المبعوث الأممي يدعو الليبيين للإسراع في إجراء الانتخابات

الدبيبة يغازل الجزائر ويُبرم اتفاقيات مع تونس

رئيس المجلس الرئاسي  الليبي محمد المنفي يلتقي في طرابلس وفداً وزارياً تونسياً (المجلس الرئاسي)
رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي يلتقي في طرابلس وفداً وزارياً تونسياً (المجلس الرئاسي)
TT

المبعوث الأممي يدعو الليبيين للإسراع في إجراء الانتخابات

رئيس المجلس الرئاسي  الليبي محمد المنفي يلتقي في طرابلس وفداً وزارياً تونسياً (المجلس الرئاسي)
رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي يلتقي في طرابلس وفداً وزارياً تونسياً (المجلس الرئاسي)

بحث المستشار عقيلة صالح، رئيس مجلس النواب الليبي، مع المبعوث الأممي لدى البلاد عبد الله باتيلي، في سُبل إنهاء الأزمة الراهنة والوصول إلى إجراء الانتخابات في أقرب الآجال، بينما نفى جهاز الأمن الداخلي في بنغازي، ما تردد مساء أمس، عن توقيف «خلية إرهابية» كانت تجهّز لتفجير عن طريق سيارة مفخخة في المدينة.
وقال باتيلي إنه أجرى ما وصفها بمحادثات مثمرة مع صالح، جدد خلالها الدعوة للقيادات في ليبيا كافة للعمل معاً «لتسريع العملية السياسية، والذهاب نحو الانتخابات ووضع ليبيا على مسار السلام والاستقرار والازدهار».
ودعا رئيس مجلس النواب أعضاءه لعقد جلسة رسمية بمدينة بنغازي الاثنين المقبل، لمناقشة عدد من القوانين المدرجة على جدول الأعمال.
في غضون ذلك، استقبل رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي، صباح اليوم (الخميس)، وفداً وزارياً من الحكومة التونسية ضم وزراء الصناعة والطاقة والنقل والتجارة، بحضور السفير التونسي لدى ليبيا، وتناول اللقاء، العلاقات الثنائية الوطيدة التي تجمع البلدين الجارين الشقيقين، وسُبل تعزيزها بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين.
وأبرمت حكومة «الوحدة» المؤقتة برئاسة عبد الحميد الدبيبة، سلسلة اتفاقيات مع تونس، تشمل التعاون في مجالات النقل، ومراجعة إجراءات الحكومتين في ملف النقل الجوي عبر التنسيق بين مصلحة طيران البلدين، بالإضافة إلى إنشاء منطقة اقتصادية حرة مشتركة بمعبر رأس جدير، ورفع القيود على مواطني البلدين، إلى جانب التعاون التجاري وتسهيل إجراءات دخول السلع ذات المنشأ الأجنبي إلى ليبيا عبر الموانئ التونسية.
وكان الدبيبة قد أكد لدى لقائه الوفد الوزاري التونسي، أواصر التعاون والتاريخ المشترك بين البلدين، وأن الشعب الليبي يحمل التقدير والاحترام الكبيرين لتونس شعباً وحكومة، مشدداً على ضرورة تكثيف التعاون الأمني بين البلدين، وزيادة التبادل التجاري وتسهيل القيود في هذا المجال.
واستغل الدبيبة، مشاركته مساء أمس، في احتفالية السفارة الجزائرية لدى طرابلس، بالذكرى (68) لاندلاع الثورة الجزائرية، للقول مجدداً إن «الانتخابات هي الحل الأساسي للأزمة في ليبيا».
وغازل الجزائر قائلاً: «إنها تعمل في كل المحافل الدولية على تأكيد خيار الانتخابات للشعب الليبي»، ووصفها بـ«البلد الجار الذي يقرّ بعدالة قضية الليبيين في مستقبل لا تعرقله الحروب أو الانقسام».
وكان الدبيبة قد حضر اجتماعاً مساء أمس، مع المنفي ونائبيه لمناقشة معدلات الإفصاح والشفافية وترشيد الإنفاق الحكومي، بمشاركة محافظ مصرف ليبيا المركزي الصديق الكبير، ورئيس ديوان المحاسبة خالد شكشك.
في شأن مختلف، نفى جهاز الأمن الداخلي في مدينة بنغازي ما تردد مساء أمس، عن توقيف خلية إرهابية كانت تُعد أو تجهز لتفجير عن طريق سيارة مفخخة في المدينة.
وأكد اللواء أحمد المسماري الناطق باسم المشير خليفة حفتر القائد العام لـ«الجيش الوطني»، الذي اجتمع بمقره في بنغازي مساء أمس، مع سفير فرنسا مصطفى مهراج والملحق العسكري الفرنسي، أن قواته «قضت على مجموعة من التكفيريين المتطرفين، وأَسَرت اثنين، وعثرت على أسلحة خفيفة ومتوسطة وذخائر وسيارتي دفع رباعي صحراوية».
وأوضح المسماري في بيان أن وحدات الجيش قامت في إطار الحرب على التكفيريين بمداهمة وكرهم في أقصى الجنوب الغربي، بالتحديد جنوب منطقة القطرون بالقرب من الحدود الليبية - التشادية.
وأضاف: «لم تفقد قواتنا أي عنصر من عناصرها في هذه العملية التي أتت بعد سلسلة من عمليات الرصد والاستطلاع وجمع المعلومات اللازمة لتنفيذ الهجوم بشكل مباغت للعدو حتى لا يستطيع القيام بأي واجب من واجبات الدفاع».


