مقتل وإصابة 5 جنود من الجيش العراقي في نينوى

«داعش» يهاجم للمرة الرابعة في غضون أسبوعين

TT
20

مقتل وإصابة 5 جنود من الجيش العراقي في نينوى

رغم التأكيدات المتكررة التي تطلقها القيادات العسكرية العراقية بشأن تراجع التهديدات الأمنية التي يمثلها تنظيم «داعش»، خصوصاً في مناطق شرق وشمال شرقي وغرب البلاد، فإن التنظيم المتطرف نجح في غضون الأسبوعين الأخيرين في شن 4 هجمات متتالية في مناطق مختلفة من البلاد، ووقع آخِرها، أمس الخميس، في قضاء مخمور، التابع لمحافظة نينوى التي سيطر عليها التنظيم بين عامي 2014 و2017.
ووفق «وكالة الأنباء العراقية» الرسمية التي نقلت عن مصدر أمني رفيع قوله إن «عبوة ناسفة انفجرت على عجلة نوع همر تابعة للفرقة 14/ الجيش العراقي في قضاء مخمور بمحافظة نينوى، أسفرت عن استشهاد جنديين اثنين وإصابة 3 آخرين». وتتحدث بعض المصادر العسكرية أن عدد القتلى والجرحى مرشح للزيادة لاستمرار المواجهات بين الجيش و«داعش» بعد وقوع الحادث.
الهجوم الجديد جاء بعد ساعات قليلة من اجتماع أمني موسَّع استمع خلاله رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة محمد السوداني إلى إيجاز مفصل عن هجومين شنّهما «داعش» في محافظتيْ ديالى وكركوك قُتل خلالها 17 مدنياً وعسكرياً، وطالب السوداني، خلال الاجتماع، القادة الأمنيين بـ«إعادة إجراء تقييم شامل للخطط الموضوعة، وتغيير التكتيكات العسكرية المتبَعة في المناطق التي تشهد نشاطات لفلول الإرهاب، واتباع أساليب غير تقليدية للمواجهة، وبالطريقة التي تضعف من قدرات عناصر داعش الإرهابية، وتحدّ من حركتهم».
وتتباين تفسيرات المراقبين والمهتمين بالشأن العسكري بشأن طبيعة وأسباب الهجمات التي نجح «داعش» في تنفيذها مؤخراً، حيث يعزى أحد التفسيرات إلى «التغيرات الكبيرة التي قام بها رئيس الوزراء والقائد العام في القيادات الأمنية، حيث يريد داعش اختبار جدية القيادات الجديدة وطبيعة ردود فعلها حيال هجماته».
ويعتقد آخرون أن «الغفلة والتهاون والضعف الشديد في المعلومات الاستخبارية عوامل تقف وراء هجمات التنظيم الأخيرة».
كان السوداني قد قال، الثلاثاء الماضي، تعليقاً على الخروقات الأمنية الأخيرة: إن «هناك أخطاء قاتلة تحصل من قِبل بعض الأجهزة الأمنية»، وتحدّث عن المشكلات المرتبطة بالمعلومات الاستخبارية.
من جانبه، تحدّث رئيس لجنة الأمن والدفاع النيابية خالد العبيدي، أمس الخميس، عن التكتيكات الجديدة التي يشنّها «داعش» على القوات الأمنية العراقية. وقال العبيدي، لوكالة أنباء محلية، إن «الهجمات الأخيرة تشير إلى تكتيك استخدام العبوات والألغام بشكل أساسي، رغم أن داعش قد مات عسكرياً، لكن خلاياه لا يزال لها بعض النشاط».
وأضاف أن «هناك عوامل تخدم داعش؛ وضِمنها بعض البرود في القواطع التي حدثت فيها الخروقات، إضافة إلى الطبيعة الجغرافية وصعوبة التضاريس في بعض المناطق، مثلما ما حدث في كركوك».
وشدد العبيدي على ضرورة «إدامة زخم العمليات الاستباقية وتكثيف الجهد الاستخباري الذي يعدّ النقطة الأهم في وضع حد لهذه الخروقات الأمنية».
كان تنظيم «داعش» قد شنّ، الأسبوع الماضي، هجوماً على نقطة عسكرية شمال بغداد، أدى إلى مقتل ضابط كبير في الجيش وجنديين آخرين، ثم عاد، مطلع الأسبوع الحالي، واستهدف رتلاً للشرطة الاتحادية في كركوك قتل فيها 9 عناصر من الشرطة، وشنّ قبل 3 أيام، هجوماً في قرية البوبالي بمحافظة ديالى وقتل 8 مدنيين.
نائب رئيس البرلماني السابق حاكم الزاملي الذي ذهب، أمس الخميس، على رأس وفد عن «التيار الصدري» لتقديم التعازي إلى ذوي الضحايا في قرية البوبالي، قال إن «تكرار الهجمات الإرهابية على محافظات ديالى وكركوك جاء نتيجة الإهمال وعدم المتابعة إلى عدم وجود خطط تعبوية استراتيجية لمكافحة الإرهاب».
وأشار الزاملي إلى «افتقار القطعات الأمنية للمعدات والمستلزمات المهمة كأجهزة الرؤية الليلية والكاميرات الحرارية والأسلحة والمعدات الحديثة».


