إيران تعلن زيادة كبيرة في قدرتها على تخصيب اليورانيوم

توقيف محامي صحافيتين غطتا وفاة مهسا أميني

منشأة نطنز النووية التي تبعد 322 كيلومتراً جنوب طهران (أ.ب)
منشأة نطنز النووية التي تبعد 322 كيلومتراً جنوب طهران (أ.ب)
TT

إيران تعلن زيادة كبيرة في قدرتها على تخصيب اليورانيوم

منشأة نطنز النووية التي تبعد 322 كيلومتراً جنوب طهران (أ.ب)
منشأة نطنز النووية التي تبعد 322 كيلومتراً جنوب طهران (أ.ب)

أعلنت إيران أنها زادت قدراتها على تخصيب اليورانيوم زيادة كبيرة في ظل قانون الإجراء الاستراتيجي الذي يستهدف تطوير القطاع النووي، وذلك عشية زيارة لخبراء الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وقال محمد إسلامي رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، أمس السبت: «حالياً، وصلت قدرة التخصيب في البلاد إلى أكثر من ضعف ما كانت عليه طوال تاريخ هذه الصناعة».
وأضاف، وفق ما نقلت عنه وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية، أن «الطاقة النووية وإنتاج الكهرباء الذرية يشكلان ادخاراً كبيراً للبلاد، وهما فعالتان في خفض استهلاك الوقود الأحفوري وليس المتجدد، وتقديم حلول للمشاكل البيئية».
من جانبها، أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الأربعاء الماضي، أن فريقاً تقنياً تابعاً لها سيزور طهران اليوم الأحد؛ سعياً لتسوية أزمة تعود لسنوات وتتعلق بالتحقيق في قضية جزيئات اليورانيوم التي عثرت عليها الوكالة في سنوات سابقة في مواقع لم تصرح عنها طهران. ومن غير المتوقع أن يزور رئيس الوكالة رافايل غروسي إيران هذه المرة. في 9 ديسمبر (كانون الأول)، قال إسلامي إن آثار اليورانيوم المخصب التي عثر عليها في إيران، استقدمت إلى البلاد من الخارج.
وفاقم العثور على آثار لمواد نووية في مواقع غير مصرّح عنها التعقيدات التي تعوق إحياء الاتفاق المبرم في عام 2015 بين الدول الكبرى وإيران حول برنامجها النووي. وكان وفد من الوكالة يعتزم زيارة طهران الشهر الماضي، لكن الزيارة لم تتم بعد أن ندّد مجلس حكام الوكالة بعدم تعاون طهران وعدم تقديمها إجابات «ذات موثوقية من الناحية التقنية». واعتبرت الوكالة أنها غير قادرة بسبب ذلك على ضمان سلمية برنامج طهران النووي. ومنذ سنوات تطالب الوكالة السلطات الإيرانية بإعطاء تفسير لوجود هذه الجزيئات في ثلاثة مواقع غير مصرّح عنها، وطلبت «الوصول إلى مواقع ومواد» وجمع عينات.
في نوفمبر (تشرين الثاني)، أكدت الوكالة أن إيران بدأت بتخصيب اليورانيوم وصولاً لنسبة 60 في المائة في محطتها النووية «فوردو»، متجاوزة إلى حد كبير عتبة 3.67 في المائة المحددة بموجب الاتفاق النووي ومقتربة من عتبة الـ90 في المائة اللازمة لصنع قنبلة ذرية. يتيح اتفاق عام 2015 تخفيف العقوبات عن إيران مقابل تقييد برنامجها النووي، لمنعها من تطوير قنبلة نووية سراً، علماً بأن إيران تنفي على الدوام السعي لتحقيق هذه الغاية.
من جهة أخرى، قال مندوب روسيا لدى المنظمات الدولية في فيينا، ميخائيل أوليانوف، أمس السبت: لا أحد يتوقع إحراز نقلة كبيرة في المشاورات المرتقبة بين الوكالة الدولية للطاقة الذرية وإيران. وأضاف أوليانوف أنه كان من المقرر عقد المشاورات بين الوكالة وطهران في النصف الثاني من نوفمبر الماضي، إلا أن قراراً قدمته أميركا وبريطانيا وألمانيا وفرنسا في جلسة لمجلس محافظي الوكالة جاء في «وقت غير مناسب وكانت له نتائج عكسية» على المحادثات، حسب تعبيره.
في سياق متصل، قال دبلوماسي أوروبي رفيع لقناة «العربية» إنه «ليس هناك أي داعٍ للعودة إلى فيينا واستئناف المفاوضات» مع إيران حول إحياء الاتفاق النووي، مشيراً إلى أن «المفاوضات عملياً قد انتهت». وأضاف: «إيران تريد إنهاء مشاكلها العالقة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية أولاً قبل العودة لمباحثات إحياء الاتفاق النووي». وأضاف إسلامي أن قانون الإجراء الاستراتيجي «جيد» لتطوير القطاع النووي، مؤكداً أن تطبيقه ساهم في رفع قدرة التخصيب إلى أكثر من ضعفي المستوى في تاريخ القطاع.
إلى ذلك، أوقف محامي صحافيتين إيرانيتين مسجونتين لمساهمتها في نشر خبر وفاة الشابة مهسا أميني بعد توقيفها من قبل «شرطة الأخلاق»، على خلفية الاحتجاجات التي تشهدها البلاد على ما ذكرت وسيلة إعلام إصلاحية أمس. وقالت صحيفة «هم ميهن» إن «محمد علي كامفيروزي محامي ناشطين وصحافيين كُثر، أوقف يوم الأربعاء». وكامفيروزي هو محامي إلهه محمدي (35 عاماً) المراسلة في «هم ميهن»، ونيلوفر حامدي (30 عاماً) المصورة في صحيفة «شرق» الموقوفتين منذ سبتمبر (أيلول). ووجه القضاء الإيراني إلى الصحافيتين تهمتي «الدعاية ضد النظام السياسي والتآمر للعمل ضد الأمن القومي». وقال محمد علي باقر بور محامي كامفيروزي لصحيفة «هم ميهن»، إن موكله «لم يتلق أي استدعاء وهو معتقل من دون أي مسوغ قانوني ويبقى سبب توقيفه مجهولاً».
وانتقد أكثر من 300 صحافي ومصور صحافي إيراني نهاية أكتوبر (تشرين الأول) في رسالة مفتوحة، السلطات «لتوقيفها زملاء وحرمانهم من حقوقهم»، ولا سيما «الحصول على محامين». والخميس، أعلن محمد كامفيروزي شقيق المحامي أن السلطة القضائية باتت «مسؤولة عن حياته وصحته». وذكرت «هم ميهن» أن «25 محامياً إيرانياً موقوفون في البلاد منذ بدء المظاهرات».
ونشرت صحيفة «شرق»، الثلاثاء، لائحة بأسماء نحو أربعين صحافياً ومصوراً أوقفوا في إيران على خلفية الاحتجاجات.


