مصر تسرّع خطاها لتوفير احتياجات أوروبا من الوقود الأخضر

انطلاق أعمال المنتدى العربي لآفاق توليد الكهرباء بالطاقة النووية

وفد من الاتحاد الأوروبي خلال تفقده مصنعاً للهيدروجين في منطقة قناة السويس
وفد من الاتحاد الأوروبي خلال تفقده مصنعاً للهيدروجين في منطقة قناة السويس
TT

مصر تسرّع خطاها لتوفير احتياجات أوروبا من الوقود الأخضر

وفد من الاتحاد الأوروبي خلال تفقده مصنعاً للهيدروجين في منطقة قناة السويس
وفد من الاتحاد الأوروبي خلال تفقده مصنعاً للهيدروجين في منطقة قناة السويس

قال وليد جمال الدين، رئيس المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، إن المنطقة الاقتصادية لقناة السويس تسعى للمضيّ قدماً «في تسريع وتيرة عمليات إنتاج الوقود الأخضر لتلبية احتياجات الأسواق الأوروبية وفقاً للجدول الزمني المحدد لبدء الإنتاج على أن تبدأ عمليات تموين السفن بالوقود الأخضر بحلول عام 2026».
وأكد جمال الدين، خلال لقائه وفداً من مستشاري الاقتصاد والتجارة في دول الاتحاد الأوروبي المعتمدين لدى مصر، أمس (الثلاثاء)، «إمكانات الهيئة من مناطق صناعية متكاملة و6 موانئ متصلة بالبحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط، وكيفية إسهام هذه الإمكانات في عملية إنتاج الوقود الأخضر وتموين السفن به».
وخلال زيارة رسمية لمقر المنطقة الاقتصادية لقناة السويس بالعين السخنة، اطلع الوفد الأوروبي على آخر تطورات المشاريع في المنطقة، «في إطار استراتيجية المنطقة الاقتصادية لفتح آفاق للتواصل مع المستثمرين حول العالم، وبحث سبل التعاون الاقتصادي في مختلف المجالات والحرص على توطيد العلاقات بين المنطقة الاقتصادية وشتى الشركات والتحالفات العالمية لا سيما دول الاتحاد الأوروبي»، وفق بيان صحافي.
وتفقد الوفد، شركة «أتيكو فارما للمستلزمات الدوائية» وشركة «مصر للهيدروجين الأخضر»، أول مصنع لإنتاج الوقود الأخضر والذي افتتحه رئيس الجمهورية خلال قمة تغير المناخ، ثم ميناء العين السخنة ومستجدات التطوير به لتحويله لأهم ميناء محوري على البحر الأحمر.
في الأثناء، ألقى الدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، كلمةً نيابةً عن رئيس مجلس الوزراء في أثناء مشاركته في المنتدى العربي السادس حول آفاق توليد الكهرباء وإزالة ملوحة مياه البحر بالطاقة النووية، أكد فيها الدور الذي تؤديه الهيئة العربية للطاقة الذرية كإحدى مؤسسات الجامعة العربية والتي تهدف إلى تحقيق التنمية العربية في المجالات المختلفة والمساهمة في تحقيق التنمية العملية للدول العربية في مجال الاستخدامات السلمية للطاقة النووية لخدمة البشرية وتوفير بيئة أفضل للحياة.
وأوضح شاكر أن انعقاد هذا المنتدى يتزامن مع تزايد الاهتمام بالطاقة النووية في جميع أنحاء العالم وبالأخص في منطقتنا العربية التي تعاني من شحٍّ في مواردها المائية، حيث تم عقد الكثير من المؤتمرات والاجتماعات التي تناقش مستقبل الطاقة النووية وآليات تنفيذها، بهدف إلقاء المزيد من الضوء على كيفية الحصول على خيارات الطاقة والمياه بتكلفة اقتصادية جاذبة وبنسب منخفضة من الانبعاثات الكربونية والاحتباس الحراري.
وأشار إلى أن هذا الطرح ليس بجديد على الدول العربية، حيث شرعت الكثير منها إما بالنظر في إدراج خيار الطاقة النووية ضمن استراتيجيتها لتنويع مصادر الطاقة أو المضيّ قدماً في تنفيذ برامجها لمختلف التطبيقات السلمية للطاقة النووية.
وأضاف الوزير أن «النمو السكاني المستمر وزيادة معدلات الاستهلاك، وما يترتب عليهما من زيادة الطلب على الطاقة والمياه، سيؤديان بدورهما إلى زيادة الطلب على الموارد الطبيعية، لذا تدرك بلادنا العربية أن الإدارة الحكيمة للموارد المتاحة والإمكانات المتوفرة وبما يتماشى مع مبادئ التنمية المستدامة التي لا غِنى عنها لبناء مستقبل أفضل ببلداننا، تفرض خيار الطاقة النووية كأحد الخيارات الاستراتيجية من خلال إقامة مشروعات القوى النووية وإزالة ملوحة مياه البحر».
وأوضح: «في هذا الإطار فإن الاستثمار في مشروعات القوى النووية تلازمه ضرورة إنشاء بنية تحتية قوية تشمل جميع الأطر التشريعية والتمويلية، وهو ما يمثل أحد التحديات المشتركة لدى جميع الدول الوافدة لهذا المجال الواعد، ونحن ندرك جيداً أن تحقيق تلك البنية من خلال تضافر الجهود وتبادل الخبرات المكتسبة والممارسات الوطنية لدولنا الشقيقة من شأنه أن يعضد من الجاهزية المطلوبة للمضي قدماً في تنفيذ تلك المشروعات لتحقيق الأهداف المشتركة في تعظيم الاستفادة من الطاقة النووية، وهو ما نطمح إليه جميعاً خلال فعاليات هذا المنتدى».


