«النواب المصري» لدعم الليبيين في الحفاظ على «هويتهم الوطنية»

جبالي قال إن القاهرة تسعى لتوحيد المؤسسة العسكرية

رئيس مجلس النواب المصري المستشار حنفي جبالي مستقبلاً نظيره الليبي عقيلة صالح (المكتب الإعلامي لصالح)
رئيس مجلس النواب المصري المستشار حنفي جبالي مستقبلاً نظيره الليبي عقيلة صالح (المكتب الإعلامي لصالح)
TT

«النواب المصري» لدعم الليبيين في الحفاظ على «هويتهم الوطنية»

رئيس مجلس النواب المصري المستشار حنفي جبالي مستقبلاً نظيره الليبي عقيلة صالح (المكتب الإعلامي لصالح)
رئيس مجلس النواب المصري المستشار حنفي جبالي مستقبلاً نظيره الليبي عقيلة صالح (المكتب الإعلامي لصالح)

أكد رئيس مجلس النواب المصري، المستشار حنفي جبالي، خلال استقباله رئيس مجلس النواب الليبي المستشار عقيلة صالح، اليوم (الخميس)، على أن الموقف المصري حيال ليبيا «يرتكز بالأساس على حق مواطنيها في الحفاظ على هويتهم الوطنية ووحدة أراضيهم»، بينما أطلع عبد الله باتيلي، المبعوث الأممي، عبد الحميد الدبيبة، رئيس حكومة «الوحدة» الليبية المؤقتة، على نتائج زياراته المحلية والدولية.
وقال عبد الحميد الصافي، رئيس المركز الإعلامي لصالح، إن رئيس مجلس النواب أكد خلال اللقاء الذي عُقد بالعاصمة المصرية القاهرة، على اعتزازه وتقديره لهذا اللقاء، مشدداً على أن «مصر عبر تاريخها كانت وما زالت خير داعمة للشعب الليبي في ضوء وحدة المصير بين البلدين».
وأشار الصافي، في تصريحات صحافية، إلى أن صالح أكد على تقديره «لمواقف الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الداعمة لليبيا وخيارات الشعب في وطن مُوحد بعيداً عن التدخلات الخارجية».
وتحدث جبالي، عن أن «الموقف المصري يرتكز بالأساس على حق الليبيين في الحفاظ على هويتهم الوطنية ووحدة أراضيهم»، مشدداً على «دعم مصر لمجلس النواب الليبي للاضطلاع بدور رئيسي في العملية السياسية بوصفه الجهة التشريعية الوحيدة المُنتخبة التي باستطاعتها القيام بدور في قيادة الحوار الليبي – الليبي للوصول إلى توافق حول المسار الدستوري في أقرب وقت ممكن».
وأكد جبالي على دعم بلاده جهود المبعوث الأممي إلى ليبيا، وقال، إن «مصر تعمل مع الشركاء الدوليين والليبيين كافة من أجل مواصلة جهود توحيد المؤسسة العسكرية»، مشدداً على «ضرورة خروج كافة القوات الأجنبية و(المرتزقة) من الأراضي الليبية».
في شأن آخر، استقبل الدبيبة في مقر السفارة الليبية بتونس، رئيس بعثة الدعم في ليبيا ومبعوث الأمين العام عبد الله باتيلي، اليوم.
وقال المكتب الإعلامي لرئيس حكومة «الوحدة»، إن اللقاء «خُصص لمتابعة الأوضاع السياسية ونتائج زيارات بالمبعوث الأممي المحلية والدولية، وتأكيد ضرورة عقد اللقاءات السياسية داخل ليبيا بين كل الأطراف».
ونقل مكتب الدبيبة، عن باتيلي، تأكيده «أن كل مساعي البعثة مع الأطراف الليبية ستكون مركزة على الذهاب إلى الانتخابات في أقرب وقت».
وجدد الدبيبة دعمه «أي لقاءات سياسية داخل ليبيا بشرط أن يكون هدفها دعم خيار الشعب، وهو إجراء الانتخابات»، مؤكداً للمبعوث الأممي «جاهزية الحكومة التامة لإجراء الاستحقاق الانتخابي».
من جهته، أعلن أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، أن باتيلي استعرض معه في اتصال هاتفي مساء أمس، الاتصالات التي يجريها مع الأطراف المعنية في ليبيا وعلى المستوى الإقليمي؛ سعياً لإنجاز الاستحقاق الانتخابي بناءً على قاعدة دستورية متفق عليها، جنباً إلى جنب مع تنفيذ كل الاتفاقات المبرمة بين الأطراف الليبية.
وأكد أبو الغيط دعم الجامعة العربية جهود المبعوث الأممي، والجهود كافة لإنهاء الأزمة عبر حل (ليبي - ليبي)، كما ناشد الأطراف الفاعلة في ليبيا التجاوب مع هذه المساعي حفاظاً على وحدة البلاد وسيادتها واستقرارها.
بدورها، أعلنت كارولين هورندال، سفيرة بريطانيا لدى ليبيا، أنها بحثت مع رئيس المجلس الأعلى لأمازيغ ليبيا، الهادي برقيق، أمس، في انخراط المجلس مع المجتمعات في مختلف أنحاء ليبيا، والعمل على دعم حوار وطني شامل. واعتبرت، أن هذه الجهود تشكل جزءاً أساسياً من التغلب على الأزمة الحالية.
من جانبه، نقل مصطفى مهراج، سفير فرنسا، عن الصديق الصور، النائب العام الليبي، الذي التقاه أمس، ما وصفه بـ«عمله الجبار» من أجل توطيد دولة القانون ووضع المواطنين تحت حماية القانون، وتعهد مهراج بدعم فرنسا النائب العام عبر التدريب وتبادل الخبرات الميدانية.
إلى ذلك، أعلن فتحي باشاغا، رئيس حكومة «الاستقرار» الموازية، أنه بحث في اجتماع مساء أمس، بمدينة سرت، مع رئيس رابطة الأحزاب الليبية ونائبه إيجاد مبادرة ليبية وتوافق وطني يمهّد لإقامة مؤتمر ليبي - ليبي جامع لكل المكونات والأطياف السياسية والاجتماعية، والعمل على إجراء الانتخابات.


