قيادات دينية يهودية «تجيز» الصلوات في باحات «الأقصى» وتزيل لافتات منعها

قبة الصخرة في المسجد الأقصى (أ.ف.ب)
قبة الصخرة في المسجد الأقصى (أ.ف.ب)
TT
20

قيادات دينية يهودية «تجيز» الصلوات في باحات «الأقصى» وتزيل لافتات منعها

قبة الصخرة في المسجد الأقصى (أ.ف.ب)
قبة الصخرة في المسجد الأقصى (أ.ف.ب)

قامت جهات دينية متطرفة من التيار الصهيوني الديني، الذي يضم المستوطنين، بإزالة اللافتة التي تمنع اليهود من دخول باحات المسجد الأقصى، وإقامة الصلوات فيها، ووضعت لافتات جديدة «تبارك» هذا الدخول.
ورغم أن القيادات الدينية الرسمية، المسؤولة عن «حائط المبكى» والمؤسسة الدينية الرسمية التابعة للحكومة، نفت علمها بهذا التغيير، فإن قادة حزب «الصهيونية الدينية» الشركاء في الائتلاف الحكومي القادم، أمثال بتسلئيل سموترتش وإيتمار بن غفير وآفي معوز، رحبوا به.
وقال بن غفير، الذي سيتولى في حكومة بنيامين نتنياهو العتيدة، منصب وزير «الأمن القومي»، رأوا في التغيير «ضرورة حيوية» واعتبروه «من متطلبات المرحلة». وقال مقرب منهم: «يجب أن تفهوا أن الشعب في إسرائيل انتخب اليمين للحكم، ونحن نسعى لأن يكون اليمين حاكماً بنسبة 100 في المائة من عقائده».
المعروف أن القيادات الدينية اليهودية مختلفة فيما بينها حول موضوع الأقصى. وقسم كبير منها يعتبر دخول باحات الأقصى «حراماً على اليهود»، منذ مئات السنين. وفي مرحلة معينة من الحكم العثماني، سمح لهم السلطان بدخول الباحات وأداء الصلاة فيها، فتوجهوا إليه بطلب إلغاء هذا السماح، وأوضحوا له «أن الدين يحرم ذلك عليهم». وأوضحوا، «أن أحكام الدين تعتبر الصعود إلى جبل الهيكل (هكذا يسمي اليهود باحات الأقصى) حراماً».
وفي زمن الانتداب البريطاني أقدم الضابط المسؤول عن القدس على زيارة الباحات برفقة مجموعة من الحاخامات اليهود، فاحتج قادة المؤسسات الدينية، وهاجموه «على هذا التدنيس» فاعتذر رسمياً، وأصدر مرسوماً يؤكد «منع اليهود من زيارة المكان».
ويعتقد هؤلاء «أن ركام الهيكل مدفونة تحت الباحات، ولذلك فإن من يزور المكان يدوس عليها».
وبعد احتلال سنة 1967 حاول بعض رجال الدين من المؤسسة الرسمية إقامة مقر دائم لليهود في باحات الأقصى تمهيداً لبناء كنيس يهودي. لكن وزير الدفاع، موشيه ديان، تصدى لهم، وأصدر أمراً يضع فيه «الأقصى» بكل باحاته بمساحة 140 دونماً، تحت إدارة الأوقاف الإسلامية الأردنية.