مقالات ذات صلة

«الطاقة الذرية» تؤكد وضع كاميرات في إيران

شؤون إقليمية «الطاقة الذرية» تؤكد وضع كاميرات في إيران

«الطاقة الذرية» تؤكد وضع كاميرات في إيران

أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التقارير بشأن إعادة وضع كاميرات مراقبة في إيران، في سياق الاتفاق الأخير بين مدير الوكالة التابعة للأمم المتحدة والمنظمة الإيرانية للطاقة الذرية. وقال فريدريك دال، المتحدث باسم الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية، أمس، إن «العمل جار» دون تحديد عدد الكاميرات أو المواقع التي وصلتها الوكالة الدولية. وأفادت «جمعية الحد من التسلح» التي تراقب امتثال لدول لمعاهدة حظر الانتشار النووي ومقرها واشنطن، بأن الوكالة الدولية بدأت في إعادة تركيب كاميرات المراقبة في بعض منشآت إيران التي تقترب من عتبة الأسلحة النووية. وتوصل غروسي في طهران بداية مارس

«الشرق الأوسط» (فيينا)
شؤون إقليمية أنباء عن إعادة كاميرات المراقبة «الأممية» في منشآت نووية إيرانية

أنباء عن إعادة كاميرات المراقبة «الأممية» في منشآت نووية إيرانية

أفادت «جمعية الحد من التسلح» بأن الوكالة الدولية للطاقة الذرية بدأت في إعادة تركيب كاميرات المراقبة في بعض المنشآت النووية الإيرانية بموجب الاتفاق الأخير بين مدير الوكالة رافائيل غروسي، وإيران التي تقترب من عتبة الأسلحة النووية. وتوصل غروسي طهران في بداية مارس (آذار) إلى اتفاق مع المسؤولين الإيرانيين بشأن إعادة تشغيل كاميرات المراقبة في مواقع نووية عدة وزيادة عمليات التفتيش في منشأة فوردو. وتسبب الاتفاق في تفادي مجلس محافظي التابع للوكالة الدولية إصداراً جديداً يدين طهران بسبب عدم تجاوبها مع مطالب الوكالة الدولية للطاقة الذرية، خصوصاً تلك المتعقلة بالتحقيق في ثلاثة مواقع سرية، عثر فيها على آثا

