المعارضة تواصل عملياتها العسكرية ضد قوات النظام في شمال غربي سوريا

جرحى باستهداف مسيّرة تركية لمزرعة في ريف القامشلي

عنصران من فصائل المعارضة بالقرب من أحد المواقع العسكرية لقوات النظام جنوب إدلب (الشرق الأوسط)
عنصران من فصائل المعارضة بالقرب من أحد المواقع العسكرية لقوات النظام جنوب إدلب (الشرق الأوسط)
TT

المعارضة تواصل عملياتها العسكرية ضد قوات النظام في شمال غربي سوريا

عنصران من فصائل المعارضة بالقرب من أحد المواقع العسكرية لقوات النظام جنوب إدلب (الشرق الأوسط)
عنصران من فصائل المعارضة بالقرب من أحد المواقع العسكرية لقوات النظام جنوب إدلب (الشرق الأوسط)

تجددت العمليات العسكرية والهجمات على خطوط التماس بين قوات النظام السوري وفصائل المعارضة في إدلب وريف حلب شمال غربي سوريا، بعد نحو عامين ونصف عام من الهدوء وتوقف المواجهات العسكرية بين الطرفين، وقُتل 8 عناصر من قوات النظام بعمليات هجومية جديدة وقنص لفصائل المعارضة. وأعلنت فصائل في «الجيش الوطني السوري»، موالية لأنقرة، عن عملية نوعية استهدفت أحد المواقع العسكرية التابعة لقوات النظام السوري في منطقة «تادف» بريف حلب الشمالي، وأسفرت عن وقوع 4 قتلى على يد مقاتلي المعارضة الموالية لتركيا بريف حلب، ومقتل 4 عناصر آخرين لقوات النظام بعمليات قنص لفصائل المعارضة على محور مدينة سراقب بريف إدلب الشرقي، خلال محاولة تسلل فاشلة.
وقال أبو زيد، القيادي في فصائل المعارضة بريف إدلب، إن «فصائل المعارضة في غرفة العمليات (الفتح المبين)، تمكنت فجر السبت 24 ديسمبر (كانون الأول)، من التصدي لعملية تسلل لقوات النظام السوري على أحد المحاور بالقرب من مدينة سراقب شرقي إدلب، بالأسلحة القناصة والرشاشات، وأدى إلى مقتل 3 من القوات المهاجمة، فيما تمكنت أيضاً فصائل المعارضة من قنص عنصرين آخرين لقوات النظام في محور معرة موخص بجبل الزاوية جنوب إدلب وقبتان الجبل بريف حلب الغربي».
وأضاف أن «العمليات العسكرية التي نفذتها فصائل المعارضة، وعلى رأسها هيئة تحرير الشام، ضد قوات النظام السوري والميليشيات الإيرانية في شمال غربي سوريا، والتي بلغت 8 عمليات نوعية خلال أقل من شهر، استهدفت مواقع مهمة بينها مواقع قيادية لقوات النظام في منطقة البيضا بريف اللاذقية ومناطق بجبل الزاوية جنوب إدلب وريف حلب الغربي، وأسفرت عن مقتل ما يقارب 70 عنصراً وجرح العشرات، وتترافق تلك العمليات مع استنفار وجاهزية عالية لفصائل المعارضة على طول خط التماس مع قوات النظام بدءاً من ريف اللاذقية الشرقي ومروراً بجبل الزاوية وريف حماة الشمالي، وصولاً إلى ريف حلب الغربي؛ تحسباً لأي عملية معاكسة.
من جهته، أفاد قيادي في «الفيلق الثالث» التابع لـ«الجيش الوطني السوري» المدعوم من أنقرة، بأنه «رداً على القصف المتواصل لقوات النظام على المناطق المأهولة بالسكان المدنيين ضمن منطقة العمليات التركية (درع الفرات) بريف حلب الشمالي، قامت القوات الخاصة في الفيلق، خلال الساعات الماضية بالإغارة على أحد المواقع العسكرية التابعة لقوات النظام في منطقة تادف بريف حلب الشمالي، وأسفر الهجوم عن مقتل 4 عناصر وتدمير أجزاء كبيرة من الموقع، قبيل انسحاب القوات الخاصة بالفيلق من الموقع».
ويربط مراقبون في شمال غربي سوريا، تصاعد وتيرة العمليات العسكرية لفصائل المعارضة ضد قوات النظام في منطقة خفض التصعيد، مع التقارب المتسارع بين تركيا والنظام السوري؛ إذ يبدو من الواضح أن فصائل المعارضة تحاول إرسال رسالة إلى تركيا، وأيضاً إلى الحاضنة الشعبية للثورة في مناطق الشمال السوري، بعدم الاستسلام أو الموافقة على خطوات المصالحة التركية مع الأسد، لا سيما أن المنطقة تشهد اتفاقاً خاصاً بين تركيا وروسيا يقضي بخفض التصعيد، أقره الجانبان في الجولة السادسة من مسار أستانة العاصمة الكازاخية في سبتمبر (أيلول) 2017، وأعقبه اتفاق «سوتشي» بين الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، الذي يقضي بوقف إطلاق النار والمواجهات العسكرية بين فصائل المعارضة وقوات النظام بشكل نهائي مع مطلع عام 2020، إلا أن المنطقة تشهد بين الحين والآخر قصفاً برياً مكثفاً لقوات النظام السوري، وغارات جوية روسية أسفرت عن مقتل العشرات من المدنيين.
من جهة أخرى، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن مسيرة تركية انتحارية استهدفت، أمس السبت، مزرعة بالقرب من قرية خزيموك شمال شرقي القحطانية بريف القامشلي شمالي الحسكة السورية. وقال المرصد، الذي يتخذ من لندن مقراً له في بيان صحافي أمس، إن الاستهداف أسفر عن سقوط جرحى إلى جانب الأضرار المادية. ووفق المرصد، يرتفع بذلك إلى 96 تعداد الاستهدافات الجوية التي نفذتها طائرات مسيرة تابعة لسلاح الجو التركي على مناطق نفوذ «الإدارة الذاتية» لشمال وشمال شرقي سوريا، منذ مطلع عام 2022، ما تسبب بمقتل 83 عسكرياً و12 مدنياً، بالإضافة إلى إصابة أكثر من 125 شخصاً. وتشهد مدينة القامشلي استهدافات متكررة جراء قصف الكثير من الآليات والمقرات التابعة لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) بواسطة الطيران التركي المسيّر.