وقد صادقت القيادة الدينية الرسمية على ذلك القرار، وأصدرت فتوى وقع عليها 100 شخصية دينية يهودية رفيعة تدين «كل من يدخل باحات الأقصى أو يقيم الصلاة اليهودية فيها»، بيد أن مجموعة من السياسيين المتدينين في تيار الصهيونية الدينية المتطرف، رفضت هذا الموقف وهاجمت رجال الدين المذكورين، وأعلنت أنها «لن تتنازل عن الحق في الصلاة» هناك، وأكدت أنها ترمي إلى «هدم مسجد قبة الصخرة وإعادة بناء الهيكل اليهودي أمامه».
وطبعت ملصقات تظهر فيها صورة «الهيكل اليهودي الحديث وقد بني مكان قبة الصخرة». وشوهد هذا الملصق معلقاً على جدار في بيت بن غفير، الوزير في حكومة نتنياهو. وعندما سئل عن الموضوع قال: «أجل. هذه حقيقة تاريخية. مسجد قبة الصخرة بني في عهد عمر بن الخطاب بالضبط مكان الهيكل. وطموحنا أن نعيد بناءه هناك». وأكد أنه «سيعمل كل ما في وسعه لتمتين العلاقات بين اليهود وبين المكان المقدس».
وأشارت الشرطة إلى أن عدد الزوار اليهود لباحات «الأقصى» تضاعف مرات عدة في السنوات الأخيرة، وبعد أن كان بحدود بضع مئات سنوياً، وصل في سنة 2009 إلى 5658 زائراً، وفي السنة الماضية إلى 34779 زائراً.
وكانت اللافتة التي وضعتها القيادة الدينية الرسمية تحظر دخول اليهود تماماً. وتقول إن زيارات اليهود للمكان «خطيئة». وجاء فيها: «إعلان وتحذير. التوراة تحظر دخول اليهود إلى منطقة الهيكل بتاتاً لكونه مقدساً». لكن هذه اللافتة اختفت في الأسابيع الأخيرة، ونشرت لافتات أخرى تقول: «إدارة الحج إلى جبل الهيكل تبارك الحجاج اليهود، وتتضرع إلى الله أن يتقبل صلواتهم».
وتم وضع هذه اللافتة الجديدة بالقرب من نقاط تفتيش الشرطة، ما يعني أن السلطات الإسرائيلية الرسمية تعرف بالأمر.
يذكر أن رئيس الوزراء المكلف، بنيامين نتنياهو، يتقدم في الجهود لتشكيل حكومته اليمينية مع سموترتش وبن غفير، لكنه لم يستطع إنجاز المهمة بعد. فقد فرض عليه حلفاؤه أن يبدأ أولاً في سن قوانين تتيح لهم تنفيذ مطالب عقائدية والتحكم في الأوضاع الفلسطينية والاستيطانية في الضفة الغربية، وتمنح بن غفير صلاحيات القائد العام للشرطة.
ومن المفترض أن يلتئم الكنيست (البرلمان الإسرائيلي) الاثنين لانتخاب رئيس له والانطلاق في سن القوانين. وفقط بعدها، سيتاح لنتنياهو عرض حكومته. وقد انتقد مقرب من نتنياهو، النائب ديفيد بيتان، تصرف الحلفاء وقال: «إن الأمر المهم الآن هو تشكيل الحكومة، وسيكون لدينا وقت لسَنّ القوانين، لكنهم لا يثقون بنا ولا برئيسنا نتنياهو وهذا تصرف غير سليم لا يلائم الحلفاء».


