مناورات بين نتنياهو والكنيست لـ«كسب الوقت» في تشكيل الحكومة

وزير الدفاع الأسبق يقود سلسلة مظاهرات ضده حتى إسقاطه

TT

مناورات بين نتنياهو والكنيست لـ«كسب الوقت» في تشكيل الحكومة

يواصل نتنياهو جهوده لتشكيل حكومته مع أحزاب اليمين المتطرف والكتل الدينية المتزمتة. وستنتهي في يوم الأربعاء المدة المتاحة له، ولهذا يتجه لإبلاغ رئيس الدولة، يستحاك هيرتسوغ، أنه أتم بنجاح الجهود لتشكيل الحكومة ويطلب المصادقة عليها في الكنيست (البرلمان الإسرائيلي)، خلال أيام. واعتبر مراقبون أن الأمر لعبة، إذ إن مفاوضات الائتلاف لا تزال جارية، والعملية التشريعية الخاطفة التي يسعى معسكر نتنياهو إلى إتمامها قبل تنصيب الحكومة، لا تزال مستمرة.
وتشير التوقعات إلى أن نتنياهو ورئيس الكنيست المؤقت، ياريف ليفين (الليكود)، سيعملان على المناورة لكسب مزيد من الوقت، من خلال تأخير هذه العملية قدر الإمكان دون أن يكون لذلك علاقة بالمسائل العالقة في المفاوضات الائتلافية، ولكن للانتهاء من تمرير التشريعات التي التزم «الليكود» بسنها حتى قبل أن تؤدي الحكومة الجديدة اليمين الدستورية، لتمكين الائتلاف من تنفيذ الاتفاقات التي تشكل على أساسها.
وأشارت صحيفة «هآرتس» عن مصادر مطلعة على المفاوضات الائتلافية، إلى أن معظم الخلافات في المفاوضات قد تم حلها، ولم تعد هناك نقاشات جوهرية قد تعرقل مسار الائتلاف المتشكل بين «الليكود» وشركائه، سوى مطالبة رئيس حزب «عوتسما يهوديت»، إيتمار بن غفير، بالحصول على حق النقض (الفيتو) في اللجنة الوزارية للتشريع، أو نيابة رئيس اللجنة، رغم معارضة «الليكود».
على صعيد آخر، تشتد ضغوط الائتلاف المقبل على أجهزة القضاء، حتى تمتنع عن عرقلة الاتفاقيات الائتلافية التي تبدو مناقضة للقانون. ويتم تهديد القضاء بأنه في حال عرقلة أي قانون تقره الحكومة بقيادة نتنياهو، فإن الائتلاف سيسعى لسن قانون يقيد المحكمة العليا ويضعف تأثيرها.
في الأثناء، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق، موشيه يعلون، تجنده بكل قوته مع ألوف الإسرائيليين، للتظاهر ضد حكومة بنيامين نتنياهو، لحين إسقاطها.
وقال يعلون خلال كلمته في مظاهرة تل أبيب ليلة السبت - الأحد، إن الحكومة المقبلة تقوم على ضلال. ومن البداية يبدو أن رئيس الحكومة يبيع كل مدخرات الدولة المادية والمعنوية لحلفائه الجشعين، كي يحقق مصالحه الشخصية للتهرب من تهمة الفساد التي يحاكم عليها، مضيفاً أن «هذا أمر غير مسبوق ينفذ بأساليب وقحة لم يسبق لها مثيل»، وأن نتنياهو «يقود حكومة هدامة للديمقراطية ولكل ما هو جيد بناه المقاتلون الأقدمون والحديثون»، على حد تعبيره.
وروى يعلون كيف كان نتنياهو شخصية قيادية جيدة «ولكن الفساد عشعش في جناحيه وتحول إلى قائد فاسد وضعيف يبتزه أناس ضعفاء وجشعون». وحذر من أن حكومة كهذه تهدد المصلحة الاستراتيجية والأمنية لإسرائيل، لأنها تهدد بمزيد من الفرقة والتفسخ وتضرب الجهاز الأمني الذي كان دائماً محل إجماع وتسيء للعلاقات بين إسرائيل والعالم المتحضر وأقرب الحلفاء.
وكان المتظاهرون قد خرجوا بالمئات، للأسبوع الثاني على التوالي، بمبادرة «الحركة لأجل بيئة حكم نظيفة». ورفعوا شعارات تقول: «حكومة فساد مُعدٍ»، و«حكومة تهدد السلام العالمي»، و«حكومة المتهمين بالفساد التي تبيّض المخالفين للقانون».


