«الأعلى للدولة» الليبي يصوّت لصالح تعليق التواصل مع «النواب»

الدبيبة يجدد تمسكه بمسار الدستور والانتخابات

جانب من اجتماع المجلس الأعلى للدولة في ليبيا (المجلس)
جانب من اجتماع المجلس الأعلى للدولة في ليبيا (المجلس)
TT
20

«الأعلى للدولة» الليبي يصوّت لصالح تعليق التواصل مع «النواب»

جانب من اجتماع المجلس الأعلى للدولة في ليبيا (المجلس)
جانب من اجتماع المجلس الأعلى للدولة في ليبيا (المجلس)

صعّد المجلس الأعلى للدولة من خلافه مع مجلس النواب، بينما جدد عبد الحميد الدبيبة رئيس حكومة «الوحدة» المؤقتة، التأكيد على أنه «ليس لدينا إلا مسار الدستور والانتخابات سواء بالدستور المؤقت أو القاعدة الدستورية».
وقال الدبيبة، مساء السبت بطرابلس في منتدى عضوات المجالس البلدية، إنه «لا طريق آخر، ولا يمكن أن نترك الأشخاص يعبثون بمستقبلنا ومستقبل أولادنا»، معلناً أنه «لن يكون هناك أي قتال جديد بين الليبيين».
وتابع: «نوايانا صادقة، ولا نسعى سوى لخدمة الوطن والمواطن»، وزعم أن «لدينا اليوم فرصة تاريخية لنعيد للوطن حريته وإمكانياته المادية. أنهكتنا الحروب، وتقاتل الليبيون فيما بينهم دون سبب».
ودعا الدبيبة إلى التوعية بأهمية الانتخابات والدستور، لافتاً إلى أطماع جهات داخلية وخارجية، لم يحددها، في ليبيا، مجدداً دعمه لهذه الملتقيات للقيادات المنتخبة، خصوصاً للمرأة، مشيراً إلى أنها «يجب أن تلعب دورها في بناء الوطن ودعم استقراره، وهذا لن يتأتّى إلا بالدستور والانتخابات»، مشيداً بأدوار المرأة الليبية، السياسي والاقتصادي والاجتماعي، داخل البلاد وخارجها.
في غضون ذلك، صعّد المجلس الأعلى للدولة من خلافه مع مجلس النواب، بعدما صوت أعضاؤه في جلسة عقدوها أمس (الأحد) بالعاصمة طرابلس، على تعليق التواصل مع مجلس النواب في المسارات كافة لحين إلغاء قانون المحكمة الدستورية، التي استحدثها أخيراً في مدينة بنغازي بشرق البلاد.
وقال أعضاء بمجلس الدولة إن 68 من أصل 79 عضواً حضروا الجلسة، صوتوا لصالح تعليق التواصل مع مجلس النواب.
ونقلت وسائل إعلام محلية، عن مصادر، إمهال البعثة الأممية المجلسين حتى السبت المقبل لإتمام اتفاقهما حول السلطة التنفيذية، والمسار الدستوري لعقد الانتخابات.
وتزامن ذلك مع مطالبة «الملتقى الليبي الجامع» - الذي عقد أول من أمس بطرابلس تحت رعاية حكومة الدبيبة - المجلس الرئاسي بالاضطلاع بواجباته واتخاذ القرارات الحاسمة تجاه الشعب، وتجميد مجلسي النواب والدولة، وحلهما لانتهاء صلاحياتهما، والإسراع في بناء جسم بديل، وظيفته تأسيس قواعد قانونية تقام على أساسها الانتخابات.
كما دعا لإتاحة الفرصة للشعب لممارسة حقه الديمقراطي الذي طال انتظاره، واستكمال الاستحقاقات الانتخابية المعبرة عن رغبة الليبيين في التغيير وبناء الدولة، وتوحيد كل الجهود في مختلف ربوع البلاد؛ لاستعادة هيبة الدولة وسيادتها الوطنية، بالإضافة إلى تأكيد وحدة التراب الليبي وحرمة الدم الليبي، والعمل بكل قوة على تحقيق المصالحة الوطنية من خلال تفعيل الحوار المجتمعي العام.
في المقابل، أعلنت السفارة الأميركية أن الولايات المتحدة تدعم سيادة ليبيا، وأن تكون مستقرة وموحدة وآمنة وخالية من التدخل الأجنبي، وأن تكون لها حكومة منتخبة ديمقراطياً تدعم حقوق الإنسان والتنمية، وقادرة على مكافحة الإرهاب داخل حدودها.
وأعربت، في بيان لها عبر «تويتر» مساء (السبت)، عن اعتقادها بأن حماية حقوق الليبيين في حرية التعبير والتجمع السلمي، فضلاً عن حقوق الإنسان الأساسية الأخرى، هي أساس ضروري لبلد أكثر ازدهاراً وسلاماً.


