المعارضة السورية تعلن إفشالها محاولة تسلل لـ{النظام» في ريف حلب

تعزيزات متقابلة تحسباً لاحتمال تنفيذ أنقرة تهديداتها المتكررة

مقاتلون من المعارضة في ريف حلب (الشرق الأوسط)
مقاتلون من المعارضة في ريف حلب (الشرق الأوسط)
TT

المعارضة السورية تعلن إفشالها محاولة تسلل لـ{النظام» في ريف حلب

مقاتلون من المعارضة في ريف حلب (الشرق الأوسط)
مقاتلون من المعارضة في ريف حلب (الشرق الأوسط)

أعلنت فصائل المعارضة السورية، الأحد، إفشال محاولة تسلل نفّذتها قوات النظام السوري والميليشيات الإيرانية، لاختراق مناطق نفوذها بريف حلب. وأعلنت، في المقابل، عن عملية هجومية مباغِتة نفّذتها في ريف اللاذقية أسفرت عن مقتل وجرح العشرات في صفوف الأخيرة.
وأفاد ناشطون (معارضون) بأن الفصائل المسلَّحة في غرفة عمليات «الفتح المبين»، وأبرزها «هيئة تحرير الشام»، تصدّت لعملية تسلل لقوات النظام السوري والميليشيات الإيرانية على محاور منطقة أورم الصغرى في ريف مدينة حلب الغربي، وذلك وسط إشتباكات عنيفة بالمدفعية الثقيلة والدبابات وراجمات الصواريخ، مما أدى إلى مقتل 11 عنصراً وجرح آخرين في صفوف المهاجمين، في حين واصلت مدفعية النظام قصفها البري لبلدات تقاد والقصر وكفرعمة، دون ورود أنباء عن وقوع خسائر بشرية في صفوف المدنيين.
وفي السياق نفسه أكد قيادي في فصائل المعارضة تنفيذ عملية «هجومية ومباغِتة ونوعية ضد مواقع عسكرية تابعة لقوات النظام في منطقة البيضا بجبل التركمان شرق محافظة اللاذقية، أسفرت عن تدمير 3 مواقع عسكرية، وقتل وجرح 20 عنصراً على الأقل».
وأوضح أن «العملية أتت رداً على خروقات قوات النظام السوري والميليشيات المسانِدة، بما فيها الميليشيات الإيرانية، على المناطق المأهولة بالسكان المدنيين، ومحاولات تسللها الفاشلة إلى مناطق المعارضة في شمال غربي سوريا، حيث جرى صد 3 محاولات، خلال الشهر الماضي، على محاور مدينة أتارب والفوج (46) في ريف حلب الغربي، وجبل الزاوية جنوب إدلب وجبال التركمان والأكراد في ريف اللاذقية الشرقي».
وأشار إلى أنه «جرى رصد تحركات عسكرية غير اعتيادية لقوات النظام والميليشيات الإيرانية والأفغانية في مواقعها العسكرية القريبة من خطوط التماس، تمثلت بوصول عدد من الآليات العسكرية والعناصر إلى معسكر جورين غرب حماة، وتعزيز عدد من المواقع القريبة من خطوط التماس في منطقة الشيخ عقيل غرب حلب، ومنطقة كفرنبل ومعرة النعمان جنوب وشرق إدلب بقواعد صواريخ موجهة».
وتأتي التطورات العسكرية في شمال غربي سوريا تزامناً مع استنفارات عالية لفصائل المعارضة السورية مع تعزيز لمواقعها العسكرية على طول خطوط التماس مع قوات النظام في محافظتي إدلب وحلب بأعداد كبيرة من المقاتلين والآليات، وسط مخاوف من شن الأخيرة عملية عسكرية مستغلّة أي تحرك عسكري مفاجئ للقوات التركية، بالاشتراك مع الفصائل السورية المُوالية لأنقرة، ضد قوات سوريا الديمقراطية (قسد)» .
وتخضع محافظة إدلب وأجزاء من محافظات حلب وحماة واللاذقية في شمال غربي سوريا لاتفاق موسكو المعروف باتفاق (خفض التصعيد)، الموقّع بين الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، في مارس (آذار) 2020، والذي نصّ على وقف إطلاق النار على طول خط المواجهة، إلا أن المنطقة تشهد بشكل مستمر اعتداءات متكررة ومحاولات تسلل من قِبل قوات النظام وقصف جوي من المقاتلات الروسية.