مقالات ذات صلة

غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

شؤون إقليمية غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

في اليوم الذي استأنف فيه المتظاهرون احتجاجهم على خطة الحكومة الإسرائيلية لتغيير منظومة الحكم والقضاء، بـ«يوم تشويش الحياة الرتيبة في الدولة»، فاجأ رئيس حزب «المعسكر الرسمي» وأقوى المرشحين لرئاسة الحكومة، بيني غانتس، الإسرائيليين، بإعلانه أنه يؤيد إبرام صفقة ادعاء تنهي محاكمة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بتهم الفساد، من دون الدخول إلى السجن بشرط أن يتخلى عن الحكم. وقال غانتس في تصريحات صحافية خلال المظاهرات، إن نتنياهو يعيش في ضائقة بسبب هذه المحاكمة، ويستخدم كل ما لديه من قوة وحلفاء وأدوات حكم لكي يحارب القضاء ويهدم منظومة الحكم. فإذا نجا من المحاكمة وتم تحييده، سوف تسقط هذه الخطة.

نظير مجلي (تل أبيب)
المشرق العربي هدوء في غزة بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية

هدوء في غزة بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية

سادَ هدوء حذِر قطاع غزة، صباح اليوم الأربعاء، بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، على أثر وفاة المعتقل خضر عدنان، أمس، مُضرباً عن الطعام في السجون الإسرائيلية، وفقاً لوكالة «الأنباء الألمانية». وكانت وسائل إعلام فلسطينية قد أفادت، فجر اليوم، بأنه جرى التوصل لاتفاق على وقف إطلاق النار بين فصائل فلسطينية والجانب الإسرائيلي، وأنه دخل حيز التنفيذ. وقالت وكالة «معاً» للأنباء إن وقف إطلاق النار في قطاع غزة «مشروط بالتزام الاحتلال الإسرائيلي بعدم قصف أي مواقع أو أهداف في القطاع».

«الشرق الأوسط» (غزة)
شؤون إقليمية بعد 75 عاماً على قيامها... إسرائيل بين النجاح الاقتصادي والفروقات الاجتماعية الصارخة

بعد 75 عاماً على قيامها... إسرائيل بين النجاح الاقتصادي والفروقات الاجتماعية الصارخة

بعد مرور 75 عاماً على قيامها، أصبح اقتصاد إسرائيل واحداً من أكثر الاقتصادات ازدهاراً في العالم، وحقّقت شركاتها في مجالات مختلفة من بينها التكنولوجيا المتقدمة والزراعة وغيرها، نجاحاً هائلاً، ولكنها أيضاً توجد فيها فروقات اجتماعية صارخة. وتحتلّ إسرائيل التي توصف دائماً بأنها «دولة الشركات الناشئة» المركز الرابع عشر في تصنيف 2022 للبلدان وفقاً لنصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي، متقدمةً على الاقتصادات الأوروبية الأربعة الأولى (ألمانيا والمملكة المتحدة وفرنسا وإيطاليا)، وفقاً لأرقام صادرة عن صندوق النقد الدولي. ولكن يقول جيل دارمون، رئيس منظمة «لاتيت» الإسرائيلية غير الربحية التي تسعى لمكافحة ا

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية مكارثي يتعهد دعوة نتنياهو إلى واشنطن في حال استمر تجاهل بايدن له