مقالات ذات صلة

تقرير أممي يحذّر من تضخم الدين العام في المنطقة العربية

الاقتصاد أبراج وشركات وبنوك على نيل القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)

تقرير أممي يحذّر من تضخم الدين العام في المنطقة العربية

حذّر تقرير أممي من زيادة نسبة خدمة الدين الخارجي في البلدان العربية، بعد أن تضخّم الدين العام المستحق من عام 2010 إلى 2023، بمقدار 880 مليار دولار في المنطقة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
الاقتصاد مقر البنك المركزي المصري بالعاصمة الإدارية الجديدة (رويترز)

تحويلات المصريين بالخارج زادت بأكثر من 100 % في سبتمبر

أظهرت بيانات البنك المركزي المصري، اليوم الاثنين، أن تحويلات المصريين بالخارج ارتفعت لأكثر من مثليها على أساس سنوي في سبتمبر (أيلول) الماضي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد وزير البترول المصري كريم بدوي خلال حديثه في مؤتمر مؤسسة «إيجيبت أويل آند غاز» (وزارة البترول المصرية)

مصر: أعمال البحث عن الغاز الطبيعي بالبحر المتوسط «مبشرة للغاية»

قال وزير البترول المصري كريم بدوي إن أعمال البحث والاستكشاف للغاز الطبيعي في البحر المتوسط مع الشركات العالمية «مبشرة للغاية».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد ناقلة غاز طبيعي مسال تمر بجانب قوارب صغيرة (رويترز)

مصر تُجري محادثات لإبرام اتفاقيات طويلة الأجل لاستيراد الغاز المسال

تجري مصر محادثات مع شركات أميركية وأجنبية أخرى لشراء كميات من الغاز الطبيعي المسال عبر اتفاقيات طويلة الأجل، في تحول من الاعتماد على السوق الفورية الأكثر تكلفة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد سيدة تتسوق في إحدى أسواق القاهرة (رويترز)

«المركزي المصري» يجتمع الخميس والتضخم أمامه وخفض الفائدة الأميركية خلفه

بينما خفض الفيدرالي الأميركي أسعار الفائدة للمرة الثانية على التوالي يدخل البنك المركزي المصري اجتماعه قبل الأخير في العام الحالي والأنظار تتجه نحو التضخم