مقالات ذات صلة

«ملفات خلافية» تتصدر زيارة ليبيين إلى تونس

شمال افريقيا «ملفات خلافية» تتصدر زيارة ليبيين إلى تونس

«ملفات خلافية» تتصدر زيارة ليبيين إلى تونس

حلت نجلاء المنقوش، وزيرة الشؤون الخارجية الليبية، أمس بتونس في إطار زيارة عمل تقوم بها على رأس وفد كبير، يضم وزير المواصلات محمد سالم الشهوبي، وذلك بدعوة من نبيل عمار وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج. وشدد الرئيس التونسي أمس على موقف بلاده الداعي إلى حل الأزمة في ليبيا، وفق مقاربة قائمة على وحدتها ورفض التدخلات الخارجية في شؤونها الداخلية. وأكد في بيان نشرته رئاسة الجمهورية بعد استقباله نجلاء المنقوش ومحمد الشهوبي، وزير المواصلات في حكومة الوحدة الوطنية الليبية، على ضرورة «التنسيق بين البلدين في كل المجالات، لا سيما قطاعات الاقتصاد والاستثمار والطاقة والأمن».

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا محادثات سعودية ـ أممية تتناول جهود الحل الليبي

محادثات سعودية ـ أممية تتناول جهود الحل الليبي

أكدت السعودية أمس، دعمها لحل ليبي - ليبي برعاية الأمم المتحدة، وشددت على ضرورة وقف التدخلات الخارجية في الشؤون الليبية، حسبما جاء خلال لقاء جمع الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية السعودي، مع عبد الله باتيلي الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لدى ليبيا ورئيس البعثة الأممية فيها. وتناول الأمير فيصل في مقر الخارجية السعودية بالرياض مع باتيلي سُبل دفع العملية السياسية في ليبيا، والجهود الأممية المبذولة لحل الأزمة. إلى ذلك، أعلن «المجلس الرئاسي» الليبي دعمه للحراك الشبابي في مدينة الزاوية في مواجهة «حاملي السلاح»، وضبط الخارجين عن القانون، فيما شهدت طرابلس توتراً أمنياً مفاجئاً.

شمال افريقيا ليبيا: 12 عاماً من المعاناة في تفكيك «قنابل الموت»

ليبيا: 12 عاماً من المعاناة في تفكيك «قنابل الموت»

فتحت الانشقاقات العسكرية والأمنية التي عايشتها ليبيا، منذ رحيل نظام العقيد معمر القذافي، «بوابة الموت»، وجعلت من مواطنيها خلال الـ12 عاماً الماضية «صيداً» لمخلَّفات الحروب المتنوعة من الألغام و«القنابل الموقوتة» المزروعة بالطرقات والمنازل، مما أوقع عشرات القتلى والجرحى. وباستثناء الجهود الأممية وبعض المساعدات الدولية التي خُصصت على مدار السنوات الماضية لمساعدة ليبيا في هذا الملف، لا تزال «قنابل الموت» تؤرق الليبيين، وهو ما يتطلب -حسب الدبلوماسي الليبي مروان أبو سريويل- من المنظمات غير الحكومية الدولية العاملة في هذا المجال، مساعدة ليبيا، لخطورته. ورصدت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، في تقر

