3 تحديات تواجه قيادات «الإخوان» في الخارج

باحثون أشاروا إلى خلافات بشأن «مهام المرشد» والتقارب المصري - التركي و«الشباب»

محاكمات لعناصر من «الإخوان» في مصر بتهمة الانتماء لـ«تنظيم إرهابي» (أ.ف.ب)
محاكمات لعناصر من «الإخوان» في مصر بتهمة الانتماء لـ«تنظيم إرهابي» (أ.ف.ب)
TT

3 تحديات تواجه قيادات «الإخوان» في الخارج

محاكمات لعناصر من «الإخوان» في مصر بتهمة الانتماء لـ«تنظيم إرهابي» (أ.ف.ب)
محاكمات لعناصر من «الإخوان» في مصر بتهمة الانتماء لـ«تنظيم إرهابي» (أ.ف.ب)

حدد باحثون في الشأن الأصولي 3 تحديات تواجه قيادات «الإخوان» في الخارج بعد أكثر من شهر على رحيل إبراهيم منير، القائم بأعمال مرشد «الإخوان». وبحسب الباحثين، فإن التحديات الأبرز تتمثل في «منصب القائم بأعمال مرشد (الإخوان)، والتقارب المصري - التركي، وشباب التنظيم في الخارج». الباحثون أكدوا أن «جميع محاولات التوافق بين جبهتي (إسطنبول) و(لندن) على خلاف القائم بأعمال المرشد وصلت إلى (طريق مسدود)».
وما زال صراع منصب القائم بأعمال مرشد «الإخوان» مستعراً بين «إخوان الخارج»، عقب تعيين «جبهة إسطنبول» محمود حسين في المنصب، رغم إعلان «مجموعة لندن» أن القائم بأعمال المرشد خلافاً لإبراهيم منير، بشكل «مؤقت» هو محيي الدين الزايط، وسط محاولات من «تيار الكماليين» للوصول إلى أي «مكانة في الصراع على القيادة».
وقال الباحث المصري المتخصص في الشأن الأصولي، عمرو عبد المنعم، إن «جميع محاولات التوافق بين (جبهة محمود حسين) في إسطنبول، و(جبهة إبراهيم منير) في لندن، بعد رحيله، وصلت جميعها إلى (طريق مسدود)»، مضيفاً أنه «أطلقت ما يقرب من ست مبادرات للصلح بعد رحيل منير، من دون أي نتيجة، آخرها مبادرة أطلق عليها (لم الشمل) في 29 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، عندما حاولت أطراف من داخل الجبهتين التدخل للصلح بينهما؛ إلا أن الأزمة تعقدت بسبب رفض بعض الأطراف في الجبهتين الاتفاق عمن سيقود التنظيم»، لافتاً إلى أن «أزمة النزاع حول القيادة ومنصب القائم بأعمال المرشد ما زالت مشتعلة، ولم تُحسم لأي طرف فيما يبدو داخل (جبهة لندن) حتى الآن، وهناك خلاف بين مجموعة حلمي الجزار، ومجموعة الزايط، ومجموعة محمد البحيري، ومجموعة محمود الإبياري حول المنصب».
وهنا شرح عبد المنعم أن «(مجموعة لندن) الأربعة عشر قيادياً سوف تدخل في حالة من الفراغ التنظيمي، ولن تستطيع كسب الجولة مع (مجموعة إسطنبول)»، «ولن تفلح أي محاولات للصلح أو الهدنة بين الجبهتين لتعمق الخلاف»، ملوحاً إلى «إمكانية التوصل إلى حل جزئي للخلاف، وهذا يكون عبر تدخل أطراف إقليمية تضغط على الجبهتين».
وبحسب مراقبين، فإنه «تردد خلال الساعات الماضية، استقرار (جبهة لندن) على اختيار صلاح عبد الحق (مسؤول التربية داخل التنظيم) في منصب القائم بأعمال المرشد»؛ إلا أن «الجبهة لم تعلن عن أي تطور في هذا الخلاف».
صراع «قيادات الخارج» بين جبهتي «لندن» و«إسطنبول» على منصب القائم بأعمال المرشد، سبقته خلافات كثيرة خلال الأشهر الماضية، عقب قيام إبراهيم منير بحل المكتب الإداري لشؤون التنظيم في تركيا، وشكل «هيئة عليا» بديلة عن مكتب إرشاد «الإخوان». وتبع ذلك تشكيل «جبهة لندن» لـ«مجلس شورى جديد»، وإعفاء أعضاء مجلس «شورى إسطنبول» الستة، ومحمود حسين من مناصبهم.
وحول ملف التقارب المصري - التركي، قال الباحث المصري المتخصص في الشأن الأصولي إن «الحكومة التركية حسمت خياراتها في المصالحة مع مصر، وهذه المصالحة تُثير القلق داخل تنظيم (الإخوان) في الخارج، بسبب شعور (قيادات التنظيم) بأن السلطات التركية لن تستمر في دعم (الإخوان) مستقبلاً، لذا فإن المصالحة المصرية أثرت على (قواعد اللعبة) بالنسبة لـ(حسابات الإخوان) في الداخل التركي».

