«نموذج التبرع بالأعضاء بعد الوفاة»... بين التوعية والتطبيق

«الصحة» أعلنت تعميمه في المحافظات بدلاً من «الشهر العقاري»

وزير الصحة المصري الدكتور خالد عبد الغفار  (وزارة الصحة المصرية)
وزير الصحة المصري الدكتور خالد عبد الغفار (وزارة الصحة المصرية)
TT

«نموذج التبرع بالأعضاء بعد الوفاة»... بين التوعية والتطبيق

وزير الصحة المصري الدكتور خالد عبد الغفار  (وزارة الصحة المصرية)
وزير الصحة المصري الدكتور خالد عبد الغفار (وزارة الصحة المصرية)

شهد ملف «التبرع بالأعضاء بعد الوفاة» تطوراً لافتاً في مصر، عقب تعميم وزارة الصحة المصرية لنموذج خاص بهذا التبرع في مديريات الصحة بالمحافظات المصرية، بدلاً من «الشهر العقاري». ويرى مختصون أن «السلطات الصحية المصرية تقدم على خطوات متسارعة في هذا الملف؛ بينما التطبيق على أرض الواقع لا يسير بنفس الوتيرة المتلاحقة، نتيجة لما يصفونه بـ(المفاهيم المضادة لفكرة التبرع ذاتها) والتي لا تزال متجذرة في المجتمع المصري».
واعتبرت مصادر في وزارة الصحة المصرية أن «الخطوة الجديدة تأتي في إطار تسهيل تنفيذ رغبة من يود التبرع بأعضائه بعد وفاته، حيث يمكن له الحصول على النموذج الجديد من إدارة (العلاج الحر) بمديرية الصحة بكل محافظة».
وأشار الدكتور عبد الحميد أباظة، الرئيس الأسبق للجنة زراعة الأعضاء بوزارة الصحة في تصريحات إعلامية إلى «وجود نظام يقضي بمنح كل من يريد التبرع رقماً كودياً يتم حفظه في منظومة إلكترونية، تحدد فصيلة دمه وبياناته الطبية، وهو الإجراء ذاته الذي يتم تطبيقه مع كل مريض بحاجة إلى نقل عضو معين، بحيث يقوم النظام الإلكتروني عند وفاة المتبرع بمضاهاة بياناته مع من يحتاج إلى أعضائه من المرضى بعيداً عن (تلاعب)»، بحسب قول أباظة.
من جهته قال الدكتور أحمد سمير سعد، طبيب التخدير بمستشفى قصر العيني بالقاهرة، المترجم المتخصص في مجال تبسيط العلوم، إنه «في كثير من الحالات المرضية تصبح الحاجة إلى نقل عضو حتمية طبية وليست رفاهية، نظراً لعدم وجود أي بدائل علاجية كما عند مرضى الغسل الكلوي على سبيل المثال، فبعد عدد من السنوات تنتج مشكلة شديدة في الأوعية الدموية، ويصبح الحل النهائي الآمن، هو نقل كلى وزراعتها على الفور»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أن «الفشل الكبدي كثيراً ما يضعنا في (خيار صعب)، فإما زرع كبد جديد أو الوفاة، فضلاً عن بعض حالات القلب التي لا بديل فيها عن نقل قلب من متوفى».
وتنص المادة 61 من الدستور المصري على أن «التبرع بالأنسجة والأعضاء هبة للحياة، ولكل إنسان الحق في التبرع بأعضاء جسده». وبحسب خبراء في القانون الدستوري، فإن «تلك المادة تلزم الدولة بإنشاء (آلية) لتنظيم قواعد التبرع بالأعضاء وزراعتها وفقاً للقانون».
ويجيز القانون المصري التبرع بالأعضاء وفق التشريع الصادر في عام 2010، الذي ينص على أنه «لا يجوز نقل أي عضو أو جزء من عضو أو نسيج من جسم إنسان حي إلى جسم إنسان آخر؛ إلا إذا كان ذلك على سبيل التبرع بين الأقارب من المصريين حتى الدرجة الرابعة». ويشدد القانون على حتمية أن «يكون التبرع صادراً عن إرادة حرة خالية من عيوب الرضا وثابتاً بالكتابة».
وبحسب عينات عشوائية أجرتها العديد من المؤسسات البحثية والإعلامية حول موقف الشارع المصري من ملف التبرع، تبين أن «الخوف من انتهاك حرمة الجسد الذي يعد هبة من الله للإنسان، أبرز المخاوف التي تسيطر على كثيرين، وتجعلهم يتهيبون من فكرة التوصية بـ(التبرع بالأعضاء بعد الوفاة)».
وردت المؤسسات الدينية المصرية على هذا التخوف، مراراً حيث أكدت دار الإفتاء المصرية في أكثر من فتوى أن «التبرع جائز؛ بل ويعد من أبواب البر بشرط تطبيق الضوابط القانونية بصرامة»، فيما أكد البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، في وقت سابق، أن «التبرع جائز في حياة الإنسان وبعد مماته وفقاً للضرورة الطبية».


