احتفالات العام الجديد تعيد الموسيقى الفرعونية إلى الواجهة

أميرة سليم تغني قصيدة مأخوذة من إحدى البرديات

السوبرانو أميرة سليم (فيسبوك)
السوبرانو أميرة سليم (فيسبوك)
TT

احتفالات العام الجديد تعيد الموسيقى الفرعونية إلى الواجهة

السوبرانو أميرة سليم (فيسبوك)
السوبرانو أميرة سليم (فيسبوك)

أعادت احتفالات العام الجديد في مصر تراث الموسيقى الفرعونية إلى الواجهة بعد إعلان «السوبرانو» أميرة سليم وضع اللمسات الأخيرة على أغنية جديدة سوف تقدمها في هذه المناسبة أُخذت كلماتها من قصيدة مدونة في إحدى البرديات. وتحمل الأغنية اسم «مروت آك» أو «حبك»، وهي قصيدة رومانسية من ترشيح د. ياسمين الشاذلي، أستاذة علم المصريات التي تولت تدريب المطربة على أداء النص.
وقالت أميرة سليم إنها «أحبت أن تذكّر جمهورها بأهمية التراث المصري القديم، وكيف أنه يزخر بالعديد من الكنوز العاطفية التي تداعب أرق المشاعر، خصوصاً أن القصيدة تنتمي إلى عصر الأسرات، وتحديداً الأسرة التاسعة عشرة»، مشيرة في منشور على صفحتها بموقع «فيسبوك» إلى أنها «تعمدت في اختيارها هذه المرة الابتعاد عن الترانيم والابتهالات التي اشتهرت بها أخيراً لتقدم لوناً مختلفاً من الموروث الفرعوني».
وكان الجمهور قد عرف أميرة سليم على نطاق واسع أخيراً بعد تألقها في حفل «موكب المومياوات الملكية» الذي نظمته مصر وحقق إشادات لافتة، حيث قدمت أنشودة تحمل رسالة حب وسلام من كلمات منقوشة على جدران أحد المعابد، على إيقاعات مستوحاة من الموسيقى المصرية القديمة.

ويؤكد بسام الشماع، خبير علم المصريات، أن «الغناء المصري القديم سواء عبر الكلمات أو الآلات الموسيقية قد تم توثيقه عبر الرسم ونقش القصائد على جدران المقابر الملكية ومقابر النبلاء والأثرياء بشكل مكثف ولافت»، مشيراً في تصريح لــ«الشرق الأوسط» إلى أن «غرفة الدولة القديمة في المتحف المصري بالتحرير تحوي رسومات ملونة شديدة الوضوح لفرقة موسيقية فرعونية كاملة يعود عمرها إلى أكثر من أربعة آلاف عام، وهناك قائد أو مايسترو يوجه أفراد الفرقة التي تعزف على آلات مختلفة أهمها الناي والفلوت».
ويضيف: «تضم مقابر حسن، جنوب مدينة المنيا (جنوب مصر)، لوحة عبقرية لفرقة موسيقية من النساء بالكامل اللواتي يعزفن على آلات مختلفة منها الهارب التي هي بالمناسبة آلة مصرية وليست يونانية كما يظن البعض».
وحول إمكانية استعادة الموروث الفني الفرعوني في هذا السياق وإعادة توظيفه في الغناء الحديث حالياً، يوضح الشماع قائلاً: «للأسف لا نملك نوتة موسيقية احترافية في الموسيقى الفرعونية، وبالتالي لا نعرف على وجه الدقة ماذا كانوا يعزفون تحديداً، لكن هناك من يؤكد أننا لو تتبعنا وضع أصابع العازف الفرعوني على فتحات الناي ودرسناها بشكل منهجي فسوف نصل إلى شكل الموسيقى لدى قدماء المصريين».
فيما يرى الناقد الفني محمد عبد الخالق أن «هناك تجربتين هما الأقرب إلى الكمال في إعادة تقديم الموسيقى الفرعونية، وهو ما حدث في فيلم «المهاجر»، إنتاج 1994 وإخراج يوسف شاهين، والتي وضعها الموسيقار الراحل محمد نوح، وكذلك موسيقى «أنشودة إيزيس» التي قدمها الموسيقار هشام نزيه في حفل نقل المومياوات الملكية، والتي صاحبها لأول مرة غناء باللغة الهيروغليفية ليسمعها العالم منطوقة للمرة الأولى بصوت أميرة سليم».
ويضيف في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»: «عند استعادة الموسيقى الفرعونية يجب أن تُقدم بوصفها موسيقى قديمة، بلغتها الأم، وبألفاظها الحقيقية، وبآلاتها الوترية، وسلمها الموسيقي الذي يعرفه كثير من الباحثين المتخصصين».


مقالات ذات صلة

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

شمال افريقيا هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

حفلت الجلسة الافتتاحية لـ«الحوار الوطني»، الذي دعا إليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أكثر من عام، برسائل سياسية حملتها كلمات المتحدثين، ومشاركات أحزاب سياسية وشخصيات معارضة كانت قد توارت عن المشهد السياسي المصري طيلة السنوات الماضية. وأكد مشاركون في «الحوار الوطني» ومراقبون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أهمية انطلاق جلسات الحوار، في ظل «قلق مجتمعي حول مستقبل الاقتصاد، وبخاصة مع ارتفاع معدلات التضخم وتسببه في أعباء معيشية متصاعدة»، مؤكدين أن توضيح الحقائق بشفافية كاملة، وتعزيز التواصل بين مؤسسات الدولة والمواطنين «يمثل ضرورة لاحتواء قلق الرأي العام، ودفعه لتقبل الإجراءات الحكومية لمعالجة الأز