وما زالت مصافحة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ونظيره التركي رجب طيب إردوغان، على هامش افتتاح بطولة كأس العالم التي تستضيفها قطر، في أول لقاء بينهما منذ عام 2013، تُثير المخاوف بين عناصر التنظيم في إسطنبول، من تطور العلاقات بين مصر وتركيا، والترجيح باحتمالية «ترحيل عناصر إخوانية في تركيا صدرت بحقها أحكام قضائية (غيابياً) في مصر».
وكان الرئيس التركي قد لفت إلى أنه «تحدث مع السيسي لنحو من 30 إلى 45 دقيقة في ذلك اللقاء على هامش بطولة كأس العالم لكرة القدم في قطر». وأضاف: «ركزنا المحادثات مع السيسي هناك، وقلنا لنتبادل الآن زيارات الوزراء على مستوى منخفض. بعد ذلك، دعونا نوسع نطاق هذه المحادثات».
واتخذت أنقرة خلال الأشهر الماضية، خطوات وصفتها القاهرة بـ«الإيجابية»، وتعلقت بوقف أنشطة «الإخوان» الإعلامية والسياسية «التحريضية» في أراضيها، ومنعت إعلاميين تابعين للتنظيم من انتقاد مصر. واحتجزت السلطات التركية في وقت سابق، إعلاميين موالين لـ«الإخوان» وأبلغتهم بالالتزام بالتعليمات التركية وعدم التحريض ضد مصر.
وعن تحدي «شباب التنظيم في الخارج» بالنسبة لجبهات «الإخوان» المتصارعة، قال الباحث المصري المتخصص في الشأن الأصولي، إن «الشباب هم (ضحية صراع قيادات التنظيم)، وهناك مجموعتان من الشباب؛ الأولى أصحاب رؤية كانوا يتمنون تحقيقها، وحصلوا على وعود بذلك لكنها لم تتحقق، وللأسف لن تتحقق في المستقبل بسبب رأي هؤلاء الشباب في (قيادات الإخوان بالخارج من جبهتي «لندن» و«إسطنبول»)، وهؤلاء سيحبطون لعدم تحقيق ما وعدوا به، والثانية لا يعلمون عن دعوة (الإخوان) شيئاً ولم يتربوا في محاضن التنظيم، ويرتبطون بـ(مجموعة إسطنبول) بسبب بعض الأنشطة أو المنافع الشخصية، وبمجرد توقف هذه المنافع سينفكون وينفضون من حولهم»، مضيفاً: «سيكون (الحصان الأسود) في هذه الحالة بالنسبة للشباب، هو (تيار الكماليين)، وسيمنع كبرياء الشباب أو خصومتهم للعودة إلى حضن التنظيم (جبهتي «لندن» و«إسطنبول»)، ولن يجدوا أمامهم غير (تيار الكماليين) لينضموا إليه، في محاولة لإرضاء أنفسهم بأنهم داخل تنظيم ولهم دور فاعل، أو أملاً في الحصول على منافع جديدة».


