الفلسطينيون يطالبون مبعوثة أممية بالتحقيق في قتل طفلة بجنين

المالكي سلمها تقريراً يفصل قتل 52 طفلاً من قبل إسرائيل هذا العام

المالكي مستقبلاً غامبا في رام الله أمس (وفا)
المالكي مستقبلاً غامبا في رام الله أمس (وفا)
TT

الفلسطينيون يطالبون مبعوثة أممية بالتحقيق في قتل طفلة بجنين

المالكي مستقبلاً غامبا في رام الله أمس (وفا)
المالكي مستقبلاً غامبا في رام الله أمس (وفا)

تزامن وصول فرجينيا غامبا، الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة المعنية باستهداف الأطفال في النزاعات المسلحة، إلى الأراضي الفلسطينية الاثنين، مع مقتل الطفلة الفلسطينية جنى زكارنة (16 عاماً) في الحي الشرقي لمدينة جنين أثناء هجوم للجيش الإسرائيلي لاعتقال مطلوبين، قبل أن يتحول إلى مسرح لمواجهات مسلحة.
وقوبلت غامبا، التي تزور المنطقة لتتفحص ما إذا كانت ستوصي بضم إسرائيل إلى «قائمة العار» التي تمثل الدول التي تنتهك حقوق الأطفال، بمطالبة فلسطينية بـ«التحقيق في قتل إسرائيل الطفلة زكارنة». وقال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية، إن «جريمة قتل زكارنة تضاف إلى جرائم قتل الأطفال المروعة التي يواصل جنود الاحتلال ارتكابها»، داعياً غامبا إلى «التحقيق في كل جرائم الاحتلال ووضع إسرائيل على القائمة السوداء».
وقال مسؤولون طبيون إن زكارنة أصيبت برصاصة في الرأس خلال اقتحام قوات الاحتلال الحي الشرقي من مدينة جنين، حيث كانت تقف على سطح منزلها. ونعى مسؤولون فلسطينيون الطفلة، وكذلك الفصائل الفلسطينية التي تعهدت بـ«مواصة مقاومة الاحتلال»، معتبرة ما جرى «دليلاً إضافياً على الجرائم التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي».
لكن الجيش الإسرائيلي أعلن أنه على علم بالأمر وسيفتح تحقيقاً. وقال متحدث باسم الجيش لصحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية، إن «تحقيقاً أولياً أجراه الجيش كشف أن الجنود الإسرائيليين أطلقوا النار على أسطح المنازل، من حيث تم إطلاق النار عليهم، لكنهم لم يرصدوا وجود الفتاة خلال إطلاق النار».
وسلم وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي غامبا الاثنين، تقريراً مفصلاً عن «جرائم الاحتلال بحق الأطفال». وجاء فيه أن «الجرائم الممنهجة وواسعة النطاق التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي بشكل متعمد بحق الأطفال الفلسطينيين»، تندرج ضمن قرار مجلس الأمن 1612 (2005)، وتشمل قتل وتشويه الأطفال، واستهداف المدارس والمستشفيات، وتجنيد الأطفال، والاعتداءات الجنسية، وخطف الأطفال، ومنع وصول المساعدات الإنسانية والطبية.
وقال المالكي، لدى استقباله غامبا في مقر الخارجية، إن «قوات الاحتلال أعدمت ما يزيد على 52 طفلاً منذ بداية العام، منهم من أعدم برصاص جيش الاحتلال وبعضهم جراء اعتداءات نفذها المستوطنون أو نتيجة للإهمال الطبي».
وتطرق المالكي إلى «استهداف إسرائيل ومستوطنيها للمؤسسات التعليمية بكل مستوياتها، بما في ذلك استهداف الأطفال الطلبة والمدارس والجامعات والكليات وطواقمها التعليمية». وأكد أن «الجرائم والانتهاكات التي ترتكبها إسرائيل انتهاك صارخ لقواعد القانون الدولي، بما في ذلك القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي والقانون الجنائي الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، ومنها قرار مجلس الأمن 1612 الخاص بالانتهاكات الجسيمة التي تطال الأطفال في النزاعات المسلحة».
وحذّر المالكي من الحكومة الإسرائيلية الجديدة برئاسة بنيامين نتنياهو التي «تضم بين أعضائها متطرفين وإرهابيين مثل إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، والتي ستكون أكثر حقداً وكرهاً ودموية ضد الشعب الفلسطيني». وطالب الأمم المتحدة بـ«اتخاذ الإجراءات اللازمة لمحاسبة مجرمي الحرب الإسرائيليين وتقديمهم إلى العدالة، إضافة إلى ضرورة إدراج إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، وجيشها ومستوطنيها على قائمة الأمم المتحدة للجهات والدول التي تنتهك حقوق الأطفال في النزاعات المسلحة (قائمة العار)، التي تصدر سنوياً عن الأمين العام للأمم المتحدة».
وأكدت غامبا تعاونها مع السلطة الفلسطينية وتنسيق الجهود لحماية الأطفال الفلسطينيين في ظل الانتهاكات الإسرائيلية المتصاعدة وعنف المستوطنين. وأشارت إلى أنها على دراية بالجرائم اليومية بحق الأطفال الفلسطينيين.
وقالت غامبا إن جوهر عملها ينصب لضمان حماية الأطفال في مناطق النزاع، وأنها وفقاً للولاية القانونية المنوطة بها، لها صلاحية زيارة مناطق النزاع وإجراء لقاءات ومحادثات مع الأطراف في المناطق لحثهم على توفير الحماية للأطفال من التعرض للعنف والجرائم. وتعهدت غامبا بزيارات أخرى للمنطقة. وإضافة إلى الضفة الغربية، ستنتقل غامبا إلى قطاع غزة، وستلتقي بأسر وعائلات الضحايا من الأطفال الفلسطينيين.
ووصلت غامبا إلى المنطقة على خلفية شكاوى متعددة قدمها الفلسطينيون إلى الأمم المتحدة حول قتل الجيش الإسرائيلي أطفالاً بدم بارد في الضفة الغربية، ودفن آخرين تحت الأنقاض في قصف على قطاع غزة.


