«معرض جدة» يشرع أجنحته لرواد الثقافة

اليوم الثاني لعرس الكتاب في عروس البحر الأحمر

جانب من معرض جدة للكتاب (تصوير: غازي مهدي)
جانب من معرض جدة للكتاب (تصوير: غازي مهدي)
TT

«معرض جدة» يشرع أجنحته لرواد الثقافة

جانب من معرض جدة للكتاب (تصوير: غازي مهدي)
جانب من معرض جدة للكتاب (تصوير: غازي مهدي)

شهد معرض جدة للكتاب، أمس الجمعة، في يومه الثاني، حضوراً جماهيرياً واسعاً، كما شهدت الفعاليات إقبالاً واسعاً من الجمهور الثقافي.
وافتتح المعرض مساء الخميس بحضور أكثر من 900 دار نشر محلية وعربية ودولية، توزعت عبر 400 جناح، ويقام المعرض في مركز «سوبر دوم» بجدة.
المعرض ينظم للمرة الأولى من هيئة الأدب والنشر والترجمة، ويستمر حتى يوم السبت 17 ديسمبر (كانون الأول) الحالي.
وبدأت أمس الفعاليات الثقافية التي تتضمن أكثر من 100 فعالية ضمن برنامجه الثقافي لهذا العام.
وتتضمن الفعاليات عدداً من الورش الثقافية، والمحاضرات الأدبية والثقافية، والأمسيات الشعرية، كما تتضمن إقامة مؤتمر في مجال النشر الرقمي وآخر في مجال الخيال العلمي.
وحفل برنامج أمس بعدد من الندوات، منها ندوة بعنوان: «القصص القصيرة جداً: في التأليف والنقد»، بمشاركة الدكتورة هيفاء الفريح، والكاتبة والمخرجة السورية مارسيل العيد، والقاص والأديب الأردني محمد عارف مشة. وندوة حوارية بعنوان «جسور اللغة وأسوار الهوية» عن السرد التاريخي وارتباطه بالوجود والهوية الإنسانية والثقافية، بمشاركة الدكتور عبد الرحمن السلمي (محاوراً)، والدكتور مختار الغوث، والدكتور صالح عويد العمري، والدكتور نعمان كدوه، وتركزت الندوة على السرد وخلفياته التاريخية والثقافية.
وندوة حوارية بعنوان «القطاع غير الربحي وآفاق تعزيز الهوية اللغوية» أدارها الدكتور عادل خميس الزهراني، بمشاركة رئيس جامعة التكنولوجيا السعودية الدكتور عبد الله صادق دحلان، والأكاديمي الدكتور أحمد آل مريع، والكاتب والأكاديمي الدكتور محمد حسن المسعودي، وتناولت دور القطاع غير الربحي في تعزيز الهوية والأمن اللغوي.

منصة في معرض جدة للكتاب (تصوير: غازي مهدي)