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا حل الأزمة الليبية في مباحثات سعودية ـ أممية

حل الأزمة الليبية في مباحثات سعودية ـ أممية

أكدت السعودية دعمها للحل الليبي - الليبي تحت رعاية الأمم المتحدة، وضرورة وقف التدخلات الخارجية في الشؤون الليبية، وجاءت هذه التأكيدات خلال اللقاء الذي جمع الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية السعودي مع عبد الله باتيلي الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لدى ليبيا رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا. واستقبل الأمير فيصل بن فرحان في مقر وزارة الخارجية السعودية بالرياض أمس عبد الله باتيلي وجرى خلال اللقاء بحث سُبل دفع العملية السياسية في ليبيا، إضافة إلى استعراض الجهود الأممية المبذولة لحل هذه الأزمة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
شمال افريقيا «الرئاسي» الليبي يدعم «حراك الزاوية» ضد «حاملي السلاح»

«الرئاسي» الليبي يدعم «حراك الزاوية» ضد «حاملي السلاح»

أعلن «المجلس الرئاسي» الليبي، عن دعمه للحراك الشبابي في مدينة الزاوية (غرب البلاد) في مواجهة «حاملي السلاح»، وضبط الخارجين عن القانون، وذلك في ظل توتر أمني مفاجئ بالعاصمة الليبية. وشهدت طرابلس حالة من الاستنفار الأمني مساء السبت في مناطق عدّة، بعد اعتقال «جهاز الردع» بقيادة عبد الرؤوف كارة، أحد المقربين من عبد الغني الككلي رئيس «جهاز دعم الاستقرار»، بالقرب من قصور الضيافة وسط طرابلس. ورصد شهود عيان مداهمة رتل من 40 آلية، تابع لـ«جهاز الردع»، المنطقة، ما أدى إلى «حالة طوارئ» في بعض مناطق طرابلس. ولم تعلق حكومة عبد الحميد الدبيبة على هذه التطورات التي يخشى مراقبون من اندلاع مواجهات جديدة بسببها،

خالد محمود (القاهرة)

الجزائر وإيطاليا: التجارة والأعمال بعيداً عن مشكلات السياسة

الرئيس تبون مع رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني بالجزائر في 23 يناير 2023 (الرئاسة الجزائرية)
الرئيس تبون مع رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني بالجزائر في 23 يناير 2023 (الرئاسة الجزائرية)
TT

الجزائر وإيطاليا: التجارة والأعمال بعيداً عن مشكلات السياسة

الرئيس تبون مع رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني بالجزائر في 23 يناير 2023 (الرئاسة الجزائرية)
الرئيس تبون مع رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني بالجزائر في 23 يناير 2023 (الرئاسة الجزائرية)

تدير الجزائر وإيطاليا علاقاتهما الجيدة بعيداً عن القضايا السياسية المثيرة للجدل، خصوصاً ما يتعلق بنزاع الصحراء، بخلاف علاقات الجزائر مع جارتيها المتوسطيتين الكبيرتين: فرنسا وإسبانيا، حيث شهدت العلاقات معهما توتراً حاداً بسبب دعمهما خطة الحكم الذاتي المغربية للصحراء.

وفي هذا الإطار، تأتي زيارة وزير الخارجية الإيطالي، أنطونيو تاياني، إلى الجزائر، يوم الاثنين، للمشاركة في «منتدى الأعمال بين الشركات الإيطالية والجزائرية»، والاجتماع بالرئيس عبد المجيد تبون ونظيره أحمد عطاف، ووزير الطاقة والمناجم محمد عرقاب، حسب مصادر حكومية جزائرية، أكدت أن «زيارة تاياني تعكس مدى جودة العلاقات مع إيطاليا».

من لقاء سابق بين وزيري خارجية الجزائر وإيطاليا (متداولة)

وجاء المسؤول الإيطالي مرافقاً لممثلين عن «الوكالة الإيطالية للترويج التجاري» ومن «نظام إيطاليا»، وهي شبكة مؤسسات إيطالية تعمل في مختلف مجالات الاقتصاد والتجارة، وتمثل مصالح إيطاليا في الخارج. كما جاء معه ممثلون عن «الاتحاد الإيطالي للصناعات»، وهو من أكبر مجتمعات الأعمال في البلاد، ويساعد الحكومة على تطوير السياسات الاقتصادية، ويمثلها في الساحة الدولية.

