«الاستثمارات العامة» السعودي لتمكين نمو مصادر الطاقة النظيفة عالمياً

الصندوق السيادي يبحث الاستحواذ على مصرف مصري بقيمة 600 مليون دولار

يسعى صندوق الاستثمارات العامة إلى الإسهام في مشروعات لتنمية مصادر الطاقة النظيفة (الشرق الأوسط)
يسعى صندوق الاستثمارات العامة إلى الإسهام في مشروعات لتنمية مصادر الطاقة النظيفة (الشرق الأوسط)
TT

«الاستثمارات العامة» السعودي لتمكين نمو مصادر الطاقة النظيفة عالمياً

يسعى صندوق الاستثمارات العامة إلى الإسهام في مشروعات لتنمية مصادر الطاقة النظيفة (الشرق الأوسط)
يسعى صندوق الاستثمارات العامة إلى الإسهام في مشروعات لتنمية مصادر الطاقة النظيفة (الشرق الأوسط)

يوسع صندوق الاستثمارات العامة تحركاته لتنويع مصادر الفرص الواعدة في محفظته، والإسهام في مشروعات لتنمية مصادر الطاقة النظيفة عالمياً، حيث يعتزم الاستحواذ على البنك المتحد المملوك للدولة في مصر، ضمن صفقة قد تصل قيمتها حوالي 600 مليون دولار، إذ تجري محادثات مكثفة لإكمال الصفقة التي تندرج في إطار دعم السعودية لاقتصاد مصر، في حين أعلن أمس (الاثنين) استحواذه على ما يصل إلى 9.5 في المائة في شركة «سكاي بورن رينيوبلز» العالمية في مجال تطوير وتشغيل تقنيات إنتاج الطاقة باستخدام الرياح البحرية.
ويعد «المصرف المتحد» أحد بنوك مصر، الذي تم تأسيسه في 2006، عن طريق دمج بين 3 بنوك كانت تواجه مخاطر الإفلاس، بسبب تراكم الخسائر والديون المتعثرة، وهي «النيل» و«البنك المصري المتحد»، وكذلك «المصرف الإسلامي الدولي للاستثمار والتنمية».

الفرص الواعدة
أكدت مصادر مطلعة أن صندوق الاستثمارات العامة سيجري عملية الاستحواذ من خلال وحدته التابعة «الشركة السعودية المصرية للاستثمار» التي أنشأها هذا العام لدراسة الفرص الاستثمارية بقطاعات متنوعة في الاقتصاد المصري، وفقاً لـ«بلومبرغ».
وكان صندوق الاستثمارات العامة قد أطلق في أغسطس (آب) الماضي، الشركة السعودية المصرية للاستثمار، لبحث الفرص في عدد من القطاعات الواعدة في الجمهورية، باعتبارها إحدى أهم الأسواق الاقتصادية الاستراتيجية في القارة الأفريقية.
وتركز الشركة على الاستثمار في عدة قطاعات رئيسية، من ضمنها البنية التحتية والتطوير العقاري والرعاية الصحية والخدمات المالية، بالإضافة إلى المشروعات الغذائية والزراعية والصناعية مثل الصناعات الدوائية.
وتسهم في تنمية وتعزيز الشراكة الاستثمارية لصندوق الاستثمارات العامة وشركات محفظته، والقطاع الخاص السعودي لعديد من الفرص الاستثمارية في مصر، الأمر الذي يساهم في تحقيق عوائد جاذبة على المدى الطويل، وتطوير أوجه تعاون في العديد من القطاعات الاستراتيجية.

البنية التحتية
من جهة أخرى، كشف صندوق الاستثمارات العامة، أمس، استحواذه على ما يصل إلى 9.5 في المائة في شركة «سكاي بورن رينيوبلز» الرائدة عالمياً في مجال تطوير وتشغيل تقنيات إنتاج الطاقة باستخدام الرياح البحرية، إلى جانب «جلوبال إنفراستراكتشر بارتنرز» الذي يُعد أحد أهم المديرين العالميين في إدارة الأصول في قطاع البنية التحية.
وتعزز الخطوة جهود مشاركة صندوق الاستثمارات العامة في تمكين نمو مصادر الطاقة النظيفة، وذلك عبر الاستثمار في منصة لإنتاج طاقة الرياح البحرية في عدة مناطق حول العالم.
وتشمل أصول شركة «سكاي بورن رينيوبلز» على حصص في مشاريع قائمة أو قيد التنفيذ في كل من ألمانيا وفرنسا وتايوان، إلى جانب مشروعات متنوعة ومستقبلية بهدف إنتاج أكثر من 30 غيغا واط من طاقة الرياح البحرية.

