محمد مصطفى القباج... تاريخ من التنوير الفكري والسياسي

سيرة ذاتية على شكل سؤال وجواب خلال سلسلة مقالات

محمد مصطفى القباج
محمد مصطفى القباج
TT

محمد مصطفى القباج... تاريخ من التنوير الفكري والسياسي

محمد مصطفى القباج
محمد مصطفى القباج

استمتعت كثيراً بقراءة الكتاب الأخير للدكتور محمد مصطفى القباج؛ وذلك لعدة أسباب: أولها أني أحب كتب الذكريات أو المذكرات وألتهمها التهاماً. وثانيها هو أنه يتحدث عن الفترة العربية المعاصرة بكل شؤونها وشجونها الفكرية والدينية والسياسية. وثالثها هو أنه يتحدث عن قضايا ثقافية معينة كنت أنا أيضاً شاهداً عليها ولو من بعيد وبشكل ثانوي. وأقصد بها تلك المتعلقة بتأسيس المجلس القومي للثقافة العربية في باريس أولاً ثم في الرباط لاحقاً. وكان ذلك بدعم من الإخوان الليبيين وعلى رأسهم عمر الحامدي. وقد ضم المركز في عضويته بعض المثقفين السوريين الذين أتيح لي أن أتعرف عليهم لأول مرة ليس في سوريا ذاتها وإنما في باريس من أمثال إلياس مرقص، ومحيي الدين صبحي، وجورج طرابيشي، ولا أنسى رياض أبو ملحم.
عم يتحدث هذا الكتاب الصادر حديثاً عن دار أبي رقراق في حلة جمالية أنيقة تلفت النظر؟ أولاً ما هو عنوانه؟ العنوان الكامل هو التالي: «عم يتحدثون؟ سيرة ذاتية - عن أعلام الفكر - أبحاث ورؤى - قراءات». ما يهمنا هنا بالدرجة الأولى هو السيرة الذاتية التي تحتل النصف الأول من الكتاب. وقد زاد من متعتها وتشويقها أنها معروضة على هيئة سؤال وجواب من خلال سلسلة مقابلات أجراها معه الكاتب والصحافي رشيد عفيف. ومعلوم أن كتب المقالات المشكلة من سؤال وجواب ممتعة جداً ولا تمل سواء بالفرنسية أم العربية. أعترف بأنني وجدت صعوبة في ترك الكتاب مرغماً حتى صبيحة اليوم التالي بعد أن كان قد شغلني حتى منتصف الليل أو أكثر. وعندئذ نعست وتعبت عيناي عن جد فاضطررت إلى ترك الكتاب مرغماً على أمل أن ألقاه صبيحة اليوم التالي فأكمله وأجهز عليه. وهدا ما حصل. كان السؤال الأول الذي طرحه عليه رشيد عفيف هو التالي: أين ومتى رأى مصطفى القباج النور؟ وكان جواب المؤلف على النحو التالي: ازددت سنة 1940، هذه الكلمة وحدها «ازددت» تعجبني عند إخواننا المغاربة وتكاد تميتني من الضحك في ذات الوقت. نحن المشارقة نقول: «وُلدت» سنة كذا، أما هم فيقولون: «ازددت» سنة كذا. وهذا التنوع في التعبير عن شيء واحد يمثل غنى وثروة للغة العربية ولا يزعجني على الإطلاق. ولكن الشيء المهم ليس هنا، بل الشيء المهم هو أنه من أصل مراكشي وأن أمه أنجبته في الرباط عندما كانت العائلة متجهة في طريقها إلى فاس؛ ولذلك يقول هذه العبارة الجميلة: «امتزجت في ذاتي ثلاثة أتربة: تراب مراكش ونخيلها، ومياه محيط الرياض، وروحانيات فاس». ومعلوم أن فاس العريقة هي العاصمة الدينية والروحية للمغرب. ولكن المعلوم أيضاً هو أن مراكش التي لا تقل عراقة كانت عاصمة الإمبراطورية المغربية الشاسعة الواسعة أيام المرابطين والموحدين. وبالتالي فهي ذات أمجاد خالدة أيضاً. جميلة هي المقاطع التي يتحدث فيها الدكتور القباج عن طفولته الأولى وتربيته الدينية والوطنية المناهضة للاستعمار الفرنسي في مدينة فاس. وأعتقد أنها ستبقى وثيقة تاريخية للأجيال القادمة، وأنها ثمينة جداً، ولكن سأقفز على كل ذلك بسرعة لكي أصل إلى إشكالية عامة تخص الحرية الفكرية في العالم العربي أو بالأحرى انعدام الحرية الفكرية. وأكبر مثال لذلك هو أن «المركز القومي للثقافة العربية» لم يجد سقفاً عربياً واحداً يؤويه فاضطر إلى الهجرة إلى فرنسا. نعم لقد كانت باريس هي أول عاصمة تحتضن المركز القومي للثقافة العربية! ولكن أليست باريس هي عاصمة الثقافة العالمية وليس فقط العربية منذ عصر الأنوار وحتى اليوم؟ حتى نيويورك لا تستطيع أن تنافسها على هذا اللقب. على أي حال المسألة الأساسية ليست هنا فقط. القضية المركزية التي ينبغي أن تشغل اهتمامنا بعد الاطلاع على الكلام الهام للدكتور القباج هي التالية: لماذا كانت الرباط هي العاصمة الثانية للمركز القومي للثقافة العربية وليست القاهرة أو بيروت مثلاً؟ هل يمكن أن يكون النظام الملكي أكثر تقبلاً للحرية الفكرية في العالم العربي من الأنظمة المدعوة جمهورية بل وحداثية؟! هل يمكن أن يتسع صدره لها أكثر من سواه؟ والجواب: نعم يمكن. كل الأنظمة القومجية المؤدلجة ذات الحزب الواحد والجريدة الواحدة فقدت مصداقيتها وتهاوت على عروشها وبقيت الأنظمة الملكية ذات الشرعية التاريخية التي تصعب زعزعتها. هذه حقيقة. كل هذا الصراخ والزعيق والنعيق الغوغائي الديماغوجي الذي هيمن على العالم العربي منذ الخمسينات وحتى الأمد القريب تبخر أو سقط واندثر. في نهاية المطاف لا يصح إلا الصحيح. لقد قبل الحسن الثاني أن يستقبلهم بكل حفاوة في القصر الملكي بمراكش ويرحب بهم وبالمركز القومي للثقافة العربية، بل وحاضر فيهم لمدة ثلاثة أرباع الساعة عن «الحرية الفكرية وحرية الصحافة وحرية التعبير داخل المجتمع وعن الاختيارات الديمقراطية». بل وقال لهم هذه العبارة الجميلة: «أنا مرتاح لهذه المبادرة الطيبة التي أعادت الثقة بيني وبين أعلام الفكر في المشرق العربي». هذا الكلام لا يقوله إلا شخص مثقف يعرف معنى الفكر وأعلام الفكر. هذا الكلام الذكي المستنير لا يمكن أن يقوله شخص جاهل كصدام حسين مضاد لكل ثقافة وفكر هذا على فرض أنه يعرف معنى ذلك أصلاً. ولا يمكن أن يقوله شخص جاهل آخر أعمته الآيديولوجيا: عنيت معمر القذافي.
نقول ذلك رغم أن النظام الليبي كان هو ممول هذا المشروع الكبير من خلال الأستاذ عمر الحامدي. هل من قبيل المصادفة أن يكون صدام والقذافي قد انتهيا نهاية مروعة ومتشابهة؟ حتى أولادهما دفعوا الثمن الباهظ. أحياناً أطرح على نفسي هذا السؤال... وحدها الأنظمة الملكية غير المؤدلجة تماماً تستطيع أن تحتضن المركز القومي للثقافة العربية ولكن ليس الأنظمة الثورية القومية الاشتراكية! لماذا تزدهر مراكز الترجمة والبحوث في السعودية والإمارات والبحرين؟ هل من قبيل المصادفة؟ هل كانت ستزدهر لولا وجود نظام ملكي مستقر وحكم رشيد؟ ولهذا السبب كان مقره الثاني هو الرباط بعد باريس. أخيراً عادت مراكز الثقافة العربية إلى بيتها وعرينها. وقد أسهم محمد مصطفى القباج مساهمة فعالة في تحقيق هذا الهدف النبيل والضروري. لنتفق على الأمور هنا: الشيء الذي قتل الثقافة العربية والفكر العربي والحياة العربية ذاتها هو الأدلجة العمياء والشعارات الغوغائية التي هيمنت على المشرق العربي. أما آن الأوان لكي نتنفس الصعداء ولكي تحل الثقافة الإبستمولوجية محل الثقافة الآيديولوجية؟ أما آن الأوان لكي نفهم أن الفكر العلمي الإبستمولوجي الحر هو المنقذ والمحرر والمخلص للعرب والمسلمين ككل. أقصد بالإبستمولوجيا هنا فلسفة العلوم والفكر العميق غير المشروط مسبقاً بمسلمات دوغمائية: أي دينية أصولية أو قومية شوفينية. ما سقط مؤخراً ليس الإسلام ولا العروبة، معاذ الله، بل ما سقط مؤخراً هو الفهم الظلامي المتعصب للإسلام، والفهم الشوفيني العنصري للقومية العربية؛ ولذلك نقول: المستقبل هو للإسلام المستنير العظيم وللقومية العربية ذات النزعة الإنسانية والحضارية. ما معنى قومية عربية تحتقر إخواننا الكرد في المشرق أو إخواننا الأمازيغ في المغرب أو حتى تنفي وجودهم مجرد وجود؟ هل لها مستقبل؟ مستحيل. وما معنى إسلام طائفي تكفيري؟ هل له مستقبل في عصر التسامح والعولمة الكونية؟ مستحيل. لمحت في كتاب الدكتور القباج إشارات عديدة على هذا التوجه الفلسفي الإيجابي ذي النزعة الإنسانية الطيبة والعميقة. هناك صفحات عديدة هامة تنضح بهذا التوجه المعرفي الحر الذي قد يفتح لنا طريق المستقبل؛ ولذلك فإذا ما تأسس المركز القومي للثقافة العربية يوماً ما فسوف يأخذ كل هذه المعطيات والحيثيات - والانهيارات! - والمستجدات بعين الاعتبار.