مقالات ذات صلة

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

المشرق العربي اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، التقى وفداً من الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، بحضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان. وأكد رئيسي، خلال اللقاء الذي عقد في القصر الرئاسي السوري أمس (الخميس)، أن بلاده «تعتبر دائماً القضية الفلسطينية أولوية في سياستها الخارجية». وأكد أن «المقاومة هي السبيل الوحيد لتقدم العالم الإسلامي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، وأن «المبادرة، اليوم، في أيدي المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين في ساحة المواجهة».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي «مستعربون» بزي نسائي تسللوا إلى قلب نابلس لقتل 3 فلسطينيين

«مستعربون» بزي نسائي تسللوا إلى قلب نابلس لقتل 3 فلسطينيين

قتلت إسرائيل 3 فلسطينيين في الضفة الغربية، الخميس، بعد حصار منزل تحصنوا داخله في نابلس شمال الضفة الغربية، قالت إنهم يقفون خلف تنفيذ عملية في منطقة الأغوار بداية الشهر الماضي، قتل فيها 3 إسرائيليات، إضافة لقتل فتاة على حاجز عسكري قرب نابلس زعم أنها طعنت إسرائيلياً في المكان. وهاجم الجيش الإسرائيلي حارة الياسمينة في البلدة القديمة في نابلس صباحاً، بعد أن تسلل «مستعربون» إلى المكان، تنكروا بزي نساء، وحاصروا منزلاً هناك، قبل أن تندلع اشتباكات عنيفة في المكان انتهت بإطلاق الجنود صواريخ محمولة تجاه المنزل، في تكتيك يُعرف باسم «طنجرة الضغط» لإجبار المتحصنين على الخروج، أو لضمان مقتلهم. وأعلنت وزارة

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي مشروع قانون إسرائيلي يتيح لعوائل القتلى مقاضاة السلطة واقتطاع أموال منها

مشروع قانون إسرائيلي يتيح لعوائل القتلى مقاضاة السلطة واقتطاع أموال منها

في وقت اقتطعت فيه الحكومة الإسرائيلية، أموالاً إضافية من العوائد المالية الضريبية التابعة للسلطة الفلسطينية، لصالح عوائل القتلى الإسرائيليين في عمليات فلسطينية، دفع الكنيست نحو مشروع جديد يتيح لهذه العائلات مقاضاة السلطة ورفع دعاوى في المحاكم الإسرائيلية؛ لتعويضهم من هذه الأموال. وقالت صحيفة «يسرائيل هيوم» العبرية، الخميس، إن الكنيست صادق، بالقراءة الأولى، على مشروع قانون يسمح لعوائل القتلى الإسرائيليين جراء هجمات فلسطينية رفع دعاوى لتعويضهم من أموال «المقاصة» (العوائد الضريبية) الفلسطينية. ودعم أعضاء كنيست من الائتلاف الحكومي ومن المعارضة، كذلك، المشروع الذي يتهم السلطة بأنها تشجع «الإرهاب»؛

«الشرق الأوسط» (رام الله)
المشرق العربي تأهب في إسرائيل بعد «صواريخ غزة»

تأهب في إسرائيل بعد «صواريخ غزة»

دخل الجيش الإسرائيلي في حالة تأهب وقصف بدباباته موقعاً في شرق مدينة غزة، أمس الثلاثاء، ردّاً على صواريخ أُطلقت صباحاً من القطاع بعد وفاة القيادي البارز في حركة «الجهاد» بالضفة الغربية، خضر عدنان؛ نتيجة إضرابه عن الطعام داخل سجن إسرائيلي.