الطاقة المتجددة
وتمتلك «سكاي بورن رينيوبلز» خبرات تمتد إلى أكثر من 20 عاماً في مجال التطوير، إضافة إلى سجل واسع من الإنجازات يشمل تطوير ما يقارب من 7 غيغا واط حالياً، بالإضافة إلى الوجود في أكثر من 15 دولة في أوروبا وآسيا والدول المطلة على المحيط الهادئ.
ويمتلك الصندوق عدداً من الاستثمارات الاستراتيجية في قطاعات منخفضة الكربون مثل المركبات الكهربائية، ومشروعات الطاقة الشمسية التي تهدف لتطوير 70 في المائة من قدرة توليد الطاقة المتجددة في المملكة بحلول 2030.
ومن ذلك استثمارات متعددة في قطاع الطاقة المتجددة مثل شركة «أكواباور» ومشروع «سدير» للطاقة الشمسية، وكذلك «شعيبة» للطاقة الشمسية، وقطاع المركبات الكهربائية من خلال الاستثمار في شركة السباقات البحرية الكهربائية المحدودة «E1 Series»، و«لوسِد موتورز»، و«سير».

تداول الائتمان الكربوني
وأعلن في العام الماضي عن نية تأسيس مبادرة السوق الطوعية لتداول الائتمان الكربوني من قبل صندوق الاستثمارات العامة ومجموعة «تداول» السعودية، التي نتج عنها تنظيم مزادها الأول والأكبر من نوعه على مستوى العالم لتداول 1.4 مليون طن من الائتمان الكربوني في 2022.
وقال تركي النويصر، نائب المحافظ رئيس الإدارة العامة للاستثمارات الدولية في الصندوق، إن الصفقة تؤكد على تعزيز استهداف الاستثمار في القطاعات منخفضة الكربون، الذي يشمل مشروعات في مجال الطاقة الشمسية، وتوليد الطاقة، والمركبات الكهربائية، وطاقة الرياح البحرية، التي تلعب دوراً أساسياً في تعزيز الجهود العالمية لخفض انبعاثات الكربون.
وأضاف أن استثمار الصندوق في «سكاي بورن رينيوبلز» وشراكته مع «جلوبال إنفراستراكتشر بارتنرز» يسهمان في تمكين الاستدامة والابتكار في التقنية، الأمر الذي يعزز مكانة المملكة بوصفها ممكنة لصناعات المستقبل وصانعة للفرص الجديدة.

شراكات استراتيجية
من جهته، أوضح مات هارييس، الشريك المؤسس لصندوق «جلوبال إنفراستركتشر بارتنرز»، أن طاقة الرياح البحرية تلعب دوراً جوهرياً في التحول إلى الطاقة النظيفة والمتجددة، ويؤكد هذا الاستثمار الالتزام بهذا التحول من خلال النمو المتزايد لتوليد الطاقة المتجددة العالمية.
ويتماشى الاستثمار مع استراتيجية صندوق الاستثمارات العامة، التي تهدف إلى بناء شراكات اقتصادية استراتيجية على المدى الطويل لتحقيق عوائد مستدامة، وإطلاق فرص اقتصادية واعدة عالمياً تُسهم في تمكين القطاعات الاستراتيجية وتطويرها، وفق مستهدفات الصندوق الرامية إلى تعظيم أصوله، وتنويع مصادر دخل المملكة بما يتماشى مع «رؤية 2030».