مقالات ذات صلة

غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

شؤون إقليمية غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

في اليوم الذي استأنف فيه المتظاهرون احتجاجهم على خطة الحكومة الإسرائيلية لتغيير منظومة الحكم والقضاء، بـ«يوم تشويش الحياة الرتيبة في الدولة»، فاجأ رئيس حزب «المعسكر الرسمي» وأقوى المرشحين لرئاسة الحكومة، بيني غانتس، الإسرائيليين، بإعلانه أنه يؤيد إبرام صفقة ادعاء تنهي محاكمة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بتهم الفساد، من دون الدخول إلى السجن بشرط أن يتخلى عن الحكم. وقال غانتس في تصريحات صحافية خلال المظاهرات، إن نتنياهو يعيش في ضائقة بسبب هذه المحاكمة، ويستخدم كل ما لديه من قوة وحلفاء وأدوات حكم لكي يحارب القضاء ويهدم منظومة الحكم. فإذا نجا من المحاكمة وتم تحييده، سوف تسقط هذه الخطة.

نظير مجلي (تل أبيب)
المشرق العربي هدوء في غزة بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية

هدوء في غزة بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية

سادَ هدوء حذِر قطاع غزة، صباح اليوم الأربعاء، بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، على أثر وفاة المعتقل خضر عدنان، أمس، مُضرباً عن الطعام في السجون الإسرائيلية، وفقاً لوكالة «الأنباء الألمانية». وكانت وسائل إعلام فلسطينية قد أفادت، فجر اليوم، بأنه جرى التوصل لاتفاق على وقف إطلاق النار بين فصائل فلسطينية والجانب الإسرائيلي، وأنه دخل حيز التنفيذ. وقالت وكالة «معاً» للأنباء إن وقف إطلاق النار في قطاع غزة «مشروط بالتزام الاحتلال الإسرائيلي بعدم قصف أي مواقع أو أهداف في القطاع».

«الشرق الأوسط» (غزة)
شؤون إقليمية بعد 75 عاماً على قيامها... إسرائيل بين النجاح الاقتصادي والفروقات الاجتماعية الصارخة

بعد 75 عاماً على قيامها... إسرائيل بين النجاح الاقتصادي والفروقات الاجتماعية الصارخة

بعد مرور 75 عاماً على قيامها، أصبح اقتصاد إسرائيل واحداً من أكثر الاقتصادات ازدهاراً في العالم، وحقّقت شركاتها في مجالات مختلفة من بينها التكنولوجيا المتقدمة والزراعة وغيرها، نجاحاً هائلاً، ولكنها أيضاً توجد فيها فروقات اجتماعية صارخة. وتحتلّ إسرائيل التي توصف دائماً بأنها «دولة الشركات الناشئة» المركز الرابع عشر في تصنيف 2022 للبلدان وفقاً لنصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي، متقدمةً على الاقتصادات الأوروبية الأربعة الأولى (ألمانيا والمملكة المتحدة وفرنسا وإيطاليا)، وفقاً لأرقام صادرة عن صندوق النقد الدولي. ولكن يقول جيل دارمون، رئيس منظمة «لاتيت» الإسرائيلية غير الربحية التي تسعى لمكافحة ا

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية مكارثي يتعهد دعوة نتنياهو إلى واشنطن في حال استمر تجاهل بايدن له

مكارثي يتعهد دعوة نتنياهو إلى واشنطن في حال استمر تجاهل بايدن له

أعلن رئيس مجلس النواب الأميركي، كيفين مكارثي، في تل أبيب، امتعاضه من تجاهل الرئيس الأميركي، جو بايدن، رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو وامتناعه عن دعوته للقيام بالزيارة التقليدية إلى واشنطن. وهدد قائلاً «إذا لم يدع نتنياهو إلى البيت الأبيض قريباً، فإنني سأدعوه إلى الكونغرس». وقال مكارثي، الذي يمثل الحزب الجمهوري، ويعدّ اليوم أحد أقوى الشخصيات في السياسة الأميركية «لا أعرف التوقيت الدقيق للزيارة، ولكن إذا حدث ذلك فسوف أدعوه للحضور ومقابلتي في مجلس النواب باحترام كبير. فأنا أرى في نتنياهو صديقاً عزيزاً.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية المواجهة في إسرائيل: شارع ضد شارع

المواجهة في إسرائيل: شارع ضد شارع

بدأت المواجهة المفتوحة في إسرائيل، بسبب خطة «التعديلات» القضائية لحكومة بنيامين نتنياهو، تأخذ طابع «شارع ضد شارع» بعد مظاهرة كبيرة نظمها اليمين، الخميس الماضي، دعماً لهذه الخطة، ما دفع المعارضة إلى إظهار عزمها الرد باحتجاجات واسعة النطاق مع برنامج عمل مستقبلي. وجاء في بيان لمعارضي التعديلات القضائية: «ابتداءً من يوم الأحد، مع انتهاء عطلة الكنيست، صوت واحد فقط يفصل إسرائيل عن أن تصبحَ ديكتاتورية قومية متطرفة.