مقالات ذات صلة

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

شمال افريقيا هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

حفلت الجلسة الافتتاحية لـ«الحوار الوطني»، الذي دعا إليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أكثر من عام، برسائل سياسية حملتها كلمات المتحدثين، ومشاركات أحزاب سياسية وشخصيات معارضة كانت قد توارت عن المشهد السياسي المصري طيلة السنوات الماضية. وأكد مشاركون في «الحوار الوطني» ومراقبون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أهمية انطلاق جلسات الحوار، في ظل «قلق مجتمعي حول مستقبل الاقتصاد، وبخاصة مع ارتفاع معدلات التضخم وتسببه في أعباء معيشية متصاعدة»، مؤكدين أن توضيح الحقائق بشفافية كاملة، وتعزيز التواصل بين مؤسسات الدولة والمواطنين «يمثل ضرورة لاحتواء قلق الرأي العام، ودفعه لتقبل الإجراءات الحكومية لمعالجة الأز

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اجتماعاً، أمس (الخميس)، مع كبار قادة القوات المسلحة في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، لمتابعة دور الجيش في حماية الحدود، وبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي للبلاد. وقال المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، في إفادة رسمية، إن «الاجتماع تطرق إلى تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، وانعكاساتها على الأمن القومي في ظل الظروف والتحديات الحالية بالمنطقة». وقُبيل الاجتماع تفقد الرئيس المصري الأكاديمية العسكرية المصرية، وعدداً من المنشآت في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية. وأوضح المتحدث ب

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

قالت مصر إن «استمرار ظاهرة (المقاتلين الأجانب) يهدد أمن واستقرار الدول». وأكدت أن «نشاط التنظيمات (الإرهابية) في أفريقيا أدى لتهديد السلم المجتمعي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

جدد حادث تصادم في مصر الحديث بشأن مخاطر «السرعة الزائدة» التي تتسبب في وقوع حوادث سير، لا سيما على الطرق السريعة في البلاد. وأعلنت وزارة الصحة المصرية، (الخميس)، مصرع 17 شخصاً وإصابة 29 آخرين، جراء حادث سير على طريق الخارجة - أسيوط (جنوب القاهرة).

منى أبو النصر (القاهرة)
شمال افريقيا مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

بعد 3 أيام عصيبة أمضتها المسنة السودانية زينب عمر، في معبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على


«غوغل» تؤكد أنها لم تقم بأي تعديلات على خرائطها بشأن المغرب

«غوغل» تؤكد أنها لم تقم بأي تعديلات على خرائطها بشأن المغرب
TT

«غوغل» تؤكد أنها لم تقم بأي تعديلات على خرائطها بشأن المغرب

«غوغل» تؤكد أنها لم تقم بأي تعديلات على خرائطها بشأن المغرب

أفادت شركة «غوغل» أن الخطوط المنقطة الفاصلة تقليدياً بين المغرب والصحراء الغربية لم تكن قط معروضة على خرائطها للمستخدمين في المغرب.

وبعد ساعات قليلة من إعلان مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة دعمه لخطة الحكم الذاتي المغربية للصحراء الغربية لأول مرة، أشار ناشطون مغاربة على الإنترنت إلى غياب الخطوط الفاصلة.

وقدمت وسائل إعلام محلية غياب الخطوط كنتيجة لتغيير أجرته شركة «غوغل» على خرائطها.

لكنّ متحدثاً باسم الشركة الأميركية قال لوكالة الصحافة الفرنسية: «لم نقم بأي تعديلات بشأن المغرب والصحراء الغربية على خرائط غوغل»، مشيراً إلى أنها تمتثل للوائحها المتعلقة بالمناطق المتنازع عليها بين أطراف عدة.

وأوضح أن «الأشخاص الذين يستخدمون الخرائط خارج المغرب يرون الصحراء الغربية والخطوط المنقطة»، في حين أن «أولئك الذين يستخدمونها في المغرب لا يرونها».

وأقر مجلس الأمن الدولي في 31 أكتوبر (تشرين الأول) نصاً اقترحته الولايات المتحدة بأغلبية 11 صوتاً مؤيداً، دون أي صوت معارض، وامتناع ثلاثة عن التصويت، يؤيد الخطة التي قدمتها الرباط في العام 2007.

وكان مجلس الأمن قبل ذلك يحض المغرب وجبهة البوليساريو والجزائر وموريتانيا على استئناف المفاوضات التي توقفت منذ العام 2019 للتوصل إلى «حل سياسي قابل للتنفيذ ودائم ومقبول من الطرفين».