«الشرق الأوسط» (فيينا)
شؤون إقليمية الكشف عن «فوردو»... أبرز تسريبات مسؤول أعدمته إيران بتهمة التجسس

الكشف عن «فوردو»... أبرز تسريبات مسؤول أعدمته إيران بتهمة التجسس

بعد نحو 5 أشهر على إعدام علي رضا أكبري، النائب السابق لوزير الدفاع الإيراني، على خلفية اتهامه بالتجسس لصالح بريطانيا، نقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن مصادر إسرائيلية وإيرانية أن المسؤول السابق «كان جاسوساً غير متوقع» بسبب ولائه الشديد للنظام، لكنه لعب دوراً رئيسياً في الكشف عن منشأة فوردو التي ضمت أنشطة سرية لإيران قبل أن تعترف طهران بوجود موقع تخصيب اليورانيوم الواقع تحت الأرض في عام 2009. وأعدم أكبري (62 عاماً)، الذي يحمل الجنسية البريطانية، فجر 14 يناير (كانون الثاني)، بعد ثلاثة أيام من تسريب قضية اعتقاله لوسائل الإعلام.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية موسكو تُحمل الغرب تعثر إحياء «الاتفاق النووي»

موسكو تُحمل الغرب تعثر إحياء «الاتفاق النووي»

حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس من ضياع فرص إحياء الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015، وحمّل الغرب مسؤولية تعثر المفاوضات. وقال لافروف خلال مؤتمر صحافي في نيويورك أمس: «سيكون من الخطأ الفادح تفويت فرصة استئناف خطة العمل الشاملة المشتركة بشأن برنامج إيران النووي»، وحمّل «تصرفات الغرب» المسؤولية إذ قال «في هذه المرحلة، لا يعتمد استئناف الاتفاق، على إيران أو روسيا أو الصين... الذين دمروه يجب عليهم إعادته إلى الحياة الآن». وانتقد لافروف «متطلبات جديدة لم يتم ذكرها في المسودة الأولى للاتفاق». وأضاف «لنفترض أنه تم التوصل إلى اتفاق لاستئنافه منذ فترة طويلة.

شؤون إقليمية عبداللهيان يتحدث عن «مبادرات» لاستئناف مفاوضات «النووي»

عبداللهيان يتحدث عن «مبادرات» لاستئناف مفاوضات «النووي»

أعلن وزير الخارجية الإيراني أمير حسين عبداللهيان، أمس أن بلاده تلقت أفكاراً بشأن مفاوضات إحياء الاتفاق النووي لعام 2015 عن إيران، معرباً عن امتنانه للدور البناء لسلطان عمان ونواياه الصادقة في هذا الصدد. وفي اليوم الثاني لزيارته إلى عمان التي اختتمها أمس متوجهاً إلى بيروت، قال عبداللهيان عقب لقائه مع نظيره العماني إن مسقط «تلعب دائماً دوراً بناء» في محادثات النووية، وأضاف «قد أجرينا المشاورات اللازمة في هذا الصدد». وفي وقت لاحق، نقلت وكالة الأنباء العمانية عن عبداللهيان القول إن سلطنة عُمان لديها «مبادرات جدية» فيما يخص الملف النووي الإيراني «ستسهم» في عودة المفاوضات. وذكرت وزارة الخارجية العما

ميرزا الخويلدي (مسقط)

على غرار البيجر... إيران تكتشف جهازاً مفخخاً في برنامجها النووي

ظريف على هامش اجتماع الحكومة الأسبوع الماضي (الرئاسة الإيرانية)
ظريف على هامش اجتماع الحكومة الأسبوع الماضي (الرئاسة الإيرانية)
TT

على غرار البيجر... إيران تكتشف جهازاً مفخخاً في برنامجها النووي

ظريف على هامش اجتماع الحكومة الأسبوع الماضي (الرئاسة الإيرانية)
ظريف على هامش اجتماع الحكومة الأسبوع الماضي (الرئاسة الإيرانية)

كشف محمد جواد ظريف، نائب الرئيس الإيراني للشؤون الاستراتيجية، عن إحباط عمل تخريبي في برنامج بلاده لتخصيب اليورانيوم، بواسطة عمود «مفخخ» لأجهزة الطرد المركزي، حصلت عليها المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية عبر وسطاء يساعدون بلاده في مراوغة العقوبات.