مقالات ذات صلة

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

العالم العربي أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

استبقت تركيا انعقاد الاجتماع الرباعي لوزراء خارجيتها وروسيا وإيران وسوريا في موسكو في 10 مايو (أيار) الحالي في إطار تطبيع مسار العلاقات مع دمشق، بمطالبتها نظام الرئيس بشار الأسد بإعلان موقف واضح من حزب «العمال الكردستاني» والتنظيمات التابعة له والعودة الطوعية للاجئين والمضي في العملية السياسية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
العالم العربي درعا على موعد مع تسويات جديدة

درعا على موعد مع تسويات جديدة

أجرت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا (جنوب سوريا) اجتماعات عدة خلال الأيام القليلة الماضية، آخرها أول من أمس (الأربعاء)، في مقر الفرقة التاسعة العسكرية بمدينة الصنمين بريف درعا الشمالي، حضرها وجهاء ومخاتير ومفاوضون من المناطق الخاضعة لاتفاق التسوية سابقاً وقادة من اللواء الثامن المدعوم من قاعدة حميميم الأميركية. مصدر مقرب من لجان التفاوض بريف درعا الغربي قال لـ«الشرق الأوسط»: «قبل أيام دعت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا، ممثلةً بمسؤول جهاز الأمن العسكري في درعا، العميد لؤي العلي، ومحافظ درعا، لؤي خريطة، ومسؤول اللجنة الأمنية في درعا، اللواء مفيد حسن، عد

رياض الزين (درعا)
شمال افريقيا مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