وبحث الوفد الإيطالي الرفيع، حسب المصادر الحكومية نفسها، مشروعات مهمة في مجالات الزراعة والطاقات النظيفة والنقل والبنية التحتية، مع «كونفدرالية التجديد الاقتصادي الجزائرية» التي تضم أهم الشركات الخاصة، إلى جانب حضور قادة المؤسسات الحكومية الكبرى في الاجتماعات مع الوفد الإيطالي.

ونقلت وكالة «نوفا» الإخبارية الإيطالية، الأحد، تصريحات للوزير تاياني لـ«راديو أونو»، جاء فيها أن رحلته إلى الجزائر «جزء من جهود إيطاليا لتنويع أسواقها، مع التركيز أيضاً على السوق الأفريقية، والشرق الأقصى، وأميركا الجنوبية، والبلقان، والمكسيك».

وأكد تاياني أن الجزائر «شريك رئيسي في شمال أفريقيا، وعلاقاتنا الثنائية القوية تستند إلى روابط صداقة تاريخية وعميقة. نريد أن نعزز التعاون مع الجزائر ليس فقط في ميدان الطاقة، ولكن أيضاً في مجالات استراتيجية أخرى، وفي مكافحة الهجرة غير النظامية».

الرئيسان الجزائري والإيطالي (الرئاسة الجزائرية)

وتعد إيطاليا الوجهة الرئيسية للصادرات الجزائرية، ومن أهم 3 مورّدين للجزائر. ويعد الغاز الطبيعي المصدر الأساسي للصادرات الجزائرية إلى إيطاليا، حيث بلغت قيمته المصدرة 8.48 مليار يورو في أول 11 شهراً من عام 2024، أي 85.3 في المائة من إجمالي الواردات الإيطالية للطاقة. تليها المنتجات المكررة من النفط (897 مليون يورو، أي 9 في المائة)، والنفط الخام (388 مليون يورو، أي 3.9 في المائة)، وفق إحصائيات حكومية جزائرية.

وتشمل المنتجات الأخرى المستوردة من الجزائر المنتجات الكيميائية الأساسية والصناعات المعدنية، والأسمنت، والجير والجبس، ولكن بكميات أقل كثيراً. أما صادرات إيطاليا إلى الجزائر فهي أكثر تنوعاً. وتشمل المنتجات الرئيسية المصدرة السيارات (257 مليون يورو، أي 10 في المائة من الإجمالي)، والآلات العامة (254 مليون يورو، أي 9.9 في المائة)، والآلات الخاصة (245 مليون يورو، أي 9.5 في المائة)، ومنتجات مكررة من النفط.

ضباط من البحريتين الجزائرية والإيطالية (أرشيفية البحرية الجزائرية)

وتؤكد الزيارات المتبادلة المستمرة على العلاقات الممتازة بين روما والجزائر، وكان أهمها زيارة رئيسة الوزراء جيورجيا ميلوني في عام 2023، وقبلها زيارة رئيس الجمهورية سيرجيو ماتاريلا في نهاية 2021، التي جاءت بعد شهرين فقط من زيارة الرئيس عبد المجيد تبون إلى إيطاليا.

أما فيما يتعلق بالعلاقات مع إسبانيا وفرنسا، ففي الوقت الذي يعيش فيه الشريكان الاقتصاديان بمنطقة البحر الأبيض المتوسط «شهر العسل»، تدهورت علاقة الجزائر بإسبانيا في 2022 بسبب انحياز مدريد إلى المغرب في نزاع الصحراء، ثم تم ترميم العلاقات حتى عادت إلى طبيعتها منذ بضعة أسابيع. كما تدهورت العلاقات أيضاً مع فرنسا، حيث تقترب حالياً من القطيعة النهائية بسبب القضية الصحراوية نفسها.

واتخذت روما موقف الحياد بشأن هذه القضية، ما أكسبها رضا المسؤولين الجزائريين، وهي تدعم «حلاً سياسياً يتم التفاوض عليه بين الأطراف المعنية، بما يتوافق مع قرارات الأمم المتحدة». وبوصفها عضواً في الاتحاد الأوروبي، تتبنى الموقف المشترك للاتحاد الذي يدعو إلى «البحث عن حل سياسي تحت رعاية الأمم المتحدة، يحترم مبادئ القانون الدولي».