وفي ورشة عمل عن «التدوين البصري»، أشار الفنان بندر سليمان إلى أن فن التدوين البصري عبارة عن فن سهل يحول الكلمات والأفكار إلى رسوم ورموز سريعة الفهم والاستيعاب باستخدام ورقة وقلم، وحتى دون سابق خبرة بالرسم.
ورشة العمل الثانية كانت عن «صناعة الكاتب»، تناول فيها عبد الله بن عادل الأنصــاري، المهتـم بالكتابة وعوالمها، الأسرار المؤدية إلـــى صناعة كاتب متمكن.
وافتتح المعرض بحضور نخبة من الشخصيات الثقافية والمتحدثين السعوديين والدوليين إلى جانب مجموعة من مختلف أطياف المجتمع.
وأكد الرئيس التنفيذي للهيئة الدكتور محمد حسن علوان، أن «معرض جدة للكتاب سيشكل محطة أدبية تثري المشهد الثقافي السعودي، حيث تسعى الهيئة إلى تمكين صناعة الكتب والنشر وتشجيع التبادل الثقافي، وإثراء تجربة الجمهور، وسيعزز معرض جدة للكتاب دور القراءة أسلوب حياة، فهي توسع المدارك وتفتح الآفاق وترتقي بالفرد إلى فضاءات المعرفة الرحبة، ويوفر المعرض رحلة معرفية متكاملة لزواره في قلب جدة، ويبرز الإرث الأدبي للمبدعين السعوديين»، موضحاً أن معرض جدة استحدث جوائز للاحتفاء بدور النشر المميزة، فضلاً عن مسابقات تفاعلية تحفز الجمهور على المشاركة والحضور والتفكير.
ويصاحب معرض جدة للكتاب برنامج ثقافي يتوزع ما بين الجلسات الحوارية والأمسيات الشعرية، بالإضافة إلى «حديث الكتاب» الذي يجمع القراء بنخبة من المؤلفين والكتاب المحليين والدوليين، وورش العمل، كما يسلط المعرض الضوء على القصص المصورة (الأنمي) وفن المانجا للرسوم اليابانية، عبر تخصيص أجنحة تتضمن العديد من الفعاليات، من أبرزها؛ مقابلة مؤلفي كتب رسوم المانجا، ومسيرة لأشهر أبطال القصص المصورة.
وجهز المعرض منطقة خاصة للطفل تتضمن مسرحاً، وركن حكواتي لرواية القصص، ومنطقة للألعاب، وعروضاً وأنشطة تفاعلية، إضافة إلى عروض الموسيقى التصويرية الشهيرة، وموسيقى أفلام الرسوم المتحركة المفضلة لدى الأطفال، التي يؤديها أبرز الفنانين، إضافة إلى منصات توقيع الكتب التي ستستضيف العديد من الكتاب لتوقيع مؤلفاتهم الجديدة، وركن للمؤلف السعودي الذي يشمل أكثر من 400 عنوان للمؤلفين ذوي النشر الذاتي، وأجنحة للكتب الصوتية، المكتبة الرقمية، الكتب الصامتة، وجلسات ومناطق للقراءة، ومقاهٍ تجمع عشاق الكتب.
ويأتي ثالث المعارض التي نظمتها هيئة الأدب والنشر والترجمة في عام 2022م ضمن مبادرة «معارض الكتاب» التي تسعى من خلالها الهيئة إلى التوسع في إقامة معارض الكتاب بالمملكة، حيث انطلقت بمعرض المدينة المنورة للكتاب في يونيو (حزيران) الماضي، ثم معرض الرياض الدولي للكتاب الذي اُختتم في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، على أن تدشن المبادرة معارضها لعام 2023 بمعرض المنطقة الشرقية للكتاب في شهر مارس المقبل.


مقالات ذات صلة

«تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر في تشجيع الشباب على القراءة

يوميات الشرق «تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر  في تشجيع الشباب على القراءة

«تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر في تشجيع الشباب على القراءة

كشفت تقارير وأرقام صدرت في الآونة الأخيرة إسهام تطبيق «تيك توك» في إعادة فئات الشباب للقراءة، عبر ترويجه للكتب أكثر من دون النشر. فقد نشرت مؤثرة شابة، مثلاً، مقاطع لها من رواية «أغنية أخيل»، حصدت أكثر من 20 مليون مشاهدة، وزادت مبيعاتها 9 أضعاف في أميركا و6 أضعاف في فرنسا. وأظهر منظمو معرض الكتاب الذي أُقيم في باريس أواخر أبريل (نيسان) الماضي، أن من بين مائة ألف شخص زاروا أروقة معرض الكتاب، كان 50 ألفاً من الشباب دون الخامسة والعشرين.

أنيسة مخالدي (باريس)
يوميات الشرق «تيك توك» يقلب موازين النشر... ويعيد الشباب إلى القراءة

«تيك توك» يقلب موازين النشر... ويعيد الشباب إلى القراءة

كل التقارير التي صدرت في الآونة الأخيرة أكدت هذا التوجه: هناك أزمة قراءة حقيقية عند الشباب، باستثناء الكتب التي تدخل ضمن المقرّرات الدراسية، وحتى هذه لم تعد تثير اهتمام شبابنا اليوم، وهي ليست ظاهرة محلية أو إقليمية فحسب، بل عالمية تطال كل مجتمعات العالم. في فرنسا مثلاً دراسة حديثة لمعهد «إبسوس» كشفت أن شاباً من بين خمسة لا يقرأ إطلاقاً. لتفسير هذه الأزمة وُجّهت أصابع الاتهام لجهات عدة، أهمها شبكات التواصل والكم الهائل من المضامين التي خلقت لدى هذه الفئة حالةً من اللهو والتكاسل.

