساحتها، ما اضطرها إلى اللجوء إلى أحد أقاربها في مخيم «العودة» القريب من مخيمها، والإقامة معهم لحين انتهاء العاصفة وتصريف المياه، وكذلك فعلت عشرات الأسر.
ونوهت بأنه «لا حل لهذه المأساة التي يعيشها النازحون في المخيمات إلا بنقلهم إلى تجمعات سكنية مخدَّمة، ما دام لا يوجد حل سياسي للأزمة السورية في القريب». وقال عمر حاج محمود؛ الناشط الذي يعمل في المجال الإنساني بريف إدلب، إن «300 عائلة نازحة في مخيمات (أطمة) و(حربنوش) و(حارم) بالقرب من الحدود السورية- التركية شمال إدلب، عاشت ظروفاً إنسانية غير عادية، اضطر معها أفراد تلك العائلات لقضاء الليلة الماضية في نقل أطفالهم إلى خيام مجاورة لم تلحق بها الأضرار الكثيرة، بينما أمضى آخرون الليلة في العمل على تسليك مياه السيول بأدوات بسيطة بلا استراحة، وإبعادها عن خيامهم لتفادي غرقها».
من جهتها؛ قالت «منظمة الدفاع المدني السوري»: «سُجلت أضرار في بعض المناطق، و7 مخيمات شمال غربي سوريا، جراء الهطولات المطرية الغزيرة (الاثنين) التي أدت لتشكل السيول وإغلاق بعض الطرقات، ودخول المياه الخيام والمنازل»، بينما فِرقها «تستجيب لنداءات الاستغاثة، وتعمل على سحب المياه المتجمعة، وفتح قنوات لتصريفها، وفتح الطرقات أمام حركة المرور، وتقديم المساعدة».
وتواصل فرقها «الاستجابة لمعالجة الأضرار في مناطق ومخيمات شمال غربي سوريا؛ حيث تضررت 6 خيام للمهجَّرين بمخيم (الرسالة) في شمارين، و5 خيام أخرى بمخيم (الزيتون) في أعزاز، بالإضافة إلى قطع الطرقات بمخيم (الصوامع) في أخترين بريف حلب. كما انهار جداران لمنزلين في كل من مدينة بنش وبلدة مصيبين بريف إدلب، وتشكلت بركة من مياه الأمطار في مدرسة بمدينة سرمين شرق إدلب، وتجمعت المياه بمنزل مدني ببلدة قباسين شرق حلب. وأغلقت طريق في بلدة معراتا بجبل الزاوية، وعلقت سيارات عدة بمناطق متفرقة في الوحل. فرقنا سحبت المياه وصرفتها، وحفرت قنوات لتصريفها، وفتحت الطرقات المغلقة، وقدمت المساعدة للمدنيين».
فريق «منسقو استجابة سوريا»، قال في بيان: «سُجلت الأضرار الأولية في 7 مخيمات للنازحين حتى الآن، مع استمرار أعمال إحصاء الأضرار وفرزها، لمنع تداخل الأضرار السابقة مع الأضرار الحالية».
عاصفة شتوية ترهق النازحين وتغمر خيامهم شمال غربي سوريا
ضعف حاد في استجابة المنظمات الإنسانية عمَّق المأساة
عاصفة شتوية ترهق النازحين وتغمر خيامهم شمال غربي سوريا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة