احتفالات واسعة باليوم العالمي للغة العربية في مصر

تكريمات لرموز أدبية ولغوية

جانب من احتفالية مجمع اللغة العربية (مجمع اللغة العربية)
جانب من احتفالية مجمع اللغة العربية (مجمع اللغة العربية)
TT

احتفالات واسعة باليوم العالمي للغة العربية في مصر

جانب من احتفالية مجمع اللغة العربية (مجمع اللغة العربية)
جانب من احتفالية مجمع اللغة العربية (مجمع اللغة العربية)

اشترك عدد من المؤسسات والجهات الرسمية والخاصة بمصر في الاحتفال باليوم العالمي للغة «الضاد»، عبر الإعداد لبرامج متنوعة شملت ندوات وأمسيات وتكريمات لعدد من الرموز اللغوية والفنية.
وتبرز منظمة اليونسكو بيت شعر لأمير الشعراء أحمد شوقي «إن الذي ملأ اللغاتِ محاسنا... جعل الجمال وسره في الضاد»، في واجهة تعريفها بالاحتفال باليوم العالمي للغة العربية الذي يوافق 18 من ديسمبر (كانون الأول) من كل عام، وهو اليوم الذي تزامن مع إصدار الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارها بإدخال اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية ولغات العمل في الأمم المتحدة عام 1973.
وكان مجمع اللغة العربية في مصر على رأس المحتفلين باليوم العالمي، وذلك عبر تكريم عدد من الرموز الأكاديمية والفنية، من بينهم سامي هاشم، رئيس لجنة التعليم والبحث العلمي بمجلس النواب، والشاعر والأكاديمي أحمد تيمور أستاذ كلية الطب في جامعة الأزهر، والفنان سامح الصريطي، عن دوره في خدمة اللغة العربية عبر أعماله المتنوعة في السينما والمسرح والدراما.
وعلّق الصريطي، في كلمة عبر حسابه الشخصي على «فيسبوك»، عن تقديره لهذا التكريم وكتب: «أعتبر هذا التكريم تكريماً لكل أساتذتي وزملائي المهتمين باللغة العربية والذين تعلمت، وما زلت أتعلم منهم، ونتبادل معاً العلم والمعرفة ومنهم من هو أحقّ مني بهذا التكريم... وسعيد لإيمان مجمع اللغة العربية، مجمع الخالدين، بدور الفن فى خدمة اللغة العربية وقدرة الفنان على الوصول إلى كل فئات المجتمع ونشر اللغة العربية السليمة».
ورافقت كلمات المشاركين في احتفالية مجمع اللغة العربية، عبارات حزن ونعي لرئيس مجمع اللغة العربية الدكتور صلاح فضل الذي رحل عن عالمنا في العاشر من ديسمبر (كانون الأول) الماضي عن 84 عاماً.
وألقى مفتي الجمهورية الدكتور شوقي علام كلمة، الأحد، في مواكبة للاحتفال بيوم اللغة العربية باعتبارها «لغة القرآن الكريم»، وقال إن «اللغة العربية متطورة وليست جامدة، وتستوعب الزمان والمكان»، مؤكداً «ضرورة النهوض باللغة العربية والحفاظ عليها، واستعادة لغتنا الفصيحة التي تعبر عن هُويتنا وحضارتنا العربية الضاربة في التاريخ، خصوصاً أننا في عصر انتشر فيه من التكنولوجيا الحديثة كل ما من شأنه إضعاف اللغة وتشويهها»- على حد تعبيره.
وتشمل الاحتفالات فعاليات ثقافية وفنية شملت المدارس والجامعات في مصر.
وشارك وزير التربية والتعليم المصري الدكتور رضا حجازى في كلمة تهنئة للمعلمين والطلاب باليوم العالمي للغة العربية، وقال: «اللغة العربية تُعدّ ركناً من أركان التنوع الثقافي للبشرية، وهي إحدى اللغات الأكثر انتشاراً واستخداماً في العالم، إذ يتكلمها يومياً ما يزيد على 400 مليون نسمة من سكان العالم».
وتابع الوزير، عبر صفحته الشخصية «فيسبوك»، أن وزارة التربية والتعليم تسعى لـ«تطوير مناهج اللغة العربية، وزيادة التطبيقات اللغوية في المناهج الدراسية، وتعزيز مهارات الفهم القرائي للطلبة من خلال القراءة والكتابة».
واعتبر الدكتور سيد ضيف الله، أستاذ النقد الأدبي بأكاديمية الفنون في مصر، الاحتفالات المصرية باليوم العالمي للغة العربية «أمراً إيجابياً جداً يعبر عن تقدير رسمي وشعبي ونخبوي للغة العربية».
ويضيف ضيف الله، في حديثه، لـ«الشرق الأوسط»، أن أهمية هذا الاحتفال هو عدم اقتصاره على الدول العربية وحدها، ولا على الدول الناطقة بالعربية، بل هو احتفال بها بوصفها واحدة من اللغات الأساسية المُترجم إليها في الأمم المتحدة، فمن المهم التذكير في هذا اليوم بأنها ليست فقط لغة مهمة لدينا، ولكنها لغة من لغات العلاقات الدولية الأساسية، غير معزولة عن المجتمع الدولي.
ويعتبر ضيف الله أن الاحتفال لا يتنافى مع الطموحات المرجوّة للغة العربية ووضعيتها في الممارسة الثقافية العامة: «نرجو أن يتجاوز العرب الشعور بالدونية تجاه اللغات الأخرى، وهذه مناسبة لتأكيد مركزية اللغة العربية بين لغات العالم حضارياً ولغوياً»، لافتاً إلى أنه «بسبب مرونتها، ما زالت مُمارسة ومتجددة، بخلاف كثير من اللغات الأخرى التي ماتت بسبب جمودها».
واحتفت مكتبة الإسكندرية بتلك المناسبة، حيث ينظم بيت السناري، التابع لمكتبة الإسكندرية، أمسية شعرية تحت عنوان «لغتنا الجميلة» في إطار الاهتمام بنشر الوعي والثقافة، والاهتمام بالتاريخ والتراث والهوية، وكذلك الاحتفاء باللغة العربية.
وأطلق مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف حملة توعوية بعنوان «اللغة العربية... هُوية وارتقاء»، وقال الأمين العام للمجمع الدكتور نظير عياد، في بيان، إن «هذه الحملة تأتي في إطار جهود قطاعات الأزهر الشريف في الاهتمام باللغة العربية وفنونها المختلفة».


مقالات ذات صلة

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

شمال افريقيا هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

حفلت الجلسة الافتتاحية لـ«الحوار الوطني»، الذي دعا إليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أكثر من عام، برسائل سياسية حملتها كلمات المتحدثين، ومشاركات أحزاب سياسية وشخصيات معارضة كانت قد توارت عن المشهد السياسي المصري طيلة السنوات الماضية. وأكد مشاركون في «الحوار الوطني» ومراقبون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أهمية انطلاق جلسات الحوار، في ظل «قلق مجتمعي حول مستقبل الاقتصاد، وبخاصة مع ارتفاع معدلات التضخم وتسببه في أعباء معيشية متصاعدة»، مؤكدين أن توضيح الحقائق بشفافية كاملة، وتعزيز التواصل بين مؤسسات الدولة والمواطنين «يمثل ضرورة لاحتواء قلق الرأي العام، ودفعه لتقبل الإجراءات الحكومية لمعالجة الأز

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اجتماعاً، أمس (الخميس)، مع كبار قادة القوات المسلحة في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، لمتابعة دور الجيش في حماية الحدود، وبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي للبلاد. وقال المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، في إفادة رسمية، إن «الاجتماع تطرق إلى تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، وانعكاساتها على الأمن القومي في ظل الظروف والتحديات الحالية بالمنطقة». وقُبيل الاجتماع تفقد الرئيس المصري الأكاديمية العسكرية المصرية، وعدداً من المنشآت في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية. وأوضح المتحدث ب

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

قالت مصر إن «استمرار ظاهرة (المقاتلين الأجانب) يهدد أمن واستقرار الدول». وأكدت أن «نشاط التنظيمات (الإرهابية) في أفريقيا أدى لتهديد السلم المجتمعي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

جدد حادث تصادم في مصر الحديث بشأن مخاطر «السرعة الزائدة» التي تتسبب في وقوع حوادث سير، لا سيما على الطرق السريعة في البلاد. وأعلنت وزارة الصحة المصرية، (الخميس)، مصرع 17 شخصاً وإصابة 29 آخرين، جراء حادث سير على طريق الخارجة - أسيوط (جنوب القاهرة).