مقالات ذات صلة

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

شمال افريقيا هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

حفلت الجلسة الافتتاحية لـ«الحوار الوطني»، الذي دعا إليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أكثر من عام، برسائل سياسية حملتها كلمات المتحدثين، ومشاركات أحزاب سياسية وشخصيات معارضة كانت قد توارت عن المشهد السياسي المصري طيلة السنوات الماضية. وأكد مشاركون في «الحوار الوطني» ومراقبون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أهمية انطلاق جلسات الحوار، في ظل «قلق مجتمعي حول مستقبل الاقتصاد، وبخاصة مع ارتفاع معدلات التضخم وتسببه في أعباء معيشية متصاعدة»، مؤكدين أن توضيح الحقائق بشفافية كاملة، وتعزيز التواصل بين مؤسسات الدولة والمواطنين «يمثل ضرورة لاحتواء قلق الرأي العام، ودفعه لتقبل الإجراءات الحكومية لمعالجة الأز

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اجتماعاً، أمس (الخميس)، مع كبار قادة القوات المسلحة في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، لمتابعة دور الجيش في حماية الحدود، وبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي للبلاد. وقال المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، في إفادة رسمية، إن «الاجتماع تطرق إلى تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، وانعكاساتها على الأمن القومي في ظل الظروف والتحديات الحالية بالمنطقة». وقُبيل الاجتماع تفقد الرئيس المصري الأكاديمية العسكرية المصرية، وعدداً من المنشآت في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية. وأوضح المتحدث ب

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

قالت مصر إن «استمرار ظاهرة (المقاتلين الأجانب) يهدد أمن واستقرار الدول». وأكدت أن «نشاط التنظيمات (الإرهابية) في أفريقيا أدى لتهديد السلم المجتمعي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

جدد حادث تصادم في مصر الحديث بشأن مخاطر «السرعة الزائدة» التي تتسبب في وقوع حوادث سير، لا سيما على الطرق السريعة في البلاد. وأعلنت وزارة الصحة المصرية، (الخميس)، مصرع 17 شخصاً وإصابة 29 آخرين، جراء حادث سير على طريق الخارجة - أسيوط (جنوب القاهرة).

منى أبو النصر (القاهرة)
شمال افريقيا مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

بعد 3 أيام عصيبة أمضتها المسنة السودانية زينب عمر، في معبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على


الجزائر تندد بموقف ماكرون في قضية الكاتب صنصال

الروائي المسجون بوعلام صنصال (متداولة)
الروائي المسجون بوعلام صنصال (متداولة)
TT

الجزائر تندد بموقف ماكرون في قضية الكاتب صنصال

الروائي المسجون بوعلام صنصال (متداولة)
الروائي المسجون بوعلام صنصال (متداولة)

ندّدت الجزائر، الثلاثاء، بـ«تدخل سافر وغير مقبول» من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في قضية الكاتب الموقوف بوعلام صنصال، الذي يحمل جنسية البلدين، غداة اعتباره أن الجزائر «تسيء لسمعتها» برفضها الإفراج عنه، بحسب تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية.

وقالت «الخارجية»، في بيان نشرته على حسابها الرسمي على منصة «إكس»: «لقد اطلعت الحكومة الجزائرية باستغراب شديد على التصريحات التي أدلى بها الرئيس الفرنسي بشأن الجزائر، التي تهين، في المقام الأول، من اعتقد أنه من المناسب الإدلاء بها بهذه الطريقة المتهاونة والمستهترة».

وشددت «الخارجية الجزائرية» على أن «هذه التصريحات لا يمكن إلا أن تكون موضع استنكار ورفض وإدانة، لما تمثّله من تدخل سافر وغير مقبول في شأن جزائري داخلي»، معتبرة أن «ما يقدمه الرئيس الفرنسي زوراً وبهتاناً كقضية متعلقة بحرية التعبير، ليس كذلك من منظور قانون دولة مستقلة وذات سيادة، بل يتعلّق الأمر بالمساس بالوحدة الترابية للبلاد، ويعد ذلك جريمة يعاقب عليها القانون الجزائري».

ويثير توقيف بوعلام صنصال توتراً منذ أسابيع بين الجزائر وفرنسا. وقال ماكرون، الاثنين، أمام سفراء فرنسا المجتمعين في قصر الإليزيه إن «الجزائر التي نحبها كثيراً، والتي نتشارك معها الكثير من الأبناء والكثير من القصص، تسيء إلى سمعتها، من خلال منع رجل مريض بشدة من الحصول على العلاج»، مضيفاً: «نحن الذين نحب الشعب الجزائري وتاريخه، أحث حكومته على إطلاق سراح بوعلام صنصال... هذا المناضل من أجل الحرية محتجز بطريقة تعسفية تماماً من قبل المسؤولين الجزائريين». أودع بوعلام صنصال (75 عاماً)، المعروف بانتقاده للسلطات الجزائرية، السجن منذ منتصف نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي بتهم تتعلق بتهديد أمن الدولة، ونقل إلى وحدة علاج طبي منذ منتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي. وتحدث الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون لأول مرة عن توقيفه في 29 من ديسمبر (كانون الأول) الماضي، واصفاً إيّاه بـ«المحتال المبعوث من فرنسا».

وأوقف مؤلف كتاب «2084: نهاية العالم» في 16 نوفمبر في مطار الجزائر العاصمة، ووُجهت إليه تهم بموجب المادة 87 مكرر من قانون العقوبات، التي تعدّ «فعلاً إرهابياً أو تخريبياً (...) كل فعل يستهدف أمن الدولة والوحدة الوطنية والسلامة الترابية، واستقرار المؤسسات وسيرها العادي».

وبحسب صحيفة «لوموند» الفرنسية، فإن السلطات الجزائرية انزعجت من تصريحات أدلى بها صنصال لموقع «فرونتيير» الإعلامي الفرنسي، المعروف بمواقفه اليمينية المتطرفة، تبنى فيها موقفاً مغربياً يقول إن أراضي مغربية انتُزعت من المملكة في ظل الاستعمار الفرنسي لصالح الجزائر.