«الأعلى للدولة» الليبي يصوّت لصالح تعليق التواصل مع «النواب»

الدبيبة يجدد تمسكه بمسار الدستور والانتخابات

جانب من اجتماع المجلس الأعلى للدولة في ليبيا (المجلس)
جانب من اجتماع المجلس الأعلى للدولة في ليبيا (المجلس)
TT

«الأعلى للدولة» الليبي يصوّت لصالح تعليق التواصل مع «النواب»

جانب من اجتماع المجلس الأعلى للدولة في ليبيا (المجلس)
جانب من اجتماع المجلس الأعلى للدولة في ليبيا (المجلس)

صعّد المجلس الأعلى للدولة من خلافه مع مجلس النواب، بينما جدد عبد الحميد الدبيبة رئيس حكومة «الوحدة» المؤقتة، التأكيد على أنه «ليس لدينا إلا مسار الدستور والانتخابات سواء بالدستور المؤقت أو القاعدة الدستورية».
وقال الدبيبة، مساء السبت بطرابلس في منتدى عضوات المجالس البلدية، إنه «لا طريق آخر، ولا يمكن أن نترك الأشخاص يعبثون بمستقبلنا ومستقبل أولادنا»، معلناً أنه «لن يكون هناك أي قتال جديد بين الليبيين».
وتابع: «نوايانا صادقة، ولا نسعى سوى لخدمة الوطن والمواطن»، وزعم أن «لدينا اليوم فرصة تاريخية لنعيد للوطن حريته وإمكانياته المادية. أنهكتنا الحروب، وتقاتل الليبيون فيما بينهم دون سبب».
ودعا الدبيبة إلى التوعية بأهمية الانتخابات والدستور، لافتاً إلى أطماع جهات داخلية وخارجية، لم يحددها، في ليبيا، مجدداً دعمه لهذه الملتقيات للقيادات المنتخبة، خصوصاً للمرأة، مشيراً إلى أنها «يجب أن تلعب دورها في بناء الوطن ودعم استقراره، وهذا لن يتأتّى إلا بالدستور والانتخابات»، مشيداً بأدوار المرأة الليبية، السياسي والاقتصادي والاجتماعي، داخل البلاد وخارجها.
في غضون ذلك، صعّد المجلس الأعلى للدولة من خلافه مع مجلس النواب، بعدما صوت أعضاؤه في جلسة عقدوها أمس (الأحد) بالعاصمة طرابلس، على تعليق التواصل مع مجلس النواب في المسارات كافة لحين إلغاء قانون المحكمة الدستورية، التي استحدثها أخيراً في مدينة بنغازي بشرق البلاد.
وقال أعضاء بمجلس الدولة إن 68 من أصل 79 عضواً حضروا الجلسة، صوتوا لصالح تعليق التواصل مع مجلس النواب.
ونقلت وسائل إعلام محلية، عن مصادر، إمهال البعثة الأممية المجلسين حتى السبت المقبل لإتمام اتفاقهما حول السلطة التنفيذية، والمسار الدستوري لعقد الانتخابات.
وتزامن ذلك مع مطالبة «الملتقى الليبي الجامع» - الذي عقد أول من أمس بطرابلس تحت رعاية حكومة الدبيبة - المجلس الرئاسي بالاضطلاع بواجباته واتخاذ القرارات الحاسمة تجاه الشعب، وتجميد مجلسي النواب والدولة، وحلهما لانتهاء صلاحياتهما، والإسراع في بناء جسم بديل، وظيفته تأسيس قواعد قانونية تقام على أساسها الانتخابات.
كما دعا لإتاحة الفرصة للشعب لممارسة حقه الديمقراطي الذي طال انتظاره، واستكمال الاستحقاقات الانتخابية المعبرة عن رغبة الليبيين في التغيير وبناء الدولة، وتوحيد كل الجهود في مختلف ربوع البلاد؛ لاستعادة هيبة الدولة وسيادتها الوطنية، بالإضافة إلى تأكيد وحدة التراب الليبي وحرمة الدم الليبي، والعمل بكل قوة على تحقيق المصالحة الوطنية من خلال تفعيل الحوار المجتمعي العام.
في المقابل، أعلنت السفارة الأميركية أن الولايات المتحدة تدعم سيادة ليبيا، وأن تكون مستقرة وموحدة وآمنة وخالية من التدخل الأجنبي، وأن تكون لها حكومة منتخبة ديمقراطياً تدعم حقوق الإنسان والتنمية، وقادرة على مكافحة الإرهاب داخل حدودها.
وأعربت، في بيان لها عبر «تويتر» مساء (السبت)، عن اعتقادها بأن حماية حقوق الليبيين في حرية التعبير والتجمع السلمي، فضلاً عن حقوق الإنسان الأساسية الأخرى، هي أساس ضروري لبلد أكثر ازدهاراً وسلاماً.