مقالات ذات صلة

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

شمال افريقيا المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

بحثت نجلاء المنقوش مع نظيرها وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها أمس إلى الجزائر، فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الأشخاص، بعد سنين طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والأمنية في ليبيا. وذكرت الخارجية الجزائرية في بيان أن الوزيرين بحثا قضايا جارية في الساحتين المغاربية والعربية، منها تطورات ملف الصحراء، والمساعي العربية والدولية لوقف الاقتتال وحقن الدماء في السودان. وأكد البيان أن عطاف تلقى من المنقوش «عرضا حول آخر مستجدات العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة، لإنهاء الأزمة في ليبيا».

شمال افريقيا وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

بحث وفدان عسكريان، أميركي وفرنسي، في ليبيا سبل إعادة بناء وتطوير المؤسسة العسكرية المُنقسمة، بين شرق البلاد وغربها، منذ إسقاط النظام السابق، في وقت زار فيه المشير خليفة حفتر، القائد العام لـ«الجيش الوطني» روما، والتقى برئيسة الوزراء بالحكومة الإيطالية جورجا ميلوني، وعدد من وزراء حكومتها. وفي لقاءين منفصلين في طرابلس (غرباً) وبنغازي (شرقاً)، التقى الوفدان الأميركي والفرنسي قيادات عسكرية للتأكيد على ضرورة توحيد الجيش الليبي.

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

بحثت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش مع نظيرها الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها اليوم الخميس إلى الجزائر، في فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الاشخاص، بعد سنوات طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والامنية في ليبيا.

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا «حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

«حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

لم يكن من قبيل الصدفة أن تقذف أمواج البحر المتوسط كميات متنوعة من المخدرات إلى السواحل الليبية، أو أن تتلقف شِباك الصيادين قرب الشاطئ «حزماً» من «الحشيش والكوكايين وحبوب الهلوسة»، فالبلاد تحوّلت -وفق تقرير أممي- إلى «معبر مهم» لهذه التجارة المجرّمة. وتعلن السلطات الأمنية في عموم ليبيا من وقت لآخر عن ضبط «كميات كبيرة» من المخدرات قبل دخولها البلاد عبر الموانئ البحري والبرية، أو القبض على مواطنين ووافدين وهو يروّجون هذه الأصناف التي يُنظر إليها على أنها تستهدف «عقول الشباب الليبي». غير أنه بات لافتاً من واقع عمليات الضبط التي تعلن عنها السلطات المحلية تزايُد تهريب المخدرات وتعاطيها، خصوصاً «حبوب

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا «النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

«النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

استهلّت اللجنة المُشتركة لممثلي مجلسي «النواب» و«الدولة» (6+6) المكلفة بإعداد قوانين الانتخابات الليبية، اجتماعاتها في العاصمة طرابلس بـ«الاتفاق على آلية عملها». وطبقاً لما أعلنه عبد الله بليحق، المتحدث الرسمي باسم مجلس النواب، فقد شهد الاجتماع ما وصفه بتقارب في وجهات النظر بين أعضاء اللجنة حول القوانين الانتخابية، مشيراً، في بيان مقتضب مساء أول من أمس، إلى أنه «تم أيضاً الاتفاق على التواصل مع الجهات والمؤسسات ذات العلاقة بالعملية الانتخابية».