أجرى وزير الخارجية المصري سامح شكري اتصالات هاتفية مع نظرائه في 6 دول عربية؛ للإعداد للاجتماع الاستثنائي لوزراء الخارجية العرب بشأن سوريا والسودان، المقرر عقده، يوم الأحد المقبل. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، السفير أحمد أبو زيد، في إفادة رسمية، الخميس، إن شكري أجرى اتصالات هاتفية، على مدار يومي الأربعاء والخميس، مع كل من وزير خارجية السودان علي الصادق، ووزير خارجية السعودية فيصل بن فرحان، ووزير خارجية العراق فؤاد محمد حسين، ووزير خارجية الجزائر أحمد عطاف، ووزير خارجية الأردن أيمن الصفدي، ووزير خارجية جيبوتي محمود علي يوسف. وأضاف أن «الاتصالات مع الوزراء العرب تأتي في إطار ا

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
المشرق العربي الأردن يوسّع مشاورات «عودة سوريا»

الأردن يوسّع مشاورات «عودة سوريا»

أطلق الأردن سلسلة اتصالات مع دول عربية غداة استضافته اجتماعاً لبحث مسألة احتمالات عودة سوريا إلى الجامعة العربية، ومشاركتها في القمة المقبلة المقرر عقدها في المملكة العربية السعودية هذا الشهر. وقالت مصادر أردنية لـ«الشرق الأوسط»، إن اجتماع عمّان التشاوري الذي عُقد (الاثنين) بحضور وزراء خارجية مصر والسعودية والعراق والأردن وسوريا، ناقش احتمالات التصويت على قرار عودة سوريا إلى الجامعة العربية ضمن أنظمة الجامعة وآليات اعتماد القرارات فيها. وفي حين أن قرار عودة سوريا إلى الجامعة ليس مقتصراً على الاجتماعات التشاورية التي يعقدها وزراء خارجية مصر والسعودية والعراق والأردن، فإن المصادر لا تستبعد اتفاق

شؤون إقليمية الأسد ورئيسي يتفقان على «تعاون استراتيجي طويل الأمد»

الأسد ورئيسي يتفقان على «تعاون استراتيجي طويل الأمد»

بدأ الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أمس (الأربعاء) زيارة لدمشق تدوم يومين واستهلها بجولة محادثات مع نظيره السوري بشار الأسد تناولت تعزيز العلاقات المتينة أصلاً بين البلدين. وفيما تحدث رئيسي عن «انتصارات كبيرة» حققتها سوريا، أشار الأسد إلى أن إيران وقفت إلى جانب الحكومة السورية مثلما وقفت هذه الأخيرة إلى جانب إيران في حرب السنوات الثماني مع إيران في ثمانينات القرن الماضي. ووقع الأسد ورئيسي في نهاية محادثاتهما أمس «مذكرة تفاهم لخطة التعاون الاستراتيجي الشامل الطويل الأمد». وزيارة رئيسي لدمشق هي الأولى التي يقوم بها رئيس إيراني منذ 13 سنة عندما زارها الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد.

«الشرق الأوسط» (دمشق)

القطن المصري... محاولة حكومية لاستعادة «عصره الذهبي» تواجه تحديات

مصطفى مدبولي بصحبة عدد من الوزراء خلال تفقده مصنع الغزل والنسيج في المحلة (مجلس الوزراء المصري)
مصطفى مدبولي بصحبة عدد من الوزراء خلال تفقده مصنع الغزل والنسيج في المحلة (مجلس الوزراء المصري)
TT

القطن المصري... محاولة حكومية لاستعادة «عصره الذهبي» تواجه تحديات

مصطفى مدبولي بصحبة عدد من الوزراء خلال تفقده مصنع الغزل والنسيج في المحلة (مجلس الوزراء المصري)
مصطفى مدبولي بصحبة عدد من الوزراء خلال تفقده مصنع الغزل والنسيج في المحلة (مجلس الوزراء المصري)

تراهن الحكومة المصرية على القطن المشهور بجودته، لاستنهاض صناعة الغزل والنسيج وتصدير منتجاتها إلى الخارج، لكن رهانها يواجه تحديات عدة في ظل تراجع المساحات المزروعة من «الذهب الأبيض»، وانخفاض مؤشرات زيادتها قريباً.