«الشرق الأوسط» (رام الله)

استقالة سموتريتش... تكتيك لتعزيز «الصهيونية الدينية» 

وزير المالية المستقيل سموتريتش (أرشيفية من «رويترز»)
وزير المالية المستقيل سموتريتش (أرشيفية من «رويترز»)
TT
20

استقالة سموتريتش... تكتيك لتعزيز «الصهيونية الدينية» 

وزير المالية المستقيل سموتريتش (أرشيفية من «رويترز»)
وزير المالية المستقيل سموتريتش (أرشيفية من «رويترز»)

تُظهر الخطة التي وضعها رئيس حزب «الصهيونية الدينية» بتسلئيل سموتريتش، باستقالته من منصبيه؛ كوزيرٍ للمالية، ووزيرٍ في وزارة الدفاع، وعودته إلى الكنيست، أنه يخوض لعبة صغيرة من أجل استعادة مقاعد حزبه في الكنيست، قبل أن يعود إلى منصبيه مجدداً، لكن ذلك قد لا يبدو ممهداً بسهولة.

وكان سموتريتش قد أعلن استقالته، ليل الاثنين، وقال إنه سيعود إلى عضوية الكنيست، احتجاجاً على «خرق تفاهمات» بينه وبين رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، وإيتمار بن غفير.

وقال حزب «الصهيونية الدينية» إن قرار الاستقالة جاء «نتيجة إخلال بالاتفاقات بين سموتريتش وبن غفير ونتنياهو». ولم يوضح ما هي الخلافات، لكن وسائل إعلام إسرائيلية قالت إن بن غفير يريد الحصول على منصب وزير آخر في الحكومة لأعضاء حزبه، من أجل تمرير اتفاق استبدال النواب في الكنيست، وفق تفاهم سابق.

الوزيران المتطرفان إيتمار بن غفير (يسار) وبتسلئيل سموتريتش (أرشيفية - أ.ف.ب)
الوزيران المتطرفان إيتمار بن غفير (يسار) وبتسلئيل سموتريتش (أرشيفية - أ.ف.ب)

ومن أجل فهم كيف بدأت الأزمة، يجب العودة إلى البداية، عندما تم انتخاب «الصهيونية الدينية» برئاسة سموتريتش للكنيست الأخيرة بقائمة واحدة مع حزب «عوتسما يهوديت» برئاسة إيتمار بن غفير، وحزب «نوعام» برئاسة آفي ماعوز. وحصلت القائمة المشتركة على 14 مقعداً في الكنيست، وذلك حسب التوزيع التالي: 7 مقاعد لـ«الصهيونية الدينية»، و6 مقاعد لـ«عوتسما يهوديت»، ومقعد واحد لـ«نوعام».

ومع تشكيل الحكومة، تم تعيين أعضاء من «الصهيونية الدينية» و«عوتسما يهوديت» وزراء (6 وزراء).

القانون النرويجي

وبموجب «القانون النرويجي»، يتمتع الوزراء ونواب الوزراء الذين يشغلون مناصبهم كأعضاء في الكنيست بخيار الاستقالة من الكنيست، حتى يتمكنوا من التركيز على عملهم في الحكومة، على أن يحلّ مكانهم التالون في قائمة الكنيست.

وفعلاً استقال من «الصهيونية الدينية» سموتريتش من الكنيست، وعيّن وزيراً للمالية ووزيراً في وزارة الدفاع، وفي «عوتسما يهوديت» استقال عميحاي إلياهو من الكنيست، وعين وزيراً للتراث. ومع استقالة الاثنين، دخل إلى الكنيست «التالي في القائمة الموحدة»، يتسحاق كروزر من «عوتسما يهوديت»، وتسفي سوكوت من «الصهيونية الدينية». وفي الواقع تم الحفاظ على توازن القوى (الصهيونية الدينية بـ7 مقاعد في الكنيست، وعوتسما يهوديت بـ6 مقاعد).

لكن مع استقالة بن غفير ووزراء «عوتسما يهوديت» من الحكومة بعد وقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حماس» في يناير (كانون الثاني)، تغير ميزان القوى بين الطرفين، فعاد الوزير عميحاي إلياهو من «عوتسما يهوديت» إلى الكنيست، وأطيح بالنائب تسفي سوكوت، وبذلك ارتفع عدد أعضاء «عوتسما يهوديت» في الكنيست إلى 7 أعضاء، وانخفض عدد أعضاء «الصهيونية الدينية» إلى 6 أعضاء.