مقالات ذات صلة

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

شمال افريقيا المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

بحثت نجلاء المنقوش مع نظيرها وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها أمس إلى الجزائر، فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الأشخاص، بعد سنين طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والأمنية في ليبيا. وذكرت الخارجية الجزائرية في بيان أن الوزيرين بحثا قضايا جارية في الساحتين المغاربية والعربية، منها تطورات ملف الصحراء، والمساعي العربية والدولية لوقف الاقتتال وحقن الدماء في السودان. وأكد البيان أن عطاف تلقى من المنقوش «عرضا حول آخر مستجدات العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة، لإنهاء الأزمة في ليبيا».

شمال افريقيا وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

بحث وفدان عسكريان، أميركي وفرنسي، في ليبيا سبل إعادة بناء وتطوير المؤسسة العسكرية المُنقسمة، بين شرق البلاد وغربها، منذ إسقاط النظام السابق، في وقت زار فيه المشير خليفة حفتر، القائد العام لـ«الجيش الوطني» روما، والتقى برئيسة الوزراء بالحكومة الإيطالية جورجا ميلوني، وعدد من وزراء حكومتها. وفي لقاءين منفصلين في طرابلس (غرباً) وبنغازي (شرقاً)، التقى الوفدان الأميركي والفرنسي قيادات عسكرية للتأكيد على ضرورة توحيد الجيش الليبي.

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

بحثت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش مع نظيرها الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها اليوم الخميس إلى الجزائر، في فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الاشخاص، بعد سنوات طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والامنية في ليبيا.

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا «حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

«حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

لم يكن من قبيل الصدفة أن تقذف أمواج البحر المتوسط كميات متنوعة من المخدرات إلى السواحل الليبية، أو أن تتلقف شِباك الصيادين قرب الشاطئ «حزماً» من «الحشيش والكوكايين وحبوب الهلوسة»، فالبلاد تحوّلت -وفق تقرير أممي- إلى «معبر مهم» لهذه التجارة المجرّمة. وتعلن السلطات الأمنية في عموم ليبيا من وقت لآخر عن ضبط «كميات كبيرة» من المخدرات قبل دخولها البلاد عبر الموانئ البحري والبرية، أو القبض على مواطنين ووافدين وهو يروّجون هذه الأصناف التي يُنظر إليها على أنها تستهدف «عقول الشباب الليبي». غير أنه بات لافتاً من واقع عمليات الضبط التي تعلن عنها السلطات المحلية تزايُد تهريب المخدرات وتعاطيها، خصوصاً «حبوب

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا «النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

«النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

استهلّت اللجنة المُشتركة لممثلي مجلسي «النواب» و«الدولة» (6+6) المكلفة بإعداد قوانين الانتخابات الليبية، اجتماعاتها في العاصمة طرابلس بـ«الاتفاق على آلية عملها». وطبقاً لما أعلنه عبد الله بليحق، المتحدث الرسمي باسم مجلس النواب، فقد شهد الاجتماع ما وصفه بتقارب في وجهات النظر بين أعضاء اللجنة حول القوانين الانتخابية، مشيراً، في بيان مقتضب مساء أول من أمس، إلى أنه «تم أيضاً الاتفاق على التواصل مع الجهات والمؤسسات ذات العلاقة بالعملية الانتخابية».

