السلطة تطالب واشنطن بالتدخل «لمنع تقويض أسس السلام»

توجس فلسطيني من الحكومة الإسرائيلية اليمينية المقبلة: ستخلق أجواء صعبة ومعقدة

الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة (غيتي)
الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة (غيتي)
TT

السلطة تطالب واشنطن بالتدخل «لمنع تقويض أسس السلام»

الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة (غيتي)
الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة (غيتي)

طالب الفلسطينيون الولايات المتحدة والعالم بالتدخل «لحماية حل الدولتين»، وردع الائتلاف الحكومي الإسرائيلي المقبل عن خطواته الأحادية، واتفاقاته التي من شأنها تخريب فرص تحقيق السلام، بما في ذلك الاتفاق بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ورئيس «القوة اليهودية» المتطرف إيتمار بن غفير، على عدد من التشريعات، بينها شرعنة بؤر استيطانية في الضفة وشق طرق التفافية.
وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، إن الاستيطان الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية «كله غير شرعي، سواء كان نتنياهو في سدة الحكم أو غيرُه»، مؤكداً أن التفاهمات الأخيرة بين نتيناهو وبن غفير «تتعارض مع جميع قرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي».
وأضاف: «التفاهمات تعمِّق الاستيطان وتؤدي إلى الاستيلاء على المزيد من الأرض الفلسطينية، وتضرب أي إمكانية لتحقيق السلام، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، على أساس مبدأ حل الدولتين، ووفق قرارات الشرعية الدولية».
وطالب أبو ردينة المجتمع الدولي «بتحمل مسؤولياته ووقف الاستيطان الإسرائيلي»، مؤكداً أن «شعبنا الفلسطيني وقيادتَه متمسكان بالثوابت الوطنية حتى إقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو (حزيران) عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية».
وكان أبو ردينة يعقّب على اتفاق نتنياهو وبن غفير، المتعلق بدفع سلسلة من المبادرات التشريعية في الضفة الغربية تضفي الشرعية بأثر رجعي على عشرات البؤر الاستيطانية «غير القانونية» في الضفة الغربية، في غضون 60 يوماً من أداء الحكومة اليمين القانونية، بما يشمل «تسوية الأوضاع القانونية» لـ65 بؤرة استيطانية عشوائية، وتوصيلها بالمياه والكهرباء والبنية التحتية الخليوية وتعزيزها بتدابير أمنية».
وكانت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير قد توقفت قبل يومين في اجتماع ترأسه الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أمام التشكيل المتوقع للحكومة الإسرائيلية في ظل ما تمخضت عنه الانتخابات بفوز الأحزاب الأكثر يمينية وتطرفاً، مؤكدة أنها «ترفض سلفاً برامج هذه الأحزاب، المستندة إلى مزيد من إرهاب الدولة المنظم والجرائم المتصاعدة».
ومخاوف الفلسطينيين وطلباتهم كانت محل نقاش (الخميس) بين أمين سر اللجنة التنفيذية لـمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ، والمبعوث الأميركي نائب مساعد وزير الخارجية للشؤون الفلسطينية – الإسرائيلية هادي عمرو، الذي التقاه في رام الله.
وقال بيان إن الجانبين بحثا «ضرورة وجود أفق سياسي يحافظ على حل الدولتين وفق الشرعية الدولية، ووقف إسرائيل لكل إجراءاتها الأحادية التي تدمر هذا الحل وتخلق أجواء صعبة ومعقَّدة تؤثر على الأمن والاستقرار».
وجاء لقاء الشيخ وعمرو في ظل مطالبات فلسطينية للإدارة الأميركية بالتدخل المباشر واتخاذ ما يلزم من الضغوط والإجراءات الكفيلة بضمان عدم تنفيذ الاتفاق المبرم بين نتنياهو وبن غفير.
وقالت الخارجية الفلسطينية: «إن بنود هذا الاتفاق تضرب من جديد مرتكزات أي عملية سياسية تفاوضية مستقبلية، وتستكمل التخريب الإسرائيلي المتعمَّد لفرصة تحقيق السلام على أساس مبدأ حل الدولتين، وتقوّض أي جهود دولية وإقليمية مبذولة لبناء الثقة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي».
وحذّرت «الخارجية» من تداعيات هذا الاتفاق «الكارثية ليس فقط على ساحة الصراع والمنطقة برمتها، وإنما أيضاً على الأمل بتحقيق السلام، وعلى ثقافة السلام والمفاوضات». ورأت أن مثل هذا الاتفاق «يضفي المزيد من المصداقية على التوجه الفلسطيني لمحكمة العدل الدولية وللجنائية الدولية، كما أنه يختبر مصداقية المواقف الدولية والأميركية الرافضة للاستيطان والداعية لتطبيق حل الدولتين».
كذلك رفضت حركة «حماس» الاتفاق الإسرائيلي، وقال الناطق باسمها حازم قاسم إن الاتفاق اليميني «يعكس عمق العنصرية والفاشية التي ستحكم الحكومة الصهيونية المقبلة».
وأضاف: «هذه التوجهات الاستيطانية التوسعية للحكومة المقبلة، والعناوين الإرهابية التي تتكون منها هذه الحكومة، ستزيد من تفجر الأوضاع في كل المنطقة».


