الأمن الليبي «يحرر» 42 مهاجراً بعد خطفهم 6 أشهر

عثر عليهم بمنزل مهجور جنوب البلاد وعليهم آثار تعذيب

مهاجرون أفارقة غير نظاميين «حررهم» الأمن الليبي من الخطف (مديرية أمن ربيانة جنوب شرقي البلاد)
مهاجرون أفارقة غير نظاميين «حررهم» الأمن الليبي من الخطف (مديرية أمن ربيانة جنوب شرقي البلاد)
TT

الأمن الليبي «يحرر» 42 مهاجراً بعد خطفهم 6 أشهر

مهاجرون أفارقة غير نظاميين «حررهم» الأمن الليبي من الخطف (مديرية أمن ربيانة جنوب شرقي البلاد)
مهاجرون أفارقة غير نظاميين «حررهم» الأمن الليبي من الخطف (مديرية أمن ربيانة جنوب شرقي البلاد)

تمكنت السلطات الأمنية في ليبيا من «تحرير» 42 مهاجراً غير نظامي، عثر عليهم في منزل مهجور، بمنطقة ربيانة، (150 كيلومتراً عن مدينة الكفرة جنوب شرقي البلاد).
وقالت مديرية الأمن بربيانة، إن المواطن التشادي الجنسية (ح. ت) (26 عاماً) قدِم إلى قسم النجدة، وكان عليه آثار تعذيب، وأبلغ أفراد الأمن بأنه «هرب من وكر للهجرة كان محبوساً به منذ أكثر من ستة أشهر».
وأضافت مديرية الأمن في تصريح صحافي، اليوم (الجمعة) أن قوة أمنية توجهت إلى الوكر المُبلغ عنه بعد إخطار النيابة العامة، وتبين لها أنه «عبارة عن منزل قديم مهجور، بمنطقة الزاوية القديمة، عثر بداخله على 42 مهاجراً، أغلبهم من الأطفال، وعليهم جميعاً آثار تعذيب».
وأشارت إلى أنه «تم القبض على أحد أفراد العصابة»، معترفاً بأن وظيفته في التشكيل، «تحويل الأموال التي يتم الحصول عليها من مساومة أسر المهاجرين، نظير إطلاق سراحهم بعد تعذيبهم»، ونوهت المديرية إلى أنه تم اتخاذ الإجراءات القانونية والإنسانية حيال المهاجرين من عناية صحية وإعاشة، قبل إحالتهم إلى جهاز مكافحة الهجرة غير المشروعة بربيانة.
وشدد مدير أمن ربيانة العقيد جابر عبد الكريم، على تكثيف الجهود والدوريات لمكافحة الهجرة غير المشروعة، عبر الدروب الصحراوية على الحدود الليبية. بجانب التصدي لعمليات «الاتجار بالبشر».
وكان وزير الداخلية، المكلف بحكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة، عماد الطرابلسي، بحث مع رئيسي جهاز مكافحة الهجرة غير المشروعة، وحرس الحدود محمد الخوجة، ومحمد المرحاني، كيفية منع تدفق المهاجرين غير النظاميين إلى الأراضي الليبية، ومكافحة عمليات الاتجار بالبشر ومنع عمليات التهريب.
وقالت «مؤسسة العابرين لمساعدة المهاجرين والخدمات الإنسانية» إن القوات الليبية أعادت قارباً من البحر المتوسط، كان على متنه 600 مهاجر من بينهم 80 عائلة، مشيرة إلى أنه وصل فجر اليوم (الجمعة) إلى رصيف ميناء طبرق شرق ليبيا.
ونوهت المؤسسة اليوم (الجمعة) إلى أنه تم نقل 405 مهاجرين إلى مركز إيواء باب الزيتون، وترك العائلات على رصيف الميناء لحين توقيع تعهدات «لضمن عدم هروبهم عبر البحر مرة ثانية».
وعادة ما يتم العثور على مهاجرين محتجزين في مخازن سرية، من قبل عصابات للاتجار في البشر، كما يتم إجهاض تهريب مئات الأشخاص عبر البحر. وكانت السلطات الأمنية بشرق ليبيا، قد ضبطت قارباً كبيراً (جرافة) على متنه 570 مهاجراً غير شرعي بالقرب من سواحل مدينة طبرق كانوا في طريقهم إلى السواحل الأوروبية.
وأحصت المنظمة الدولية للهجرة، 21457 مهاجراً من بينهم 1089 امرأة و678 طفلاً تم إنقاذهم منذ بداية العام الجاري، لافتة إلى إنقاذ 633 مهاجراً قبالة سواحل غرب البلاد خلال الأسبوع الماضي، وتمت إعادتهم للبلاد.
ونوهت المنظمة الدولية بأن 517 مهاجراً غير شرعي لقوا حتفهم، لكن 830 آخرين لا يزالون مفقودين قبالة الساحل الليبي على طريق وسط البحر الأبيض المتوسط.