مقالات ذات صلة

«الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

الاقتصاد «الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

«الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

للمرة العاشرة منذ مارس (آذار) العام الماضي، اتجه البنك الاتحادي الفيدرالي الأميركي إلى رفع سعر الفائدة بمقدار 0.25 نقطة أساس، يوم الأربعاء، في محاولة جديدة لكبح جماح معدلات التضخم المرتفعة، التي يصارع الاتحادي الفيدرالي لخفضها إلى 2 في المائة دون نجاح ملحوظ. وأعلن مجلس الاحتياطي الاتحادي رفع سعر الفائدة الرئيسي 25 نقطة أساس إلى نطاق 5.00 و5.25 في المائة، لتستمر بذلك زيادات أسعار الفائدة منذ مارس 2022 وهي الأكثر تشدداً منذ 40 عاماً، في وقت يثير المحللون الاقتصاديون تساؤلات حول ما إذا كانت هذه الزيادة ستكون آخر مرة يقوم فيها الاتحادي الفيدرالي برفع الفائدة، أم أن هناك مزيداً من الخطوات خلال الفت

هبة القدسي (واشنطن)
الاقتصاد أميركا تعرقل تقدمها في الطاقة الشمسية بـ«الرسوم الصينية»

أميركا تعرقل تقدمها في الطاقة الشمسية بـ«الرسوم الصينية»

لا تتوقف تداعيات الحرب التجارية الدائرة منذ سنوات بين الولايات المتحدة والصين عند حدود الدولتين، وإنما تؤثر على الاقتصاد العالمي ككل، وكذلك على جهود حماية البيئة ومكافحة التغير المناخي. وفي هذا السياق يقول الكاتب الأميركي مارك غونغلوف في تحليل نشرته وكالة بلومبرغ للأنباء إن فرض رسوم جمركية باهظة على واردات معدات الطاقة الشمسية - في الوقت الذي يسعى فيه العالم لمواجهة ظاهرة الاحتباس الحراري ومكافحة تضخم أسعار المستهلك وتجنب الركود الاقتصادي - أشبه بمن يخوض سباق العدو في دورة الألعاب الأوليمبية، ويربط في قدميه ثقلا يزن 20 رطلا. وفي أفضل الأحوال يمكن القول إن هذه الرسوم غير مثمرة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد الدولار يتراجع  في «ساعات الترقب»

الدولار يتراجع في «ساعات الترقب»

هبط الدولار يوم الأربعاء بعد بيانات أظهرت تراجع الوظائف الجديدة في الولايات المتحدة، فيما ترقبت الأنظار على مدار اليوم قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) الذي صدر في وقت لاحق أمس بشأن أسعار الفائدة. وأظهرت بيانات مساء الثلاثاء انخفاض الوظائف الجديدة في الولايات المتحدة للشهر الثالث على التوالي خلال مارس (آذار)، وسجلت معدلات الاستغناء عن الموظفين أعلى مستوياتها في أكثر من عامين، ما يعني تباطؤ سوق العمل، وهو ما قد يساعد الاحتياطي الفيدرالي في مكافحة التضخم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد النفط يواصل التراجع... والخام الأميركي  أقل من 70 دولاراً للبرميل

النفط يواصل التراجع... والخام الأميركي أقل من 70 دولاراً للبرميل

واصلت أسعار النفط تراجعها خلال تعاملات أمس الأربعاء، بعد هبوطها بنحو 5 في المائة في الجلسة السابقة إلى أدنى مستوى في خمسة أسابيع، فيما يترقب المستثمرون المزيد من قرارات رفع أسعار الفائدة هذا الأسبوع.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد 2022 «عام الجوع»... والقادم غامض

2022 «عام الجوع»... والقادم غامض

أظهر تحليل أجرته منظمات دولية تشمل الاتحاد الأوروبي ووكالات الأمم المتحدة المختلفة أن عدد الأشخاص الذين يعانون من الجوع أو يشهدون أوضاعا تتسم بانعدام الأمن الغذائي ارتفع في مختلف أنحاء العالم في 2022. وتوصل التقرير الذي صدر يوم الأربعاء، وحصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إلى أن أكثر من ربع مليار شخص عانوا من جوع شديد أو من مجاعات كارثية العام الماضي.

أحمد الغمراوي (القاهرة)

صناديق التحوط تركز على البنوك والسندات والنفط في عهد ترمب

بورصة وول ستريت في مدينة نيويورك الأميركية (أ ب)
بورصة وول ستريت في مدينة نيويورك الأميركية (أ ب)
TT

صناديق التحوط تركز على البنوك والسندات والنفط في عهد ترمب

بورصة وول ستريت في مدينة نيويورك الأميركية (أ ب)
بورصة وول ستريت في مدينة نيويورك الأميركية (أ ب)

حول صندوقي التحوط «بلو باي» و«فينيكس» اهتماماتهما إلى النفط الخام وسندات الخزانة الأميركية وقطاع البنوك، الأربعاء، بعد انتخاب دونالد ترمب رئيساً.