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اجتماعاً، أمس (الخميس)، مع كبار قادة القوات المسلحة في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، لمتابعة دور الجيش في حماية الحدود، وبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي للبلاد. وقال المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، في إفادة رسمية، إن «الاجتماع تطرق إلى تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، وانعكاساتها على الأمن القومي في ظل الظروف والتحديات الحالية بالمنطقة». وقُبيل الاجتماع تفقد الرئيس المصري الأكاديمية العسكرية المصرية، وعدداً من المنشآت في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية. وأوضح المتحدث ب

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

قالت مصر إن «استمرار ظاهرة (المقاتلين الأجانب) يهدد أمن واستقرار الدول». وأكدت أن «نشاط التنظيمات (الإرهابية) في أفريقيا أدى لتهديد السلم المجتمعي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

جدد حادث تصادم في مصر الحديث بشأن مخاطر «السرعة الزائدة» التي تتسبب في وقوع حوادث سير، لا سيما على الطرق السريعة في البلاد. وأعلنت وزارة الصحة المصرية، (الخميس)، مصرع 17 شخصاً وإصابة 29 آخرين، جراء حادث سير على طريق الخارجة - أسيوط (جنوب القاهرة).

منى أبو النصر (القاهرة)
شمال افريقيا مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

بعد 3 أيام عصيبة أمضتها المسنة السودانية زينب عمر، في معبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على


تعزيزاً للتواصل مع المقيمين... العاصمة السعودية تحتضن «أيام بنغلاديش»

فعاليات متنوعة شهدت إقبالاً كبيراً (الشرق الأوسط)
فعاليات متنوعة شهدت إقبالاً كبيراً (الشرق الأوسط)
TT

تعزيزاً للتواصل مع المقيمين... العاصمة السعودية تحتضن «أيام بنغلاديش»

فعاليات متنوعة شهدت إقبالاً كبيراً (الشرق الأوسط)
فعاليات متنوعة شهدت إقبالاً كبيراً (الشرق الأوسط)

تقام «أيام بنغلاديش» في حديقة السويدي بالعاصمة السعودية الرياض، والتي انطلقت لياليها، الثلاثاء، ضمن مبادرة تعزيز التواصل مع المقيمين التي أطلقتها وزارة الإعلام السعودية، بالشراكة مع الهيئة العامة للترفيه، تحت شعار «انسجام عالمي»، وتستمر حتى السبت، بهدف تعزيز التواصل الثقافي بين المجتمع السعودي والمقيمين، وإبراز التنوع الثقافي الغني الذي تحتضنه السعودية.

وتشهد الفعاليات عروضاً فنية متنوعة تقدمها الفرقة الشعبية، حيث تألق المشاركون بتقديم عروض موسيقية واستعراضية تمثل مختلف ألوان الفلكلور البنغالي، إلى جانب أغنيات مستوحاة من أعمال أبرز شعراء بنغلاديش.

عروض موسيقية واستعراضية تمثل مختلف ألوان الفلكلور البنغالي (الشرق الأوسط)

كما يضم الحدث منطقة مخصصة لعرض التراث البنغالي، حيث تُتيح للزوار فرصة استكشاف الجوانب الغنية للثقافة البنغالية عن قرب؛ إذ تشمل المنطقة معروضات للأزياء التقليدية المزينة بالزخارف اليدوية التي تعكس المهارة الحرفية والفنية المتميزة، حيث يتم عرض الساري البنغالي المصنوع من أقمشة الحرير والقطن الفاخرة، إضافة إلى الملابس التقليدية للرجال مثل البنجابي والدوتي، كما تعرض الإكسسوارات اليدوية التي تشتهر بها بنغلاديش، بما في ذلك المجوهرات التقليدية المصنوعة من المعادن والأحجار الكريمة، والحقائب والمطرزات التي تعكس ذوقاً فنياً عريقاً.

الفعاليات شملت استكشاف التراث البنغالي (الشرق الأوسط)

واشتملت الفعاليات على قسم مخصص للأطعمة من بنغلاديش؛ إذ يٌقدم للزوار فرصة تذوق أشهى الأطباق التقليدية التي تمثل المطبخ البنغالي المعروف بنكهاته الغنية وتوابله المميزة، وتشمل الأطباق المقدمة أكلات شهيرة مثل البرياني البنغالي، والداكا كاكوري كباب، وسمك الهيلشا المطهو بطرق تراثية، بالإضافة إلى مجموعة متنوعة من الحلويات التقليدية مثل الروشا غولا والميزان لادّو.

وتضيف هذه المنطقة بعداً مميزاً للفعالية، حيث لا تقتصر التجربة على الفنون والعروض، بل تمتد لتشمل استكشاف التراث البنغالي بشكل متكامل يعكس الحياة اليومية والعادات والتقاليد، مما يجعلها تجربة غنية تُثري التفاعل الثقافي بين الزوار.

معروضات للأزياء التقليدية (الشرق الأوسط)

وحظيت الفعاليات منذ انطلاقها بإقبال واسع من الزوار الذين عبروا عن إعجابهم بجمال الفلكلور البنغالي وتنوع العروض الفنية المقدمة، كما أبدى العديد من الحاضرين تقديرهم لهذه المبادرات التي تسهم في تعزيز التفاهم والتفاعل بين الثقافات.

وأكّد المسؤولون أن هذه المبادرة تأتي جزءاً من سلسلة برامج ثقافية تهدف إلى تعزيز المشهد الثقافي في المملكة، بما يتماشى مع «رؤية السعودية 2030» التي تدعم التنوع والانفتاح الثقافي.