مقالات ذات صلة

«تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر في تشجيع الشباب على القراءة

يوميات الشرق «تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر  في تشجيع الشباب على القراءة

«تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر في تشجيع الشباب على القراءة

كشفت تقارير وأرقام صدرت في الآونة الأخيرة إسهام تطبيق «تيك توك» في إعادة فئات الشباب للقراءة، عبر ترويجه للكتب أكثر من دون النشر. فقد نشرت مؤثرة شابة، مثلاً، مقاطع لها من رواية «أغنية أخيل»، حصدت أكثر من 20 مليون مشاهدة، وزادت مبيعاتها 9 أضعاف في أميركا و6 أضعاف في فرنسا. وأظهر منظمو معرض الكتاب الذي أُقيم في باريس أواخر أبريل (نيسان) الماضي، أن من بين مائة ألف شخص زاروا أروقة معرض الكتاب، كان 50 ألفاً من الشباب دون الخامسة والعشرين.

أنيسة مخالدي (باريس)
يوميات الشرق «تيك توك» يقلب موازين النشر... ويعيد الشباب إلى القراءة

«تيك توك» يقلب موازين النشر... ويعيد الشباب إلى القراءة

كل التقارير التي صدرت في الآونة الأخيرة أكدت هذا التوجه: هناك أزمة قراءة حقيقية عند الشباب، باستثناء الكتب التي تدخل ضمن المقرّرات الدراسية، وحتى هذه لم تعد تثير اهتمام شبابنا اليوم، وهي ليست ظاهرة محلية أو إقليمية فحسب، بل عالمية تطال كل مجتمعات العالم. في فرنسا مثلاً دراسة حديثة لمعهد «إبسوس» كشفت أن شاباً من بين خمسة لا يقرأ إطلاقاً. لتفسير هذه الأزمة وُجّهت أصابع الاتهام لجهات عدة، أهمها شبكات التواصل والكم الهائل من المضامين التي خلقت لدى هذه الفئة حالةً من اللهو والتكاسل.

أنيسة مخالدي (باريس)
يوميات الشرق آنية جزيرة تاروت ونقوشها الغرائبية

آنية جزيرة تاروت ونقوشها الغرائبية

من جزيرة تاروت، خرج كم هائل من الآنية الأثرية، منها مجموعة كبيرة صنعت من مادة الكلوريت، أي الحجر الصابوني الداكن.

