تسجيل كسور «نادرة» في عظام حوض سيدتين بمصر القديمة

عاشتا فترة من الزمن بعد علاجهما

عظام الحوض التي تمت دراستها في إحدى الحالات (المجلة الدولية لعلم الأمراض القديمة)
عظام الحوض التي تمت دراستها في إحدى الحالات (المجلة الدولية لعلم الأمراض القديمة)
TT

تسجيل كسور «نادرة» في عظام حوض سيدتين بمصر القديمة

عظام الحوض التي تمت دراستها في إحدى الحالات (المجلة الدولية لعلم الأمراض القديمة)
عظام الحوض التي تمت دراستها في إحدى الحالات (المجلة الدولية لعلم الأمراض القديمة)

نجح باحثون من مختبر «الآنثروبولوجيا» بكلية الطب في جامعة غرناطة الإسبانية، في تسجيل كسور نادرة تم علاجها في عظام الحوض بسيدتين من مصر القديمة.
ورغم أن الحوض جزء من مفصل الورك، فإن أكثر كسور الورك التي تم الإبلاغ عنها على نطاق واسع في أمراض الحفريات هي كسور الفخذ، التي من المعروف أنها مرتبطة بهشاشة العظام، وهناك عدد قليل جداً من الدراسات التي وثقت كسور الحوض لدى البالغين أو الأفراد الأصغر سناً في المجموعات السكانية القديمة، وهذه هي قيمة الاكتشاف الذي عثر عليه في مقبرة «قبة الهوى» بمحافظة أسوان (جنوب مصر)، وتنشره «المجلة الدولية لعلم الأمراض القديمة» في عددها المقبل بشهر مارس (آذار) من عام 2023.
ومقبرة «قبة الهوى» تعود إلى المملكة الوسطى (1980 - 1760 قبل الميلاد)، وكانت حالة الحفظ للسيدتين جيدة، وهو ما مكن الباحثين من رصد بعض التغيّرات التي حدثت على الهيكل العظمي بعد الإصابة بشكل أكثر دقة.
ويقول الباحثون في مقدمة دراستهم، التي نشرت إلكترونياً في 19 ديسمبر (كانون الأول) على موقع دار نشر «إسفير»، المسؤولة عن إصدار «المجلة الدولية لعلم الأمراض القديمة»، إنه «عادة ما يتغاضى الباحثون عن التغيّرات التي حدثت في الهياكل العظمية القديمة، مثل تلك الموصوفة في الدراسة الحالية، خصوصاً عندما تكون المادة محفوظة بشكل سيئ، ولكن هذا لم يحدث في حالتي مقبرة (قبة الهوى)، حيث رصدنا دلائل على أن التغيرات العظمية في الحوض قبل الوفاة تشير إلى أن السيدتين تلقتا علاجاً، ولم تتسبب الصدمة التي أنتجت الكسور في وفاتهما، بل عاشتا لفترة بعدها».
والإصابتان عبارة عن خلع في المفصل العجزي الحرقفي (صلة الوصل بين العمود الفقري والورك) من جانب واحد، مع اضطراب في مفصل الارتفاق العاني (مفصل غضروفي يصل بين الشعبتين العلويتين لعظمتي العانة اليمنى واليسرى)، ورجح الباحثون أن تكون هذه الإصابات ناتجة عن تأثير مباشر عالي الطاقة، مثل السقوط من ارتفاع.
ولا يبدو المؤرخ وكاتب علم المصريات بسام الشماع مهتماً بتسجيل الإصابتين، بل بدا مهتماً أكثر بأنهما خضعتا للعلاج، وهو ما يضيف دليلاً آخر على براعة المصري القديم في علاج كسور العظام.
ويقول الشماع لـ«الشرق الأوسط»، «المميز في هذه الحالة أن السيدتين عاشتا لفترة بعد العلاج وحدث التئام في الإصابات، وهو ما يميزهما عن حالة من الأسرة الخامسة في الدولة القديمة، اكتشفتها بعثة من جامعة كاليفورنيا الأميركية في منطقة (نجع الدير) بمحافظة سوهاج (جنوب مصر)، وكانت تخص فتاة بعمر 14 سنة تم علاجها من كسور في منتصف عظمة الفخذ باستخدام أربع شرائح من الخشب مبطنة بقماش كتان، ولكنها توفيت قبل أن تلتئم الكسور».
ويضيف أن «بردية (إدويت سميث) الطبية الشهيرة، كانت شاهدة هي الأخرى على تقدم المصري القديم في تشخيص وعلاج كسور العظام، حيث سجلت 6 حالات لما سماه المصري القديم بـ(نخبخب)، التي ترجمها عالم المصريات الأميركي (بريستد) إلى (طقطقة) أي تحرك العظام بصوت، كما سجلت البردية استخدام المصري القديم للجبائر في علاج الكسور، وكانت تصنع من الكتان المبلل بالزيت، ويقابلها في العصر الحديث (الشاش المفزلن) أي المغطى بالفازلين».