ويمتاز القطن المصري بأنه طويل التيلة، وتزرعه دول محدودة حول العالم، حيث يُستخدم في صناعة الأقمشة الفاخرة. وقد ذاع صيته عالمياً منذ القرن التاسع عشر، حتى أن بعض دور الأزياء السويسرية كانت تعتمد عليه بشكل أساسي، حسب كتاب «سبع خواجات - سير رواد الصناعة الأجانب في مصر»، للكاتب مصطفى عبيد.

ولم يكن القطن بالنسبة لمصر مجرد محصول، بل «وقود» لصناعة الغزل والنسيج، «التي مثلت 40 في المائة من قوة الاقتصاد المصري في مرحلة ما، قبل أن تتهاوى وتصل إلى ما بين 2.5 و3 في المائة حالياً»، حسب رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، الذي أكد عناية الدولة باستنهاض هذه الصناعة مجدداً، خلال مؤتمر صحافي من داخل مصنع غزل «1» في مدينة المحلة 28 ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

أشار مدبولي، حسب ما نقله بيان مجلس الوزراء، إلى أن مشروع «إحياء الأصول» في الغزل والنسيج يتكلف 56 مليار جنيه (الدولار يعادل 50.7 جنيها مصري)، ويبدأ من حلج القطن، ثم تحويله غزلاً فنسيجاً أو قماشاً، ثم صبغه وتطويره حتى يصل إلى مُنتج سواء ملابس أو منسوجات، متطلعاً إلى أن ينتهي المشروع نهاية 2025 أو بداية 2026 على الأكثر.

وتكمن أهمية المشروع لمصر باعتباره مصدراً للدولار الذي تعاني الدولة من نقصه منذ سنوات؛ ما تسبب في أزمة اقتصادية دفعت الحكومة إلى الاقتراض من صندوق النقد الدولي؛ مرتين أولاهما عام 2016 ثم في 2023.

وبينما دعا مدبولي المزارعين إلى زيادة المساحة المزروعة من القطن، أراد أن يطمئن الذين خسروا من زراعته، أو هجروه لزراعة الذرة والموالح، قائلاً: «مع انتهاء تطوير هذه القلعة الصناعية العام المقبل، فسوف نحتاج إلى كل ما تتم زراعته في مصر لتشغيل تلك المصانع».

وتراجعت زراعة القطن في مصر خلال الفترة من 2000 إلى عام 2021 بنسبة 54 في المائة، من 518 ألفاً و33 فداناً، إلى 237 ألفاً و72 فداناً، حسب دراسة صادرة عن مركز البحوث الزراعية في أبريل (نيسان) الماضي.

وأرجعت الدراسة انكماش مساحته إلى مشكلات خاصة بمدخلات الإنتاج من بذور وتقاوٍ وأسمدة، بالإضافة إلى أزمات مرتبطة بالتسويق.

أزمات الفلاحين

سمع المزارع الستيني محمد سعد، وعود رئيس الوزراء من شاشة تليفزيون منزله في محافظة الغربية (دلتا النيل)، لكنه ما زال قلقاً من زراعة القطن الموسم المقبل، الذي يبدأ في غضون 3 أشهر، تحديداً مارس (آذار) كل عام.

يقول لـ«الشرق الأوسط»: «زرعت قطناً الموسم الماضي، لكن التقاوي لم تثمر كما ينبغي... لو كنت أجَّرت الأرض لكسبت أكثر دون عناء». وأشار إلى أنه قرر الموسم المقبل زراعة ذرة أو موالح بدلاً منه.

نقيب الفلاحين المصري حسين أبو صدام (صفحته بفيسبوك)

على بعد مئات الكيلومترات، في محافظة المنيا (جنوب مصر)، زرع نقيب الفلاحين حسين أبو صدام، القطن وكان أفضل حظاً من سعد، فأزهر محصوله، وحصده مع غيره من المزارعين بقريته في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، لكن أزمة أخرى خيَّبت أملهم، متوقعاً أن تتراجع زراعة القطن الموسم المقبل مقارنة بالماضي (2024)، الذي بلغت المساحة المزروعة فيه 311 ألف فدان.