يوميات الشرق خليل الشيخ: وجوه ثلاثة لعاصمة النور عند الكتاب العرب

خليل الشيخ: وجوه ثلاثة لعاصمة النور عند الكتاب العرب

صدور كتاب مثل «باريس في الأدب العربي الحديث» عن «مركز أبوظبي للغة العربية»، له أهمية كبيرة في توثيق تاريخ استقبال العاصمة الفرنسية نخبةً من الكتّاب والأدباء والفنانين العرب من خلال تركيز مؤلف الكتاب د. خليل الشيخ على هذا التوثيق لوجودهم في العاصمة الفرنسية، وانعكاسات ذلك على نتاجاتهم. والمؤلف باحث وناقد ومترجم، حصل على الدكتوراه في الدراسات النقدية المقارنة من جامعة بون في ألمانيا عام 1986، عمل أستاذاً في قسم اللغة العربية وآدابها في جامعة اليرموك وجامعات أخرى. وهو يتولى الآن إدارة التعليم وبحوث اللغة العربية في «مركز أبوظبي للغة العربية». أصدر ما يزيد على 30 دراسة محكمة.

يوميات الشرق عمارة القاهرة... قصة المجد والغدر

عمارة القاهرة... قصة المجد والغدر

على مدار العقود الثلاثة الأخيرة حافظ الاستثمار العقاري في القاهرة على قوته دون أن يتأثر بأي أحداث سياسية أو اضطرابات، كما شهد في السنوات الأخيرة تسارعاً لم تشهده القاهرة في تاريخها، لا يوازيه سوى حجم التخلي عن التقاليد المعمارية للمدينة العريقة. ووسط هذا المناخ تحاول قلة من الباحثين التذكير بتراث المدينة وتقاليدها المعمارية، من هؤلاء الدكتور محمد الشاهد، الذي يمكن وصفه بـ«الناشط المعماري والعمراني»، حيث أسس موقع «مشاهد القاهرة»، الذي يقدم من خلاله ملاحظاته على عمارة المدينة وحالتها المعمارية.

عزت القمحاوي

عمل فني صادم: رؤوس مشاهير التكنولوجيا على كلاب روبوتية (فيديو)

روبوتات تُشبه آندي وارهول (يساراً) وإيلون ماسك (يميناً) تُعرض في معرض «حيوانات عادية» للفنان بيبل في «آرت بازل ميامي بيتش» (أ.ب)
روبوتات تُشبه آندي وارهول (يساراً) وإيلون ماسك (يميناً) تُعرض في معرض «حيوانات عادية» للفنان بيبل في «آرت بازل ميامي بيتش» (أ.ب)
TT

عمل فني صادم: رؤوس مشاهير التكنولوجيا على كلاب روبوتية (فيديو)

روبوتات تُشبه آندي وارهول (يساراً) وإيلون ماسك (يميناً) تُعرض في معرض «حيوانات عادية» للفنان بيبل في «آرت بازل ميامي بيتش» (أ.ب)
روبوتات تُشبه آندي وارهول (يساراً) وإيلون ماسك (يميناً) تُعرض في معرض «حيوانات عادية» للفنان بيبل في «آرت بازل ميامي بيتش» (أ.ب)

انتشر عمل فني من معرض «آرت بازل» يضم كلاباً آلية تحمل رؤوساً شمعية لوجوه شخصيات بارزة؛ مثل جيف بيزوس وإيلون ماسك ومارك زوكربيرغ، انتشاراً واسعاً، إذ يتناول تأثير رواد التكنولوجيا على الطريقة التي نرى بها العالم.

وتتجول الكلاب الروبوتية ذات اللون الجلدي، والمزوّدة برؤوس شمعية دقيقة تشبه مستوى متحف «مدام توسو» لعدد من المليارديرات والفنانين - من بينهم جيف بيزوس، وإيلون ماسك، ومارك زوكربيرغ، وآندي وارهول، وبابلو بيكاسو - داخل حظيرة صغيرة، وتقوم بـ«إخراج» صور فوتوغرافية.

ويحمل العمل الفني عنوان «حيوانات عادية» من إنتاج استوديو «بيبِل» في تشارلستون، وقد عُرض هذا العام في «آرت بازل» خلال انطلاق الفعالية السنوية في ميامي بولاية فلوريدا.

