مصر: الاعتداءات على الطواقم الطبية... هل من إجراءات جديدة لحمايتهم؟

«حادثة المنوفية» أثارت غضباً واسعاً

وزير الصحة المصري خلال زيارته لمستشفى قويسنا المركزي (وزارة الصحة)
وزير الصحة المصري خلال زيارته لمستشفى قويسنا المركزي (وزارة الصحة)
TT

مصر: الاعتداءات على الطواقم الطبية... هل من إجراءات جديدة لحمايتهم؟

وزير الصحة المصري خلال زيارته لمستشفى قويسنا المركزي (وزارة الصحة)
وزير الصحة المصري خلال زيارته لمستشفى قويسنا المركزي (وزارة الصحة)

شهدت منصات التواصل في مصر تفاعلاً مع ما بات يعرف بـفيديو «حادثة المنوفية» الذي أحدث صدمة في أوساط الرأي العام، بسبب توثيقه لواقعة اعتداء أهالي أحد المرضى بالأيدي على ممرضات بمستشفى «قويسنا المركزي» في محافظة المنوفية.
وقال نشطاء ومغردون إن «الواقعة تأتي كحلقة جديدة في سلسلة قديمة من هذه الاعتداءات التي تعد ظاهرة مزعجة لا بد من مواجهتها بحزم»، محذرين من أن «إفلات جناة سابقين من العقاب الرادع هو ما جعل الأمر قابلاً للتكرار في المستقبل».
وأكد الدكتور خالد عبد الغفار، وزير الصحة والسكان المصري، أن «الدولة لن تسمح لأحد بالمساس بكرامة أي فرد بالفرق الطبية»، مشيراً إلى أن «مجلس النواب بصدد وضع قانون المسؤولية الطبية الذي سيسهم في حفظ حقوق كل من المرضى ومقدمي الخدمة الطبية على حد سواء».
وأحدثت تصريحات عبد الغفار، خلال زيارته لمستشفى قويسنا المركزي، حالة من «الارتياح» في أوساط العاملين بالمستشفى، وأشار وزير الصحة المصري إلى أنه «سبق ووجه فور وقوع الحادثة بالتحقيق الفوري في جميع ملابساتها وأسبابها وعمل محضر في قسم الشرطة حفاظاً على حقوق المجني عليهن، وحصر الخسائر بالمستشفى حفاظاً على حق الدولة».
وفيما تستكمل نيابة قويسنا التحقيق في الواقعة، أكدت الممرضة علياء خيري، إحدى ضحايا الحادث، أن «والد المتهم زارهم اليوم ليطالبهم بالتنازل عن القضية وعمل صلح»، مشددة في تصريحات إعلامية على «أنها وزميلاتها رفضن الصلح، وأنهن يعملن على استكمال إجراءات التقاضي».
وطالبت الدكتورة مايا مرسي، رئيسة المجلس القومي للمرأة، بـ«تغليظ عقوبة التعدي على الموظف العام لفظياً أو جسدياً من حيث الحبس والغرامة حتى تضاهي مثيلاتها في بعض الدول العربية، حيث تصل في بعض الأحيان إلى الحبس 10 سنوات، وغرامة تعادل ثلاثة ملايين جنيه (الدولار بـ24.6 جنيه)»، مشيرة إلى أن «المادة 136 الخاصة بالاعتداء على الموظف العام أثناء تأدية عمله من قانون العقوبات المصري الحالي ربما تكون غير رادعة بالشكل الكافي؛ حيث تنص على أن كل مَن تعدى على أي من الموظفين العموميين، ورجال الضبط، وأي شخص مكلف بخدمة عمومية، وكل من يقوم بمقاومة الموظف بالقوة أو العنف أثناء تأدية وظيفته أو بسبب تأدية عمله، يعاقب بالحبس مدة لا تزيد على 6 أشهر، أو بغرامة لا تتجاوز 200 جنيه». وقالت رئيسة المجلس القومي للمرأة، في منشور على «فيسبوك» إن «هذا الحادث ليس الأول من نوعه ولن يكون الأخير»، مشددة على أن «المجلس القومي للمرأة سيقدم كل المساعدة القانونية للممرضات في المستشفى».
وأكد المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة المصرية أن «القوات المسلحة تتابع عن كثب ما أُثير بمواقع التواصل الاجتماعي بشأن واقعة مستشفى قويسنا المركزي»، وقال في منشور على «فيسبوك»، إن «القوات المسلحة تؤكد على كامل احترامها لمبدأ سيادة القانون، وتهيب بالجميع تحري الدقة والانتظار لحين انتهاء التحقيقات».
وكانت بعض منصات التواصل الاجتماعي قد زعمت أن المتهم في الواقعة هو «ضابط طيار».
وقال الدكتور إسماعيل الحفناوي، وكيل وزارة الصحة في السويس، إن «مثل هذه الوقائع تثير الغضب في الأوساط الطبية، حيث إن الاعتداء على أي مؤسسة حكومية مجرم بحكم القانون والدستور»، مشيراً، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن «طواقم التمريض تحديداً قدمت العديد من الشهداء والتضحيات أثناء احتدام أزمة جائحة (كوفيد - 19)».
وأوضح الحفناوي أن «وزارة الصحة تقدم دورات تدريبية للأطباء والممرضات في فن التواصل الاجتماعي حتى يمتلكوا مهارات التعامل مع أهالي المرضى، لا سيما في الحالات الحرجة».
من جانبه، أشار الدكتور أحمد سمير سعد، طبيب التخدير وعضو نقابة الأطباء، إلى «غياب ثقافة الحقوق والواجبات لدى بعض المرضى وذويهم»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «من حق المرضى تلقي الخدمة الطبية والتشخيص الدقيق والموافقة على طريقة العلاج، وفي المقابل عليهم احترام المنشأة الطبية وتقدير الضغوط التي تقع على العاملين بها».


