لماذا تولي مصر اهتماماً بتدريب أئمة المساجد؟

السيسي وجّه مراراً بتأهيلهم لخدمة «الخطاب الديني»

وزير الأوقاف المصري يعرض على السيسي خطة العمل الدعوي (الرئاسة المصرية)
وزير الأوقاف المصري يعرض على السيسي خطة العمل الدعوي (الرئاسة المصرية)
TT
20

لماذا تولي مصر اهتماماً بتدريب أئمة المساجد؟

وزير الأوقاف المصري يعرض على السيسي خطة العمل الدعوي (الرئاسة المصرية)
وزير الأوقاف المصري يعرض على السيسي خطة العمل الدعوي (الرئاسة المصرية)

جددت دعوة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بضرورة «تأهيل الأئمة بهدف نشر الخطاب الديني (المستنير)»، التساؤل حول إيلاء مصر اهتماماً واسعاً بتدريب أئمة المساجد لتعزيز العمل الدعوي في البلاد. ويشدد الرئيس المصري، على أن «قضية الوعي الرشيد وفهم صحيح الدين من أولويات المرحلة الراهنة، في مواجهة (أهل الشر) الذين يحرِّفون معاني النصوص ويُخرجونها من سياقها، ويفسرونها وفق أهدافهم». ويولي السيسي قضية «تجديد الخطاب الديني» أهمية كبرى، وكثيراً ما تتضمن خطاباته الرسمية ومداخلاته في المناسبات العامة دعوة علماء الدين للتجديد.
ووجّه السيسي أخيراً بـ«تطوير برامج تدريب وتأهيل الأئمة بالنظر لدورهم (المهم) في نشر الخطاب الديني (المستنير) الذي يهدف إلى إعمال العقل في فهم (مستجدات الحياة) وفق صحيح الدين وثوابت الشرع الشريف، وملء أي فراغ دعوي كان قائما من قبل».
توجيه الرئيس المصري الأخير سبقه توجيهات أخرى بـ«تضمين برامج تدريب الأئمة والواعظات، وسائل الدعوة الحديثة والدراسات الإنسانية لصقل قدرات الأئمة وتعظيم مهاراتهم في التواصل».
كما وجّه السيسي في وقت سابق أيضاً بـ«تكثيف البرامج التدريبية العلمية والثقافية عالية المستوى الموجهة للأئمة؛ تعزيزاً لاستراتيجية الدولة المصرية لنشر الفكر الوسطي (الرشيد) ومبادئ صحيح الدين و(تصحيح المفاهيم الخاطئة)، من خلال تكوين جيل متميز من الأئمة والدعاة المستنيرين، الذين يستطيعون صياغة رأي عام ديني (منضبط)، على نحو يراعي المستجدات وينتهج فقه الواقع، دون الإخلال بالحفاظ على ثوابت الشرع الحنيف».
وتشير وزارة الأوقاف المصرية، إلى أنه «ينبغي على الأئمة الإحاطة بالتقنيات الحديثة، للاستفادة منها، والاحتراز من مخاطرها، وكذلك مواجهة عناصر (الجماعات المتطرفة) التي تنشر على بعض مواقع التواصل الاجتماعي، وتستخدم (صفحات وحسابات) لنشر الأفكار (المتشددة)».
الرئيس المصري حذر في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، من «خطورة ترويج الشائعات». وقال، إن «الشائعات جريمة ضد أمن المجتمع، وصاحبها (آثم) في حق نفسه ودينه ومجتمعه، ساعياً إلى الاضطراب والفوضى».
وعرض وزير الأوقاف المصري، محمد مختار جمعة، خلال اجتماع مع الرئيس المصري (مساء الأربعاء) جهود وزارة الأوقاف لتعزيز العمل الدعوي المجتمعي وتدريب الأئمة. ووفق بيان رئاسي مصري، فقد أشار الوزير جمعة، إلى «خطة وزارة الأوقاف للدورات التأهيلية القائمة والمستقبلية للأئمة، إلى جانب الدورات التأهيلية المتقدمة (رفيعة المستوى) والتي سوف تخصص لنخبة مختارة من أكثر الأئمة (تميزاً)».
كما عرض الوزير المصري تطور العمل الدعوي وجهود تكثيف الأنشطة الدعوية وتنوع وسائلها؛ مما أدى إلى «استعادة المساجد دورها الحيوي في التثقيف الديني الوسطي المستنير، حيث تعددت الأنشطة ما بين برامج تثقيفية للأطفال، وبرامج توعوية للشباب والسيدات، ودروس علمية ومنهجية، ومجالس إفتاء، ومراكز للثقافة الإسلامية وإعداد محفّظي القرآن الكريم، فضلاً عن إقامة المقارئ القرآنية للأئمة وكبار القراء».
وتُدرب مصر أئمة المساجد على «التحول الرقمي والتعامل مع الفضاء الإلكتروني». وقال مصدر مطلع في «الأوقاف» لـ«الشرق الأوسط»، إن «تدريب الأئمة خاصة عبر الفضاء الإلكتروني، كان هدفاً استراتيجياً للوزارة لنشر صحيح الإسلام والفكر الوسطي، وسحب البساط من مواقع وصفحات إلكترونية تابعة لعناصر (الجماعات المتشددة)، كذا مواجهة (الكتائب الإلكترونية) بالحجة والبرهان».
في السياق ذاته، قال وزير الأوقاف المصري، إن «تأهيل الأئمة دفع إلى الارتباط أكثر بالمساجد في البلاد». وذكر في تصريحات متلفزة مساء (الأربعاء)، أن «مصر عانت من توظيف تنظيم (الإخوان) وغيره من (التنظيمات الإرهابية) للمساجد في (المتاجرة بالدين)».