صورة لإحدى الجلسات في الكنيست الإسرائيلي (إكس)
صورة لإحدى الجلسات في الكنيست الإسرائيلي (إكس)

وقالت «القناة 12» إنه في إطار الاتفاقات بين الائتلاف وبن غفير، تقرر بقاء الوضع على ما هو عليه. وبعد نحو شهرين، عند عودة بن غفير ووزرائه إلى الحكومة، تم الاتفاق على أن يستقيل وزير من «عوتسما يهوديت» من الكنيست من أجل استعادة توازن القوى الأول، لكن الوزيرين بن غفير وواسرلاوف لم يفعلا ذلك عندما عادا إلى الحكومة، ولم يستقل أي منهما من الكنيست، وبقي حزب سموتريتش خاسراً لمقعده.

وأضافت القناة: «حاول مسؤولون في الائتلاف التوصل إلى اتفاق بين الرجلين، واقترحوا على بن غفير تعيين أحد أعضاء حزبه نائباً للوزير والاستقالة من الكنيست، لكنه رفض وأصرّ على تعيين وزير آخر مقابل استقالته»، وهو ما فجّر الأزمة.

ماذا سيحدث الآن؟ وهل عودة سموتريتش مضمونة؟

تدخل استقالة سموتريتش حيز التنفيذ مساء الأربعاء، بعد 48 ساعة من لحظة الإعلان عنها. وبمجرد سريان الاستقالة، سيتوقف سموتريتش عن العمل وزيراً للمالية ووزيراً في وزارة الدفاع، وسيبدأ خدمته في الكنيست. وبعد عودته إلى الكنيست، سيتوقف عضو الكنيست يتسحاق كرويزر من «عوتسما يهوديت» عن الخدمة فيها، وسيتم الحفاظ على توازن القوى بين الأحزاب.

لكن هذه هي الخطوة الأولى، وتهدف إلى استعادة المقاعد في الكنيست. أما الخطوة الثانية، وهي الأهم، فهي عودة سموتريتش إلى مناصبه.

ويستطيع سموتريتش العودة طالما أنه عضو كنيست، وتوجد أغلبية لذلك، لكن «القناة 12» قالت إن الأغلبية لإعادة تعيين سموتريتش في الكنيست ليست مضمونة حتى الآن، ولم يقرر «عوتسما يهوديت» بعد ما إذا كان سيؤيد إعادة التعيين، ويتناقش «الحريديم» حول ما إذا كانوا سيستغلون الزخم للضغط بشأن قضية التجنيد.

إيتمار بن غفير مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الكنيست (أرشيفية - د.ب.أ)
إيتمار بن غفير مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الكنيست (أرشيفية - د.ب.أ)

وأكد موقع «واي نت» التابع لـ«يديعوت أحرونوت» أن مسؤولين في «يهوديت هتوراة» نقلوا رسالة في الساعات الأخيرة مفادها أنهم لن يصوتوا بسهولة لصالح عودة سموتريتش إلى وزارة المالية، من دون زيادة في ميزانية التعليم الحريدي. وبحسب الموقع، فإنهم يدركون في الائتلاف بالفعل أن الفصيل الحريدي قد يطرحها على الطاولة كتهديد رسمي.

لجنة اختيار القضاة

مسألة أخرى تهددها استقالة سموتريتش، وهي لجنة اختيار القضاة.

في هذا السياق، قالت «القناة 12» إن كروزر الذي سيخسر موقعه كعضو كنيست يشغل منصب عضو في لجنة اختيار القضاة، وهذا له أهمية كبيرة بالنسبة للائتلاف المعرض لخطر فقدان ممثل واحد من أصل 3 في اللجنة المكونة من 9. وبحسب القناة، فإنهم بحاجة إلى اتفاق من أجل بديل، وإلا فإن المعارضة قد تستولي على الموقع.

وأضافت القناة أن المعارضة تدرس خياراتها الآن، وإذا نجحت في «الاستيلاء» على المقعد الشاغر فقد يؤدي إلى تعيينات في المحكمة العليا من دون أي مشكلة تقريباً.

وهناك انقسام حاد حول لجنة اختيار القضاة.