مقالات ذات صلة

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

شمال افريقيا المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

بحثت نجلاء المنقوش مع نظيرها وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها أمس إلى الجزائر، فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الأشخاص، بعد سنين طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والأمنية في ليبيا. وذكرت الخارجية الجزائرية في بيان أن الوزيرين بحثا قضايا جارية في الساحتين المغاربية والعربية، منها تطورات ملف الصحراء، والمساعي العربية والدولية لوقف الاقتتال وحقن الدماء في السودان. وأكد البيان أن عطاف تلقى من المنقوش «عرضا حول آخر مستجدات العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة، لإنهاء الأزمة في ليبيا».

شمال افريقيا وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

بحث وفدان عسكريان، أميركي وفرنسي، في ليبيا سبل إعادة بناء وتطوير المؤسسة العسكرية المُنقسمة، بين شرق البلاد وغربها، منذ إسقاط النظام السابق، في وقت زار فيه المشير خليفة حفتر، القائد العام لـ«الجيش الوطني» روما، والتقى برئيسة الوزراء بالحكومة الإيطالية جورجا ميلوني، وعدد من وزراء حكومتها. وفي لقاءين منفصلين في طرابلس (غرباً) وبنغازي (شرقاً)، التقى الوفدان الأميركي والفرنسي قيادات عسكرية للتأكيد على ضرورة توحيد الجيش الليبي.

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

بحثت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش مع نظيرها الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها اليوم الخميس إلى الجزائر، في فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الاشخاص، بعد سنوات طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والامنية في ليبيا.

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا «حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

«حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

لم يكن من قبيل الصدفة أن تقذف أمواج البحر المتوسط كميات متنوعة من المخدرات إلى السواحل الليبية، أو أن تتلقف شِباك الصيادين قرب الشاطئ «حزماً» من «الحشيش والكوكايين وحبوب الهلوسة»، فالبلاد تحوّلت -وفق تقرير أممي- إلى «معبر مهم» لهذه التجارة المجرّمة. وتعلن السلطات الأمنية في عموم ليبيا من وقت لآخر عن ضبط «كميات كبيرة» من المخدرات قبل دخولها البلاد عبر الموانئ البحري والبرية، أو القبض على مواطنين ووافدين وهو يروّجون هذه الأصناف التي يُنظر إليها على أنها تستهدف «عقول الشباب الليبي». غير أنه بات لافتاً من واقع عمليات الضبط التي تعلن عنها السلطات المحلية تزايُد تهريب المخدرات وتعاطيها، خصوصاً «حبوب

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا «النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

«النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

استهلّت اللجنة المُشتركة لممثلي مجلسي «النواب» و«الدولة» (6+6) المكلفة بإعداد قوانين الانتخابات الليبية، اجتماعاتها في العاصمة طرابلس بـ«الاتفاق على آلية عملها». وطبقاً لما أعلنه عبد الله بليحق، المتحدث الرسمي باسم مجلس النواب، فقد شهد الاجتماع ما وصفه بتقارب في وجهات النظر بين أعضاء اللجنة حول القوانين الانتخابية، مشيراً، في بيان مقتضب مساء أول من أمس، إلى أنه «تم أيضاً الاتفاق على التواصل مع الجهات والمؤسسات ذات العلاقة بالعملية الانتخابية».

خالد محمود (القاهرة)

السودان يسعى للعودة إلى الاتحاد الأفريقي وهيئة «إيغاد»

أعلام دول «الاتحاد الأفريقي» الـ55 خلال القمة الـ38 في أديس أبابا الشهر الماضي (أ.ف.ب)
أعلام دول «الاتحاد الأفريقي» الـ55 خلال القمة الـ38 في أديس أبابا الشهر الماضي (أ.ف.ب)
TT
20

السودان يسعى للعودة إلى الاتحاد الأفريقي وهيئة «إيغاد»

أعلام دول «الاتحاد الأفريقي» الـ55 خلال القمة الـ38 في أديس أبابا الشهر الماضي (أ.ف.ب)
أعلام دول «الاتحاد الأفريقي» الـ55 خلال القمة الـ38 في أديس أبابا الشهر الماضي (أ.ف.ب)

أبدى السودان رغبته في استئناف نشاط عضويته في الهيئة الحكومية للتنمية بشرق أفريقيا، المعروفة اختصاراً بـ«إيغاد»، بعدما كان قد جمد عضويته في يناير (كانون الثاني) 2024، بينما دعت «إيغاد» وفي وقت سابق، إلى فتح صفحة جديدة مع السودان. كما تسعى الحكومة السودانية التي يرأسها قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، إلى فك تعليق عضويتها في الاتحاد الأفريقي، بعدما كان الاتحاد قد علّق عضوية السودان إثر الانقلاب العسكري الذي قاده الجيش على الحكومة المدنية الانتقالية في أكتوبر (تشرين الأول) 2021.