أنيسة مخالدي (باريس)
يوميات الشرق آنية جزيرة تاروت ونقوشها الغرائبية

آنية جزيرة تاروت ونقوشها الغرائبية

من جزيرة تاروت، خرج كم هائل من الآنية الأثرية، منها مجموعة كبيرة صنعت من مادة الكلوريت، أي الحجر الصابوني الداكن.

يوميات الشرق خليل الشيخ: وجوه ثلاثة لعاصمة النور عند الكتاب العرب

خليل الشيخ: وجوه ثلاثة لعاصمة النور عند الكتاب العرب

صدور كتاب مثل «باريس في الأدب العربي الحديث» عن «مركز أبوظبي للغة العربية»، له أهمية كبيرة في توثيق تاريخ استقبال العاصمة الفرنسية نخبةً من الكتّاب والأدباء والفنانين العرب من خلال تركيز مؤلف الكتاب د. خليل الشيخ على هذا التوثيق لوجودهم في العاصمة الفرنسية، وانعكاسات ذلك على نتاجاتهم. والمؤلف باحث وناقد ومترجم، حصل على الدكتوراه في الدراسات النقدية المقارنة من جامعة بون في ألمانيا عام 1986، عمل أستاذاً في قسم اللغة العربية وآدابها في جامعة اليرموك وجامعات أخرى. وهو يتولى الآن إدارة التعليم وبحوث اللغة العربية في «مركز أبوظبي للغة العربية». أصدر ما يزيد على 30 دراسة محكمة.

يوميات الشرق عمارة القاهرة... قصة المجد والغدر

عمارة القاهرة... قصة المجد والغدر

على مدار العقود الثلاثة الأخيرة حافظ الاستثمار العقاري في القاهرة على قوته دون أن يتأثر بأي أحداث سياسية أو اضطرابات، كما شهد في السنوات الأخيرة تسارعاً لم تشهده القاهرة في تاريخها، لا يوازيه سوى حجم التخلي عن التقاليد المعمارية للمدينة العريقة. ووسط هذا المناخ تحاول قلة من الباحثين التذكير بتراث المدينة وتقاليدها المعمارية، من هؤلاء الدكتور محمد الشاهد، الذي يمكن وصفه بـ«الناشط المعماري والعمراني»، حيث أسس موقع «مشاهد القاهرة»، الذي يقدم من خلاله ملاحظاته على عمارة المدينة وحالتها المعمارية.

عزت القمحاوي

معرض قاهري يستلهم جمال «حتحور»

«حتحور» تحضر في لوحات فنية بوسط القاهرة (الشرق الأوسط)
«حتحور» تحضر في لوحات فنية بوسط القاهرة (الشرق الأوسط)
TT

معرض قاهري يستلهم جمال «حتحور»

«حتحور» تحضر في لوحات فنية بوسط القاهرة (الشرق الأوسط)
«حتحور» تحضر في لوحات فنية بوسط القاهرة (الشرق الأوسط)

خَلّد المصريون القدماء اسم «حتحور» رمزاً للحب والجمال؛ وأعاد فنانون مصريون استلهام هذا الرمز بما يحمله من معانٍ ودلالات في فعاليات مختلفة، ضمن أسبوع ثقافي تشهده العاصمة المصرية القاهرة، من بينها معرض «حتحور وسط البلد»، الذي يستضيفه مركز «الفاكتوري» حتى 16 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي.

ويتزيّن بهو المكان بنحو مائة لوحة للفنانة المصرية لينا أسامة، تتراوح في أحجامها وكذلك في تنويعات استلهامها لـ«حتحور» التي تتسيّد بطولة اللوحات، وإلى جانب كونها رمزاً للحب والجمال في مصر القديمة، فهي أيضاً كانت «منبعاً للموسيقى والأمومة»، كما تشير لينا أسامة في حديثها مع «الشرق الأوسط».

وتضيف: «تلك الثيمات التي اجتمعت لدى (الإلهة حتحور)، كانت مُلهمة بشكل كبير لتنظيم تلك الفعالية، التي تحاول كسر الشكل التقليدي للمعرض الفني، بجعل المعرض نفسه مناسبة لاستضافة فعاليات فنية مختلفة تتناغم مع اللوحات وفلسفتها».

