مصر: احتدام الجدل حول «صندوق قناة السويس»

رئيس مجلس النواب المستشار حنفي جبالي (الموقع الرسمي للبرلمان)
رئيس مجلس النواب المستشار حنفي جبالي (الموقع الرسمي للبرلمان)
TT

مصر: احتدام الجدل حول «صندوق قناة السويس»

رئيس مجلس النواب المستشار حنفي جبالي (الموقع الرسمي للبرلمان)
رئيس مجلس النواب المستشار حنفي جبالي (الموقع الرسمي للبرلمان)

تواصل الجدل في مصر خلال الساعات الماضية بشأن مشروع قانون أقره البرلمان المصري بشكل مبدئي، أول من أمس (الاثنين)، حول تعديل قانون عمل «هيئة قناة السويس» وإنشاء صندوق خاص يدير أصولها.
ودخل سياسيون بارزون في مصر مثل المرشح الرئاسي السابق حمدين صباحي، على خط الجدل، وكتب على حسابه بـ«فيسبوك» إن «قناة السويس خط أحمر، هي ملك الشعب المصري ولن يسمح بالتفريط فيها»، فيما أبدى اقتصاديون مخاوفهم بشأن مشروع القانون. وقال الخبير الاقتصادي المصري هاني توفيق: «كان الواجب أن يدور حوار مجتمعي لقانون قناة السويس لإصداره أو عدم إصداره»، موضحاً في تدوينة له عبر «فيسبوك» أن «الغرض من القانون هو استبدال مديونية الدولة المستحقة عاجلاً بسندات طويلة الأجل (يصدرها الصندوق بضمان إيرادات القناة)». وتابع: «ما يقلقني في هذا القانون، هو المزيد من تجاهل مبدأ شمولية ووحدة الموازنة العامة للدولة المصرية».
لكن النائب محمد سليمان، رئيس اللجنة الاقتصادية بمجلس النواب المصري (البرلمان)، أرجع السبب الرئيسي للإشاعات التي تتردد حول مشروع القانون، هو حالة الخلط بين 3 مفاهيم أو كيانات منفصلة. وأضاف سليمان في تصريحات متلفزة مساء أمس أن «الكيان الأول هو مرفق قناة السويس، والكيان الثاني هو هيئة قناة السويس، والكيان الثالث هو صندوق هيئة قناة السويس المزمع إنشاؤه»، موضحاً أن «هيئة قناة السويس أنشئت بهدف إدارة مرفق قناة السويس فقط لا غير، وبالتالي الهيئة شيء والقناة شيء والصندوق شيء آخر»، لافتاً أن «مرفق قناة السويس منذ تأميمه عام 1956 أنشئ له هيئة لأعمال شؤونه وإدارته تسمى هيئة قناة السويس، والتي لها أصول تنفصل تماماً عن الأصول الخاصة بمرفق قناة السويس»، مؤكداً أن «مرفق قناة السويس مملوك للدولة ملكية عامة وأمواله أموال عامة، لا يجوز بأي حال من الأحوال التصرف فيها أو بيعها، وحمايته وحماية ممتلكاته مكفولة بموجب المادة 43 من الدستور المصري».
وكان البرلمان المصري قد نفى على لسان رئيسه المستشار حنفي جبالي أي «مساس بالقناة». وأكد رئيس مجلس النواب المصري خلال الجلسة العامة للبرلمان، أمس، أن «قناة السويس مال عام لا يمكن التفريط فيه»، مشدداً على أن «مشروع القانون المقدم من الحكومة بتعديل بعض أحكام القانون رقم 30 لسنة 1975 بنظام هيئة قناة السويس، لا يتضمن أي أحكام تمس قناة السويس؛ لكونها من أموال الدولة العامة، ولا يجوز التصرف فيها أو بيعها».
الحكومة المصرية أيضاً نفت ما وصفته بـ«إشاعات متداولة» عن «اعتزامها إنشاء صندوق هيئة قناة السويس كباب خلفي لبيع القناة». وشددت في إفادة لها أن «قناة السويس وإدارتها ستظل مملوكة بالكامل للدولة المصرية وتخضع لسيادتها، كما سيظل كامل طاقم هيئة القناة من موظفين وفنيين وإداريين من المواطنين المصريين».
وأوضح بيان حكومي، أمس، أن «الهدف من إنشاء صندوق مملوك لهيئة القناة، هو زيادة قدرة الهيئة على المساهمة في التنمية الاقتصادية المستدامة لمرفق هيئة القناة وتطويره من خلال الاستغلال الأمثل لأمواله وفقاً لأفضل المعايير والقواعد الدولية لتعظيم قيمتها»، مؤكداً أن «الصندوق سيساهم في تمكين الهيئة من مجابهة الأزمات والحالات الطارئة التي تحدث نتيجة أي ظروف استثنائية أو سوء في الأحوال الاقتصادية». وأشارت الحكومة المصرية نقلاً عن هيئة قناة السويس إلى أن «كافة حسابات الصندوق تخضع لرقابة الجهاز المركزي للمحاسبات».
وتعول مصر على تحقيق عائدات من «هيئة قناة السويس» تقدر بـ«8 مليارات دولار»، بحسب تقديرات رئيسها الفريق أسامة ربيع الذي قال قبل يومين إن الهيئة «حققت طفرات في عام 2022 بعبور أكثر من 23 ألف سفينة بنسبة زيادة 15 في المائة، مقارنة بـ21 ألفاً و700 سفينة العام الماضي، بإجمالي حمولة بلغ ملياراً و420 مليون طن».