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي وساطة عربية ـ أممية تعيد الهدوء إلى غزة بعد جولة قتال خاطفة

وساطة عربية ـ أممية تعيد الهدوء إلى غزة بعد جولة قتال خاطفة

صمد اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة الذي دخل حيز التنفيذ، فجر الأربعاء، منهيا بذلك جولة قصف متبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية استمرت ليلة واحدة (أقل من 24 ساعة)، في «مخاطرة محسوبة» بدأتها الفصائل ردا على وفاة القيادي في «الجهاد الإسلامي» خضر عدنان في السجون الإسرائيلية يوم الثلاثاء، بعد إضراب استمر 87 يوما. وقالت مصادر فلسطينية في الفصائل لـ«الشرق الأوسط»، إن وساطة مصرية قطرية وعبر الأمم المتحدة نجحت في وضع حد لجولة القتال الحالية.

كفاح زبون (رام الله)

«مهرّب» أرشيف التعذيب السوري يكشف لـ «الشرق الأوسط» هويته

أسامة عثمان... أو «سامي» خلال المقابلة مع «الشرق الأوسط» في باريس (الشرق الأوسط)
أسامة عثمان... أو «سامي» خلال المقابلة مع «الشرق الأوسط» في باريس (الشرق الأوسط)
TT

«مهرّب» أرشيف التعذيب السوري يكشف لـ «الشرق الأوسط» هويته

أسامة عثمان... أو «سامي» خلال المقابلة مع «الشرق الأوسط» في باريس (الشرق الأوسط)
أسامة عثمان... أو «سامي» خلال المقابلة مع «الشرق الأوسط» في باريس (الشرق الأوسط)

«انتصرت دماؤكم وسقط الأسد». بهذه العبارة توجّه الناشط الحقوقي السوري أسامة عثمان، إلى ضحايا القمع والتعذيب خلال حكم الرئيس السابق بشار الأسد، كاشفاً للمرة الأولى، بالصوت والصورة، عن أنَّه هو «سامي» الذي ارتبط اسمه كالتوأم مع قريبه «قيصر» في تهريب عشرات آلاف صور قتلى التعذيب في سجون سوريا.

صار «أرشيف التعذيب» فيما بعد «دليل إدانة» ضد حكم الأسد أمام محاكم دولية وتسبب في فرض الأميركيين عقوبات «قانون قيصر» على سوريا.

تنشر «الشرق الأوسط» مقابلة حصرية مع «سامي»، عبّر فيها عن مدى فرحته بالتغيير الذي حصل في سوريا مع سيطرة المعارضة على دمشق، مشدداً على ضرورة «المحاسبة». وحذّر من تبعات «الدخول العشوائي للمواطنين إلى السجون وأماكن الاحتجاز»، مشيراً إلى أنَّ ذلك «أدَّى إلى إتلاف أو فقدان وثائق وسجلات رسمية مهمة للغاية تكشف عن انتهاكات منذ عشرات السنين».

وأعرب عن قلقه أيضاً من استمرار موظفي النّظام في العمل، مما يمكّنهم من «طمس الملفات في كل فروع وملحقات حزب البعث العربي الاشتراكي التي يعلم جميع السوريين أنَّها كانت مؤسسات أمنية بامتياز».

وشرح سبب اختياره العمل السري على مدى سنوات باسم «سامي»، قائلاً: «طبيعة العمل وطبيعة الملف الذي خرجنا به من سوريا... كانت سبباً في أن أحرص على إخفاء هويتي وهوية الكثير من أعضاء الفريق. اليوم نحن، الحمد لله، في وضع آخر تماماً. نحن في مكان آخر. في سوريا أخرى جديدة».

كان «سامي» و«قيصر» قد بدآ التعاون في جمع وثائق التعذيب في مايو (أيار) 2011، بعد فترة وجيزة من بدء الثورة ضد الأسد. كان «قيصر» مصوّر قتلى التعذيب في سجون النظام، يهرب الصور عبر ذاكرة رقمية محمولة «يو إس بي» ويعطيها لـ«سامي». نجح الرجلان في تهريب «أرشيف التعذيب» إلى خارج سوريا، وصارت شهادتهما دليلاً ضد النظام أمام أكثر من محفل دولي.