الحكومة المصرية تنفي إلغاء الدعم العيني عن السلع في العام المقبل

جانب من اجتماع سابق للحكومة المصرية (صفحة مجلس الوزراء على «فيسبوك»)
جانب من اجتماع سابق للحكومة المصرية (صفحة مجلس الوزراء على «فيسبوك»)
TT

الحكومة المصرية تنفي إلغاء الدعم العيني عن السلع في العام المقبل

جانب من اجتماع سابق للحكومة المصرية (صفحة مجلس الوزراء على «فيسبوك»)
جانب من اجتماع سابق للحكومة المصرية (صفحة مجلس الوزراء على «فيسبوك»)

نفت الحكومة المصرية أنباء تحدثت عن إلغاء الدعم العيني على السلع الغذائية بحلول العام المقبل 2023، مؤكدة استمرار صرف المقررات التموينية للمستحقين.
وتكررت في الفترة الأخيرة الشائعات المتعلقة بمخزون مصر من السلع الغذائية، وإجراءات الدعم الحكومي للسلع الأساسية، وخصوصاً الخبز، لا سيما مع موجة «غلاء» تشهدها البلاد حالياً، تزامناً مع تراجع سعر صرف الجنيه المصري، الذي خسر نحو 23 في المائة من قيمته أمام الدولار الأميركي، منذ قرار البنك المركزي المصري الانتقال إلى سعر صرف مرن في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.
وقال المركز الإعلامي لمجلس الوزراء المصري، في بيان صحافي، أمس، إنه «لا صحة» للأنباء المتداولة بشأن اعتزام الحكومة إلغاء الدعم العيني للسلع التموينية، وتحويله إلى دعم نقدي، مع بداية العام المقبل، مؤكداً «استمرار الدعم العيني للسلع التموينية كما هو دون أي تغيير في المنظومة؛ حيث يستمر صرف المقررات التموينية لكافة المستحقين من أصحاب البطاقات التموينية، بما يعادل القيمة المخصصة لهم من الدعم، البالغة قيمتها 50 جنيهاً شهرياً لكل فرد مقيد بالبطاقة التموينية». (الدولار بـ24.6 جنيهاً).
وأشار المركز الإعلامي إلى أنه «يحق للمستفيد من الدعم التمويني اختيار احتياجاته من بين قائمة السلع التي يتم ضخها شهرياً لمنافذ صرف السلع التموينية». وأكد المركز الإعلامي «استمرار صرف الدعم الاستثنائي على البطاقات التموينية، بقيمة تتراوح بين 100 و300 جنيه للأسر الأولى بالرعاية حتى 30 يونيو (حزيران) 2023، والذي كان من المقرر أن ينتهي في فبراير (شباط) المقبل».
وأكد المركز الإعلامي «انتظام صرف السلع التموينية لأصحاب البطاقات عن مقررات شهر ديسمبر (كانون الأول) الجاري، إلى جانب توفير كافة السلع الغذائية من خلال منافذ المجمعات الاستهلاكية وفروع الشركات التابعة، وفروع (جمعيتي)، والبقالة التموينية، وتوفير اللحوم الطازجة والمجمدة والدواجن والخضراوات والفاكهة (بكميات كبيرة وذات جودة)، لتلبية احتياجات المواطنين وبأسعار (أقل) من مثيلاتها في الأسواق الأخرى، فضلاً عن انتظام صرف كافة السلع الغذائية وغير الغذائية، ضمن سلع فارق نقاط الخبز التي يتم صرفها لأصحاب البطاقات التموينية مجاناً».
وكان الرئيس المصري قد أكد أكثر من مرة «ضرورة توفير السلع الأساسية للمواطنين»، وقال تعليقاً على ارتفاع الأسعار خلال افتتاحه مشروعات جديدة بالإسكندرية الأسبوع الماضي، إن «الحكومة حريصة على ألا تنعكس زيادة الأسعار العالمية على المواطنين»؛ مشيراً إلى أن «مصر تستورد كميات ضخمة من القمح والذرة، وقد ارتفعت أسعارهما بنسبة كبيرة عالمياً»، وأضاف السيسي أن «تطبيق التكلفة الفعلية لأسعار السماد والكهرباء فوق طاقة المواطن». وسبق أن أكدت الحكومة «تأمين احتياطي من السلع الاستراتيجية في البلاد يكفي نحو 6 أشهر».
كما شددت مجدداً على «فرض (الرقابة) على الأسواق للتصدي لزيادة الأسعار». إلى جانب تخصيص «منافذ لبيع السلع المخفضة» لمواجهة أي «غلاء في الأسعار».


