توقعات برفع «الفيدرالي» الأميركي أسعار الفائدة نصف نقطة

تتوجه الأنظار مساء اليوم إلى الاحتياطي الفيدرالي الأميركي لمعرفة قرار الفائدة (رويترز)
تتوجه الأنظار مساء اليوم إلى الاحتياطي الفيدرالي الأميركي لمعرفة قرار الفائدة (رويترز)
TT
20

توقعات برفع «الفيدرالي» الأميركي أسعار الفائدة نصف نقطة

تتوجه الأنظار مساء اليوم إلى الاحتياطي الفيدرالي الأميركي لمعرفة قرار الفائدة (رويترز)
تتوجه الأنظار مساء اليوم إلى الاحتياطي الفيدرالي الأميركي لمعرفة قرار الفائدة (رويترز)

من المتوقع على نطاق واسع أن يعلن مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) اليوم (الأربعاء) رفع أسعار الفائدة بمقدار نصف نقطة في ختام اجتماع سياسته الذي استمر يومين، وسيكون رفع أسعار الفائدة هو السابع خلال العام الحالي لمكافحة التضخم. وسيعلن جيروم باول، رئيس الاتحادي الفيدرالي، في مؤتمر صحافي ملخص التوقعات الاقتصادية وأهدافه لخفض التضخم.
وسيكون بنك الاحتياطي الفيدرالي واحداً من تسعة بنوك مركزية من المتوقع أن تعلن عن سعر الفائدة هذا الأسبوع، حيث تكافح البنوك المركزية في جميع أنحاء العالم مع مشاكل اقتصادية ترتبط بارتفاعات معدلات التضخم. ومن المتوقع أن يتبع البنك المركزي الأوروبي، وبنك إنجلترا، والبنك الوطني السويسري حركات الولايات المتحدة رفع الفائدة بنصف نقطة لكل منهم يوم الخميس. ومن المرجح أيضاً أن تزيد النرويج، والمكسيك، وتايوان، وكولومبيا، والفلبين من تكاليف الاقتراض هذا الأسبوع.
وعلى الرغم من أن هذه الزيادة المتوقعة بمقدار نصف نقطة ستكون أقل من الارتفاعات التي أعلنها «الفيدرالي» الأميركي في الاجتماعات الأربعة الماضية وكانت بمقدار ثلاث أرباع النقطة، فإن معدلات التضخم تبدو مستعصية على العلاج، وإن تراجعت بنسبة ضئيلة للغاية. وفي الوقت الحالي لا تزال معدلات التضخم أعلى من 7 في المائة، لكن سوق العمل الأميركية تبدو إيجابية. ويتخوف المحللون من أن يصبح التضخم راسخاً؛ مما يجعل مهمة الاحتياطي الفيدرالي أكثر صعوبة.
ويتوقع الخبراء، أن يؤدي الإجراء المتوقع اليوم من بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى زيادة سعر الفائدة التي تفرضها البنوك على بعضها بعضاً للاقتراض على أساس الليلة الواحدة إلى نطاق يتراوح بين 4.25 و4.5 في المائة، وهو أعلى سعر منذ عام 2007.
ومن المتوقع أن يؤدي رفع سعر الفائدة إلى مزيد من الضغوط الاقتصادية لملايين الشركات والأسر الأميركية من خلال زيادة تكلفة الاقتراض للمنازل والسيارات والقروض الأخرى.
ويقول المحللون، إنه غير المرجح أن يتباطأ التضخم بشكل كبير في أي وقت قريب، ويرجع ذلك جزئياً إلى استمرار الضغط على الأجور وسط نقص العمال. وأشارت صحيفة «وول ستريت جورنال» إلى أن بنك الاحتياطي الفيدرالي سيضطر في النهاية إلى الابتعاد عن نظام رفع أسعار الفائدة أو حتى عكسه. والاتجاه إلى خفض أسعار الفائدة في النصف الثاني من عام 2023.
وتوقع محللو «جي بي مورغان» أن ينهي بنك الاحتياطي الفيدرالي نظام رفع أسعار الفائدة بحلول الربع الثاني من العام المقبل، وقالوا في مذكرة، إنه «مع استمرار انخفاض التضخم، فمن المرجح أن ينهي بنك الاحتياطي الفيدرالي دورة التشديد في وقت مبكر من العام الجديد وقد يبدأ التضخم في التراجع قبل نهاية عام 2023». إلا أن المحللين يتوقعون زيادتين بمقدار ربع نقطة في النصف الأول من عام 2023.
لكن متوسط الفترة بين ذروة أسعار الفائدة والتخفيضات الأولى من قِبل الاحتياطي الفيدرالي هو 11 شهراً؛ مما قد يعني أنه حتى إذا توقف البنك المركزي بنشاط عن رفع أسعار الفائدة، فقد تظل مرتفعة حتى عام 2024.
وكتب غريغوري داكو، كبير الاقتصاديين في «إي واي بارثينون»: «نتوقع أن يصرّ رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول على الحاجة إلى الحفاظ على السياسة عند مستوى مقيد لبعض الوقت لخفض التضخم إلى 2 في المائة... وسيؤدي هذا إلى التراجع عن أسعار السوق الحالية، وسيؤكد باول أن التاريخ يحذر بشدة من سياسة التخفيف قبل الأوان».
وقد رفع بنك الاحتياطي الفيدرالي سعر الإقراض القياسي ست مرات هذا العام في محاولة لتثبيط الاقتراض، وتهدئة الاقتصاد، وخفض التضخم المرتفع تاريخياً الذي بلغ ذروته عند 9.1 في المائة خلال الصيف. لكن، حتى لو خفّت ارتفاعات أسعار الفائدة، فإنها ستظل مرتفعة، ويتوقع الاقتصاديون إلى حد كبير أن الاقتصاد الأميركي سوف يتحمل الركود العام المقبل.
وقد أشار جيروم باول في تصريحات الشهر الماضي، إلى أنه لا تزال هناك فرصة لتفادي الركود، لكن الاحتمالات ضئيلة، مشيراً إلى أنه «إلى الحد الذي نحتاج فيه إلى إبقاء أسعار الفائدة أعلى لفترة أطول، فسيؤدي ذلك إلى تضييق المسار نحو الهبوط السهل». وفي مقابلة بثتها شبكة «سي بي إس» يوم الأحد، قالت وزيرة الخزانة جانيت يلين، إن هناك «خطر حدوث ركود. لكنه بالتأكيد ليس، شيئاً ضرورياً لخفض التضخم».
وقد صمد الاقتصاد الأميركي حتى الآن في وجه الزيادات الحادة في أسعار الفائدة من جانب بنك الاحتياطي الفيدرالي. حيث شهدت سوق العمل اتجاهاً إيجابياً، والأجور آخذة في النمو، والأميركيون ينفقون والناتج المحلي الإجمالي قوي.