مقالات ذات صلة

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

شمال افريقيا هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

حفلت الجلسة الافتتاحية لـ«الحوار الوطني»، الذي دعا إليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أكثر من عام، برسائل سياسية حملتها كلمات المتحدثين، ومشاركات أحزاب سياسية وشخصيات معارضة كانت قد توارت عن المشهد السياسي المصري طيلة السنوات الماضية. وأكد مشاركون في «الحوار الوطني» ومراقبون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أهمية انطلاق جلسات الحوار، في ظل «قلق مجتمعي حول مستقبل الاقتصاد، وبخاصة مع ارتفاع معدلات التضخم وتسببه في أعباء معيشية متصاعدة»، مؤكدين أن توضيح الحقائق بشفافية كاملة، وتعزيز التواصل بين مؤسسات الدولة والمواطنين «يمثل ضرورة لاحتواء قلق الرأي العام، ودفعه لتقبل الإجراءات الحكومية لمعالجة الأز

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اجتماعاً، أمس (الخميس)، مع كبار قادة القوات المسلحة في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، لمتابعة دور الجيش في حماية الحدود، وبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي للبلاد. وقال المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، في إفادة رسمية، إن «الاجتماع تطرق إلى تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، وانعكاساتها على الأمن القومي في ظل الظروف والتحديات الحالية بالمنطقة». وقُبيل الاجتماع تفقد الرئيس المصري الأكاديمية العسكرية المصرية، وعدداً من المنشآت في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية. وأوضح المتحدث ب

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

قالت مصر إن «استمرار ظاهرة (المقاتلين الأجانب) يهدد أمن واستقرار الدول». وأكدت أن «نشاط التنظيمات (الإرهابية) في أفريقيا أدى لتهديد السلم المجتمعي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

جدد حادث تصادم في مصر الحديث بشأن مخاطر «السرعة الزائدة» التي تتسبب في وقوع حوادث سير، لا سيما على الطرق السريعة في البلاد. وأعلنت وزارة الصحة المصرية، (الخميس)، مصرع 17 شخصاً وإصابة 29 آخرين، جراء حادث سير على طريق الخارجة - أسيوط (جنوب القاهرة).

منى أبو النصر (القاهرة)
شمال افريقيا مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

بعد 3 أيام عصيبة أمضتها المسنة السودانية زينب عمر، في معبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على


مصر تطوّر منظومة إدارة المياه لمواجهة «الشُّح»

مسؤولون بوزارة الري المصرية خلال متابعة بعض مشروعات المياه (الري المصرية)
مسؤولون بوزارة الري المصرية خلال متابعة بعض مشروعات المياه (الري المصرية)
TT
20

مصر تطوّر منظومة إدارة المياه لمواجهة «الشُّح»

مسؤولون بوزارة الري المصرية خلال متابعة بعض مشروعات المياه (الري المصرية)
مسؤولون بوزارة الري المصرية خلال متابعة بعض مشروعات المياه (الري المصرية)

تواصل مصر تطوير منظومة إدارة المياه لمواجهة «الشُّح» الذي تعاني منه البلاد، عبر عدّة طرق، من بينها استخدام نموذج رياضي إلكتروني بديل عن «المناسيب التقليدية» يعتمد على الذكاء الاصطناعي.

وأكد وزير الري والموارد المائية المصري، الدكتور هاني سويلم، الأحد، أن استخدام النموذج الرياضي يعد «خطوة مهمة في عملية تطوير منظومة توزيع المياه، وبدء إجراءات التحول من استخدام (المناسيب) لاستخدام التصرفات في إدارة وتوزيع المياه، بالإضافة إلى أهمية النموذج في متابعة تقييم العناصر الخاصة بنوعية المياه بالترع والمصارف».