وخلال أسبوع «حتحور وسط البلد»، يجري تنظيم فعاليات تتحاور مع اللوحات، منها جلسات شِعر وموسيقى وغناء، وكذلك محاضرات حول أسطورة «حتحور»، وفلسفة الفنون البصرية في مصر القديمة، وكذلك نظرة حول الطعام في مصر القديمة، وعرض أزياء يستلهم التراث ويستفيد من ثيمات الموسيقى والأمومة التي تُعززها «حتحور» في الأسطورة المصرية القديمة، وكذلك عروض أفلام.

«كما ستكون هناك أيضاً ندوة للقائمين على مستشفى (بهية) خلال أسبوع الفعالية، المتخصصة في الكشف المُبكر وعلاج سرطان الثدي للسيدات، وهي محاولة لدمج الفن مع مُعطيات اجتماعية شديدة الحساسية والأهمية»، كما تقول صاحبة المعرض لينا أسامة.

أبعاد مختلفة لعرض اللوحات في معرض «حتحور وسط البلد» (الشرق الأوسط)

وتدعم المساحة المفتوحة التي يُقام بها معرض «حتحور وسط البلد»، المفهوم الفني للفعالية التي تستقبل على مدار أسبوع عدداً كبيراً من الفنانين والمتحدثين، الذين تجتمع أعمالهم حول مفردات «الجمال» و«الأمومة» و«الموسيقى» المُشتقة من عالم «حتحور»، كما تُعزز جدران المكان ذات الملمس الخشن والعفوي التجربة البصرية المُفعمة بالألوان المُشتقة من «البالتة» المصرية القديمة، لا سيما درجات الأزرق والأخضر والأصفر التي تستدعي إيقاعات قصة الحضارات القديمة على ضفاف النيل في قالب مُعاصر مفتوح على التجريب واللعب مع الخامات.

وخلال التجوّل بين لوحات المعرض، تقترب لينا من لوحة بعنوان: «مدينة مشتركة»، تُبرز فيها طبقات زمنية متراكمة ومتداخلة، وتقول: «تعلّمتُ مفهوم تكسير الزمن من دراستي لفن السينما، وتحديداً فن المونتاج، وصار التحدي الذي أمارسه هو توظيف تلك التقنية داخل اللوحة».

اللوحات تستلهم الأسطورة المصرية في قالب معاصر (الشرق الأوسط)

ويُمثل الزمن السيّال في اللوحات أحد أبرز عناصر تشكيلها، أما «حتحور» فهي إما حاضرة بهيئتها الأسطورية القديمة بصفتها امرأة بأذني «بقرة»، وإما بدلالتها المتخفية وراء أوجه النساء والفتيات التي لا تخلو منها أعمال المعرض، وربما تحضر بهيئتها القديمة في سياقات حديثة يتبادل بها عاشقان الحب في مدينة متخيّلة وزمن غير محدد، وتُضاعف الفنانة من سريالية المشهد بحضور ديناصورات من زمن الانقراض، لتُجاور فتيات في لقطة «سيلفي» عفوية.

لوحات المعرض شهدت تنويعات بين الأساطير والحياة اليومية (الشرق الأوسط)

أما الموسيقى التي تُنسب كذلك لـ«حتحور»، فقد وجدت سبيلها إلى المتن التشكيلي للأعمال، عبر تشكيلات الراقصات التي ظهرت في بعض اللوحات لتمنحها بُعداً سينوغرافياً، يستفيد من عناصر اللوحة، ويضيف إليها، في حين يظهر الرقص في سياقات معاصرة ترتبط بالأمومة بتنويعاتها وهوامشها المختلفة، كما في لوحة تُهدهد فيها أم طفلها، وأخرى تتفقد أم ابنتها راقصة الباليه، وكأنهما في وضع تحليق.

وتقول لينا: «تلك الحالة التي تستحضر الحركة والرقص والموسيقى كانت من أبرز الدوافع لجعل المعرض مناسبة للاستمتاع بفنون أخرى من عروض موسيقية وشعرية وسينمائية تحت مظلة فعالية (حتحور وسط البلد)».