خالد محمود (القاهرة)

إردوغان يعلن عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

إردوغان يعلن عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أنّ الصومال وإثيوبيا توصلتا، أمس الأربعاء، في ختام مفاوضات جرت بوساطته في أنقرة إلى اتفاق "تاريخي" ينهي التوترات بين البلدين الجارين في القرن الأفريقي.

وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة، قال إردوغان إنّه يأمل أن يكون هذا "الاتفاق التاريخي الخطوة الأولى نحو بداية جديدة مبنية على السلام والتعاون" بين مقديشو وأديس أبابا.

وبحسب نص الاتفاق الذي نشرته تركيا، فقد اتّفق الطرفان على "التخلّي عن الخلافات في الرأي والقضايا الخلافية، والتقدّم بحزم في التعاون نحو رخاء مشترك". واتّفق البلدان أيضا، وفقا للنص، على العمل باتجاه إقرار ابرام اتفاقيات تجارية وثنائية من شأنها أن تضمن لإثيوبيا وصولا إلى البحر "موثوقا به وآمنا ومستداما (...) تحت السلطة السيادية لجمهورية الصومال الفدرالية". وتحقيقا لهذه الغاية، سيبدأ البلدان قبل نهاية فبراير (شباط) محادثات فنية تستغرق على الأكثر أربعة أشهر، بهدف حلّ الخلافات بينهما "من خلال الحوار، وإذا لزم الأمر بدعم من تركيا".

وتوجّه الرئيس الصومالي ورئيس الوزراء الإثيوبي إلى أنقرة الأربعاء لعقد جولة جديدة من المفاوضات نظمتها تركيا، بعد محاولتين أوليين لم تسفرا عن تقدم ملحوظ. وخلال المناقشات السابقة التي جرت في يونيو (حزيران) وأغسطس (آب) في أنقرة، أجرى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان زيارات مكوكية بين نظيريه، من دون أن يتحدثا بشكل مباشر. وتوسّطت تركيا في هذه القضية بهدف حل الخلاف القائم بين إثيوبيا والصومال بطريقة تضمن لأديس أبابا وصولا إلى المياه الدولية عبر الصومال، لكن من دون المساس بسيادة مقديشو.

وأعرب إردوغان عن قناعته بأنّ الاتفاق الذي تم التوصل إليه الأربعاء، بعد ثماني ساعات من المفاوضات، سيضمن وصول إثيوبيا إلى البحر. وقال "أعتقد أنّه من خلال الاجتماع الذي عقدناه اليوم (...) سيقدّم أخي شيخ محمود الدعم اللازم للوصول إلى البحر" لإثيوبيا.

من جهته، قال رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه "لقد قمنا بتسوية سوء التفاهم الذي حدث في العام الماضي... إثيوبيا تريد وصولا آمنا وموثوقا به إلى البحر. هذا الأمر سيفيد جيراننا بنفس القدر". وأضاف أنّ المفاوضات التي أجراها مع الرئيس الصومالي يمكن أن تسمح للبلدين "بأن يدخلا العام الجديد بروح من التعاون والصداقة والرغبة في العمل معا".

بدوره، قال الرئيس الصومالي، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه إنّ اتفاق أنقرة "وضع حدا للخلاف" بين مقديشو وأديس أبابا، مشدّدا على أنّ بلاده "مستعدّة للعمل مع السلطات الإثيوبية والشعب الإثيوبي". وإثيوبيا هي أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان لا منفذ بحريا له وذلك منذ انفصلت عنها إريتريا في 1991.