مقالات ذات صلة

«الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

الاقتصاد «الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

«الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

للمرة العاشرة منذ مارس (آذار) العام الماضي، اتجه البنك الاتحادي الفيدرالي الأميركي إلى رفع سعر الفائدة بمقدار 0.25 نقطة أساس، يوم الأربعاء، في محاولة جديدة لكبح جماح معدلات التضخم المرتفعة، التي يصارع الاتحادي الفيدرالي لخفضها إلى 2 في المائة دون نجاح ملحوظ. وأعلن مجلس الاحتياطي الاتحادي رفع سعر الفائدة الرئيسي 25 نقطة أساس إلى نطاق 5.00 و5.25 في المائة، لتستمر بذلك زيادات أسعار الفائدة منذ مارس 2022 وهي الأكثر تشدداً منذ 40 عاماً، في وقت يثير المحللون الاقتصاديون تساؤلات حول ما إذا كانت هذه الزيادة ستكون آخر مرة يقوم فيها الاتحادي الفيدرالي برفع الفائدة، أم أن هناك مزيداً من الخطوات خلال الفت

هبة القدسي (واشنطن)
الاقتصاد أميركا تعرقل تقدمها في الطاقة الشمسية بـ«الرسوم الصينية»

أميركا تعرقل تقدمها في الطاقة الشمسية بـ«الرسوم الصينية»

لا تتوقف تداعيات الحرب التجارية الدائرة منذ سنوات بين الولايات المتحدة والصين عند حدود الدولتين، وإنما تؤثر على الاقتصاد العالمي ككل، وكذلك على جهود حماية البيئة ومكافحة التغير المناخي. وفي هذا السياق يقول الكاتب الأميركي مارك غونغلوف في تحليل نشرته وكالة بلومبرغ للأنباء إن فرض رسوم جمركية باهظة على واردات معدات الطاقة الشمسية - في الوقت الذي يسعى فيه العالم لمواجهة ظاهرة الاحتباس الحراري ومكافحة تضخم أسعار المستهلك وتجنب الركود الاقتصادي - أشبه بمن يخوض سباق العدو في دورة الألعاب الأوليمبية، ويربط في قدميه ثقلا يزن 20 رطلا. وفي أفضل الأحوال يمكن القول إن هذه الرسوم غير مثمرة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد الدولار يتراجع  في «ساعات الترقب»

الدولار يتراجع في «ساعات الترقب»

هبط الدولار يوم الأربعاء بعد بيانات أظهرت تراجع الوظائف الجديدة في الولايات المتحدة، فيما ترقبت الأنظار على مدار اليوم قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) الذي صدر في وقت لاحق أمس بشأن أسعار الفائدة. وأظهرت بيانات مساء الثلاثاء انخفاض الوظائف الجديدة في الولايات المتحدة للشهر الثالث على التوالي خلال مارس (آذار)، وسجلت معدلات الاستغناء عن الموظفين أعلى مستوياتها في أكثر من عامين، ما يعني تباطؤ سوق العمل، وهو ما قد يساعد الاحتياطي الفيدرالي في مكافحة التضخم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد النفط يواصل التراجع... والخام الأميركي  أقل من 70 دولاراً للبرميل