وينص مقترح الرباط على منح حكم ذاتي تحت السيادة المغربية للصحراء الغربية.


حادث حافلة سياحية بمصر يعيد طرح تساؤلات عن أمان الطرق

مسؤولون يتفقدون حالة المصابين في حادث تصادم بمدينة رأس غارب (محافظة البحر الأحمر)
مسؤولون يتفقدون حالة المصابين في حادث تصادم بمدينة رأس غارب (محافظة البحر الأحمر)
TT

حادث حافلة سياحية بمصر يعيد طرح تساؤلات عن أمان الطرق

مسؤولون يتفقدون حالة المصابين في حادث تصادم بمدينة رأس غارب (محافظة البحر الأحمر)
مسؤولون يتفقدون حالة المصابين في حادث تصادم بمدينة رأس غارب (محافظة البحر الأحمر)

أعاد حادث سير لحافلة سياحية بمدينة رأس غارب في محافظة البحر الأحمر المصرية طرح تساؤلات عن أمان الطرق في البلاد، مع تكرار الحوادث في الآونة الأخيرة.

ووقع حادث التصادم في الساعات الأولى من صباح الثلاثاء، بين حافلة سياحية وسيارة نقل، على مسافة نحو 5 كيلومترات من مدينة رأس غارب، وأدى لوفاة مصري وسائحة روسية، وإصابة عشرات الأجانب.

وقالت محافظة البحر الأحمر عبر بوابتها الإلكترونية على موقع «فيسبوك» إن الحادث أسفر عن وفاة شخصين، هما مصري وسائحة روسية.

وبحسب البيان، كانت الحافلة السياحية تقل 38 سائحاً من جنسيات مختلفة، ونُقل المصابون إلى مستشفى رأس غارب لتلقي الإسعافات والعلاج اللازم.

مسؤولون يزورون المصابين في حادث حافلة سياحية بمدينة رأس غارب (محافظة البحر الأحمر)

وذكرت وسائل إعلام محلية أن الحادث وقع على طريق «رأس غارب - الغردقة»، شمال محافظة البحر الأحمر، وبدأت نيابة مدينة رأس غارب تحقيقاتها، وانتقل فريق المحققين إلى موقع الحادث لإجراء معاينة ميدانية وفحص كاميرات المراقبة المحيطة وسماع أقوال الشهود وسائقي المركبات الأخرى.

الأسباب والحلول

شهدت مصر خلال السنوات الماضية حوادث طرق مفجعة تسببت في وفاة 5260 شخصاً خلال العام الماضي؛ وهو رقم أقل قليلاً مما سجلته الحوادث في عام 2023 حيث بلغ عدد المتوفين 5861، بنسبة انخفاض بلغت 10.3 في المائة. في حين سجّلت إصابات حوادث الطرق ارتفاعاً بنسبة 7.5 في المائة العام الماضي؛ إذ أصيب 76362 شخصاً، مقابل 71016 عام 2023، وفق إحصاءات «الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء».

ويرى أستاذ النقل والهندسة بجامعة الأزهر، إبراهيم مبروك، أن مواجهة تكرار حوادث الطرق يحتاج إلى عودة لدراسة مسبباتها بشكل علمي. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن أسبابها الشائعة تنحصر في ثلاثة عوامل هي: حالة الطريق وجودته وأمانه، وحالة السيارة سواء ما يتعلق بصيانتها أو وجود مشكلات فنية بها، والسبب الثالث يتعلق بالسائق وكفاءته.

وأضاف: «لا بد من وضع خطط لتجاوز المشكلات التي تسببها، سواء بتحسين كفاءة الطرق التي تشهد حوادث متكررة، أو مواجهة وجود مشكلات بالسيارات، أو تدريب السائقين». واقترح إنشاء مدارس علمية لتعليم القيادة تمولها شركات التأمين بالمشاركة مع بعض البنوك، ولا يسمح لأي شخص بالحصول على رخصة قيادة إلا بعد التخرج في هذه المدارس.