منى أبو النصر (القاهرة)
شمال افريقيا مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

بعد 3 أيام عصيبة أمضتها المسنة السودانية زينب عمر، في معبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على


الجيش السوداني يعلن استعادة مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار

أفراد من الجيش السوداني كما ظهروا في مقطع فيديو للإعلان عن «تحرير» مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار من عناصر «قوات الدعم السريع» (الناطق باسم القوات المسلحة السودانية عبر «إكس»)
أفراد من الجيش السوداني كما ظهروا في مقطع فيديو للإعلان عن «تحرير» مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار من عناصر «قوات الدعم السريع» (الناطق باسم القوات المسلحة السودانية عبر «إكس»)
TT

الجيش السوداني يعلن استعادة مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار

أفراد من الجيش السوداني كما ظهروا في مقطع فيديو للإعلان عن «تحرير» مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار من عناصر «قوات الدعم السريع» (الناطق باسم القوات المسلحة السودانية عبر «إكس»)
أفراد من الجيش السوداني كما ظهروا في مقطع فيديو للإعلان عن «تحرير» مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار من عناصر «قوات الدعم السريع» (الناطق باسم القوات المسلحة السودانية عبر «إكس»)

استعادت قوات الجيش السوداني، السبت، مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار في جنوب شرقي البلاد، ما يسهل على الجيش السيطرة على كامل الولاية. وأظهرت مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي، مئات الأشخاص يخرجون إلى الشوارع احتفالاً باستعادة المدينة التي ظلت لأكثر من 5 أشهر تحت سيطرة «قوات الدعم السريع».

وقال مكتب المتحدث الرسمي باسم الجيش، في بيان نشر على مواقع التواصل الاجتماعي، إن «القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى دخلت رئاسة الفرقة 17 مشاة بمدينة سنجة». ولم يصدر أي تعليق من «قوات الدعم السريع» التي كانت استولت في مطلع يوليو (حزيران) الماضي، على مقر «الفرقة 17 مشاة» في مدينة سنجة بعد انسحاب قوات الجيش منها دون خوض أي معارك. ونشر الجيش السوداني مقاطع فيديو تظهر عناصره برتب مختلفة أمام مقر الفرقة العسكرية الرئيسة.

بدوره، أعلن الناطق الرسمي باسم الحكومة وزير الثقافة والإعلام، خالد الأعيسر، عودة مدينة سنجة إلى سيطرة الجيش. وقال في منشور على صفحته في «فيسبوك»، نقلته وكالة أنباء السودان الرسمية، إن «العدالة والمحاسبة مقبلتان وستطولان كل من أسهم في جرائم، وستتم معاقبة المجرمين بما يتناسب مع أفعالهم».

وأضاف أن «الشعب السوداني وقواته على موعد مع تحقيق مزيد من الانتصارات التي ستعيد للبلاد أمنها واستقرارها، وتطهرها من الفتن التي زرعها المتمردون والعملاء ومن يقف خلفهم من دول وأطراف متورطة».

وفي وقت سابق، تحدث شهود عيان عن تقدم لقوات الجيش خلال الأيام الماضية في أكثر من محور صوب المدينة، بعد أن استعادت مدينتي الدندر والسوكي الشهر الماضي، إثر انسحاب «قوات الدعم السريع». وقال سكان في المدينة لـ«الشرق الأوسط»، إن قوات الجيش وعناصر المقاومة الشعبية انتشروا بكثافة في شوارع سنجة، وإنهم فرحون بذلك الانتصار.

مسلّحون من «قوات الدعم السريع» في ولاية سنار بوسط السودان (أرشيفية - مواقع التواصل)

وفي أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، خاض الجيش معارك ضارية ضد «قوات الدعم السريع»، نجح من خلالها في استعادة السيطرة على منطقة «جبل موية» ذات الموقع الاستراتيجي التي تربط بين ولايات سنار والجزيرة والنيل الأبيض. وبفقدان سنجة تكون «قوات الدعم السريع» قد خسرت أكثر من 80 في المائة من سيطرتها على ولاية سنار الاستراتيجية، حيث تتركز بقية قواتها في بعض البلدات الصغيرة.

يذكر أن ولاية سنار المتاخمة لولاية الجزيرة في وسط البلاد، لا تزال تحت سيطرة «قوات الدعم السريع»، التي تسيطر أيضاً على معظم أنحاء العاصمة الخرطوم ومنطقة غرب دارفور الشاسعة، إضافة إلى جزء كبير من ولاية كردفان في جنوب البلاد.

ووفقاً للأمم المتحدة نزح أكثر من نحو 200 ألف من سكان ولاية سنار بعد اجتياحها من قبل «قوات الدعم السريع».

واندلعت الحرب بين الجيش و«قوات الدعم السريع» في منتصف أبريل (نيسان) 2023، بعد خلاف حول خطط لدمج «الدعم السريع» في الجيش خلال فترة انتقالية كان من المفترض أن تنتهي بإجراء انتخابات للانتقال إلى حكم مدني، وبدأ الصراع في العاصمة الخرطوم وامتد سريعاً إلى مناطق أخرى. وأدى الصراع إلى انتشار الجوع في أنحاء البلاد وتسبب في أزمة نزوح ضخمة، كما أشعل موجات من العنف العرقي في أنحاء البلاد.