وحذر ظريف في برنامج تلفزيوني يبث على شبكة الإنترنت حصراً من أن بلاده تواجه تحديات أمنية في شراء قطع الغيار بسبب العقوبات الأميركية.

وكان ظريف يتحدث عن محاولات إيران وحلفائها للالتفاف على العقوبات، في شراء المعدات الحساسة، لافتاً إلى أن ذلك يؤدي إلى خلق ثغرات تستغلها دول مثل إسرائيل.

وقال: «إذا تمكنت إسرائيل من التسلل إلى أحد هؤلاء الوسطاء، حينها يمكنها زرع أي شيء... وهذا تحديداً ما حدث».

وأشار إلى سلسلة تفجيرات أجهزة البيجر التي شهدتها بيروت في سبتمبر (أيلول) 2024، قبل أن يقطع كلامه ويشير إلى مثال وقع في إيران، متحدثاً عن اكتشاف مواد متفجرة، جرى إخفاؤها داخل معدات أجهزة الطرد المركزي التي اشترتها طهران عبر وسطاء في السوق السوداء، دون أن يخوض في التفاصيل.

وقال ظريف: «لقد اشترى زملاؤنا منصة للطرد المركزي للمنظمة الإيرانية للطاقة الذرية، وتبين أن مواد متفجرة كانت مخبأة بداخلها، وقد تمكنوا من تحديدها بنجاح».

وفي 17 سبتمبر، انفجرت الآلاف من أجهزة «البيجر» التي يستخدمها عناصر «حزب الله» اللبناني، في وقت واحد في الضاحية الجنوبية لبيروت ومعاقل أخرى للحزب، وكان السفير الإيراني مجتبى أماني أحد المصابين.

وأدى الهجوم إلى جانب هجوم ثانٍ في اليوم التالي شمل تفجير أجهزة اتصال لاسلكية (ووكي توكي) إلى مقتل 39 شخصاً وإصابة أكثر من 3400.

وقال ظريف إن عملية أجهزة البيجر «استغرقت سنوات عدة، وجرى تصميمها وتنظيمها بدقة من قبل الصهاينة (الإسرائيليين)».

وبعد هجمات البيجر، حذر مسؤولون ونواب برلمان الإيراني من اختراقات إسرائيلية مماثلة. وخضعت أجهزة اتصال المسؤولين الإيرانيين لمراجعة أمنية.

وليست المرة الأولى التي تطرح إيران احتمالات اختراق عبر قطع الغيار. ففي نهاية أغسطس (آب) 2023، أعلن التلفزيون الحكومي الإيراني إحباط «مؤامرة» إسرائيلية لتخريب برنامجها للصواريخ الباليستية والمسيّرات من خلال قطع غيار معيبة، حصلت عليها طهران من مستورد أجنبي.

وقالت السلطات حينها إن القطع «يمكن تفجيرها أو التسبب في تعطل الصواريخ الإيرانية قبل إطلاقها»، متهماً جهاز «الموساد» بالوقوف وراء إرسال قطع غيار ورقائق إلكترونية تستخدم في الصواريخ والمسيّرات. وقال مسؤول في وزارة الدفاع إن «شبكة من العملاء سعت إلى إدخال قطع غيار معيبة».

وفي أبريل (نيسان) 2021، هزّ تفجير صالة تضم مئات من أجهزة الطرد المركزي في منشأة «نطنز» لتخصيب اليورانيوم، واتهمت إيران جهاز «الموساد» الإسرائيلي. وقال عضو البرلمان حينذاك، علي رضا زاكاني، مرشح الرئاسة الأخيرة، الذي يتولى منصب عمدة طهران حالياً، إن الانفجار سببه «متفجرات تبلغ 300 رطل جرى زرعها في معدات أُرسلت إلى الخارج من أجل تصليحها». ودمر الانفجار دائرة توزيع الكهرباء على بعد 50 متراً تحت الأرض.

أما النائب فريدون عباسي، فقد قال إن المتفجرات وُضعت في «طاولة ثقيلة جرى تحضيرها إلى المنشأة». وكان عباسي رئيساً للمنظمة الإيرانية للطاقة الذرية في عهد الرئيس محمود أحمدي نجاد، ونجا من محاولة اغتيال في 2010.