وقال مايك وينكلمان، المعروف باسم «بيبِل»، في مقطع نُشر من بورتوريكو على «تيك توك»: «الصورة التي يلتقطونها، يعيدون تفسير الطريقة التي يرون بها العالم. لذا فهي تضم فنانين، ولديها أيضاً إيلون وزوكربيرغ». وأضاف: «وبشكل متزايد، هؤلاء التقنيون والأشخاص الذين يتحكمون في هذه الخوارزميات هم الذين يقررون ما نراه، وكيف نرى العالم».

وتتجول الكلاب الروبوتية، وتجلس، وتصطدم بعضها ببعض، وبين الحين والآخر يومض ظهرها بكلمة «poop mode» قبل أن تُخرج صورة رقمية تُترك على الأرض، وفق ما أفادت شبكة «فوكس نيوز» الأميركية.

وكتب أحد مستخدمي «تيك توك»: «شكراً، لم أكن أخطط للنوم الليلة على أي حال»، وقال آخر: «هؤلاء مقلقون تقريباً مثل الأشخاص الفعليين»، وعلّق مستخدم على حساب «آرت بازل» في «إنستغرام»: «هذا عبقري ومرعب في الوقت نفسه»، فيما تساءل آخر: «هل هذا حقيقي أم ذكاء اصطناعي؟».

مشهد من معرض «حيوانات عادية» في ميامي (أ.ف.ب)

ويهدف العمل الفني، بحسب الناقد الفني إيلي شاينمان الذي تحدث لـ«فوكس نيوز»، إلى إعادة النظر في كيفية تمكّن الفنانين العاملين في البيئات الرقمية من إحياء مفاهيمهم وأفكارهم عبر الروبوتات، والنحت، والرسم، والطباعة، والأنظمة التوليدية، والأعمال الرقمية البحتة.

وقال وينكلمان لشبكة «سي إن إن»، إن الروبوتات صُممت للتوقف عن العمل بعد 3 سنوات، على أن تكون مهمتها الأساسية تسجيل الصور وتخزينها على سلسلة الكتل (البلوك تشين). وأكد معرض «آرت بازل» لـ«فوكس نيوز ديجيتال»، أن كل نسخة من روبوت «حيوانات عادية» بيعت بالفعل مقابل 100 ألف دولار.

وقال فينتشنزو دي بيليس، المدير العالمي والمدير الفني الرئيسي لمعارض «آرت بازل»، لـ«فوكس نيوز ديجيتال»: «نهدف من خلال معرض (زيرو 10) إلى منح ممارسات العصر الرقمي سياقاً تنظيمياً مدروساً، وخلق مساحة للحوار بين الجمهور الجديد والحالي، مع الإسهام في بناء بيئة مستدامة للفنانين والمعارض وهواة الجمع على حدٍ سواء».


نقابات هوليوود تنتفض ضد صفقة «نتفليكس - وارنر» البالغة 72 ملياراً

«زلزال اندماج» قد يُغيّر معايير المنافسة في السينما (رويترز)
«زلزال اندماج» قد يُغيّر معايير المنافسة في السينما (رويترز)
TT

نقابات هوليوود تنتفض ضد صفقة «نتفليكس - وارنر» البالغة 72 ملياراً

«زلزال اندماج» قد يُغيّر معايير المنافسة في السينما (رويترز)
«زلزال اندماج» قد يُغيّر معايير المنافسة في السينما (رويترز)

دقَّت نقابات هوليوود وأصحاب دُور العرض ناقوس الخطر بشأن صفقة الاستحواذ المُقترحة من «نتفليكس» على شركة «وارنر براذرز ديسكفري» بقيمة 72 مليار دولار، مُحذّرين من أنّ الصفقة ستؤدي إلى خفض الوظائف، وتركيز السلطة، وتقليل طرح الأفلام في دُور العرض إذا اجتازت مراجعة الجهات التنظيمية.

ووفق «رويترز»، من شأن الصفقة أن تضع العلامات التجارية التابعة لشركة البثّ العملاقة «إتش بي أو» تحت مظلّة «نتفليكس»، وأن تسلّم أيضاً السيطرة على استوديو «وارنر براذرز» التاريخي إلى منصة البثّ التي قلبت بالفعل هوليوود رأساً على عقب، عبر تسريع التحوّل من مشاهدة الأفلام في دُور السينما إلى مشاهدتها عبر المنصة.

وقد تؤدّي الصفقة إلى سيطرة «نتفليكس»، المُنتِجة لأعمال شهيرة مثل «سترينجر ثينغز» و«سكويد غيم»، على أبرز أعمال «وارنر براذرز»؛ مثل «باتمان» و«كازابلانكا».