مقالات ذات صلة

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

العالم العربي أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

استبقت تركيا انعقاد الاجتماع الرباعي لوزراء خارجيتها وروسيا وإيران وسوريا في موسكو في 10 مايو (أيار) الحالي في إطار تطبيع مسار العلاقات مع دمشق، بمطالبتها نظام الرئيس بشار الأسد بإعلان موقف واضح من حزب «العمال الكردستاني» والتنظيمات التابعة له والعودة الطوعية للاجئين والمضي في العملية السياسية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
العالم العربي درعا على موعد مع تسويات جديدة

درعا على موعد مع تسويات جديدة

أجرت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا (جنوب سوريا) اجتماعات عدة خلال الأيام القليلة الماضية، آخرها أول من أمس (الأربعاء)، في مقر الفرقة التاسعة العسكرية بمدينة الصنمين بريف درعا الشمالي، حضرها وجهاء ومخاتير ومفاوضون من المناطق الخاضعة لاتفاق التسوية سابقاً وقادة من اللواء الثامن المدعوم من قاعدة حميميم الأميركية. مصدر مقرب من لجان التفاوض بريف درعا الغربي قال لـ«الشرق الأوسط»: «قبل أيام دعت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا، ممثلةً بمسؤول جهاز الأمن العسكري في درعا، العميد لؤي العلي، ومحافظ درعا، لؤي خريطة، ومسؤول اللجنة الأمنية في درعا، اللواء مفيد حسن، عد

رياض الزين (درعا)
شمال افريقيا مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

أجرى وزير الخارجية المصري سامح شكري اتصالات هاتفية مع نظرائه في 6 دول عربية؛ للإعداد للاجتماع الاستثنائي لوزراء الخارجية العرب بشأن سوريا والسودان، المقرر عقده، يوم الأحد المقبل. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، السفير أحمد أبو زيد، في إفادة رسمية، الخميس، إن شكري أجرى اتصالات هاتفية، على مدار يومي الأربعاء والخميس، مع كل من وزير خارجية السودان علي الصادق، ووزير خارجية السعودية فيصل بن فرحان، ووزير خارجية العراق فؤاد محمد حسين، ووزير خارجية الجزائر أحمد عطاف، ووزير خارجية الأردن أيمن الصفدي، ووزير خارجية جيبوتي محمود علي يوسف. وأضاف أن «الاتصالات مع الوزراء العرب تأتي في إطار ا

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
المشرق العربي الأردن يوسّع مشاورات «عودة سوريا»

الأردن يوسّع مشاورات «عودة سوريا»

أطلق الأردن سلسلة اتصالات مع دول عربية غداة استضافته اجتماعاً لبحث مسألة احتمالات عودة سوريا إلى الجامعة العربية، ومشاركتها في القمة المقبلة المقرر عقدها في المملكة العربية السعودية هذا الشهر. وقالت مصادر أردنية لـ«الشرق الأوسط»، إن اجتماع عمّان التشاوري الذي عُقد (الاثنين) بحضور وزراء خارجية مصر والسعودية والعراق والأردن وسوريا، ناقش احتمالات التصويت على قرار عودة سوريا إلى الجامعة العربية ضمن أنظمة الجامعة وآليات اعتماد القرارات فيها. وفي حين أن قرار عودة سوريا إلى الجامعة ليس مقتصراً على الاجتماعات التشاورية التي يعقدها وزراء خارجية مصر والسعودية والعراق والأردن، فإن المصادر لا تستبعد اتفاق

شؤون إقليمية الأسد ورئيسي يتفقان على «تعاون استراتيجي طويل الأمد»

