معالم ليبية تكتسي بالأزرق احتفالاً بـ«اليوم العالمي للطفل»

«يونيسف» دعت لحماية الأجيال من تداعيات النزاعات المسلحة

منارة بنغازي
منارة بنغازي
TT

معالم ليبية تكتسي بالأزرق احتفالاً بـ«اليوم العالمي للطفل»

منارة بنغازي
منارة بنغازي

اكتست معالم ليبية في شرق ليبيا وغربها باللون الأزرق تفاعلاً مع الاحتفال بـ«اليوم العالمي للطفل»، وكدعوة للاهتمام باتفاقية حقوق الأجيال القادمة ومناصرتها لضمان مستقبل أكثر إشراقاً لجميع الأطفال.

وظهرت معالم ليبية عديدة ملوّنة بالإضاءة الزرقاء، من بينها منارة بنغازي ومركز تنمية الطفل ببنغازي، بالإضافة إلى قوس ماركوس، وبرج الساعة بالمدينة القديمة بطرابلس العاصمة، وأيضاً قلعة براك الشاطئ ومدرسة غدامس تيلوان، وهي من المعالم التاريخية بجنوب البلاد.

وقالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسف»، مساء أمس، إن ليبيا انضمت هذا العام إلى أكثر من 100 دولة حول العالم من حيث تلوين معالمها باللون الأزرق، في رمزية مهمة تدلّ على الاهتمام بحقوق الطفل.


مركز تنمية إبداعات الطفل ببنغازي

وفي ظل أجواء مستقرة نسبياً في ليبيا، احتفلت «يونيسف» بالتعاون مع وزارتي الشؤون الاجتماعية والتربية بحكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة، والشركاء المحليين والدوليين وبعض الأسر والأطفال باليوم العالمي للطفل تحت شعار «الشمول من خلال الرياضة».
وقالت المنظمة إنّ الاحتفالية التي حضرتها ممثلة «يونيسف» في ليبيا ميكيلي سيرفادي ووزيرة الشؤون الاجتماعية وفاء الكيلاني، بمشاركة عدد من النظراء الحكوميين، ووكالات الأمم المتحدة، والشركاء المحليين، تركز على «تهيئة بيئة تُتاح فيها لجميع الأطفال والمراهقين فرصة الانتماء واللعب معاً».

وتضمنت الفعاليات التي شهدتها طرابلس مساء أمس، مجموعة متنوعة من الأنشطة الرياضية من بينها ألعاب كرة القدم، والسلة، الجودو، والبوتشي، بالإضافة إلى البرامج الفنية، ومشاركة الأطفال والشباب من مختلف القدرات والخلفيات.
وحثت المنظمة على تجنيب الأطفال في ليبيا آثار الاضطرابات السياسية والاجتماعية والنزاعات المسلحة، بالإضافة إلى المتفجرات ومخلفات الحرب التي لا تزال تصيب وتقتل الأطفال بالبلاد.

مدرسة غدامس تيلوان التاريخية

وتبنت «يونيسف» هذا العام فكرة «الإدماج عبر محفل رياضي». وقالت جورجيت غانيون، نائبة الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة والمنسقة المقيمة ومنسقة الشؤون الإنسانية في ليبيا، في بيان للبعثة الأممية أمس، إنها «قابلت العديد من الأطفال والشباب الملهمين في ليبيا ممن يطالبون بحقوقهم، ولا يزالون مستمرين في إلهامنا وتحفيزنا كل يوم».

وأضافت غانيون: «بالنيابة عن الأمم المتحدة في ليبيا، أؤكد في اليوم العالمي للطفل، التزامنا بالقيام بكل ما باستطاعتنا للوقوف إلى جانب جميع الأطفال، ودعمهم لضمان احترام حقوقهم في التعليم والرعاية الصحية وكل ما يصب في مصلحتهم».
ونوهت بأنّ البعثة الأممية ستواصل «العمل مع الحكومة، والشركاء الدوليين والمحليين والأسر بغية المحافظة على مصالح الأطفال، وتقديم الخدمات الأساسية لهم».

وانتهت نائبة الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى القول: «دعونا نستمع إلى تصور الأطفال عن ليبيا التي يريدون، باعتبارهم الأمل والمستقبل»، موجهة حديثها إلى الحكومة والأمم المتحدة، بضرورة توفير المزيد من الاستثمار في الأطفال «عبر إطار عمل الأمم المتحدة للتعاون من أجل التنمية المستدامة لضمان أن يتمكن كل طفل منهم من تحقيق ما يريد تحقيقه».