مقالات ذات صلة

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

شمال افريقيا هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

حفلت الجلسة الافتتاحية لـ«الحوار الوطني»، الذي دعا إليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أكثر من عام، برسائل سياسية حملتها كلمات المتحدثين، ومشاركات أحزاب سياسية وشخصيات معارضة كانت قد توارت عن المشهد السياسي المصري طيلة السنوات الماضية. وأكد مشاركون في «الحوار الوطني» ومراقبون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أهمية انطلاق جلسات الحوار، في ظل «قلق مجتمعي حول مستقبل الاقتصاد، وبخاصة مع ارتفاع معدلات التضخم وتسببه في أعباء معيشية متصاعدة»، مؤكدين أن توضيح الحقائق بشفافية كاملة، وتعزيز التواصل بين مؤسسات الدولة والمواطنين «يمثل ضرورة لاحتواء قلق الرأي العام، ودفعه لتقبل الإجراءات الحكومية لمعالجة الأز

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اجتماعاً، أمس (الخميس)، مع كبار قادة القوات المسلحة في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، لمتابعة دور الجيش في حماية الحدود، وبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي للبلاد. وقال المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، في إفادة رسمية، إن «الاجتماع تطرق إلى تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، وانعكاساتها على الأمن القومي في ظل الظروف والتحديات الحالية بالمنطقة». وقُبيل الاجتماع تفقد الرئيس المصري الأكاديمية العسكرية المصرية، وعدداً من المنشآت في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية. وأوضح المتحدث ب

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

قالت مصر إن «استمرار ظاهرة (المقاتلين الأجانب) يهدد أمن واستقرار الدول». وأكدت أن «نشاط التنظيمات (الإرهابية) في أفريقيا أدى لتهديد السلم المجتمعي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

جدد حادث تصادم في مصر الحديث بشأن مخاطر «السرعة الزائدة» التي تتسبب في وقوع حوادث سير، لا سيما على الطرق السريعة في البلاد. وأعلنت وزارة الصحة المصرية، (الخميس)، مصرع 17 شخصاً وإصابة 29 آخرين، جراء حادث سير على طريق الخارجة - أسيوط (جنوب القاهرة).

منى أبو النصر (القاهرة)
شمال افريقيا مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

بعد 3 أيام عصيبة أمضتها المسنة السودانية زينب عمر، في معبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على


​رئيس «أطباء بلا حدود» لـ«الشرق الأوسط»: حرب السودان تخلف صدمات نفسية سيئة

نساء وأطفال بمخيم زمزم للنازحين بالقرب من الفاشر شمال دارفور (رويترز)
نساء وأطفال بمخيم زمزم للنازحين بالقرب من الفاشر شمال دارفور (رويترز)
TT

​رئيس «أطباء بلا حدود» لـ«الشرق الأوسط»: حرب السودان تخلف صدمات نفسية سيئة

نساء وأطفال بمخيم زمزم للنازحين بالقرب من الفاشر شمال دارفور (رويترز)
نساء وأطفال بمخيم زمزم للنازحين بالقرب من الفاشر شمال دارفور (رويترز)

قال رئيس منظمة «أطباء بلا حدود»، كريستوس كريستو، إن كثيراً من النساء وأطفالهن يعانون من صدمات نفسية سيئة جراء الحرب الدائرة في السودان، مشيراً إلى أن بعض الأطفال الذين لا تتعدى أعمارهم بضعة أشهر تعرضوا لإصابات بالذخيرة الحية في مناطق الرأس والصدر.