وقال راسل ماثيوز، مدير المحفظة الرئيسي لصندوق التحوط الكلي التابع لـ«بلو باي» في لندن، وهو جزء من شركة إدارة الأصول «آر بي سي غلوبال» لإدارة الأصول التي تبلغ قيمتها 468 مليار دولار، إن فوز ترمب يمنح الرئيس الأميركي تفويضاً واضحاً لتنفيذ أجندته السياسية التي تتضمن خططاً لخفض الضرائب على الشركات الأميركية.

ويستخدم ما يسمى بـ«صندوق التحوط الكلي» الأدوات المالية للمراهنة على الصحة الاقتصادية للبلد. ومع ارتفاع عائدات سندات الخزانة الأميركية إلى أعلى مستوياتها في أربعة أشهر في أعقاب نتيجة الانتخابات، قال ماثيوز إنه رأى «بريقاً من عودة الحذر في مجال السندات»، في إشارة إلى المستثمرين الذين يتخلصون من الديون الحكومية أو يبيعونها «على المكشوف» بسبب مخاوف بشأن ارتفاع الاقتراض... ويتوقع ماثيوز رهاناً قصير الأجل على انخفاض قيم الأصول.

وانخفضت أسعار سندات الخزانة الأميركية بشكل حاد، الأربعاء، مع ارتفاع العائدات - حيث بلغت العائدات لمدة 30 عاماً أعلى مستوى لها في ستة أشهر تقريباً عند 4.68 في المائة.

وقال ماثيوز إن «السياسات المالية غير مسؤولة وأكوام الديون متزايدة، وهناك نقطة يمكن أن تبدأ فيها السوق حالياً في الثورة ضد ذلك».

وأضاف أن استراتيجية صندوق التحوط «بلو باي» ابتداءً من الأربعاء كانت قصيرة الأجل لسندات الخزانة الأميركية لمدة 30 عاماً، وطويلة الأجل لسندات ألمانيا لمدة 10 سنوات، مضيفاً أن الاستراتيجية كانت طويلة الأجل للدولار وقصيرة الأجل لليورو والجنيه الإسترليني.

وارتفع الدولار بنحو 2 في المائة مقابل سلة من العملات، الأربعاء، متجهاً إلى أكبر قفزة له في يوم واحد في أربع سنوات.

وقال متين خالد، كبير مسؤولي الاستثمار في مكتب «فينيكس هولدينغز» في دبي، إن منحنى عائد السندات الأكثر انحداراً قد يساعد الشركات المالية المقومة بأقل من قيمتها الحقيقية مثل «سيتي غروب». وأضاف خالد أن البنوك من المرجح أن تستفيد من تخفيف القيود المالية على رأس المال وإدارة المخاطر وإدارة الأصول وعمليات الدمج والاستحواذ التي تم طرحها بصفتها سياسات محتملة لترمب.

وقد يؤدي دعم ترمب صناعة النفط، بما في ذلك تخفيف القيود البيئية، إلى انخفاض أسعار النفط الخام. وقال سام بريدج، مدير المحفظة في صندوق «ستراتيجيك ناتشورال ريسورسيز»، وهو جزء من شركة «برينيال فاليو مانجمنت» الأكبر حجماً والتي تبلغ قيمتها 7 مليارات دولار أسترالي (4.61 مليار دولار) في بيرث بأستراليا: «قال ترمب إنه سيحفر ويحفر ويحفر (للتنقيب عن النفط)، وهو ما سيزيد من العرض الأميركي». وأضاف: «قد يكون العامل الموازن هو الموقف الأكثر عدوانية تجاه صادرات النفط الإيرانية إذا فرضت الولايات المتحدة عقوبات أكثر صرامة. وسيكون هذا داعماً لأسعار النفط، لكن من الصعب تحديد مقدار هذا الدعم، حيث تذهب معظم صادرات النفط الإيرانية إلى الصين».