قوس ماركوس أوريليوس بطرابلس

 


مقالات ذات صلة

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

شمال افريقيا المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

بحثت نجلاء المنقوش مع نظيرها وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها أمس إلى الجزائر، فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الأشخاص، بعد سنين طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والأمنية في ليبيا. وذكرت الخارجية الجزائرية في بيان أن الوزيرين بحثا قضايا جارية في الساحتين المغاربية والعربية، منها تطورات ملف الصحراء، والمساعي العربية والدولية لوقف الاقتتال وحقن الدماء في السودان. وأكد البيان أن عطاف تلقى من المنقوش «عرضا حول آخر مستجدات العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة، لإنهاء الأزمة في ليبيا».

شمال افريقيا وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

بحث وفدان عسكريان، أميركي وفرنسي، في ليبيا سبل إعادة بناء وتطوير المؤسسة العسكرية المُنقسمة، بين شرق البلاد وغربها، منذ إسقاط النظام السابق، في وقت زار فيه المشير خليفة حفتر، القائد العام لـ«الجيش الوطني» روما، والتقى برئيسة الوزراء بالحكومة الإيطالية جورجا ميلوني، وعدد من وزراء حكومتها. وفي لقاءين منفصلين في طرابلس (غرباً) وبنغازي (شرقاً)، التقى الوفدان الأميركي والفرنسي قيادات عسكرية للتأكيد على ضرورة توحيد الجيش الليبي.

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

بحثت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش مع نظيرها الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها اليوم الخميس إلى الجزائر، في فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الاشخاص، بعد سنوات طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والامنية في ليبيا.

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا «حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

«حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

لم يكن من قبيل الصدفة أن تقذف أمواج البحر المتوسط كميات متنوعة من المخدرات إلى السواحل الليبية، أو أن تتلقف شِباك الصيادين قرب الشاطئ «حزماً» من «الحشيش والكوكايين وحبوب الهلوسة»، فالبلاد تحوّلت -وفق تقرير أممي- إلى «معبر مهم» لهذه التجارة المجرّمة. وتعلن السلطات الأمنية في عموم ليبيا من وقت لآخر عن ضبط «كميات كبيرة» من المخدرات قبل دخولها البلاد عبر الموانئ البحري والبرية، أو القبض على مواطنين ووافدين وهو يروّجون هذه الأصناف التي يُنظر إليها على أنها تستهدف «عقول الشباب الليبي». غير أنه بات لافتاً من واقع عمليات الضبط التي تعلن عنها السلطات المحلية تزايُد تهريب المخدرات وتعاطيها، خصوصاً «حبوب

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا «النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

«النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

استهلّت اللجنة المُشتركة لممثلي مجلسي «النواب» و«الدولة» (6+6) المكلفة بإعداد قوانين الانتخابات الليبية، اجتماعاتها في العاصمة طرابلس بـ«الاتفاق على آلية عملها». وطبقاً لما أعلنه عبد الله بليحق، المتحدث الرسمي باسم مجلس النواب، فقد شهد الاجتماع ما وصفه بتقارب في وجهات النظر بين أعضاء اللجنة حول القوانين الانتخابية، مشيراً، في بيان مقتضب مساء أول من أمس، إلى أنه «تم أيضاً الاتفاق على التواصل مع الجهات والمؤسسات ذات العلاقة بالعملية الانتخابية».

خالد محمود (القاهرة)

زيارة «وزير غيني» لحكومة حمّاد تفجر جدلاً في ليبيا

الحويج و«الوزير الغيني» (وزارة الخارجية بحكومة حماد)
الحويج و«الوزير الغيني» (وزارة الخارجية بحكومة حماد)
TT

زيارة «وزير غيني» لحكومة حمّاد تفجر جدلاً في ليبيا

الحويج و«الوزير الغيني» (وزارة الخارجية بحكومة حماد)
الحويج و«الوزير الغيني» (وزارة الخارجية بحكومة حماد)

أحدثت زيارة أجراها «وزير دولة في غينيا بيساو» لحكومة شرق ليبيا في الرابع من الشهر الحالي، حالة من الجدل في البلاد، بعدما وصف بأنه «مزيف».