مقالات ذات صلة

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

شمال افريقيا المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

بحثت نجلاء المنقوش مع نظيرها وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها أمس إلى الجزائر، فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الأشخاص، بعد سنين طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والأمنية في ليبيا. وذكرت الخارجية الجزائرية في بيان أن الوزيرين بحثا قضايا جارية في الساحتين المغاربية والعربية، منها تطورات ملف الصحراء، والمساعي العربية والدولية لوقف الاقتتال وحقن الدماء في السودان. وأكد البيان أن عطاف تلقى من المنقوش «عرضا حول آخر مستجدات العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة، لإنهاء الأزمة في ليبيا».

شمال افريقيا وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

بحث وفدان عسكريان، أميركي وفرنسي، في ليبيا سبل إعادة بناء وتطوير المؤسسة العسكرية المُنقسمة، بين شرق البلاد وغربها، منذ إسقاط النظام السابق، في وقت زار فيه المشير خليفة حفتر، القائد العام لـ«الجيش الوطني» روما، والتقى برئيسة الوزراء بالحكومة الإيطالية جورجا ميلوني، وعدد من وزراء حكومتها. وفي لقاءين منفصلين في طرابلس (غرباً) وبنغازي (شرقاً)، التقى الوفدان الأميركي والفرنسي قيادات عسكرية للتأكيد على ضرورة توحيد الجيش الليبي.

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

بحثت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش مع نظيرها الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها اليوم الخميس إلى الجزائر، في فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الاشخاص، بعد سنوات طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والامنية في ليبيا.

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا «حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

«حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

لم يكن من قبيل الصدفة أن تقذف أمواج البحر المتوسط كميات متنوعة من المخدرات إلى السواحل الليبية، أو أن تتلقف شِباك الصيادين قرب الشاطئ «حزماً» من «الحشيش والكوكايين وحبوب الهلوسة»، فالبلاد تحوّلت -وفق تقرير أممي- إلى «معبر مهم» لهذه التجارة المجرّمة. وتعلن السلطات الأمنية في عموم ليبيا من وقت لآخر عن ضبط «كميات كبيرة» من المخدرات قبل دخولها البلاد عبر الموانئ البحري والبرية، أو القبض على مواطنين ووافدين وهو يروّجون هذه الأصناف التي يُنظر إليها على أنها تستهدف «عقول الشباب الليبي». غير أنه بات لافتاً من واقع عمليات الضبط التي تعلن عنها السلطات المحلية تزايُد تهريب المخدرات وتعاطيها، خصوصاً «حبوب

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا «النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

«النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

استهلّت اللجنة المُشتركة لممثلي مجلسي «النواب» و«الدولة» (6+6) المكلفة بإعداد قوانين الانتخابات الليبية، اجتماعاتها في العاصمة طرابلس بـ«الاتفاق على آلية عملها». وطبقاً لما أعلنه عبد الله بليحق، المتحدث الرسمي باسم مجلس النواب، فقد شهد الاجتماع ما وصفه بتقارب في وجهات النظر بين أعضاء اللجنة حول القوانين الانتخابية، مشيراً، في بيان مقتضب مساء أول من أمس، إلى أنه «تم أيضاً الاتفاق على التواصل مع الجهات والمؤسسات ذات العلاقة بالعملية الانتخابية».

خالد محمود (القاهرة)

الجيش السوداني يعلن مقتل قائد لـ«الدعم السريع» في الفاشر

قصف مدفعي يدمر منازل بمخيم زمزم (متداولة)
قصف مدفعي يدمر منازل بمخيم زمزم (متداولة)
TT

الجيش السوداني يعلن مقتل قائد لـ«الدعم السريع» في الفاشر

قصف مدفعي يدمر منازل بمخيم زمزم (متداولة)
قصف مدفعي يدمر منازل بمخيم زمزم (متداولة)

أعلن الجيش السوداني، السبت، مقتل القائد العسكري في «قوات الدعم السريع» العميد جمعة إدريس، خلال قصف بالمدفعية الثقيلة استهدف تحركات قواته في المحور الجنوبي لمدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور (غرب البلاد).