مقالات ذات صلة

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

شمال افريقيا هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

حفلت الجلسة الافتتاحية لـ«الحوار الوطني»، الذي دعا إليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أكثر من عام، برسائل سياسية حملتها كلمات المتحدثين، ومشاركات أحزاب سياسية وشخصيات معارضة كانت قد توارت عن المشهد السياسي المصري طيلة السنوات الماضية. وأكد مشاركون في «الحوار الوطني» ومراقبون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أهمية انطلاق جلسات الحوار، في ظل «قلق مجتمعي حول مستقبل الاقتصاد، وبخاصة مع ارتفاع معدلات التضخم وتسببه في أعباء معيشية متصاعدة»، مؤكدين أن توضيح الحقائق بشفافية كاملة، وتعزيز التواصل بين مؤسسات الدولة والمواطنين «يمثل ضرورة لاحتواء قلق الرأي العام، ودفعه لتقبل الإجراءات الحكومية لمعالجة الأز

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اجتماعاً، أمس (الخميس)، مع كبار قادة القوات المسلحة في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، لمتابعة دور الجيش في حماية الحدود، وبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي للبلاد. وقال المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، في إفادة رسمية، إن «الاجتماع تطرق إلى تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، وانعكاساتها على الأمن القومي في ظل الظروف والتحديات الحالية بالمنطقة». وقُبيل الاجتماع تفقد الرئيس المصري الأكاديمية العسكرية المصرية، وعدداً من المنشآت في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية. وأوضح المتحدث ب

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

قالت مصر إن «استمرار ظاهرة (المقاتلين الأجانب) يهدد أمن واستقرار الدول». وأكدت أن «نشاط التنظيمات (الإرهابية) في أفريقيا أدى لتهديد السلم المجتمعي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

جدد حادث تصادم في مصر الحديث بشأن مخاطر «السرعة الزائدة» التي تتسبب في وقوع حوادث سير، لا سيما على الطرق السريعة في البلاد. وأعلنت وزارة الصحة المصرية، (الخميس)، مصرع 17 شخصاً وإصابة 29 آخرين، جراء حادث سير على طريق الخارجة - أسيوط (جنوب القاهرة).