وقالت نقابة الكتّاب الأميركيين في بيان: «يجب منع هذا الاندماج. قيام أكبر شركة بثّ في العالم بابتلاع أحد أكبر منافسيها، هو ما صُمّمت قوانين مكافحة الاحتكار لمنعه».

وتُواجه الصفقة مراجعات لمكافحة الاحتكار في الولايات المتحدة وأوروبا، وقد عبَّر سياسيون أميركيون بالفعل عن شكوكهم.

الصفقة تواجه أصعب امتحان تنظيمي (د.ب.أ)

وتُمثّل النقابة الكتّاب في مجالات الأفلام السينمائية والتلفزيون والقنوات الخاصة والأخبار الإذاعية والبودكاست ووسائل الإعلام عبر الإنترنت. وأشارت إلى مخاوف تتعلَّق بخفض الوظائف وتخفيض الأجور وارتفاع الأسعار بالنسبة إلى المستهلكين، وتدهور ظروف العاملين في مجال الترفيه.

وقالت «نتفليكس» إنها تتوقع خفض التكاليف السنوية بما يتراوح بين مليارَي دولار و3 مليارات دولار على الأقل، بحلول السنة الثالثة بعد إتمام الصفقة.

وحذّرت كذلك «سينما يونايتد»، وهي منظمة تجارية تُمثّل 30 ألف شاشة عرض سينمائي في الولايات المتحدة و26 ألف شاشة حول العالم، من أنّ الصفقة قد تقضي على 25 في المائة من أعمال دور العرض محلّياً.

وتُصدر «نتفليكس» بعض الأفلام في دور العرض قبل إتاحتها للمشتركين على المنصة، وقالت الشركة إنها ستحافظ على طرح أفلام «وارنر براذرز» في دُور السينما، وتدعم محترفي الإبداع في هوليوود. ووصف رئيس منظمة «سينما يونايتد» مايكل أوليري، الاندماج بأنه «تهديد لم يسبق له مثيل»، مُتسائلاً عمّا إذا كانت «نتفليكس» ستحافظ على مستوى التوزيع الحالي.

وقالت نقابة المخرجين الأميركيين إنّ لديها مخاوف كبيرة ستناقشها مع «نتفليكس». وأضافت: «سنجتمع مع (نتفليكس) لتوضيح مخاوفنا وفَهْم رؤيتهم لمستقبل الشركة بشكل أفضل. وفي الوقت الذي نقوم فيه بهذه العناية الواجبة، لن نصدر مزيداً من التعليقات».


8 علامات تشير إلى أن وظيفتك تضر بصحتك العقلية

الإرهاق يحدث عندما لا نُعيد شحن طاقتنا بشكل كافٍ من ضغوط العمل (رويترز)
الإرهاق يحدث عندما لا نُعيد شحن طاقتنا بشكل كافٍ من ضغوط العمل (رويترز)
TT

8 علامات تشير إلى أن وظيفتك تضر بصحتك العقلية

الإرهاق يحدث عندما لا نُعيد شحن طاقتنا بشكل كافٍ من ضغوط العمل (رويترز)
الإرهاق يحدث عندما لا نُعيد شحن طاقتنا بشكل كافٍ من ضغوط العمل (رويترز)

يُعبر كثير من الموظفين عن عدم رضاهم عن ظروف العمل في معظم الأحيان، فهناك دائماً جوانب في المكتب تُشعرك بالإرهاق. ولكن في بعض الأحيان، قد تكون وظيفتك ليست مُرهقة فحسب؛ بل سامة بالفعل وتستنزف طاقتك.

قد تكون الوظائف سامة لأسباب عديدة، ومُملة بشكل لا يُطاق. قد يكون الزبائن هم من يجعلونها سامة؛ مثل رواد المطاعم المُتطلبين، أو ربما يكون السبب المدير أو الزملاء غير المتعاونين، وفقاً لموقع «ويب ميد».

من المهم هنا التمييز بين الوظيفة السامة والإرهاق. يحدث الإرهاق عندما لا نُعيد شحن طاقتنا بشكل كافٍ من ضغوط العمل، ونُنهك تدريجياً. مع قسط كافٍ من الراحة، وربما منظور مختلف لعملنا، يمكننا التعافي من الإرهاق. ولكن إذا كانت الوظيفة بالفعل سامة، فلن تكفي أي راحة أو وقت فراغ بعد عودتك.