مقالات ذات صلة

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

المشرق العربي اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، التقى وفداً من الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، بحضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان. وأكد رئيسي، خلال اللقاء الذي عقد في القصر الرئاسي السوري أمس (الخميس)، أن بلاده «تعتبر دائماً القضية الفلسطينية أولوية في سياستها الخارجية». وأكد أن «المقاومة هي السبيل الوحيد لتقدم العالم الإسلامي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، وأن «المبادرة، اليوم، في أيدي المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين في ساحة المواجهة».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي «مستعربون» بزي نسائي تسللوا إلى قلب نابلس لقتل 3 فلسطينيين

«مستعربون» بزي نسائي تسللوا إلى قلب نابلس لقتل 3 فلسطينيين

قتلت إسرائيل 3 فلسطينيين في الضفة الغربية، الخميس، بعد حصار منزل تحصنوا داخله في نابلس شمال الضفة الغربية، قالت إنهم يقفون خلف تنفيذ عملية في منطقة الأغوار بداية الشهر الماضي، قتل فيها 3 إسرائيليات، إضافة لقتل فتاة على حاجز عسكري قرب نابلس زعم أنها طعنت إسرائيلياً في المكان. وهاجم الجيش الإسرائيلي حارة الياسمينة في البلدة القديمة في نابلس صباحاً، بعد أن تسلل «مستعربون» إلى المكان، تنكروا بزي نساء، وحاصروا منزلاً هناك، قبل أن تندلع اشتباكات عنيفة في المكان انتهت بإطلاق الجنود صواريخ محمولة تجاه المنزل، في تكتيك يُعرف باسم «طنجرة الضغط» لإجبار المتحصنين على الخروج، أو لضمان مقتلهم. وأعلنت وزارة

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي مشروع قانون إسرائيلي يتيح لعوائل القتلى مقاضاة السلطة واقتطاع أموال منها

مشروع قانون إسرائيلي يتيح لعوائل القتلى مقاضاة السلطة واقتطاع أموال منها

في وقت اقتطعت فيه الحكومة الإسرائيلية، أموالاً إضافية من العوائد المالية الضريبية التابعة للسلطة الفلسطينية، لصالح عوائل القتلى الإسرائيليين في عمليات فلسطينية، دفع الكنيست نحو مشروع جديد يتيح لهذه العائلات مقاضاة السلطة ورفع دعاوى في المحاكم الإسرائيلية؛ لتعويضهم من هذه الأموال. وقالت صحيفة «يسرائيل هيوم» العبرية، الخميس، إن الكنيست صادق، بالقراءة الأولى، على مشروع قانون يسمح لعوائل القتلى الإسرائيليين جراء هجمات فلسطينية رفع دعاوى لتعويضهم من أموال «المقاصة» (العوائد الضريبية) الفلسطينية. ودعم أعضاء كنيست من الائتلاف الحكومي ومن المعارضة، كذلك، المشروع الذي يتهم السلطة بأنها تشجع «الإرهاب»؛

«الشرق الأوسط» (رام الله)
المشرق العربي تأهب في إسرائيل بعد «صواريخ غزة»

تأهب في إسرائيل بعد «صواريخ غزة»

دخل الجيش الإسرائيلي في حالة تأهب وقصف بدباباته موقعاً في شرق مدينة غزة، أمس الثلاثاء، ردّاً على صواريخ أُطلقت صباحاً من القطاع بعد وفاة القيادي البارز في حركة «الجهاد» بالضفة الغربية، خضر عدنان؛ نتيجة إضرابه عن الطعام داخل سجن إسرائيلي.