«الوزير الغيني» يتوسط الحويج ودومة والفضيل (يسار) (وزارة الخارجية)

وكان وزير الخارجية بالحكومة المكلفة من مجلس النواب عبد الهادي الحويج، والنائب الثاني لرئيس مجلس النواب مصباح دومة استقبلا ما وصف بـ«وزير الدولة والمستشار الخاص لرئيس جمهورية غينيا بيساو أمادو لامين سانو»، قبل أكثر من أسبوعين، غير أن نشطاء وإعلاميين شككوا في شخصية الأخير، وعدوه «شخصاً مزيفاً».

وانتشر بيان منسوب لوزارة الخارجية الغينية، لم يتسن لـ«الشرق الأوسط» التأكد منه، ينفي صلة «أمادو لامين سانو» برئيس الجمهورية والحكومة الغينية، وأنه «ليس مستشاراً للرئيس، ولم يُكلَّف من طرفه بنقل أي رسالة».

وعدّ الإعلامي الليبي خليل الحاسي، الواقعة «اختراقاً أمنياً مذهلاً في حكومة حمّاد في قلب بنغازي»، كما وصفها بأنها «فضيحة دبلوماسية سياسية مزلزلة في خارجيته».

وقال الحاسي، الذي كان أول المتناولين للواقعة عبر حسابه على منصة «إكس»، إن «شخصاً اسمه أمادو لامين سانو استطاع أن ينتحل صفة وزير الدولة والمستشار الخاص لرئيس جمهورية غينيا بيساو، وأن يضحك على الحكومة، وحظي باستقبال رسمي ومراسم وأرتال وفنادق وجولات سياسية».

«الوزير الغيني» خلال استقباله في شرق ليبيا (وزارة الخارجية بحكومة حماد)

وأمام تصاعد الجدل حول حقيقة «الوزير المزعوم» خرج وزير الخارجية الحويج، في مداخلة لقناة «الحدث» الليبية (الخميس)، ليدافع عن موقف حكومته، ويؤكد أن أمادو لامين سانو هو «وزير غيني تم استقباله في ليبيا بشكل رسمي».

واتهم الحويج حكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة برئاسة عبد الحميد الدبيبة، بالوقوف وراء هذه «الشائعات»، وأرجع ذلك لأن حكومته «تحقق اختراقات» رغم الاعتراف الدولي بحكومة طرابلس، التي قال إن «لديها مشاكل».

بل إن الحويج قال إن أمادو لامين سانو يشغل أيضاً منصب وزير مكلف بشؤون الحج والعمرة لدولة غينيا بيساو، كما أنه مسؤول عن الشؤون الإسلامية والعربية في برلمانها.

وكان أمادو لامين سانو بحث في اللقاء الذي حضره أيضاً رئيس ديوان مجلس النواب عبد الله المصري الفضيل، سبل تعزيز التعاون المشترك بين البلدين الصديقين.

ومع تواصل أصداء هذه الواقعة، قال رئيس تحرير جريدة «الوسط»، بشير زعبية إن حادثة «(الوزير الغيني المزعوم) ليست الأولى».

وذكّر زعبية بحادثة مماثلة كانت أحداثها في نوفمبر (تشرين الثاني) 2018 عندما استقبل عدد من مسؤولي حكومة «الوفاق الوطني» آنذاك شخصاً من مالطا وقد انتحل صفة مبعوث رئيس الوزراء المالطي جوزيف موسكات، قبل أن تكشف أمره الحكومة المالطية.

وقد قال خليل الحاسي: «لم يكتشف الأمن الداخلي ولا المخابرات في بنغازي ذلك الاختراق الأمني، بل دولة غينيا بيساو التي أرسلت مذكرة عاجلة رداً على احتجاج سفارة ليبيا على الزيارة؛ لأنها تعني الاعتراف بحكومة حماد وليس الدبيبة».

يُشار إلى أنه في مطلع أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، أجرى حماد اتصالاً هاتفياً مع روي دوارتي دي باروس رئيس وزراء جمهورية غينيا بيساو.

وقالت الحكومة حين ذلك، إنهما تبادلا وجهات النظر حول تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، وسبل التعاون في المجالات ذات الأهمية المشتركة.