مكارثي يتعهد دعوة نتنياهو إلى واشنطن في حال استمر تجاهل بايدن له

أعلن رئيس مجلس النواب الأميركي، كيفين مكارثي، في تل أبيب، امتعاضه من تجاهل الرئيس الأميركي، جو بايدن، رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو وامتناعه عن دعوته للقيام بالزيارة التقليدية إلى واشنطن. وهدد قائلاً «إذا لم يدع نتنياهو إلى البيت الأبيض قريباً، فإنني سأدعوه إلى الكونغرس». وقال مكارثي، الذي يمثل الحزب الجمهوري، ويعدّ اليوم أحد أقوى الشخصيات في السياسة الأميركية «لا أعرف التوقيت الدقيق للزيارة، ولكن إذا حدث ذلك فسوف أدعوه للحضور ومقابلتي في مجلس النواب باحترام كبير. فأنا أرى في نتنياهو صديقاً عزيزاً.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية المواجهة في إسرائيل: شارع ضد شارع

المواجهة في إسرائيل: شارع ضد شارع

بدأت المواجهة المفتوحة في إسرائيل، بسبب خطة «التعديلات» القضائية لحكومة بنيامين نتنياهو، تأخذ طابع «شارع ضد شارع» بعد مظاهرة كبيرة نظمها اليمين، الخميس الماضي، دعماً لهذه الخطة، ما دفع المعارضة إلى إظهار عزمها الرد باحتجاجات واسعة النطاق مع برنامج عمل مستقبلي. وجاء في بيان لمعارضي التعديلات القضائية: «ابتداءً من يوم الأحد، مع انتهاء عطلة الكنيست، صوت واحد فقط يفصل إسرائيل عن أن تصبحَ ديكتاتورية قومية متطرفة.

«الشرق الأوسط» (رام الله)

إسرائيل ترفض اتهامات إيران حول مسؤوليتها عن سقوط الأسد

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (يمين) ووزير الدفاع يسرائيل كاتس (يسار) يزوران نقطة مراقبة في مرتفعات الجولان (د.ب.أ)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (يمين) ووزير الدفاع يسرائيل كاتس (يسار) يزوران نقطة مراقبة في مرتفعات الجولان (د.ب.أ)
TT

إسرائيل ترفض اتهامات إيران حول مسؤوليتها عن سقوط الأسد

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (يمين) ووزير الدفاع يسرائيل كاتس (يسار) يزوران نقطة مراقبة في مرتفعات الجولان (د.ب.أ)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (يمين) ووزير الدفاع يسرائيل كاتس (يسار) يزوران نقطة مراقبة في مرتفعات الجولان (د.ب.أ)

أكد وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، اليوم (الأربعاء)، رفض الدولة العبرية الاتهامات الإيرانية بوجود «مؤامرة أميركية - إسرائيلية مشتركة» للإطاحة بنظام الأسد في سوريا، متهماً إيران بمحاولة إقامة «جبهة شرقية» على الحدود مع الأردن، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وقال كاتس خلال جولة مع قادة عسكريين على الحدود الأردنية، إن المرشد الإيراني الأعلى، علي خامنئي، «اتهم اليوم إسرائيل بسقوط الأسد... على خامنئي أن يلوم نفسه» بدلاً من ذلك، ويكف عن تمويل المجموعات المسلحة «في سوريا ولبنان وغزة لبناء الأذرع التي يوجهها في محاولة لهزيمة دولة إسرائيل».

وأضاف وزير الدفاع: «جئت اليوم إلى هنا لأضمن أن إيران لن تنجح في بناء ذراع الأخطبوط التي تخطط لها، وتعمل على إنشائها هنا من أجل إقامة جبهة شرقية ضد دولة إسرائيل».

وأشار كاتس إلى أن إيران تقف وراء «محاولات تهريب الأسلحة وتمويل وتعزيز الإرهاب (في الضفة الغربية المحتلة) عبر الأردن».

وقال إنه أصدر تعليمات للجيش «بزيادة العمليات الهجومية ضد أي نشاط إرهابي» في الضفة الغربية و«تسريع بناء السياج على الحدود الإسرائيلية - الأردنية».

في خطابه الأول منذ سقوط نظام الأسد، الأحد، اتهم خامنئي الولايات المتحدة و«الكيان الصهيوني» بالتخطيط للإطاحة بالأسد.

وأوضح: «لا يجب أن يشكك أحد في أن ما حدث في سوريا هو نتاج مخطط أميركي صهيوني مشترك».

وكان للأسد دور استراتيجي في «محور المقاومة» الإيراني المناهض لإسرائيل.