النفط يواصل التراجع... والخام الأميركي أقل من 70 دولاراً للبرميل

واصلت أسعار النفط تراجعها خلال تعاملات أمس الأربعاء، بعد هبوطها بنحو 5 في المائة في الجلسة السابقة إلى أدنى مستوى في خمسة أسابيع، فيما يترقب المستثمرون المزيد من قرارات رفع أسعار الفائدة هذا الأسبوع.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد 2022 «عام الجوع»... والقادم غامض

2022 «عام الجوع»... والقادم غامض

أظهر تحليل أجرته منظمات دولية تشمل الاتحاد الأوروبي ووكالات الأمم المتحدة المختلفة أن عدد الأشخاص الذين يعانون من الجوع أو يشهدون أوضاعا تتسم بانعدام الأمن الغذائي ارتفع في مختلف أنحاء العالم في 2022. وتوصل التقرير الذي صدر يوم الأربعاء، وحصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إلى أن أكثر من ربع مليار شخص عانوا من جوع شديد أو من مجاعات كارثية العام الماضي.

أحمد الغمراوي (القاهرة)

ترمب يقلل من المخاوف حول الرسوم... ولا يستبعد حدوث ركود هذا العام

ترمب يستمع إلى المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض كيفن هاسيت في البيت الأبيض (رويترز)
ترمب يستمع إلى المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض كيفن هاسيت في البيت الأبيض (رويترز)
TT
20

ترمب يقلل من المخاوف حول الرسوم... ولا يستبعد حدوث ركود هذا العام

ترمب يستمع إلى المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض كيفن هاسيت في البيت الأبيض (رويترز)
ترمب يستمع إلى المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض كيفن هاسيت في البيت الأبيض (رويترز)

رفض الرئيس الأميركي دونالد ترمب المخاوف التجارية بشأن حالة عدم اليقين الناجمة عن التعريفات الجمركية المخطط لها على مجموعة من الشركاء التجاريين الأميركيين، واحتمال ارتفاع الأسعار، دون أن يستبعد احتمال حدوث ركود، هذا العام.

بعد فرض تعريفات جمركية بنسبة 25 في المائة على الواردات من المكسيك وكندا، والتي دفعت الأسواق إلى الانهيار بسبب مخاوف من حرب تجارية، قال ترمب إن خططه لفرض تعريفات «متبادلة» أوسع نطاقاً ستدخل حيز التنفيذ في 2 أبريل (نيسان) المقبل، وترفعها لتتناسب مع ما تُقدره الدول الأخرى.

وقال، في مقابلة مسجلة مع قناة «فوكس نيوز»: «في 2 أبريل، يصبح كل شيء متبادلاً. ما يفرضونه علينا، نفرضه عليهم».

وعندما سُئل عن تحذير بنك الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا من انكماش اقتصادي، في الربع الأول من العام، أقرّ ترمب، على ما يبدو، بأن خططه قد تؤثر على النمو في الولايات المتحدة. ومع ذلك، زعم أنها ستكون في النهاية «رائعة بالنسبة لنا».

وعندما سُئل عما إذا كان يتوقع ركوداً في عام 2025، ردَّ ترمب: «أكره التنبؤ بأشياء من هذا القبيل. هناك فترة انتقالية لأن ما نقوم به كبير جداً. نحن نعيد الثروة إلى أميركا. هذا شيء كبير». ثم أضاف: «يستغرق الأمر بعض الوقت».

في «وول ستريت»، كان أسبوعاً صعباً مع تقلبات جامحة تهيمن عليها المخاوف بشأن الاقتصاد وعدم اليقين بشأن تعريفات ترمب.

وقد تجاهل ترمب المخاوف من جانب الشركات التي تسعى إلى الاستقرار، أثناء اتخاذ قرارات الاستثمار. وقال إن «العولميين، العولميين الكبار، كانوا، لسنوات، ينهبون الولايات المتحدة، والآن كل ما نفعله هو استعادة بعضٍ منها، وسنعامل بلدنا بشكل عادل... كما تعلمون، يمكن أن ترتفع التعريفات الجمركية مع مرور الوقت، وقد ترتفع، كما تعلمون، لا أعرف ما إذا كان ذلك قابلاً للتنبؤ».

وكان ترمب قد رفع، الأسبوع الماضي، التعريفات الجمركية على المكسيك وكندا على شركات تصنيع السيارات الأميركية، ثم جميع الواردات إلى الولايات المتحدة تقريباً، لكنه أبقاها على السلع من الصين.

وهناك مزيد من التعريفات الجمركية، هذا الأسبوع، حيث قال وزير التجارة هوارد لوتنيك، لقناة «إن بي سي»، إن التعريفات الجمركية بنسبة 25 في المائة على واردات الصلب والألمنيوم ستدخل حيز التنفيذ، يوم الأربعاء. وأوضح لوتنيك أن التعريفات الجمركية التي هدّد بها ترمب على منتجات الألبان والأخشاب الكندية ستنتظر حتى أبريل.

وقال: «هل ستكون هناك تشوهات؟ بالطبع... قد تصبح السلع الأجنبية أكثر تكلفة قليلاً. لكن السلع الأميركية ستصبح أرخص، وسوف نضطر إلى خفض أسعارها. إنك ستساعد الأميركيين من خلال شراء المنتجات الأميركية».