تتلخص الأزمة التي شرحها أبو صدام لـ«الشرق الأوسط» في التسويق، قائلاً إن «المحصول تراكم لدى الفلاحين شهوراً عدة؛ لرفض التجار شراءه وفق سعر الضمان الذي سبق وحدَّدته الحكومة لتشجيع الفلاح على زراعة القطن وزيادة المحصول».

ويوضح أن سعر الضمان هو سعر متغير تحدده الحكومة للفلاح قبل أو خلال الموسم الزراعي، وتضمن به ألا يبيع القنطار (وحدة قياس تساوي 100 كيلوغرام) بأقل منه، ويمكن أن يزيد السعر حسب المزايدات التي تقيمها الحكومة لعرض القطن على التجار.

وكان سعر الضمان الموسم الماضي 10 آلاف جنيه، لمحصول القطن من الوجه القبلي، و12 ألف جنيه للمحصول من الوجه البحري «الأعلى جودة». لكن رياح القطن لم تجرِ كما تشتهي سفن الحكومة، حيث انخفضت قيمة القطن المصري عالمياً في السوق، وأرجع نقيب الفلاحين ذلك إلى «الأزمات الإقليمية وتراجع الطلب عليه».

ويحدّد رئيس قسم بحوث المعاملات الزراعية في معهد بحوث القطن التابع لوزارة الزراعة، الدكتور مصطفى عمارة، فارق سعر الضمان عن سعر السوق بنحو ألفي جنيه؛ ما نتج منه عزوف من التجار عن الشراء.

وأكد عمارة أن الدولة تدخلت واشترت جزءاً من المحصول، وحاولت التيسير على التجار لشراء الجزء المتبقي، مقابل أن تعوض هي الفلاح عن الفارق، لكن التجار تراجعوا؛ ما عمق الأزمة في السوق.

يتفق معه نقيب الفلاحين، مؤكداً أن مزارعي القطن يتعرضون لخسارة مستمرة «سواء في المحصول نفسه أو في عدم حصول الفلاح على أمواله؛ ما جعل كثيرين يسخطون وينون عدم تكرار التجربة».

د. مصطفى عمارة رئيس قسم بحوث المعاملات الزراعية (مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار المصري)

فرصة ثانية

يتفق المزارع ونقيب الفلاحين والمسؤول في مركز أبحاث القطن، على أن الحكومة أمامها تحدٍ صعب، لكنه ليس مستحيلاً كي تحافظ على مساحة القطن المزروعة وزيادتها.

أول مفاتيح الحل سرعة استيعاب أزمة الموسم الماضي وشراء المحصول من الفلاحين، ثم إعلان سعر ضمان مجزٍ قبل موسم الزراعة بفترة كافية، وتوفير التقاوي والأسمدة، والأهم الذي أكد عليه المزارع من الغربية محمد سعد، هو عودة نظام الإشراف والمراقبة والعناية بمنظومة زراعة القطن.

ويحذر رئيس قسم بحوث المعاملات الزراعية في معهد بحوث القطن من هجران الفلاحين لزراعة القطن، قائلاً: «لو فلاح القطن هجره فـلن نعوضه».

أنواع جديدة

يشير رئيس غرفة الصناعات النسيجية في اتحاد الصناعات محمد المرشدي، إلى حاجة مصر ليس فقط إلى إقناع الفلاحين بزراعة القطن، لكن أيضاً إلى تعدد أنواعه، موضحاً لـ«الشرق الأوسط» أن القطن طويل التيلة رغم تميزه الشديد، لكن نسبة دخوله في المنسوجات عالمياً قليلة ولا تقارن بالقطن قصير التيلة.

ويؤكد المسؤول في معهد بحوث القطن أنهم استنبطوا بالفعل الكثير من الأنواع الجديدة، وأن خطة الدولة للنهوض بصناعة القطن تبدأ من الزراعة، متمنياً أن يقتنع الفلاح ويساعدهم فيها.