مقالات ذات صلة

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

شمال افريقيا هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

حفلت الجلسة الافتتاحية لـ«الحوار الوطني»، الذي دعا إليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أكثر من عام، برسائل سياسية حملتها كلمات المتحدثين، ومشاركات أحزاب سياسية وشخصيات معارضة كانت قد توارت عن المشهد السياسي المصري طيلة السنوات الماضية. وأكد مشاركون في «الحوار الوطني» ومراقبون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أهمية انطلاق جلسات الحوار، في ظل «قلق مجتمعي حول مستقبل الاقتصاد، وبخاصة مع ارتفاع معدلات التضخم وتسببه في أعباء معيشية متصاعدة»، مؤكدين أن توضيح الحقائق بشفافية كاملة، وتعزيز التواصل بين مؤسسات الدولة والمواطنين «يمثل ضرورة لاحتواء قلق الرأي العام، ودفعه لتقبل الإجراءات الحكومية لمعالجة الأز

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اجتماعاً، أمس (الخميس)، مع كبار قادة القوات المسلحة في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، لمتابعة دور الجيش في حماية الحدود، وبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي للبلاد. وقال المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، في إفادة رسمية، إن «الاجتماع تطرق إلى تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، وانعكاساتها على الأمن القومي في ظل الظروف والتحديات الحالية بالمنطقة». وقُبيل الاجتماع تفقد الرئيس المصري الأكاديمية العسكرية المصرية، وعدداً من المنشآت في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية. وأوضح المتحدث ب

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

قالت مصر إن «استمرار ظاهرة (المقاتلين الأجانب) يهدد أمن واستقرار الدول». وأكدت أن «نشاط التنظيمات (الإرهابية) في أفريقيا أدى لتهديد السلم المجتمعي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

جدد حادث تصادم في مصر الحديث بشأن مخاطر «السرعة الزائدة» التي تتسبب في وقوع حوادث سير، لا سيما على الطرق السريعة في البلاد. وأعلنت وزارة الصحة المصرية، (الخميس)، مصرع 17 شخصاً وإصابة 29 آخرين، جراء حادث سير على طريق الخارجة - أسيوط (جنوب القاهرة).

منى أبو النصر (القاهرة)
شمال افريقيا مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

بعد 3 أيام عصيبة أمضتها المسنة السودانية زينب عمر، في معبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على


الجيش السوداني يعلن مقتل قائد لـ«الدعم السريع» في الفاشر

قصف مدفعي يدمر منازل بمخيم زمزم (متداولة)
قصف مدفعي يدمر منازل بمخيم زمزم (متداولة)
TT

الجيش السوداني يعلن مقتل قائد لـ«الدعم السريع» في الفاشر

قصف مدفعي يدمر منازل بمخيم زمزم (متداولة)
قصف مدفعي يدمر منازل بمخيم زمزم (متداولة)

أعلن الجيش السوداني، السبت، مقتل القائد العسكري في «قوات الدعم السريع» العميد جمعة إدريس، خلال قصف بالمدفعية الثقيلة استهدف تحركات قواته في المحور الجنوبي لمدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور (غرب البلاد).