جاء ذلك خلال زيارة رسمية أجراها نائب رئيس مجلس السيادة، مالك عقار، إلى جيبوتي، حيث التقى الرئيس إسماعيل عمر غيلة، وسلمه رسالة خطية من البرهان تتعلق بالعلاقات الثنائية بين البلدين، كما التقى رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، محمود علي يوسف.

نائب رئيس مجلس السيادة السوداني مالك عقار (إكس)
نائب رئيس مجلس السيادة السوداني مالك عقار (إكس)

من جانبه، أكد وكيل وزارة الخارجية السودانية، حسين الأمين الفاضل، أن نائب رئيس مجلس السيادة قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، جدد رغبة السودان في استئناف نشاطه بمنظمة «إيغاد».

وخلال اللقاء، هنأ عقار الرئيس الجيبوتي بفوز بلاده برئاسة مفوضية الاتحاد الأفريقي، معرباً عن ثقته في أن تتمكن القيادة الجديدة من تصحيح مسار المفوضية نحو القيام بدورها المطلوب في إيجاد الحلول الناجعة للقضايا الأفريقية.

وبحث الجانبان تطورات الأوضاع العسكرية والمسار السياسي في السودان، وملف السودان في الاتحاد الأفريقي ومنظمة «إيغاد»، وفق إعلام مجلس السيادة السوداني.

وعلق السودان عضويته بعد يوم من القمة التي عقدتها «إيغاد» في يناير بالعاصمة الأوغندية كمبالا، والتي شارك فيها قائد «قوات الدعم السريع»، محمد حمدان دقلو (حميدتي)، الذي تخوض قواته حرباً ضد الجيش منذ منتصف أبريل (نيسان) 2023.

وكانت الحكومة السودانية قد احتجت حينها على تجاهل الهيئة لقرار السودان الذي نُقل إليها رسمياً، بوقف انخراطه في «إيغاد» وتجميد تعامله معها في أي موضوعات تخص السودان، بسبب دعوة الهيئة لحميدتي، وأيضاً بسبب رفض السودان رئاسة دولة كينيا للجنة الرفيعة المعنية بملف الحرب السودانية، بحجة أن كينيا منحازة لـ«قوات الدعم السريع». وتطالب «إيغاد» طرفي النزاع في السودان بوقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار وإنهاء الحرب.

الرئيس الجيبوتي إسماعيل عمر غيلة خلال حضوره الدورة الاستثنائية 42 لمنظمة «إيغاد» (رويترز)
الرئيس الجيبوتي إسماعيل عمر غيلة خلال حضوره الدورة الاستثنائية 42 لمنظمة «إيغاد» (رويترز)

كما سبق أن اتهم السودان «إيغاد» بإضفاء الشرعية على «قوات الدعم السريع»، التي يعدها الجيش السوداني قوات متمردة عليه، رغم أنها كانت فصيلاً يتبع له حتى اليوم الأخير قبل اشتعال الحرب. واستنكر السودان حينها دعوة حميدتي إلى اجتماع قمة يحضره رؤساء الدول والحكومات، وعدّ ذلك تحيزاً وتدخلاً في الشأن الداخلي للبلاد.

وذكرت وكالة أنباء السودان الرسمية «سونا» أن اللقاء تناول تطورات الأوضاع بالبلاد وسبل تفعيل آليات عودة السودان لمقعده في الاتحاد الأفريقي، لا سيما أن ملابسات تعليق عضويته جاءت في مرحلة مختلفة عن المرحلة التي يمر بها السودان الآن. وأبدى رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي استعداد المفوضية التام لمناقشة قضية عودة السودان ومزاولة نشاطه مع المؤسسات ذات الصلة داخل الاتحاد الأفريقي.

واندلع القتال بين الجيش و«قوات الدعم السريع» في منتصف أبريل 2023، بعد توتر على مدى أسابيع بين الطرفين بشأن عملية سياسية مدعومة دولياً تهدف إلى نقل السلطة إلى المدنيين وتنحي العسكريين عن الحكم.