منى أبو النصر (القاهرة)
شمال افريقيا مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

بعد 3 أيام عصيبة أمضتها المسنة السودانية زينب عمر، في معبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على


الجزائر تندد بموقف ماكرون في قضية الكاتب صنصال

الروائي المسجون بوعلام صنصال (متداولة)
الروائي المسجون بوعلام صنصال (متداولة)
TT

الجزائر تندد بموقف ماكرون في قضية الكاتب صنصال

الروائي المسجون بوعلام صنصال (متداولة)
الروائي المسجون بوعلام صنصال (متداولة)

ندّدت الجزائر، الثلاثاء، بـ«تدخل سافر وغير مقبول» من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في قضية الكاتب الموقوف بوعلام صنصال، الذي يحمل جنسية البلدين، غداة اعتباره أن الجزائر «تسيء لسمعتها» برفضها الإفراج عنه، بحسب تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية.

وقالت «الخارجية»، في بيان نشرته على حسابها الرسمي على منصة «إكس»: «لقد اطلعت الحكومة الجزائرية باستغراب شديد على التصريحات التي أدلى بها الرئيس الفرنسي بشأن الجزائر، التي تهين، في المقام الأول، من اعتقد أنه من المناسب الإدلاء بها بهذه الطريقة المتهاونة والمستهترة».

وشددت «الخارجية الجزائرية» على أن «هذه التصريحات لا يمكن إلا أن تكون موضع استنكار ورفض وإدانة، لما تمثّله من تدخل سافر وغير مقبول في شأن جزائري داخلي»، معتبرة أن «ما يقدمه الرئيس الفرنسي زوراً وبهتاناً كقضية متعلقة بحرية التعبير، ليس كذلك من منظور قانون دولة مستقلة وذات سيادة، بل يتعلّق الأمر بالمساس بالوحدة الترابية للبلاد، ويعد ذلك جريمة يعاقب عليها القانون الجزائري».

ويثير توقيف بوعلام صنصال توتراً منذ أسابيع بين الجزائر وفرنسا. وقال ماكرون، الاثنين، أمام سفراء فرنسا المجتمعين في قصر الإليزيه إن «الجزائر التي نحبها كثيراً، والتي نتشارك معها الكثير من الأبناء والكثير من القصص، تسيء إلى سمعتها، من خلال منع رجل مريض بشدة من الحصول على العلاج»، مضيفاً: «نحن الذين نحب الشعب الجزائري وتاريخه، أحث حكومته على إطلاق سراح بوعلام صنصال... هذا المناضل من أجل الحرية محتجز بطريقة تعسفية تماماً من قبل المسؤولين الجزائريين». أودع بوعلام صنصال (75 عاماً)، المعروف بانتقاده للسلطات الجزائرية، السجن منذ منتصف نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي بتهم تتعلق بتهديد أمن الدولة، ونقل إلى وحدة علاج طبي منذ منتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي. وتحدث الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون لأول مرة عن توقيفه في 29 من ديسمبر (كانون الأول) الماضي، واصفاً إيّاه بـ«المحتال المبعوث من فرنسا».

وأوقف مؤلف كتاب «2084: نهاية العالم» في 16 نوفمبر في مطار الجزائر العاصمة، ووُجهت إليه تهم بموجب المادة 87 مكرر من قانون العقوبات، التي تعدّ «فعلاً إرهابياً أو تخريبياً (...) كل فعل يستهدف أمن الدولة والوحدة الوطنية والسلامة الترابية، واستقرار المؤسسات وسيرها العادي».

وبحسب صحيفة «لوموند» الفرنسية، فإن السلطات الجزائرية انزعجت من تصريحات أدلى بها صنصال لموقع «فرونتيير» الإعلامي الفرنسي، المعروف بمواقفه اليمينية المتطرفة، تبنى فيها موقفاً مغربياً يقول إن أراضي مغربية انتُزعت من المملكة في ظل الاستعمار الفرنسي لصالح الجزائر.