خالد محمود (القاهرة)

وفاة العشرات بمرض غامض في بلدة سودانية تحاصرها «قوات الدعم السريع»

أشخاص يحصلون على المياه النظيفة التي تقدمها منظمة خيرية للسكان في القضارف شرق السودان 30 أغسطس 2024 (أ.ف.ب)
أشخاص يحصلون على المياه النظيفة التي تقدمها منظمة خيرية للسكان في القضارف شرق السودان 30 أغسطس 2024 (أ.ف.ب)
TT

وفاة العشرات بمرض غامض في بلدة سودانية تحاصرها «قوات الدعم السريع»

أشخاص يحصلون على المياه النظيفة التي تقدمها منظمة خيرية للسكان في القضارف شرق السودان 30 أغسطس 2024 (أ.ف.ب)
أشخاص يحصلون على المياه النظيفة التي تقدمها منظمة خيرية للسكان في القضارف شرق السودان 30 أغسطس 2024 (أ.ف.ب)

قالت نقابة أطباء السودان في وقت متأخر من مساء أمس الأربعاء إن 73 شخصاً على الأقل توفوا بمرض غامض في بلدة الهلالية التي تحاصرها «قوات الدعم السريع» شبه العسكرية.

والهلالية، في ولاية الجزيرة بشرق السودان، واحدة من عشرات القرى التي تعرضت لهجمات انتقامية من «قوات الدعم السريع»، بعد انشقاق قائد كبير منها وانضمامه للجيش، ما أدى إلى نزوح أكثر من 135 ألف شخص.

وتسببت الحرب بين الجانبين في أكبر أزمة إنسانية في العالم، ونزوح أكثر من 11 مليون شخص، وزيادة الجوع وتدخل قوى أجنبية، ما أثار مخاوف من انهيار الدولة.

ورغم أن ارتفاع أعداد القتلى في مناطق أخرى من ولاية الجزيرة ناجم عن قيام «قوات الدعم السريع» بأعمال قصف وإطلاق نار، أُصيب سكان في الهلالية بالإسهال، ما أثقل كاهل مستشفى محلي، وفق ما قالت النقابة و3 أشخاص من المنطقة.

ومن الصعب تحديد أسباب دقيقة للوفاة؛ نظراً لمنع «قوات الدعم السريع» الوصول لشبكة الإنترنت.

وقال رجل لـ«رويترز»: «إن 3 من أفراد أسرته ماتوا بالمرض نفسه، لكنه لم يكتشف ذلك إلا بعد أيام، عندما فر آخرون إلى منطقة يمكن الوصول فيها إلى الإنترنت».

وذكر رجل آخر أن «قوات الدعم السريع» تفرض على مَن يرغبون في المغادرة دفع مبالغ طائلة عند نقاط التفتيش التابعة لها.

وقال نشطاء مؤيدون للديمقراطية إن الحصار بدأ 29 أكتوبر (تشرين الأول) عندما داهمت «قوات الدعم السريع» البلدة وقتلت 5 أشخاص، وحاصرت سكاناً داخل 3 مساجد.

والهلالية مسقط رأس عائلة القائد المنشق أبو عاقلة كيكل، وهو ما يقول سكان محليون إنه قد يفسر سبب حصار البلدة التي كانت مركزاً تجارياً مستقراً يسكنه 50 ألف نسمة، من بينهم كثير من النازحين من مناطق أخرى.

وقال شهود إن الأسواق والمخازن في البلدة تعرضت للنهب.

وأظهرت صور بالأقمار الصناعية ضمن تقرير لمختبر البحوث الإنسانية في جامعة «ييل» الأميركية زيادة سريعة في عدد المقابر داخل عدد من بلدات ولاية الجزيرة منذ بدء الهجمات الانتقامية الأخيرة في أواخر أكتوبر، كما أظهرت أدلة على حرق الحقول الزراعية في قرية أزرق.