مسؤولون مصريون يتابعون حالة المصابين بمستشفى رأس غارب (محافظة البحر الأحمر)

وأدى تكرار حوادث الطرق إلى تدخل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الذي وجه الحكومة في يوليو (تموز) الماضي بإغلاق الطريق الدائري الإقليمي بعد أن شهد حوادث متكررة. وقال المتحدث باسم الرئاسة المصرية في بيان حينها إن السيسي وجّه الحكومة أيضاً بوضع البدائل المناسبة والآمنة حفاظاً على سلامة المواطنين.

وتسعى الحكومة المصرية إلى الحد من الحوادث عبر إصلاح وصيانة الطرق الرئيسية ورفع كفاءتها، فضلاً عن مبادرات تدريب السائقين.

وفي أغسطس (آب) الماضي، أعلنت وزارة النقل تخرج 250 سائقاً تم تدريبهم ضمن مبادرة «سائق واعٍ... لطريق آمن».

وأكد المستشار الإعلامي لمحافظة البحر الأحمر محمد مخلوف، في تصريحات صحافية، أن الإصابات بين السائحين بسيطة، وتنوعت بين الكدمات والسحجات، موضحاً أنه وفق شهود العيان والمعاينة الأولية فإن سائق الأتوبيس السياحي هو الذي اصطدم بالسيارة النقل التي كانت متوقفة على جانب الطريق.

هل تؤثر في السياحة؟

تثير حوادث التصادم التي تتعرض لها الحافلات السياحية من وقت لآخر مخاوف الخبراء من تأثيرها على السياحة في مصر. ففي أغسطس (آب) الماضي أصيب 11 سائحاً من جنسيات مختلفة نتيجة حادث مروري على طريق «مرسى علم - القصير» بمحافظة البحر الأحمر عقب تصادم بين 3 سيارات.

وفي رأي الأمين العام لـ«المجلس المصري للشؤون السياحية» زين الشيخ، تؤثر حوادث الطرق سلباً في السياحة. وقال لـ«الشرق الأوسط»: «وكالات السياحة تدرج في تقاريرها حالة أمان الطرق، وعندما تتكرر الحوادث خاصة للأفواج السياحية، يكون لذلك تأثير سلبي».

وطالب باتخاذ «مزيد من التدابير للحد من هذه الحوادث، سواء بتدريب السائقين بشكل عام، وسائقي الحافلات السياحية بشكل خاص، وكذلك تشديد الرقابة على الطرق خاصة السياحية».


محادثات «بنّاءة» لمسؤول أممي كبير مع البرهان لمدّ السودانيين بالمساعدات

سودانيون فروا من الفاشر وتجمعوا في طويلة بشمال دارفور (رويترز)
سودانيون فروا من الفاشر وتجمعوا في طويلة بشمال دارفور (رويترز)
TT

محادثات «بنّاءة» لمسؤول أممي كبير مع البرهان لمدّ السودانيين بالمساعدات

سودانيون فروا من الفاشر وتجمعوا في طويلة بشمال دارفور (رويترز)
سودانيون فروا من الفاشر وتجمعوا في طويلة بشمال دارفور (رويترز)

عقد مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، توم فليتشر، الثلاثاء، في بورتسودان محادثات «بنّاءة» مع قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، تناول خلالها جهود وقف إطلاق النار وضمان وصول المساعدات الإنسانية، فيما تتسع رقعة المعارك بين الجيش و«قوات الدعم السريع» في غرب البلاد.

وأشاد فليتشر بمحادثات وصفها بأنها «بنّاءة» مع البرهان، لضمان إيصال المساعدات إلى مختلف أنحاء البلاد الغارقة في الحرب منذ أكثر من عامين.

وقال فليتشر في مقطع فيديو وزّعه مجلس السيادة الانتقالي عقب اللقاء: «نرحب بالمحادثات البنّاءة مع الرئيس البرهان عصر اليوم، والهادفة إلى ضمان قدرتنا على مواصلة العمل في كل مكان في السودان لإيصال (المساعدات) بطريقة حيادية، ومستقلة وغير منحازة، لكل من هم في أمسّ الحاجة إلى الدعم الدولي».

من جهته، أكد البرهان «حرص السودان على التعاون مع الأمم المتحدة ووكالاتها المختلفة، لا سيما في المجال الإنساني»، بحسب بيان المكتب الإعلامي لمجلس السيادة.