مقالات ذات صلة

اجتماع خماسي لدول جوار سوريا في عمان لبحث التنسيق الأمني

شؤون إقليمية وزراء الدفاع والخارجية ورئيسا المخابرات في تركيا وسوريا خلال اجتماع في أنقرة في 15 يناير (الخارجية التركية)

اجتماع خماسي لدول جوار سوريا في عمان لبحث التنسيق الأمني

يُعقد في عمان الأحد اجتماع خماسي رفيع المستوى يضم وزراء الخارجية والدفاع وقادة عسكريين ورؤساء أجهزة المخابرات من كل من تركيا والأردن والعراق وسوريا ولبنان.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية تركيا والأردن وسوريا والعراق ستتخذ خطوات نحو مكافحة تنظيم «داعش» (رويترز)

تركيا والأردن وسوريا والعراق يناقشون التعاون الأمني في عمّان

كشف مصدر دبلوماسي تركي اليوم (السبت)، أن وفوداً رفيعة المستوى من تركيا والأردن وسوريا والعراق ستجتمع في عمّان غداً.

«الشرق الأوسط» (أنقرة)
الولايات المتحدة​ دورية مشتركة لـ«قوات سوريا الديمقراطية -(قسد)» والولايات المتحدة في ريف القامشلي بشمال شرق سوريا (رويترز)

القيادة المركزية الأميركية تعلن اعتقال قيادي بـ«داعش» في سوريا

أعلنت القيادة المركزية الأميركية، اليوم السبت، اعتقال قيادي بتنظيم «داعش» خلال عملية مشتركة مع «قوات سوريا الديمقراطية- (قسد)» في محيط منطقة الشحيل بدير الزور.

«الشرق الأوسط» (واشطنن)
تحليل إخباري أسلحة وتجهيزات طبية كانت بحوزة مقاتلي «بوكو حرام» صادرها الجيش (صحافة محلية)

تحليل إخباري حرب ثلاثية شمال نيجيريا... الجيش و«داعش» و«بوكو حرام»

شن الجيش النيجيري هجوماً عسكرياً على مواقع تابعة لجماعة «بوكو حرام»؛ أسفر عن مقتل عدد من قيادات التنظيم الإرهابي.

الشيخ محمد (نواكشوط)
المشرق العربي قوات من الجيش السوري تغلق أحد الشوارع في بلدة الصنمين في درعا خلال حملة عسكرية واسعة النطاق لحفظ الأمن الأربعاء والخميس (أ.ف.ب)

تركيا تنفي تقارير إسرائيلية حول إنشاء قواعد عسكرية في سوريا

نفى مصدر عسكري تركي مسؤول تقارير إسرائيلية حول إنشاء 3 قواعد عسكرية جديدة في سوريا، وعن تحليق مقاتلات «إف-16» تركية فوق دمشق عقب هجوم إسرائيلي.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

تجدد القتال في «سول»... هل يفاقم الصراع بين «أرض الصومال» و«بونتلاند»؟

رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)
رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)
TT
20

تجدد القتال في «سول»... هل يفاقم الصراع بين «أرض الصومال» و«بونتلاند»؟

رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)
رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)

تجدد القتال في «إقليم سول» يُحيي نزاعاً يعود عمره لأكثر من عقدين بين إقليمي «أرض الصومال» الانفصالي و«بونتلاند»، وسط مخاوف من تفاقم الصراع بين الجانبين؛ ما يزيد من تعقيدات منطقة القرن الأفريقي.

وبادر رئيس أرض الصومال، عبد الرحمن عرو، بالتعهد بـ«الدفاع عن الإقليم بيد ويد أخرى تحمل السلام»، وهو ما يراه خبراء في الشأن الأفريقي، لن يحمل فرصاً قريبة لإنهاء الأزمة، وسط توقعات بتفاقم النزاع، خصوصاً مع عدم وجود «نية حسنة»، وتشكك الأطراف في بعضها، وإصرار كل طرف على أحقيته بالسيطرة على الإقليم.

وأدان «عرو» القتال الذي اندلع، يوم الجمعة الماضي، بين قوات إدارتي أرض الصومال وإدارة خاتمة في منطقة بوقداركاين بإقليم سول، قائلاً: «نأسف للهجوم العدواني على منطقة سلمية، وسنعمل على الدفاع عن أرض الصومال بيد، بينما نسعى لتحقيق السلام بيد أخرى»، حسبما أورده موقع الصومال الجديد الإخباري، الأحد.