مقالات ذات صلة

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

شمال افريقيا هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

حفلت الجلسة الافتتاحية لـ«الحوار الوطني»، الذي دعا إليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أكثر من عام، برسائل سياسية حملتها كلمات المتحدثين، ومشاركات أحزاب سياسية وشخصيات معارضة كانت قد توارت عن المشهد السياسي المصري طيلة السنوات الماضية. وأكد مشاركون في «الحوار الوطني» ومراقبون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أهمية انطلاق جلسات الحوار، في ظل «قلق مجتمعي حول مستقبل الاقتصاد، وبخاصة مع ارتفاع معدلات التضخم وتسببه في أعباء معيشية متصاعدة»، مؤكدين أن توضيح الحقائق بشفافية كاملة، وتعزيز التواصل بين مؤسسات الدولة والمواطنين «يمثل ضرورة لاحتواء قلق الرأي العام، ودفعه لتقبل الإجراءات الحكومية لمعالجة الأز

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اجتماعاً، أمس (الخميس)، مع كبار قادة القوات المسلحة في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، لمتابعة دور الجيش في حماية الحدود، وبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي للبلاد. وقال المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، في إفادة رسمية، إن «الاجتماع تطرق إلى تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، وانعكاساتها على الأمن القومي في ظل الظروف والتحديات الحالية بالمنطقة». وقُبيل الاجتماع تفقد الرئيس المصري الأكاديمية العسكرية المصرية، وعدداً من المنشآت في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية. وأوضح المتحدث ب

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

قالت مصر إن «استمرار ظاهرة (المقاتلين الأجانب) يهدد أمن واستقرار الدول». وأكدت أن «نشاط التنظيمات (الإرهابية) في أفريقيا أدى لتهديد السلم المجتمعي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

جدد حادث تصادم في مصر الحديث بشأن مخاطر «السرعة الزائدة» التي تتسبب في وقوع حوادث سير، لا سيما على الطرق السريعة في البلاد. وأعلنت وزارة الصحة المصرية، (الخميس)، مصرع 17 شخصاً وإصابة 29 آخرين، جراء حادث سير على طريق الخارجة - أسيوط (جنوب القاهرة).

منى أبو النصر (القاهرة)
شمال افريقيا مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

بعد 3 أيام عصيبة أمضتها المسنة السودانية زينب عمر، في معبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على


كاتدرائية نوتردام الفرنسية تتعافى من الحريق... وتكشف عن هيئتها الجديدة للعالم

جانب من كاتدرائية نوتردام دو باريس في باريس، بعد ترميمها، 29 نوفمبر 2024 (رويترز)
جانب من كاتدرائية نوتردام دو باريس في باريس، بعد ترميمها، 29 نوفمبر 2024 (رويترز)
TT

كاتدرائية نوتردام الفرنسية تتعافى من الحريق... وتكشف عن هيئتها الجديدة للعالم

جانب من كاتدرائية نوتردام دو باريس في باريس، بعد ترميمها، 29 نوفمبر 2024 (رويترز)
جانب من كاتدرائية نوتردام دو باريس في باريس، بعد ترميمها، 29 نوفمبر 2024 (رويترز)

بعد أكثر من 5 سنوات من أعمال ترميم واسعة، كشفت كاتدرائية نوتردام في العاصمة الفرنسية، باريس، عن هيئتها الجديدة للعالم، اليوم الجمعة، بعد تعرضها لحريق مدمر عام 2019.

تُظهر هذه الصورة مذبح الكنيسة الذي صممه الفنان والمصمم الفرنسي غيوم بارديه، في قلب كاتدرائية نوتردام دو باري في باريس، 29 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)

جاء ذلك خلال الزيارة الأخيرة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى موقع البناء ليشاهد بنفسه التصميمات الداخلية التي تم ترميمها قبل إعادة افتتاح الكاتدرائية الشهيرة في الثامن من ديسمبر (كانون الأول) المقبل.

ويتم بث زيارته التي تستمر ساعتين على الهواء مباشرة. وتظهر أعمال حجرية تم ترميمها وألوان نابضة بالحياة، وغيرها من ثمار جهود إعادة الإعمار الهائلة، وفق وكالة «أسوشييتد برس».

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون محاطاً برئيس مؤسسة «إعادة بناء نوتردام دو باري» العامة وبرئيس أساقفة باريس يزور كاتدرائية نوتردام دو باري في باريس، 29 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)

دخل ماكرون عبر الأبواب الأمامية العملاقة للكاتدرائية والمنحوتة بدقة، وحدّق في الأسقف بدهشة. وكان برفقته زوجته بريجيت ورئيس أساقفة باريس وآخرون.

وانضم ماكرون إلى مجموعة تضم 700 من الحرفيين والمهندسين المعماريين وكبار رجال الأعمال والمانحين، وأشاد بالحرفية والتفاني وراء جهود الترميم.

السيدة الأولى الفرنسية بريجيت ماكرون، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس مؤسسة «إعادة بناء نوتردام دو باري» العامة فيليب جوست، ووزيرة الثقافة والتراث الفرنسية رشيدة داتي، ورئيس أساقفة باريس لوران أولريش يزورون كاتدرائية نوتردام دو باري في باريس، 29 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)

ومن المقرر أن يعود ماكرون في السابع من ديسمبر لإلقاء خطاب وحضور تدشين المذبح الجديد خلال قداس مهيب في اليوم التالي.

وتأتي زيارة ماكرون بمثابة بداية لسلسلة من الأحداث التي تبشر بإعادة افتتاح التحفة القوطية التي تعود إلى القرن الثاني عشر.

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وزوجته بريجيت برفقة رئيس مؤسسة «إعادة بناء نوتردام دو باري» العامة فيليب جوست، يزورون كاتدرائية نوتردام دو باري في باريس، 29 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)

وترى إدارة ماكرون أن إعادة الإعمار تمثل رمزاً للوحدة الوطنية والقدرة الفرنسية.