وأضاف في تصريح خاص لـ«الشرق الأوسط»، أننا إزاء أسوأ أزمة إنسانية شهدتها المنظمة على الإطلاق... آلاف الأسر تفرقت، خرج أفرادها من دون أن يحملوا شيئاً، أحياناً كانوا حفاة ويسيرون على أقدامهم، ومن الصعوبة أن يتم توفير المساعدات لهم من الغذاء والمياه والأدوية، يبدو هذا الأمر مستحيلاً في بعض أجزاء البلد.

سودانيون فارُّون من منطقة الجزيرة السودانية يصلون إلى مخيم زمزم للنازحين (أ.ف.ب)

ورأى أن «الحرب تعد مشكلة حقيقية للنساء والأطفال تحديداً... أجرينا في أحد المستشفيات العاملة بالعاصمة الخرطوم فحوصات لنحو 4200 امرأة وطفل، ووجدنا أن ثلثهم يعاني من سوء التغذية الحاد، وهذا القياس يدل على أن كل الذين أجريت لهم فحوصات، يعانون من سوء التغذية المتوسط والحاد بدرجات متفاوتة».

وأوضح أن «واحداً من كل 6 جرحى يعالجون في المستشفى ذاته، يعاني من أمراض مصاحبة... لدينا أطفال لا تتعدى أعمارهم شهوراً تعرضوا لإصابات بالرصاص في الرأس أو الصدر، وللأسف في بعض الأحيان لا تتوفر المواد الطبية اللازمة لعلاجهم، في ظل حالة الحصار على المستشفى، ومنع وصول المعونات الطبية إليه».

الوضع في دارفور

وكشف الرئيس الدولي لمنظمة «أطباء بلا حدود»، كريستوس كريستو، عن ارتفاع نسبة حالات الإصابة بسوء التغذية وسط النساء الحوامل والمرضعات والأطفال الرضع في إقليم دارفور (غرب البلاد)، «وهو ما يتسبب في الوفيات لأسباب بسيطة يمكن علاجها لو توفرت الإمدادات الطبية».

امرأة وطفلها في مخيم زمزم للنازحين قرب الفاشر شمال دارفور بالسودان (أرشيفية - رويترز)

وقال إن «نسبة انتشار أمراض سوء التغذية وفقر الدم أعلى بكثير من قدرة فرقنا على علاجها».

وأضاف كريستو: «في أغسطس (آب) الماضي، أجرينا فحوصات لنحو 30 ألف طفل في عمر سنتين وأقل، حيث أثبتت أن ثلث هذا العدد يعاني من سوء تغذية حاد».

وكشف تقرير سابق لمنظمة «أطباء بلا حدود» في فبراير (شباط) الماضي عن وفاة طفل كل ساعتين في «مخيم زمزم» للنازحين في ولاية شمال دارفور.

ووفقاً للمنظمة، فإن الصراع في إقليم دارفور «أخذ طابعاً عرقياً، وعلى وجه الخصوص أحداث العنف التي جرت في ولاية غرب دارفور، وأدت إلى مقتل الآلاف ولجوء أكثر من 500 ألف شخص إلى تشاد».

وتجاوزت نسبة وفيات الأمهات في جنوب دارفور منذ مطلع العام الحالي التي سجلتها مرافق «أطباء بلا حدود»، 7 في المائة، وبينت الفحوصات التي أُجريت لرصد سوء التغذية بين الأطفال، معدلات هائلة تتجاوز عتبات الطوارئ.

وحض كريستو المجتمع الدولي «على بذل مزيد من الجهود للضغط على الأطراف المتحاربة للسماح بمرور المساعدات الإنسانية العاجلة؛ لتوفير الغذاء والدواء للآلاف من المدنيين في السودان».

وعالجت فرق «أطباء بلا حدود» أكثر من 4214 إصابة ناجمة عن العنف، بما في ذلك الأعيرة النارية وانفجارات القنابل، وشكلت نسبة الأطفال دون سن الخامسة عشرة، 16 في المائة منهم.