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

محضر «الفيدرالي»: المسؤولون أيَّدوا وتيرة تدريجية لخفض أسعار الفائدة

مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)
مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)
TT

محضر «الفيدرالي»: المسؤولون أيَّدوا وتيرة تدريجية لخفض أسعار الفائدة

مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)
مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)

أيَّد مسؤولو بنك الاحتياطي الفيدرالي التحرك «تدريجياً» نحو خفض أسعار الفائدة، في ظل النمو الاقتصادي الأميركي الأقوى من المتوقع، وتلاشي المخاوف بشأن صحة سوق العمل، وفقاً لمحضر اجتماع نوفمبر (تشرين الثاني).

ويشير محضر الاجتماع إلى أن مسؤولي البنك المركزي الأميركي لم يعودوا يرون حاجة ملحة للوصول بسرعة إلى مستوى أسعار «محايدة» لا يعوق النمو، بعد خفض كبير بنحو نصف نقطة في سبتمبر (أيلول).

وفي اجتماع نوفمبر، خفَّضت لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة إلى نطاق 4.5- 4.75 في المائة، وهو الخفض الثاني.

ويجتمع بنك الاحتياطي الفيدرالي في ديسمبر (كانون الأول)، وهو اجتماعه الأخير قبل عودة دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.

ومن المتوقع أن يمضي البنك المركزي قدماً بخفض آخر بنحو ربع نقطة، على الرغم من أن المسؤولين يراقبون البيانات الواردة من كثب.

وقال رئيس البنك، جيروم بأول، في وقت سابق من هذا الشهر، إن الاقتصاد الأميركي القوي يعني أن البنك المركزي لا يحتاج إلى «التسرع» في خفض أسعار الفائدة.

ولا يزال التضخم -على الرغم من انخفاضه الحاد عن ذروته في عام 2022- أعلى من هدف بنك الاحتياطي الفيدرالي البالغ 2 في المائة.

وأشار مسؤولو البنك المركزي إلى أن التضخم كان يتراجع، وفقاً للمحضر؛ لكن البعض حذَّر من أنه قد يستغرق وقتاً أطول من المتوقع، نظراً للقوة الأساسية للاقتصاد، واحتمال أن تؤدي المخاطر الجيوسياسية وانقطاعات سلسلة التوريد إلى إبطاء الانخفاض.

وأظهر أحدث تقرير لمؤشر أسعار المستهلك ارتفاع التضخم إلى 2.6 في المائة، بعد زيادة بنسبة 0.2 في المائة على أساس شهري.

واتخذ المسؤولون أيضاً موقفاً أكثر تفاؤلاً مما كان عليه في اجتماعهم السابق بشأن آفاق سوق العمل، قائلين إنه «لا توجد علامة» على التدهور السريع.

ومع ذلك، فإن التوقف المؤقت في خفض أسعار الفائدة سيكون مبرراً «إذا ظل التضخم مرتفعاً»، كما أشار المحضر، وهو ما يعكس وجهة نظر توم باركين، رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في ريتشموند، وعضو التصويت في لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية لهذا العام، لصحيفة «فايننشيال تايمز» في مقابلة الأسبوع الماضي. وقال: «إذا كان التضخم يظل أعلى من هدفنا، فهذا يجعل من الضروري توخي الحذر بشأن خفض أسعار الفائدة... إذا كانت معدلات البطالة تتسارع، فإن هذا يجعل القضية أكثر توجهاً نحو المستقبل».

وحسب أسواق العقود الآجلة، يفضل المتداولون خفضاً آخر بمقدار ربع نقطة مئوية في ديسمبر. وقال نيل كاشكاري، رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في مينيابوليس، هذا الأسبوع، إن خفض أسعار الفائدة في ديسمبر «معقول»، في حين أيد رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في شيكاغو أوستن غولسبي فكرة تخفيضات أسعار الفائدة الإضافية.