وقالت الفرقة السادسة مشاة، التابعة للجيش السوداني بالفاشر، في بيان على موقع «فيسبوك»، إن سلاح الطيران نفّذ، الجمعة، غارات جوية دمّرت 45 مركبة قتالية بكامل عتادها العسكري وطواقمها.

ووفقاً للبيان، حشدت «ميليشيا الدعم السريع» قوات كبيرة من الولايات ومناطق أخرى للهجوم على الفاشر وتسلُّم الفرقة السادسة.

وذكر أن القوات المسلحة أسقطت 3 مسيّرات كانت تستهدف دفاعات وارتكازات في المدينة.

«قوات الدعم السريع» تقصف مخيم زمزم (متداولة)

بدورها، قالت المنسقية العامة لمعسكرات النازحين واللاجئين (كيان مدني)، في بيان: «إن (قوات الدعم السريع) قصفت بالمدفعية الثقيلة خلال الأيام الماضية مخيمي زمزم وأبوشوك، ما أدى إلى وقوع قتلى وجرحى غالبيتهم من النساء والأطفال والعجزة من الجنسين».

ودعا المتحدث باسم المنسقية، آدم رجال، الأطراف المتحاربة إلى الابتعاد عن استهداف مناطق النازحين، وعدم استخدام المدنيين العزّل «دروعاً بشرية» لتحقيق مكاسب سياسية وعسكرية.

وطالب رجال «قوات الدعم السريع» بوقف القصف المدفعي العشوائي، والقصف الجوي من قبل الجيش السوداني، وقال: «ينبغي أن يتم وقف الحرب بشكل فوري وعاجل من خلال وقف إطلاق النار وإنهاء العدائيات مباشرة لإنقاذ حياة النازحين من الأطفال والنساء».

ودعا المتحدث باسم النازحين، آدم رجال، المجتمع الدولي إلى ممارسة المزيد من الضغوط على الأطراف المتصارعة للالتزام بالقوانين الدولية، لوضع حد للقصف العشوائي بالمدافع الثقيلة والبراميل المتفجرة في الأماكن المأهولة بالمدنيين. وقال: «لا يوجد ما يبرر هذه الأعمال الإجرامية، لقد حان الوقت لإنقاذ ما تبقى من أرواح بريئة، فالكارثة لم تعد تحتمل المزيد من التأجيل».

بقايا مقذوف مدفعي استهدف معسكر زمزم للنازحين (متداولة)

وخلال الأسبوع الماضي أفادت تقارير حكومية رسمية بمقتل أكثر من 57 مدنياً وإصابة 376 في الهجمات على الفاشر ومعسكر زمزم.

وتُعد الفاشر من أكثر خطوط المواجهة اشتعالاً بين «قوات الدعم السريع» والجيش السوداني وحلفائه الذين يقاتلون للحفاظ على موطئ قدم أخير في منطقة دارفور.

وتسيطر الدعم السريع على 4 من أصل 5 ولايات في إقليم دارفور، هي: جنوب وشرق ووسط وغرب دارفور بعد أن تمكّنت من إبعاد القوات المسلحة السودانية، فيما تقود معارك ضارية للسيطرة على مدينة الفاشر.

وفي الخرطوم بحري تجددت المعارك العنيفة، فجر السبت، بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع» في عدة محاور بالمدينة.

وقال سكان لـ«الشرق الأوسط» إنهم سمعوا دوي انفجارات قوية هزت أرجاء المدينة.

ووفقاً لمصادر ميدانية، تدور الاشتباكات على بعد كيلومترات من ضاحية العزبة، بعد تقدم الجيش السوداني وسيطرته على أغلب أحياء منطقة السامراب بمدينة بحري.

وأعلنت غرفة طوارئ جنوب الحزام بولاية الخرطوم عن أن 4 أشخاص قتلوا وأصيب أكثر من 30 آخرين، الجمعة، جراء قصف جوي بالطيران التابع للجيش السوداني على منطقة الشاحنات.

وعلى الرغم من تقدم الجيش السوداني عسكرياً خلال الأشهر الماضية في مدينة بحري، لا تزال «قوات الدعم السريع» على معظم أنحاء العاصمة الخرطوم وولاية الجزيرة في وسط البلاد، ومناطق شاسعة في إقليم دارفور، إضافة إلى جزء كبير من كردفان إلى الجنوب.

اندلعت الحرب بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع» منذ أكثر من 18 شهراً، وأدت إلى مقتل أكثر من 188 ألف شخص، وفرار أكثر من 10 ملايين شخص من منازلهم.