الأسد ورئيسي يتفقان على «تعاون استراتيجي طويل الأمد»

بدأ الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أمس (الأربعاء) زيارة لدمشق تدوم يومين واستهلها بجولة محادثات مع نظيره السوري بشار الأسد تناولت تعزيز العلاقات المتينة أصلاً بين البلدين. وفيما تحدث رئيسي عن «انتصارات كبيرة» حققتها سوريا، أشار الأسد إلى أن إيران وقفت إلى جانب الحكومة السورية مثلما وقفت هذه الأخيرة إلى جانب إيران في حرب السنوات الثماني مع إيران في ثمانينات القرن الماضي. ووقع الأسد ورئيسي في نهاية محادثاتهما أمس «مذكرة تفاهم لخطة التعاون الاستراتيجي الشامل الطويل الأمد». وزيارة رئيسي لدمشق هي الأولى التي يقوم بها رئيس إيراني منذ 13 سنة عندما زارها الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد.

«الشرق الأوسط» (دمشق)

بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
TT

بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)

وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (الخميس) إلى الأردن، مستهِلاً جولة لبحث الأزمة في سوريا بعد إطاحة الرئيس السوري بشار الأسد، وفق ما أفاد صحافي من «وكالة الصحافة الفرنسية» كان ضمن فريق الصحافيين المرافق له في الطائرة.

وقال مسؤولون أميركيون، للصحافيين المرافقين، إن بلينكن المنتهية ولايته سيلتقي العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، ووزيرَ خارجيته في مدينة العقبة (نحو 325 كيلومتراً جنوب عمان) على البحر الأحمر، في إطار سعيه إلى عملية «شاملة» لاختيار أعضاء الحكومة السورية المقبلة. وفور وصوله، توجَّه بلينكن إلى الاجتماع، ومن المقرر أن يسافر في وقت لاحق من اليوم إلى تركيا.

ودعا بلينكن إلى عملية «شاملة» لتشكيل الحكومة السورية المقبلة تتضمَّن حماية الأقليات، بعدما أنهت فصائل معارضة بقيادة «هيئة تحرير الشام» حكم بشار الأسد المنتمي إلى الطائفة العلوية التي تُشكِّل أقلية في سوريا.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية، لدى إعلانها عن جولة بلينكن، إنه سيدعو إلى «قيام سلطة في سوريا لا توفر قاعدة للإرهاب أو تُشكِّل تهديداً لجيرانها»، في إشارة إلى المخاوف التي تُعبِّر عنها كل من تركيا، وإسرائيل التي نفَّذت مئات الغارات في البلد المجاور خلال الأيام الماضية. وأشار المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر إلى أنه خلال المناقشات في العقبة على البحر الأحمر «سيكرر بلينكن دعم الولايات المتحدة لانتقال جامع (...) نحو حكومة مسؤولة وتمثيلية». وسيناقش أيضاً «ضرورة (...) احترام حقوق الأقليات، وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية، ومنع تحول سوريا إلى قاعدة للإرهاب أو أن تُشكِّل تهديداً لجيرانها، وضمان تأمين مخزونات الأسلحة الكيميائية وتدميرها بشكل آمن». وهذه الزيارة الثانية عشرة التي يقوم بها بلينكن إلى الشرق الأوسط منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وهجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على إسرائيل، التي ردَّت بحملة عنيفة ومُدمِّرة ما زالت مستمرة على قطاع غزة.

وانتهت رحلة بلينكن السابقة بخيبة أمل بعد فشله في تأمين صفقة تنهي فيها إسرائيل و«حماس» الحرب في مقابل إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة. وسيغادر بلينكن منصبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل مع إدارة الرئيس جو بايدن.

ووصف الرئيس المنتخب دونالد ترمب الوضع في سوريا بـ«الفوضى». وقال إن الولايات المتحدة لا ينبغي أن تتدخل، رغم أنه لم يوضح السياسة الأميركية منذ سقوط الأسد.