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي وساطة عربية ـ أممية تعيد الهدوء إلى غزة بعد جولة قتال خاطفة

وساطة عربية ـ أممية تعيد الهدوء إلى غزة بعد جولة قتال خاطفة

صمد اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة الذي دخل حيز التنفيذ، فجر الأربعاء، منهيا بذلك جولة قصف متبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية استمرت ليلة واحدة (أقل من 24 ساعة)، في «مخاطرة محسوبة» بدأتها الفصائل ردا على وفاة القيادي في «الجهاد الإسلامي» خضر عدنان في السجون الإسرائيلية يوم الثلاثاء، بعد إضراب استمر 87 يوما. وقالت مصادر فلسطينية في الفصائل لـ«الشرق الأوسط»، إن وساطة مصرية قطرية وعبر الأمم المتحدة نجحت في وضع حد لجولة القتال الحالية.

كفاح زبون (رام الله)

ميقاتي: وقف إطلاق النار خطوة أساسية نحو الاستقرار بلبنان

رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي يتحدث خلال مؤتمر صحافي بالقصر الحكومي في بيروت 28 ديسمبر 2021 (رويترز)
رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي يتحدث خلال مؤتمر صحافي بالقصر الحكومي في بيروت 28 ديسمبر 2021 (رويترز)
TT

ميقاتي: وقف إطلاق النار خطوة أساسية نحو الاستقرار بلبنان

رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي يتحدث خلال مؤتمر صحافي بالقصر الحكومي في بيروت 28 ديسمبر 2021 (رويترز)
رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي يتحدث خلال مؤتمر صحافي بالقصر الحكومي في بيروت 28 ديسمبر 2021 (رويترز)

تلقى رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي اتصالاً من الرئيس الأميركي جو بايدن، تشاورا خلاله في الوضع الراهن وقرار وقف إطلاق النار. وشكر ميقاتي الرئيس بايدن على الدعم الأميركي للبنان، والمساعي التي قام بها موفده آموس هوكشتاين، للتوصل إلى وقف إطلاق النار. وعبّر رئيس الحكومة عن ترحيبه بقرار وقف إطلاق النار في لبنان، الذي ساهمت بترتيبه الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا.

وقال: «إن هذا التفاهم الذي رسم خريطة طريق لوقف النار، اطلعت عليه مساء اليوم، وهو يعدّه خطوة أساسية نحو بسط الهدوء والاستقرار في لبنان وعودة النازحين إلى قراهم ومدنهم. كما أنه يساعد على إرساء الاستقرار الإقليمي».

وأضاف ميقاتي أن حكومة لبنان تجدد التزامها «تطبيق القرار الدولي رقم 1701 وتعزيز حضور الجيش في الجنوب، والتعاون مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان»، داعياً «دول العالم والمؤسسات الدولية المعنية إلى تحمّل مسؤولياتها في هذا الصدد». وطالب رئيس الحكومة اللبنانية إسرائيل بالالتزام الكامل «بقرار وقف إطلاق النار والانسحاب من كل المناطق والمواقع التي تحتلها».

بناء قدرات الجيش اللبناني

هذا، وتعهّدت باريس وواشنطن، في بيان مشترك، صدر مساء الثلاثاء، «بقيادة ودعم الجهود الدولية من أجل بناء قدرات الجيش اللبناني». ويفترض أن ينتشر الجيش في المنطقة الحدودية في جنوب لبنان بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي و«حزب الله» بموجب اتفاق وقف النار. كما تعهدتا دعم «نمو لبنان الاقتصادي» من أجل إعطاء «دفع للاستقرار والازدهار في المنطقة».