وإذا كنت تشعر حقاً بعدم السعادة في العمل، فابحث عن العلامات التالية التي تشير إلى أن وظيفتك سامة لصحتك النفسية والعقلية:

1. اختفاء المشاعر الإيجابية في العمل

تشعر بكثير من الفرح والراحة بعيداً عن العمل، لكن هذه المشاعر تختفي بمجرد دخولك مكان العمل. بدلاً من ذلك، تشعر دائماً بعدم الارتياح، أو التوتر، أو مجرد إرهاق عاطفي. ربما ينصحك زملاؤك بالتفاؤل، لكنك لا تستطيع سوى إجبار نفسك على الابتسام.

2. يستغرق الأمر عطلة نهاية الأسبوع بأكملها للتعافي

تتدهور صحتك النفسية طوال الأسبوع. بحلول يوم الثلاثاء، تكون مرهقاً، ولا تتخيل كيف ستصمد حتى يوم الجمعة. عندما تأتي عطلة نهاية الأسبوع أخيراً، بالكاد تتطلع إليها لأنك منهك للغاية. عندما تبدأ بالتعافي أخيراً، يحين وقت العودة إلى العمل.

3. تشعر بالتوتر والانزعاج ليلة الأحد

في ليالي الجمعة والسبت، يمكنك إبعاد العمل عن ذهنك، ولكن بحلول يوم الأحد، لن تتمكن من إنكار قدومه. من الصعب عليك التفاعل مع من حولك، ولا تستمتع بآخر يوم في عطلة نهاية الأسبوع، كما تترقب صباح الاثنين.

4. تحلم بالتقاعد - الذي قد يكون على بُعد عقود

لا يتوقف الأمر على عطلة نهاية الأسبوع - بل تحلم بإجازة دائمة من العمل. قد تبدأ حتى بالتخطيط لتقاعدك، أو التفكير في طرق للثراء حتى لا تضطر للعمل.

5. نوعية نومك تكون أسوأ بكثير في أيام العمل

العمل الضار يمكن أن يُفسد نومك تماماً. يشعر بعض الناس بالآثار في أيام عملهم (عادةً من الاثنين إلى الجمعة)، بينما قد يلاحظها آخرون تحسباً للعمل (من الأحد إلى الخميس).

6. تشعر بالمرض الجسدي

أظهرت دراسات لا حصر لها آثار التوتر المزمن على جهاز المناعة. إذا كنتَ مُسَمَّماً ببيئة عملٍ سيئة، فستشعر بآثارها ليس فقط على عقلك وروحك؛ بل على جسدك أيضاً. يبدو الأمر كأنك تُصاب بكل فيروسٍ منتشر، وتستغرق وقتاً أطول للتعافي من المعتاد.

7. تأخذ كثيراً من الإجازات الشخصية

حتى عندما لا تكون مريضاً جسدياً، قد تختار البقاء في المنزل قدر الإمكان. في بعض الأيام، تستيقظ وتبدو فكرة الذهاب إلى العمل مستحيلة. ربما تصل إلى حد ارتداء ملابسك وتناول الفطور، لكن فكرة القيادة إلى العمل تُشعرك بالغثيان.

8. لا تحب الشخص الذي أنت عليه في العمل

ربما يكون أبرز دليل على أن وظيفتك سامة أنها تُغيرك بطرق لا تُحبها. قد تجد نفسك منعزلاً، ومُركزاً على نفسك، ومتشائماً. وقد يمتد هذا إلى وقتك في المنزل مع عائلتك، وهو الجزء الأكثر إزعاجاً لك.

إذا كانت بعض هذه الأعراض تُؤثر عليك، ففكّر ملياً في مستقبلك بهذا المنصب. هل هناك طريقة لتغيير الوظيفة لتقليل تأثيرها عليك؟ أم أن الوقت قد حان لتغيير وظيفة أخرى؟ ناقش هذه الأفكار مع شخص تحبه وتثق به، وانتبه لمن تتواصل معه، خصوصاً من له مصلحة في قرارك. على سبيل المثال، زميل العمل الذي لا يريدك أن تترك الوظيفة، من المرجح أن يُعطيك تقييماً متحيزاً.