وجاءت تصريحات «عرو» بعد «معارك عنيفة تجددت بين الجانبين اللذين لهما تاريخ طويل من الصراع في المنطقة، حيث تبادلا الاتهامات حول الجهة التي بدأت القتال»، وفق المصدر نفسه.

ويعيد القتال الحالي سنوات طويلة من النزاع، آخرها في فبراير (شباط) 2023، عقب اندلاع قتال عنيف بين قوات إدارتي أرض الصومال وخاتمة في منطقة «بسيق»، وفي سبتمبر (أيلول) من العام نفسه، نشرت إدارة أرض الصومال مزيداً من قواتها على خط المواجهة الشرقي لإقليم سول، بعد توتر بين قوات ولايتي بونتلاند وأرض الصومال في «سول» في أغسطس (آب) 2022.

كما أودت اشتباكات في عام 2018 في الإقليم نفسه، بحياة عشرات الضحايا والمصابين والمشردين، قبل أن يتوصل المتنازعان لاتفاق أواخر العام لوقف إطلاق النار، وسط تأكيد ولاية بونتلاند على عزمها استعادة أراضيها التي تحتلها أرض الصومال بالإقليم.

ويوضح المحلل السياسي الصومالي، عبد الولي جامع بري، أن «النزاع في إقليم سول بين أرض الصومال وبونتلاند يعود إلى عام 2002، مع تصاعد الاشتباكات في 2007 عندما سيطرت أرض الصومال على لاسعانود (عاصمة الإقليم)»، لافتاً إلى أنه «في فبراير (شباط) 2023، تفاقم القتال بعد رفض زعماء العشائر المحلية حكم أرض الصومال، وسعيهم للانضمام إلى الحكومة الفيدرالية الصومالية؛ ما أدى إلى مئات القتلى، ونزوح أكثر من 185 ألف شخص».

ويرى الأكاديمي المختص في منطقة القرن الأفريقي، الدكتور علي محمود كلني، أن «الحرب المتجددة في منطقة سول والمناطق المحيطة بها هي جزء من الصراعات الصومالية، خصوصاً الصراع بين شعب إدارة خاتمة الجديدة، وإدارة أرض الصومال، ولا يوجد حتى الآن حل لسبب الصراع في المقام الأول»، لافتاً إلى أن «الكثير من الدماء والعنف السيئ الذي مارسه أهل خاتمة ضد إدارة هرجيسا وجميع الأشخاص الذين ينحدرون منها لا يزال عائقاً أمام الحل».

ولم تكن دعوة «عرو» للسلام هي الأولى؛ إذ كانت خياراً له منذ ترشحه قبل شهور للرئاسة، وقال في تصريحات نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي إن «سكان أرض الصومال وإقليم سول إخوة، ويجب حل الخلافات القائمة على مائدة المفاوضات».

وسبق أن دعا شركاء الصومال الدوليون عقب تصعيد 2023، جميع الأطراف لاتفاق لوقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار، ووقتها أكد رئيس أرض الصومال الأسبق، موسى بيحي عبدي، أن جيشه لن يغادر إقليم سول، مؤكداً أن إدارته مستعدة للتعامل مع أي موقف بطريقة أخوية لاستعادة السلام في المنطقة.

كما أطلقت إدارة خاتمة التي تشكلت في عام 2012، دعوة في 2016، إلى تسوية الخلافات القائمة في إقليم سول، وسط اتهامات متواصلة من بونتلاند لأرض الصومال بتأجيج الصراعات في إقليم سول.

ويرى بري أن «التصعيد الحالي يزيد من التوترات في المنطقة رغم جهود الوساطة من إثيوبيا وقطر وتركيا ودول غربية»، لافتاً إلى أن «زعماء العشائر يتعهدون عادة بالدفاع عن الإقليم مع التمسك بالسلام، لكن نجاح المفاوضات يعتمد على استعداد الأطراف للحوار، والتوصل إلى حلول توافقية».

وباعتقاد كلني، فإنه «إذا اشتدت هذه المواجهات ولم يتم التوصل إلى حل فوري، فمن الممكن أن يؤدي ذلك إلى حدوث اشتباك بين قوات إدارتي أرض الصومال وبونتلاند، الذين يشككون بالفعل في بعضهم البعض، ولديهم العديد من الاتهامات المتبادلة، وسيشتد الصراع بين الجانبين في منطقة سناغ التي تحكمها الإدارتان، حيث يوجد العديد من القبائل المنحدرين من كلا الجانبين».

ويستدرك: «لكن قد يكون من الممكن الذهاب إلى جانب السلام والمحادثات المفتوحة، مع تقديم رئيس أرض الصومال عدداً من المناشدات من أجل إنهاء الأزمة»، لافتاً إلى أن تلك الدعوة تواجَه بتشكيك حالياً من الجانب الآخر، ولكن لا بديل عنها.