وقال سويلم، خلال اجتماع لمتابعة إجراءات تحديث النموذج الرياضي الجديد مع الخبراء والمسؤولين بوزارته إن «تطوير النموذج يشتمل على مراقبة وتقييم جودة ونوعية المياه على امتداد المجاري المائية ويخدم مستهدفات التوسع في معالجة وإعادة استخدام مياه الصرف الزراعي التي تعد أحد أهم محاور الجيل الثاني لمنظومة الري المصرية».

وتعاني مصر من «عجز مائي» بنحو 30 مليار متر مكعب سنوياً، حيث «تبلغ حصتها من مياه نهر النيل 55.5 مليار متر مكعب سنوياً، في حين يتجاوز استهلاكها الحالي 85 مليار متر مكعب، ويتم تعويض الفارق من المياه الجوفية، ومشروعات تحلية مياه البحر، وإعادة تدوير مياه الصرف الزراعي»، وفق «الري المصرية».

وتزداد المخاوف المصرية من مخاطر «الشُّح المائي» على خلفية استمرار أزمة «سد النهضة» الذي أقامته إثيوبيا على الرافد الرئيسي لنهر النيل، بداعي توليد الكهرباء، بينما تخشى دولتا المصب (مصر والسودان) من تأثر حصتيهما من مياه نهر النيل بسبب «السد».

خبراء مياه من محافظات مختلفة خلال مناقشة النموذج الجديد مع وزير الري المصري (الري المصرية)
خبراء مياه من محافظات مختلفة خلال مناقشة النموذج الجديد مع وزير الري المصري (الري المصرية)

أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، الدكتور عباس شراقي، شرح طبيعة النموذج الجديد وتأثيره على إدارة منظومة المياه بمصر، مؤكداً أن «النموذج الجديد سوف يسهم بشكل كبير في تحسين جودة منظومة إدارة المياه، والحفاظ على كمية المياه، وتقليل الهدر عبر حوكمة استخدامها بشكل علمي».

وقال شراقي لـ«الشرق الأوسط» إن «النموذج الرياضي يعتمد على الذكاء الاصطناعي، وهو نظام إلكتروني يقوم بقراءة كل البيانات المتعلقة بالمياه وإرسالها إلى وحدة مركزية لتحليلها، حيث تجري قراءة منسوب المياه وجودتها وجميع التفاصيل المتعلقة بها».

وينفَّذ النموذج الجديد بالتنسيق بين برنامج «البحوث التطبيقية بين مصر وهولندا»، حيث استبق إطلاق البرنامج تدريب 12 مهندساً مصرياً على استخدام النموذج.

واستعرض وزير الري المصري خلال الاجتماع، الأحد، ما تضمنه البرنامج من تقييم للوضع الحالي لمنظومة الموارد المائية من حيث التصرفات ونوعية المياه، والأنشطة المتعلقة بالميزان المائي، واستخدامات الأراضي الزراعية، والتركيب المحصولي، واحتياجات مياه الشرب والصناعة وغيرها، وتقييم تأثير الاستراتيجيات المستقبلية على إدارة وتوزيع المياه وعلى نوعية المياه، من خلال البيانات التي قام النموذج برصدها.

عودة إلى شراقي الذي أكد أن «النموذج الجديد ليس فقط أكثر دقة من نظام (المناسيب)؛ بل إنه يعمل بشكل دائم ولحظي، حيث يرسل بياناته إلى الوحدة المركزية كل لحظة ومن دون عقبة أيام الإجازات والعطلات عندما كان يتم استخدام النظام اليدوي المعتمد على العنصر البشري».

وحسب شراقي فإن «النظام الإلكتروني الجديد لا يكتفي فقط برصد البيانات وتحليلها؛ بل يتخذ القرارات بشكل فوري، فعندما يرصد مثلاً انخفاضاً في منسوب المياه بمصرف أو بحيرة يقوم تلقائياً باتخاذ قرار بفتح المياه إلى أن تصل للمنسوب الطبيعي ثم يغلقها».

ووجَّه وزير الري المصري بأن يتم تطوير النموذج ليصبح نموذجاً تطبيقياً عملياً يُمكن استخدامه بسهولة في إدارة المياه من خلال الإدارة المركزية لتوزيع المياه، بالإضافة إلى استخدامه أداةً لتخطيط إدارة الموارد المائية من خلال قطاع التخطيط بالوزارة، كما وجه بمواصلة «تدقيق البيانات التي يجري استخدامها في النموذج، وإمداده بمزيد من البيانات المتوفرة لدى جهات الوزارة المختلفة، لتحسين وتدقيق النتائج الصادرة عن النموذج».