وقالت الفرقة السادسة مشاة، التابعة للجيش السوداني بالفاشر، في بيان على موقع «فيسبوك»، إن سلاح الطيران نفّذ، الجمعة، غارات جوية دمّرت 45 مركبة قتالية بكامل عتادها العسكري وطواقمها.

ووفقاً للبيان، حشدت «ميليشيا الدعم السريع» قوات كبيرة من الولايات ومناطق أخرى للهجوم على الفاشر وتسلُّم الفرقة السادسة.

وذكر أن القوات المسلحة أسقطت 3 مسيّرات كانت تستهدف دفاعات وارتكازات في المدينة.

«قوات الدعم السريع» تقصف مخيم زمزم (متداولة)

بدورها، قالت المنسقية العامة لمعسكرات النازحين واللاجئين (كيان مدني)، في بيان: «إن (قوات الدعم السريع) قصفت بالمدفعية الثقيلة خلال الأيام الماضية مخيمي زمزم وأبوشوك، ما أدى إلى وقوع قتلى وجرحى غالبيتهم من النساء والأطفال والعجزة من الجنسين».

ودعا المتحدث باسم المنسقية، آدم رجال، الأطراف المتحاربة إلى الابتعاد عن استهداف مناطق النازحين، وعدم استخدام المدنيين العزّل «دروعاً بشرية» لتحقيق مكاسب سياسية وعسكرية.

وطالب رجال «قوات الدعم السريع» بوقف القصف المدفعي العشوائي، والقصف الجوي من قبل الجيش السوداني، وقال: «ينبغي أن يتم وقف الحرب بشكل فوري وعاجل من خلال وقف إطلاق النار وإنهاء العدائيات مباشرة لإنقاذ حياة النازحين من الأطفال والنساء».

ودعا المتحدث باسم النازحين، آدم رجال، المجتمع الدولي إلى ممارسة المزيد من الضغوط على الأطراف المتصارعة للالتزام بالقوانين الدولية، لوضع حد للقصف العشوائي بالمدافع الثقيلة والبراميل المتفجرة في الأماكن المأهولة بالمدنيين. وقال: «لا يوجد ما يبرر هذه الأعمال الإجرامية، لقد حان الوقت لإنقاذ ما تبقى من أرواح بريئة، فالكارثة لم تعد تحتمل المزيد من التأجيل».

بقايا مقذوف مدفعي استهدف معسكر زمزم للنازحين (متداولة)

وخلال الأسبوع الماضي أفادت تقارير حكومية رسمية بمقتل أكثر من 57 مدنياً وإصابة 376 في الهجمات على الفاشر ومعسكر زمزم.

وتُعد الفاشر من أكثر خطوط المواجهة اشتعالاً بين «قوات الدعم السريع» والجيش السوداني وحلفائه الذين يقاتلون للحفاظ على موطئ قدم أخير في منطقة دارفور.

وتسيطر الدعم السريع على 4 من أصل 5 ولايات في إقليم دارفور، هي: جنوب وشرق ووسط وغرب دارفور بعد أن تمكّنت من إبعاد القوات المسلحة السودانية، فيما تقود معارك ضارية للسيطرة على مدينة الفاشر.

وفي الخرطوم بحري تجددت المعارك العنيفة، فجر السبت، بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع» في عدة محاور بالمدينة.

وقال سكان لـ«الشرق الأوسط» إنهم سمعوا دوي انفجارات قوية هزت أرجاء المدينة.

ووفقاً لمصادر ميدانية، تدور الاشتباكات على بعد كيلومترات من ضاحية العزبة، بعد تقدم الجيش السوداني وسيطرته على أغلب أحياء منطقة السامراب بمدينة بحري.

وأعلنت غرفة طوارئ جنوب الحزام بولاية الخرطوم عن أن 4 أشخاص قتلوا وأصيب أكثر من 30 آخرين، الجمعة، جراء قصف جوي بالطيران التابع للجيش السوداني على منطقة الشاحنات.

وعلى الرغم من تقدم الجيش السوداني عسكرياً خلال الأشهر الماضية في مدينة بحري، لا تزال «قوات الدعم السريع» على معظم أنحاء العاصمة الخرطوم وولاية الجزيرة في وسط البلاد، ومناطق شاسعة في إقليم دارفور، إضافة إلى جزء كبير من كردفان إلى الجنوب.

اندلعت الحرب بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع» منذ أكثر من 18 شهراً، وأدت إلى مقتل أكثر من 188 ألف شخص، وفرار أكثر من 10 ملايين شخص من منازلهم.