كما عقد فليتشر اجتماعاً مع وزيري الخارجية السوداني محيي الدين سالم، والمصري بدر عبد العاطي، لمناقشة مقترحات وقف إطلاق النار.

وتشهد مناطق واسعة من السودان تصاعداً في المعارك بين الجيش و«قوات الدعم السريع»، إذ امتد القتال من إقليم دارفور الذي أحكمت «قوات الدعم السريع» سيطرتها عليه الشهر الماضي، إلى مناطق كردفان المجاورة.

وأعلنت «قوات الدعم السريع»، الاثنين، وصول «حشود ضخمة» من مقاتليها إلى مدينة بابنوسة في غرب كردفان، في محاولة للسيطرة على مقر الجيش هناك.

وتقع المدينة على الطريق الرابطة بين الخرطوم وإقليم دارفور، كما تقع في منتصف الطريق بين نيالا في جنوب دارفور الخاضعة لسيطرة «الدعم السريع»، والأُبيّض عاصمة شمال كردفان، التي تشهد معارك متصاعدة بين الطرفين.

وأكد فليتشر في منشور عبر منصة «إكس»، الثلاثاء، وصوله إلى السودان، حيث سيعمل على «وقف الفظائع ودعم جهود السلام والتمسك بميثاق الأمم المتحدة، والضغط من أجل تمكين طواقمنا من الحصول على التمويل اللازم، وحرية الحركة لإنقاذ الأرواح على جانبي خطوط القتال».

وكانت «قوات الدعم السريع» قد سيطرت على مدينة الفاشر في شمال دارفور في 26 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، لتفرض بذلك سيطرتها على إقليم دارفور في غرب البلاد، بينما يحتفظ الجيش بالسيطرة على الشرق والشمال.

جرحى أصيبوا في معارك الفاشر يخضعون للعلاج في مستشفى ميداني أقامته منظمة «أطباء بلا حدود» في طويلة بشمال دارفور (رويترز)

ومنذ ذلك الحين، تتواتر تقارير عن عمليات قتل جماعي وعنف عرقي وخطف واعتداءات جنسية، فيما أشارت منظمات حقوقية إلى وقوع عمليات قتل على أساس عرقي في المناطق الخاضعة لسيطرة «الدعم السريع».

وبحسب المنظمة الدولية للهجرة، فرّ خلال الأسبوعين الماضيين أكثر من 90 ألف مدني من الفاشر إلى مدن مجاورة، إضافة إلى نحو 40 ألف نازح من شمال كردفان.

وقالت المديرة العامة للمنظمة إيمي بوب في بيان إن انعدام الأمن والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان أدّيا إلى ارتفاع كبير في معدلات النزوح وتفاقم الأزمة الإنسانية. وأضافت أن «الأزمة في الفاشر هي نتيجة مباشرة لحصار استمر قرابة 18 شهراً، ومنع حصول الأسر على الغذاء والماء والرعاية الطبية».

وكانت «قوات الدعم السريع» قد أعلنت الأسبوع الماضي موافقتها على هدنة إنسانية اقترحتها الرباعية الدولية حول السودان (مصر، والسعودية، والإمارات، والولايات المتحدة)، لكنها واصلت هجماتها على مدن خاضعة لسيطرة الجيش، من بينها الخرطوم وعطبرة.

من جهته، أكد وزير الدفاع السوداني حسن كبرون أن الجيش سيواصل القتال ضد «قوات الدعم السريع»، بعد مناقشة مجلس الأمن والدفاع مقترح الهدنة المقدم من الرباعية الدولية.

أما البرهان، فتوعد خلال زيارة ميدانية بـ«الثأر للذين قُتلوا ونُكّل بهم في الفاشر والجنينة والجزيرة وكل المناطق التي هاجمها المتمرّدون»، مؤكداً أن «الجيش ماض في دحر هذا العدو وتأمين الدولة السودانية إلى أقصى حدودها».

وأدّت الحرب المستمرة في السودان منذ أكثر من عامين إلى مقتل عشرات الآلاف ونزوح نحو 12 مليون شخص، وتسببت في أزمة جوع حادّة تهدد ملايين المدنيين.